الأربعاء، 24 يناير 2007

والسماء رفعها ووضع الميزان


السلام عليكم
قال الله تعالى في سورة الرحمن

وَالسَّمَاء رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9)
صدق الله العظيم
إن الله تعالى خلق الكون (والسماء رفعها) وجعل فيه قوة الجاذبية لتحافظ عليه . فالتوسع الدائم في الكون كان من الممكن أن يشكل خطراً عظيماً لولا وجود الجاذبية (ووضع الميزان) لتهدئ وتضبط هذا التوسع حتى لا ينفجر الكون كفقاعة صابون. وبالاستعانة بالجاذبية استطاع الإنسان أن يعلم الكم الذي تحتويه الأشياء من مادة وذلك عن طريق استخدام الميزان. ويجب على الإنسان أن يكون أميناً في هذا (ألا تطغوا في الميزان(8)وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان). فلنتقي الله في موازيننا كما أمرنا
والميزان هنا يمكن أن يُفهم بفهمٍ أعم وهو التوازن الطبيعي الذي خلقه الله تعالى في الكون والجاذبية الكونية ماهي إلا وسيلة من الوسائل العديدة التي خلقها الله تعالى لحفظ هذا التوازن. ويجب على الإنسان أن يحافظ على هذا التوازن حتى لا يفسد الكون من حوله ومن ضمن هذا التوازن هو العدل بين الناس فيجب على الإنسان إذا عرضت عليه قضية ما أن يعدل ولا يرجح ما هو ليس راجح (وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان) فسبحان الله الذي وضع الميزان لينتظم به الكون وتنتظم به حياة البشر سواءا بسواء

والله أعلم

الثلاثاء، 23 يناير 2007

إلا في كتاب مبين

السلام عليكم

محاولة للتأمل في كم علم الله!
==============

كلنا يعلم أن علم الله لاحدود له ولكن هل سبق لنا أن تخيلنا من قبل كم هذا العلم بمقاييسنا الحديثة لكم المعلومات!؟ سأعطي لكم مثالًا بسيطًا لتخيل مدى ضخامة هذا العلم. تخيلوا معي أننا سنحسب مقدار ذاكرة الحاسوب التي يمكن ان نخزن فيها كل المعلومات التي حدثت في الكون من نشاته الأولى إلى فنائه, هذه المعلومات التي هي جزءٌ ضئيل من علم الله تعالى .
هذه المعلومات تشمل كل شئ وليس فقط المعلومات المحسوسة بحواسنا البسيطة! إنه أشبه بتسجيل فيلم "فيديو" مفصل يحتوي على طبقات متعددة من المعلومات لكل ما يحدث في كوننا وكل ما حدث وكل ما سيحدث. كم نحتاج من الذاكرة الإلكترونية لاستيعاب معلومات هذا الفيلم؟ إنه رقم لا يتخيله عقل وهو يصلح تمامًا للتعبير عن المفهوم الرياضي للانهاية!! ولاسيما أن هذه المعلمومات هي بدقة لا متناهية

يقول الله تعالى في سورة الأنعام - آية 59

"وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين"

ويقول أيضاً في سورة يونس - آية 61

"وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرءان ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودًا اذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين"

ويقول أيضاً في سورة سبأ - آية 3

"وقال الذين كفروا لا تأتينا الساعة قل بلى وربي لتأتينكم عالم الغيب لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين"
صدق الله العظيم

إنه ليس فقط علم بكل ماحدث في الكون من بدايته إلى نهايته! ولكنه أيضاً بدقة لا نهائية (ولا أصغر من ذلك ولا أكبر ) وذلك كله معلوم من قِبل الله تعالى (إلا في كتاب مبين) فسبحان الله العظيم وتعالى علوًا كبيرًا.

والله أعلم

السبت، 20 يناير 2007

مفتاح السعادة

السلام عليكم
إن السعي وراء معرفة ماهية السعادة فضلًا عن إدراكها قد أرهق الفلاسفة والمفكرين قديمًا وحديثًا . وقد أعجز القرءان الكريم البشر عندما عبر عن أسباب وأركان السعادة ونتيجة تنفيذ هذه الأركان بآية واحدة من الذكر الحكيم. فتبارك الله منزل القرءان الذي فيه سعادة البشر في الدنيا والآخرة
قال الله تعالى

سورة النحل - آية 97
من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينهُ حياةً طيبةً ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون
صدق الله العظيم
أركان السعادة
أولاً: الإيمان
ثانياً:العمل الصالح
نتائج الالتزام بأركان السعادة
أولاً: الحياة الطيبة في الدنيا والآخرة ( فلنحيينه حياة طيبة ) .وعد الله لا يخلف الله وعده
ثانياً: الجزاء الحسن في الدنيا والآخرة (ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).وعد الله حقًا ومن أصدق من الله قيلًا!؟

والله أعلم

الجمعة، 12 يناير 2007

أسباب كبوة الأمة الإسلامية وسبيل النهوض

السلام عليكم
هذا موضوع شغل كثيرًا من المفكرين وكثير من الناس ضلوا وتركوا دينهم نتيجةً لهذه الكبوة فوجب أن نقرر أسباب الكبوة الحقيقية و أسباب النهوض.
هل الإسلام هو سبيل الخروج؟
بالطبع الإجابة هي نعم . ولكن يجب علينا أن نعرف ما هو الإسلام؟! إن الجزيرة العربية كانت بدوًا لا تمتلك أيًا من سمات الحضارة قبل الإسلام وكان العالم كله أيضًا يغط في نوبة من التخلف العميق. عندما أتى الإسلام تغير حال العرب فجأة بشكل غير مسبوق ليمتد سلطانهم من الهند شرقاً إلى المغرب غربا ومن فرنسا شمالاً إلى اليمن جنوباً. وكان هذا التفوق بسبب التقدم في كل من مجالي الروح والمادة جنبًا إلى جنب. فقد ربى الإسلام, المجتمع الزكي القلب, الذكي العقل, المجتمع القوي دون ظلم, الرحيم دون ضعف, والعالِم بشئون الدنيا والآخرة دون أدنى ذرة من عُجبٍ أو غرور.
إذن من الواضح أن الإسلام كان هو سبب تقدم الأمة في رعيلها الأول
معنى الحضارة
إن الحضارة هي الأخلاق في المرتبة الأولى وكل ما أدى إلى تمام الأخلاق ومكارمها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق
صدق الرسول الكريم
ولم تكن الحضارة يومًا ما ولن تكون هي الإنغماس في وسائل التقنية مع هبوط الروح وارتكاسها في أسفل سافلين كما هو الوضع عليه بالنسبة لكثير من المجتمعات المتقدمة علميًا والتي نطلق عليها خطأً لفظ "متحضرة" فوجب التنبيه على الفرق بين التقدم المادي والحضارة الحقيقة وإذا التزمنا بهذا التعريف للحضارة فإننا لا نكاد نجد أمة متحضرة في يومنا هذا. فالغرب المتقدم ماديًا مرتكس روحياً وأخلاقيًا في أغلب الأحوال والأمة "الإسلامية" لم تحصل لا تقدمًا ماديًا ولا ارتقاءًا روحيًا فهم أقل تحضرًا في يومنا هذا من الغرب!!.
ولكي تتحقق الحضارة بمعناها الحقيقي لابد من قوة تحميها وهذه القوة لن تتأتى إلا بالتفوق في مجال المادة بجانب التفوق والسمو الروحي والأخلاقي
معنى الإسلام الحقيقي الذي يؤدي إلى الحضارة
إن الإسلام هو الاستسلام لله وحده استلامًا كاملًا وطاعته في أوامره والبعد عما نهى عنه. والإسلام هو دين الله المنزل والذي فصله الله ووضحه في كتابه الكريم القرءان وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .وحيث أن الإسلام هو دين الله الخاتم فهو دين العالمين جميعًا في كل مكان وكل زمان وبالتالي فإن حصر الإسلام وتقييده بمكان او زمان يشوهه ويساهم فيما تعاني منه الأمة الآن من كبوة على كبوة.
السبيل إلى ارتقاء الأمة مرة أخرى: سبيلان رئيسيان
أولًا: فهم الإسلام فهمًا صحيحًا والعودة إلى أصوله الخالدة ونبذ كل ما استجد عليه وأُلصق لصقًا به وهو ليس منه, وهذا لن يتأتى إلا بفصل الإسلام الإلهي عن الفكر الإسلامي البشري ومعرفة ما ينبغي تقديسه وما لا ينبغي. فالفكر الإسلامي الذي هو تفسير البشر في كل عصر من العصور للإسلام, فيجب ألا يؤخذ بدون تحقيق وتمحيص ويجب أن يكون مرجعنا الأساسي في فهم الإسلام هو القرءان والسنة الخالدان مع التوازن بين عدم إهمال التراث الإسلامي وعدم تقديسه.
ثانياً:نعتبر أن القرءان يتنزل علينا الآن فنطبقه على ظروف الحياة المعاصرة ولا نطبق فهم الأولين له على ظروفهم الماضية, هذا بالطبع في الشئون التي نزل فيها نصوص ليست قاطعة الدلالة, أما النصوص قاطعة الثبوت قاطعة الدلالة فيجب تنفيذها بحذافيرها.
تأثير الفهم الخاطئ للإسلام
والفهم الخاطئ للإسلام قد يؤدي بالأمة إلى التخلف بدلًا من التحضر. فالإسلام يجب أن يتبناه البشر كنظام كامل في حياتهم يضع لهم ضوابط وحدود هذه الحياة. وعندما يقع المسلمون في الخطأ الفاحش أن يؤمنوا ببعض الكتاب ويكفروا ببعض أو أن يسيئوا فهم معاني الإسلام الأساسية, تحدث الكارثة.
أمثلة للفهم الخاطئ لمعانٍ أساسية في الإسلام
أ-مفهوم التوكل: الفهم الخاطئ لهذا المعنى هو أن يظن الشخص أنه سوف يأتيه رزق الله بدون سعي أو جد, مع ان الحديث النبوي واضح وصريح في المعني الصحيح للتوكل
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطيور في أغمادها, تغدو خماصًا وتعود بطانًا
أو كما قال صلى الله عليه وسلم
إن الفهم الخاطئ يقف في فهم الحديث عند كلمة "أغمادها" وينسى أو يتناسى أن رزق الله لن يأتي إلا باحترام قوانين الله ونواميسه وسننه وهي أن الطيور "تغدو خماصًا"ً ويكون نتيجة هذا السعي أن "تعود بطانًا" وهو ذا المعنى الحقيقي للتوكل وهو أن يسعى الإنسان فيعطيه الله مع سعيه رزقًا مع اعتقاده بأن الرزق هو بسبب إرادة الله وليس بسبب السعي, وإنما السعي هو شرط تحقيق إرادة الله بالرزق وهو سنة ربانية يجب فعلها وإلا فإن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة.

ب- مفهوم العبادة: والفهم الخاطئ للعبادة هو اقتصارها على الصلاة والصوم والزكاة وحسب والمفهوم الصحيح هو أن تكون صلاة المسلم ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين
قال تعالى في سورة الأنعام - آية 162
"قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
صدق الله العظيم
فيجب أن تكون حياة المسلم متمحورة حول رضا الله سبحانه وتعالى وهذا لن يأتي إلا بأن يأخد الإسلام كله بجدٍ وقوة ويعمل به في كل أمور حياته فليس من المقبول أن يكون المسلم صائمًا نهاره قائمًا ليله مؤدٍ لصلواته وهو خائب في المجال الدراسي أو العملي. فلو أنه اقترف هذا فإنه قد يكون أخذ ببعض الإسلام وترك بعضًا وهذا هو عين الضلال

وأختم كلامي بالمقولة الشهيرة لعمر بن الخطاب رضي الله عنه
نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله
فلا مكان بيننا لا للعلمانية ولا لترك الدنيا إذا أردنا الحضارة
فلنجعل الدنيا مطيةً لنا لإدراك الآخرة ولنجعلها بين أيدينا وتحت أقدامنا وليست في قلوبنا
ولنعبد الله وحده نستغنى عن العالمين
ولنسخر أنفسنا لله يسخر الله لنا الكون كله

والله أعلم

الخميس، 4 يناير 2007

القرءان كلام الله المنزل

السلام عليكم

كثير من المسلمين يعرفون هذه الحقيقة ولكن لا يعرفون برهانها العقلي. توجد العديد من الحجج لإثبات هذه الحقيقة
.
الأولى: حجة مطابقة المصادر
هب جدلًا أن القرءان الكريم ناله تحريفات على مر الزمن. كان من الطبيعي نتيجةً لهذا أن نجد هناك اصدارات كثيرة من القرءان مختلفة عن بعضها البعض سواءً في ذاكرة الحافظين أو في النسخ المدونة. وكان من الطبيعي أن يختلف المسلمون بعضهم مع بعض على القرءان كل يحاول الانتصار لنسخته . ولكن هذا لم يحدث فقد اختلف المسلمون فيما بينهم ولله الحمد على كل شئ تقريباً عدا القرءان. إذًا القرءان الذي بين أيدينا هو هو الذي كان بين يدي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
الثانية: حجة حكمة الخالق في خلقه
إن القرءان يقول في نصه أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو آخر النبيين
"مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا "
وحيث أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول فكون محمد صلى الله عليه وسلم آخر النبيين معناه أنه آخر الرسل (لو قال القرءان هنا آخر الرسل لكان المعنى لا يستبعد أن يكون هناك نبي بعده) وحيث أن الكتب السماوية تبعث لنا من الله عن طريق الرسل فإن معنى الآية أن القرءان هو آخر كتب الله السماوية.
الآن هب أن هذه العبارة ليست حقيقية , فإن الأمر من الخطورة بحيث أن حكمة الخالق تقتضي تبيين أن يثبت لنا أن هذه العبارة خاطئة وذلك عن طريق ارسال رسول آخر معه معجزة أقوى وأمضى من معجزة القرءان أو يقدر الله وجود اصدارات متعددة من القرءان حتى نشك في مصداقيته ولكن شيئًا من هذا لم يحدث وهذه النتيجة تؤدي بنا إلى أن القرءان هو كتاب الله الخاتم فعلًا
وأيضًا حكمة الله أيضاً تقتضي أن يصون كتابه الخاتم عن التحريف والعبث وإلا لانتفت الحكمة من الخلق لأن أحدًا من الناس لن يعرف على سبيل اليقين لماذا خلقنا وما هو مطلوب منا في هذه الحياة.
إذن نستنتج أن حكمة الخالق تقتضي أن القرءان الذي بين أيدينا هو كلام الله المصون من التحريف والعبث
الثالثة:حجة التواتر والإعجاز
إن القرءان هو الكتاب السماوي الوحيد الذي نقل إلينا عن طريق التواتر (هو ما بلغت رواته في الكثرة مبلغاً أحالت العادة تواطؤهم على الكذب، و استمر ذلك في جميع الطبقات). ومن هذا نتستنتج أن القرءان الذي بين أيدينا هو نفسه الذي كان في ذاكرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
ولكن ما أدرانا أن القرءان الذي بين أيدينا هو نفسه الذي أُنزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؟
الإجابة ببساطة هي نفس الإجابة التي أقنعت العرب أن القرءان ليس من تأليف بشر وهي الإعجاز وإعجاز القرءان في عهد النبوة كان بالدرجة الأولى إعجازًا لغويًا حيث أن العرب الذين كانوا يتبارون مع بعضهم البعض في مهارتهم اللغوية وبلاغتهم أُجبروا إجبارًا على أن يعترفوا أن القرءان ليس من كلام البشر لأن كلام البشر يوجد بينه قاسم مشترك لم يجدوه في القرءان حتى قال الوليد بن المغيرة في وصفه عندما سمعه
و الله إن له لحلاوة و إن عليه لطلاوة و إن أسفله لمغدق و إن أعلاه لمثمر وإنه ليعلو ولا يعلى عليه وإنه ليحطم ما تحته و ما يقول هذا بشر
انتهى كلامه
أما الآن فإعجاز القرءان لم يعد مقتصرًا على اللغة وحسب بل على نواحٍ شتى لا يتسع المقام هنا لحصرها ومنها الإعجاز العلمي والذي يثبت بدون أدنى شك أن العرب يوم أنزل القرءان كان من المستحيل عليهم أن يصفوا ظواهر أبعد ما تكون عن خبرتهم بدقة بالغة مثل مراحل تكوين الجنين كما هي مذكورة في القرءان. وهذا يثبت مما لا يدع ثغرةً للمراء أن القرءان الذي بين أيدينا هو نفسه الذي أُنزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
الرابعة: حجة الإعجاز والتحدي دون التواتر
هب أنك لا تدري عن أمر التواتر شيئاً وأنك وجدت كتابًا موجود على منضدة يدعي أنه رسالة الله إلينا ويحتج على هذا بهذه الآيات في مواضع شتى منه ومنها على سبيل المثال لا الحصر
"وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ"
وفي موضع آخر
"أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"
وفي موضع آخر
"أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ"
وفي موضع آخر
"قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا"

ما هذا؟!, إن هذا الكتاب يقول أنه من عند الله وأنه يستحيل على الإنس والجن مجتمعين أن يأتوا بأقصر سورة من سوره ولكن لم ينجح أحد في هذا التحدي إلى الآن (بالطبع ظهرت بعض المحاولات الخائبة على مر العصور ولكنها كانت مفضوحة لمن عنده أدنى دراية بلغة العرب) إذن هذا إثبات كافٍ بأن هذا الكتاب الذي وجدته هو من عند الله فعلًا
الخامسة:حجة اتفاقه مع النفس البشرية
إن عدد حفاظ القرءان عن ظهر قلب عندما يقارن بعدد حفاظ نص أي كتاب على وجه الأرض تجد أن نتيجة المقارنة تكون غريبة جدًا عن أن يكون هذا الكتاب من عند بشر. والغريب أن الكثير الكثير من حفاظ القرءان منهم من هم الأطفال الذين لا يفقهون معانيه ومنهم من هم ليسوا عربًا أصلًا ولا يمكن تخيل أن هذا يحدث مع أي كتاب ليس من عند الله!, لماذا؟! لأن التفسير الوحيد لهذه الظاهرة أن هذا الكتاب يتناغم مع الفطرة البشرية بشكل ييسر جدًا عملية حفظه وهذا لكل من يحاول حفظه بالمقارنة بحفظ أي نص آخر! ما معنى هذا؟ معناه أنه لا بد وأن يكون من ألف القرءان هو هو من خلق البشر وذاكرته بحيث وُجد هذا التناغم تلقائياً وكأن القرءان محفور داخل نفوسنا وعقولنا وعملية الحفظ التي نقوم بها ما هي إلا عملية تذكر لا غير لشئ أزلي موجود فينا ! فتأمل!

الخلاصة
أن القرءان الذي بين أيدينا الآن هو كلام الله المنزل وخاتم الكتب السماوية والذي لم ينله أي تحريف

والله تعالى أعلى وأعلم

الثلاثاء، 2 يناير 2007

ثم جعلنا الشمس عليه دليلًا


السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة الفرقان - آية 45-
أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا
صدق الله العظيم

إن الكوكب الأرضي يتمتع بميزة يفتقدها العديد من الكواكب الأخرى ألا وهي الغلاف الجوي. والغلاف الجوي له أهمية عظمى لا ينتبه إليها الكثيرون وهي حماية الأرض من الآشعة الضارة سواءاً كانت هذه الآشعة فوق بنفسجية أو آشعة كونية وأيضاً حماية الأرض وسكانها من الشهب التي تسقط على الأرض فيعمل الغلاف الجوي على تبريدها قبل وصولها إلينا وامتصاص زخمها بحيث تصل الأرض بطيئة باردة, وبهذه الحقائق يتضح لنا أن الغلاف الجوي يعمل كالمظلة التي تمتعنا بالظل من كل ما يضرنا وتمرر كل ما ينفعنا! .. فسبحان الله الذي كل شئٍ عنده بمقدار.
والله تعالى مد هذا الغلاف بحيث يكون موازياً لسطح الأرض حيث أنه مد الأرض أيضًا بحيث لاتنتهي الرحلة عليها أبدا إلى نهاية وهذا لا يتحقق إلا بالسطح المغلق
يقول الله في سورة الحجر - آية 19
وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ
صدق الله العظيم

وتوجد خاصية فيزيائية للغلاف الجوي وهو أنه غاز وهذا الغاز إن لم يكن له طاقة حركة كافية أو كانت ساكنة ,والتي تعتبر الشمس من أهم مصادرها, تتغلب بها على الجاذبية الأرضية لسقطت جزيئات الغاز كلها على سطح الأرض ولماتت كل الكائنات اختناقناً (وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا) .فالحمد لله الذي جعل جزيئات هذا الغلاف الجوي في حركة دائبة تمكنه من الانتصار على الجاذبية الأرضية.

وتوجد خاصية أخرى عجيبة للغلاف الجوي أنه لا يظهر تأثيره التشتيتي للضوء الأزرق ,الذي يجعل السماء تتلون باللون الأزرق في النهار, إلا عندما تكون الشمس بازغة (ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا) فلولا الشمس ما رأينا هذا الغلاف الجوي (الظل) من خلال زرقته في النهار. والدليل على هذا أننا بالليل نرى الفضاء مباشرة ولو استخدمنا النظر فقط لما تمكننا على التعرف على وجود الغلاف الجوي بالليل, ونلاحظ أيضاً أن الكواكب التي لا تمتلك غلافًا جويًا كالقمر تظهر فيه السماء المجاورة للشمس في النهار باللون الأسود وذلك لأن الشمس موجودة ولكن لا يوجد غلاف جوي تدل عليه الشمس في نهار الكوكب!

والقمر يعد مثالاً آخر على ظاهرة أخرى مهمة وهي أنه نظراً لضعف جاذبيته فإن غلافه الجوي تطاير منذ أمد بعيد. ولكن الأرض برحمة ربنا بنا ليست كذلك فإن غلافها الجوي يتطاير ببطئ شديد جداً
يقول الله تعالى في الآية التالية في سورة الفرقان -آية 46
ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
صدق الله العظيم

وذلك لممانعة الجاذبية من تطاير الغلاف الجوي (الظل) ويترتب على هذا وجود شبه توازن بين الجاذبية وبين طاقة حركة جزيئات الغلاف الجوي بجيث أن التطاير يتم بعيدًا عن سطح الأرض بشكل يسير جداً حتى تستمر الحياة لأجل يعلمه الله.

فسبحان الله الذي منح الكرة الأرضية مقومات الحياة. وأنعم علينا بنعمه ظاهرة وباطنة

والله أعلم

الاثنين، 1 يناير 2007

الجاذبية الأرضية وتذكر الموت


السلام عليكم
لقد استرعى انتباهي ذات مرة العلاقة بين الكلمة الانجليزية (Gravity) والتي تعني الجاذبية الأرضية والكلمة الانجليزية (Grave) والتي تعني القبر !! يبدو للناظر للكلمتين بدون معرفة معناهم أنهما وثيقتا الصلة ببعضهما البعض. كان هذا الربط هو الشرارة الأولى لتوهج تأملي في هذه الأرض التي تجذبنا إليها دون كلل. وتأملت في حال الموتى بعد موتهم فوجدتهم جميعًا قد استوعبتهم الأرض في بطنها, وكأن الأرض تصارع الحياة باستمرار وإصرار مدهشين لتضم هؤلاء الناس إلى بطنها, وهم عندما يكونون أحياءًا يقامون النزول تحت سطحها طوال فترة حيواتهم. ثم ازددت تأملاً فوجدت أنه من الطبيعي أن تحن إلى أجسادنا وترغب في ضمها إليها مرةً أخرى وذلك لأننا خرجنا منها أصلًا.
قال الله تعالى في سورة طه - آية 55
منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى
صدق الله العظيم
فسبحان الله الذي يذكرنا بمصيرنا كل لحظةٍ بانجذابنا إلى أم أجسادنا (الأرض) وبالرغم من هذا التذكير الدائب فنحن عن هذه التذكرة غافلون, فنحن نحارب الموت طوال حياتنا دون أن نشعر بكل أشكال المقاومة, ولكن هيهات هيهات فإن جندي واحد من جنود الله ألا وهي الجاذبية تظل تؤثر علينا بثبات وعزيمة حتى تنتصر نهاية الأمر وترغمنا على الغوص في جسدها.
فلننتبه لأمر الموت فإنه جِد خطير ولنحسن أعمالنا قبل أن نلقي ربنا بلا زاد يعيننا.
اللهم ارزقنا التقوى وارزقنا الفردوس الأعلى من الجنة

والله أعلم