الثلاثاء، 21 أغسطس 2007

فترة عمر النصف وقدر الموت

السلام عليكم

ضربات القدر
يتعجب علماء الذرة من الكيفية التي تتحلل بها مجموعة من الذرات المشعة. فإنه كلما مر وقت ما "يسمى بفترة عمر النصف" يتحلل نصف كمية المادة المشعة الموجودة في المختبر, وهذا في ذاته ليس بعجيب ولكن العجب كل العجب يتملك العلماء عندما يراقبون الذرات المنفردة, فإنه بعد طول بحث نظري وعملي توصلوا أنه من الاستحالة بحال التنبأ بمجموعة الذرات المنفردة التي ستتحلل في فترة نصف العمر القادمة, فإنه لا يوجد سبب لتحلل هذه الذرات بالذات دون غيرها فلا يوجد سبب يرونه يجعل الذرة "أ" تتحلل وتبقى جارتها "ب" دون تحلل, حتى إنهم من فرط عجبهم اطلقوا اسم ضربات القدر (انظر كتاب الكون الغامض للسير جيمس جينز) على سبب تحلل الذرات المنفردة دون غيرها !! واستنتجوا أن يداً خفية تتدخل في الأمر وتميت من يموت (تحلله) وتبقي من تبقي حياً (لا تحلله) فما أعجب هذه النتيجة

الموت
والمتأمل في شأن الأحياء يجد أن كثيراً من الناس الأصحاء (حيث لا يوجد سبب مادي لموتهم) يموتون دون سبب أو إن شئت فقل يموتون لأن أجلهم قد انتهى, فسبحان الله فما أشبه هذا بذاك!! سبحان الله ما أشبه عالم الأحياء الأصحاء بعالم الذرات. يقول الله في كتابه الكريم في سورة الزمر - آية 42

الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون

صدق الله العظيم

ولا يمكن بحال التنبؤ ما إذا كان انساناً صحيحاً سيموت في الساعة أو اليوم المقبل أم لا ويبين لنا الله تعالى خالق الذرات وخالق البشر هذه الحقيقة بقوله سبحانه في سورة لقمان - آية 34

ان الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الارحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت ان الله عليم خبير

صدق الله العظيم

الاستنتاج: طلاقة قدرة وعلم الله عز وجل
إن الله تعالى سبب لنا الأسباب لنفهم الكون من حولنا ولكنه نبه المتفكرين منا أنه بالرغم من هذا فإنه قدير على كل شئ يفعل ما يشاء وقتما شاء وأينما شاء. ونبههم أيضاً أن علمهم الحديث لا يستطيع أن يتنبأ بيقين بالأحداث على وجه تفصيلي وإنما أقصى ما يمكنه التنبأ به الأحداث على وجه إجمالي وإن شئت فقل على وجه تفصيلي ولكنه احتمالي ليس به يقين (وهذا هو موضوع ميكانيكا الكم في الفيزياء الحديثة) وبهذا فإن الله يمدنا من علمه بالقدر الذي يشاء فقط ومهما بلغنا من تقنيات تجريبية فإنه فمن الاستحالة معرفة كل شئ على وجه تفصيلي.
ويشير الى هذا الله تعالى في سورة البقرة - آية 255 فيقول

الله لا اله الا هو الحي القيوم لا تاخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الارض من ذا الذي يشفع عنده الا باذنه يعلم ما بين ايديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وسع كرسيه السماوات والارض ولا يؤوده حفظهما وهو العلي العظيم

صدق الله العظيم
والله أعلم
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم