الخميس، 25 يونيو 2009

الإسلام والعلم

السلام عليكم
أهداف العلم في الإسلام
1- معرفة الخالق وقدره بالتأمل في اتقانه لخلقه.

قال تعالى:
"هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ"
صدق الله العظيم

قال تعالى أيضاً
"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ"
صدق الله العظيم

فالله تعالى يعرض قضية واضحة جلية ألا وهي : من أراد أن يعرف أنه يوجد خالق عظيم لهذا الكون فيه كل صفات الكمال ومتنزه عن كل صفات النقص فليتأمل في خلقه واتقانه والابداع اللامحدود المكنوز في تصميم خلق الله والذي يدل على مبدعٍ لا حدودَ لإبداعه. والكنز يحتاج إلى جهد لاستخراجه والانتفاع به ولذلك فاستغلال الكثير من النعم يحتاج إلى علم نحصل عليه بالسعي في كون الله والتعلم من صنعته وإبداعه.

قال تعالى
"قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
صدق الله العظيم

وقال الله تعالى
"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"
صدق الله العظيم

2-الدفاع عن الإسلام بقوة العلم
إن الله تعالى أنزل لنا الخيرات وأسبغ علينا نعمة الوحي. وحي هادٍ إلى سعادة الدنيا والآخرة
قال تعالى
"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ"
صدق الله العظيم

وأنزل علينا أيضاً نعماً مادية أمرنا باستغلالها في الخير ونهانا عما دون ذلك. ومن أمثلة هذه النعم والتي تدل على تقصير المسلمين في استغلالها هي نعمة الحديد. فهذه النعمة لم ينزلها وحسب علينا بل ونبهنا في كتابه الكريم على ضرورة استخدام هذه النعمة في تقوية بأس المسلمين.

قال تعالى في نفس الآية:
"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ"
صدق الله العظيم

وأيضاً من هذه النعم التى توجد في كل مكان في عالمنا الإسلامي, وبالرغم من ذلك فقد ضيعناها للأسف الشديد هي نعمة الرمال ... فرمال الصحراء هي نعمة رائعة ولكنها رائعة فقط لمن سبر غورها ووثق في أن نعمة الله لا نهاية لها فبحث فيها ليجد منها ما لا يُعد ولا يُحصى.

قال تعالى
"وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ"
صدق الله العظيم

ففي غفلة المسلمين, استطاع غيرهم أن يستغلوا الرمال كمصدر أساسي لعنصر السليكون في تصنيع الدوائر المتكاملة والتي أصبحت هي العمود الفقري لكل من مجالي رفاهية السلم وبأس الحرب.
والطبيعي والذي كان ينبغي على المسلمين أن يفعلوه هو استغلال كلاً من نعمتي الحديد والرمال في حماية المسلمين من بطش غيرهم من غير ذوي القِسْطِ من أصحاب الملل الأخرى. ولكن ما حدث هو العكس تماماً فقد استغل غيرهم من كارهي الإسلام النعم التي سخرها الله للمسلمين ليسحقوهم بها وهذا ليس عيباً في كارهي الإسلام ولكن عيباً خطيراً في المسلمين أن ينعم الله عليهم بنعمه فيتركوها لأعدائهم !!!! ياله من غباء واضح إن لم تكن خيانة جلية لدين الإسلام!!

3-استخدام العلم في الدعوة إلى الله
إن الدعوة إلى الله قديماً كانت تسلتزم سفراً مرهقاً لتبليغ رسالة الله الأخيرة إلى أطراف الأرض. وكان المسلمون الأوائل يخوضون الحروب عندما يُمنعوا من قبل الطغاة من الحكام أن يُبلغوا رسالة الله إلى محكوميهم. أما الآن فقد من الله علينا بنعمة الاتصالات بتفاصيلها المعقدة, فينبغي علينا الآن أن نبلغ الإسلام لشعوب الأرض عن طريق استخدام ما من الله به علينا من هذه النعمة الجليلة. وعلى المسلمين تطوير الاتصالات واستخدامات الانترنت بحيث ننتفع بهذه التقنيات الحديثة ونتقى شرورها المحتملة حيث لا يخفى على عاقل أنها سلاح ذو حدين.
ولا يفوتني هنا أن أنبه على أمر خطير وهو اتقان تصميم وتصنيع أنظمة الاتصالات وعدم الاعتماد على استيرادها من غير المسلمين. فكما أن الدعوة هي فرض على المسلمين فإن اتقان تصميم وتصنيع واستخدام أنظمة الاتصالات هي فرض على المسلمين بالتبعية.

قال تعالى
"وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ"
صدق الله العظيم

4-استخدام العلم في تهيئة الحياة الكريمة للمسلم

إن الله تعالى قد خلق لنا كل ما في الأرض ليكفل لنا أمناً على ديننا وأنفسنا ولكن شرط انتفاع الانسان المسلم بكل ما في الأرض هو العلم

قال تعالى
"هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"
صدق الله العظيم

ومن اهم ما خلقه الله لنا في هذه الأرض هما نعمتا الرمال والحديد, فنفس نعمتي الحديد والرمال كان ينبغي على المسلم استخدامها في تهيئة الحياة الكريمة للعالم الإسلامي كما كان ينبغي عليه استخدامهما في تأمين العالم الإسلامي بالقوة اللازمة لذب الأذي عنه.
وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم استخدام الحديد استخداماً آخر.

ففي نفس الآية ... آية الحديد قال تعالى
"لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ"
صدق الله العظيم

فنبه أنه كما أنه يوجد استخدام حربي رادع للحديد فهو ينبغي أن يستخدم في تجهيز الحياة الرغدة التي تليق بالمسلمين.

كلمة أخيرة بخصوص الدوائر المتكاملة
والدوائر المتكاملة التي تُصنع من الرمال ينبغي أن يتم تصميمها وتصنيعها في دور تصميم ومصانع المسلمين ... ونحمد الله أنه بالرغم من التخلف الذي يريده لنا أعداؤنا تمكن قليل من الاساتذة النابهين الذين تعلموا خارج بلادهم ثم عادوا أن يفجروا ثروة عقلية كانت كامنة في عقول شباب المسلمين فنجحوا إلى حدٍ كبير إلى إنشاء دور تصميم الدوائر المتكاملة في العالم الإسلامي. وما ينبغي بذل جهد كبير فيه حالياً في العالم الإسلامي هو تشجيع الدول والمؤسسات على القيام بنهضة صناعة الدوائر المتكاملة كما بدأت نهضة تصميمها.

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الجمعة، 19 يونيو 2009

المبدأ الإنساني وإحراج الإلحاد

السلام عليكم
تسخير أم صدفة عمياء؟!!
قد ثبت عِلمياً أن ثوابت الكون الفيزيائية إن اختلت قيمة أي منهم بمقدار ضئيل جداً فلن توجد حياة ذكية في هذا الكون (المبدأ اﻹنساني) وحيث أن اﻻحتماﻻت الممكنة لقيم ثوابت الكون هي في الواقع لانهائية (كل ثابت يمكن أن يأخذ عدد لا نهائي من القيم على انفراد, فما بالك بالتباديل بينهم). إن هذا الاكتشاف في الواقع عضد نظرة المؤمنين للكون أنه مخلوق لله ومسخر لحياة الإنسان حتماً لا مراء فيه وهذا ما يُسمى المبدأ الإنساني أو مبدأ التسخير.
موقف الملحدين وشبهتهم
اضطر الملحدون الذين لا يؤمنون بالله أن يفترضوا وجود عدد غير محدود من الأكوان المهجورة وأن هذا الكون الذي نقطنه كان بالصدفة البحتة صالحاً للحياة الذكية فظننا واهمين أنه مُسخرٌ لنا لأننا نعيش فيه ولا نعيش في الأكوان الباقية!!

الرد على شبهة الملحدين وإفحامهم
1- لو كان الأمر كما يدعون وحيث أن التراكيب الآنية التي تؤهل لوجود حياة ذكية هي انتقاء دقيق لقيم ثوابت الطبيعة مع وجود عدد لا نهائي ممكن نظرياً للتراكيب المحتملة فمعنى هذا أنه حدث شئ إحتماله الرياضي صفر وهو أن اتفقت قيم كل هذه الثوابت المستقلة لينتج إثرها حياة ذكية على كوكب اﻷرض, ومن هذا نستنتج أن :
ينبغي أن يكون عدد الأكوان المهجورة لا نهائية حتى يمكن الحصول على كمية محدودة من ضرب احتمال وجود حياة ذكية (صفر) × عدد (لانهائي) للأكوان المهجورة. ولكن لسوء حظ الملحدين أنه استقر العقل العلمي عبر العصور العلمية المختلفة وخصوصاً الحديثة أنه لا يوجد ما يسمى لا نهاية موجودة بشكل واقعي في وجودنا المادي وبالتالي فإن الحد الثاني من المعادلة أعلاه هو عدد (نهائي) للأكوان المهجورة مما يؤدي إلى احتمال قيمته صفرية لوجود حياة ذكية وهو ضد الواقع الذي نعيشه.

2- افتراضهم لوجود أكوان مهجورة ليس لنا بها أية صلة هي فرضية تضع هذه الأكوان ضمن حيز الميتافيزيقا (ما ليس محسوساً بالحواس الخمسأو تعميماً هي التي لا يمكن قياسها). ومن المعلوم أن الميتافيزيقا منبوذة لدى الملحدين!! وإلا لما رفضوا وجود الخالق من حيث المبدأ . إذن فقد ورطوا أنفسهم في الاعتراف بماوراء الطبيعة لكي ينبذوا وجود خلق للكون وللإنسان, وهذا منتهى العبث أن ينكروا ماوراء الطبيعة (وجود الله) ثم يعترفوا به (بالنسبة ﻷكوان ليس باستطاعتهم رصدها) لنفيه ..... لقد وقعوا في هراء ليس له مثيل.
=========================================
=========================================

وقد اكتشف علماء الفلك وعلماء الكونيات مثل العالم الشهير سير. مارتن رِيس Sir. Martin Rees أن كوننا يتمتع بخاصية غاية في الإدهاش وهي ما تسمى بــــ "الضبط الطفيف" "Fine Tuning" حيث وجد رِيس أن خصائص الكون تتحدد بستة عوامل فيزيائية, وهذه العوامل تتخذ قيماً معينة لابد منها لوجود حياة في الكون فإذا حاد أي منهم عن قيمته حيوداً طفيفاً استحال إعالة الكون للشفرة الحيوية DNA وبالتالي استحالة وجود حياة.
وهذه العوامل باختصار هي
1- Epsilon وقيمته في كوننا هي بالضبظ 0.007 وهي نسبة الهيدروجين الذي تحول إلى هيليوم في الانفجار العظيم (فتق الرتق). وياللعجب فإن هذا العامل لو قلت قيمته إلى 0.006 مثلاً لضعفت القوى النووية الضعيفة وبالتالى لم يُتح للذرات الثقيلة مثل الكاربون اللازم للحياة أن تتكون ولم يُتح للنجوم أن تتكون ولصار الكون كله مليئاً بعنصر الهيدروجين فقط.
أما إذا زادت لقيمة مثل 0.008 فإن كل الهيدروجين سيتحول إلى هيليوم أثناء فتق الرتق ولما تبقى أية ذرات هيدروجين تعطي طاقة اندماجها في النجوم إلى هليوم للكون والحياة فيه.

2- N وقيمته في كوننا هي 1000000000000000000000000000000000000 (1 وعلى يمينه 36 صفراً) وهي نسبة القوة الكهرومغناطيسية في الكون إلى القوة الجذبوية فيه, فلو كانت الجاذبية أضعف قليلاً لما تكونت النجوم ولما أدفأت ولا أنارت كوكبنا ولانحدرت درجة حرارته إلى الهاوية السحيقة بحيث الصمت المطبق فلا حياة!!!. وإذا زادت قوة الجذب الكوني قليلاً لتكونت النجوم سريعاً واحترقت سريعاً لاندفاع كميات رهيبة من الطاقة منها وذلك لكثافتها المهولة التي تسمح بازدياد معدل احتراق وقود النجوم النووي وانتهائه سريعاً. ويترتب على ذلك احتراق أي أثر للحياة أثناء تسرب الطاقة من النجوم سريعاً ثم يخيم الموت الأسود البارد على الكون.

3- Omega نسبة انكماش الكون الناشئ عن الجاذبية في غياب التوسع إلى توسع الكون في غياب الانكماش الناشئ عن الجاذبية
فلو كانت قليلة لاتسع الكون سريعا دون كبحٍ لجماحه وخيمت الظلمة والبرودة على الكون لتتجمد أي حياة !!
ولو كانت أكبر من ذلك قليلا لانكمش الكون سريعاً وعاد إلى انهدام عظيم قبل تواجد الظروف المواتية لخلق أي حياة.

يقول مارتن ريس " لو اختلفت Omega عن الواحد الصحيح بعد ثانية واحدة من الانفجار العظيم بقيمة 1 على مليون بليون (البليون = 1000000000) لما كنت تقرأ مقالتي الآن أيها القارئ العزيز!!"
الأعجب من ذلك أننا الآن وبعد مرور 10 بليون سنة من فتق الرتق مازالت Omega قريبة جداَ من الواحد الصحيح

4- Lambda وهو الثابت الكونياتي Cosmological constant وهذه الكمية هي التي تعبر عن تسارع اتساع الكون والتي يجب أن تكون قيمتها في نطاق ضيق جداً فإذا زادت قليلا لاتسع الكون قبل أن تستقر الحياة المخلوقة على الأرض وكذلك يحدث لو قلت قليلاً فسينهدم الكون بعد قليل من فتق الرتق Big Bang وبالتالي فسيكون كوناً مبتسراً لا حياة فيه!!

5- Q وهي كمية عجيبة تعبر عن مدى عدم انتظام كثافة الطاقة الفائرة عند فتق الرتق وهي تساوي في كوننا (1\100000), فلو كانت هذه الطاقة منتظمة ومتماثلة تمام التماثل لظلت هكذا إلى الأبد ولما تكونت النجوم ولا الكواكب ولما كان يوجد تمايز بين أبعاض الكون وبالتالى لاستحال وجود أية حياة. ولو كانت غير منتظمة أكثر مما هي عليه لعج الكون بالثقوب السوداء التي تجعل النجوم قريبة جداً من بعضها مما لا يتيح تكون كواكب تدور حولها وبالتالي يستحيل وجود حياة.

6- D وهي عدد الأبعاد الفضائية. قد وجد العلماء استحالة وجود حياة إذا كان الكون بعداً واحداً لأنه حسب ميكانيكا الكم فإن الجسيمات في البعد الواحد تمر من بعضها البعض ولا يمكن أن تتماسك بحال. أما في بعدين فيستحيل وجود حياة لأنها لن تستطيع أن تتغذى, تخيلوا معي كائنا ثنائي الأبعاد فإن قناته الهضمية من موضع الفم إلى موضع الإخراج ستقسمه إلى جزئين وتتفكك الحياة التي تعتمد على التغذية. أي كل أنواع الحياة المعروفة.
من ناحية أخرى فنظراً لتعقيد مخ الحياة الذكية (الإنسان) فلا يمكن بحال أن تتكون شبكة عصبية معقدة (كل خلية عصبية ترتبط بـــ 10000 خلية أخرى من أخواتها في مخ الإنسان) في كون ذي بعد واحد أو بعدين اثنين.
أما لو زادت عدد الأبعاد عن 3 أبعاد فضائية فقد وجد بول ايرينفيست المعاصر لأينشتين سنة 1917 أن مدارات الكوكب والالكترونات حول الشموس وأنوية الذرات بالترتيب لن تكون مستقرة وبالتالي يستحيل تواجد أية حياة.

ومن هذا الاستنتاج الرياضي الفريد للعالم الملحد !! مارتن ريس (ومَا يعلمُ جنودَ ربِكَ إلا هُو), ساهم من حيث لا يحتسب في إدارك المؤمنين بالله آياتِ التسخير إدراكاً أعمق, فالكون مصمم بدقة مبهرة بحيث يكون مُهيئاً لاستقبال حياة!! وبالطبع يستحيل اتفاق 6 عوامل حقيقية بالصدفة على هذه التركيبة الفريدة من ضمن عدد لا نهائي من الاحتمالات للقيم المتبادلة للعوامل الست مع بعضها البعض (إثبات الخلق بما لا يدع مجالاً للشك).





قال تعالى
"يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ"
صدق الله العظيم

المراجع:

1- المبدأ الإنساني (مبدأ التسخير) ودوره في تشكيل الفلسفة المعاصرة
د. محمد باسل الطائي
كلية العلوم - جامعة اليرموك


2-  http://library.thinkquest.org/C003763/index.php?page=concepts03
       http://en.wikipedia.org/wiki/Multiverse

3- Parallel Worlds: A Journey Through Creation, Higher Dimensions, and the Future of the Cosmos
Author:  Michio Kaku

4-http://www.youtube.com/watch?v=EN2oc7l1mPU&feature=related 


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الخميس، 18 يونيو 2009

مبرهنة جودل وعِلْمية الإيمان

السلام عليكم
يظن الكثير من الغرب والشرق أن الإيمان هو عملية تصديق ليس لها أي علاقة بالعلم ولا بالمنطق العلمي الحديث, وعلى الرغم من صدقهم في أن الإيمان هو نوع من التصديق اليقيني إلا أنهم غفلوا أو جهلوا أن العلم الحديث يحتوي أمثلة لمثل هذا التصديق الإيماني الذي لا يمكن برهانه. ونجد مثالاً واضحاً تم اكتشافه من قِبَلِ العالم الفذ كيرل جودل (1906-1978) في أكثر العلوم البشرية اتقاناً ونظاماً وهو علم الرياضيات وذلك فيما يُشتهر بمبرهنة جودل.

تعريفات هامة
1- النظام الرياضي
النظام الرياضي هو مجموعة من العبارات والعلاقات المنطقية المتناسقة التي تم استنتاجها من مجموعة محدودة من المسلمات المستقلة والمتناسقة.

2- المسلمة الرياضية
أ- هي عبارة أو معلومة رياضية وُضعت بدون برهان
ب- تكون المسلمة عادةً بديهية بالقدر الكافي الذي لا يدفع الإنسان للبحث عن برهان لها
جـ-لا يمكن برهان المسلمة.

ومن الخصائص "الممكنة" النظام الرياضي التناسق والتكامل

3-التناسق:
يعني التناسق أن جميع مسلمات النظام الرياضي بل وجميع العلاقات المستنتجة داخل هذا النظام الرياضي غير متناقضة منطقياً

4-الكمال:
يعني كمال النظام الرياضي هو أنه يمكن استنتاج أي علاقة صحيحة داخل هذا النظام الرياضي بدأً من مسلمات هذا النظام

مبرهنة جودل
تنص مبرهنة جودل أنه ما من نظام رياضي متناسق إلا ويحوى عبارة رياضية واحدة على الأقل صحيحة ولكن لا يمكن برهنة صحتها بدأً من مسلمات النظام الرياضي.

وعلى هذا, حسب مبرهنة جودل, لا يوجد نظام رياضي كامل إذا كان متناسقاً

أثر مبرهنة جودل على المجتمع العلمي
كانت ولا تزال هذا المبرهنة أكبر صفعة علمية لكل من يدعي متانة العلم وأنه نظام مغلق يمكن باستخدامه برهنة صحة أو خطأ أي معلومة سواءاً كانت رياضية أو فيزيائية (تعتمد الفيزياء بشكل أساسي على علم الرياضيات). وبالتالي أربكت مبرهنة جودل من يجعلون الحقيقة حِكراً على ما يُقاس في المعمل أو ما يُستنتج رياضياً.

مثال توضيحي
المسلمة الخامسة لإقليدس (300 قبل الميلاد) والتي تنص أنه يمكن رسم خط مستقيم واحد وواحد فقط موازٍ لخط مستقيم آخر من نقطة خارج هذا الأخير.

مكث العلماء أكثر من ألفي عام من يوم أصدرها إقليدس وهم مقتنعون (بما فيهم إقليدس نفسه) أنها ليست ببساطة وبديهية المسلمات الأربعة الأخرى, فلم يقتنع العلماء أنها مسلمة (بديهية), فأخذ العلماء على عاتقهم مهمة إثباتها من باقي المسلمات ففشلوا فشلاً ذريعاً خلال ألفي عام من تاريخ العلم.
ظل ذلك الوضع المحرج للعقل البشري قائماً حتى اضطلع بحل هذه المعضلة عقلٌ من أعظم عقول البشرية وهو عقل العالم الكبير كارل جاوس (1777-1855) وقال أن الحل يكمن في أن هذه العبارة يمكن الاستغناء عنها تماماً واستبدالها بعبارة أخرى تنص أنه لا يمكن رسم أي خط مستقيم موازي لخط آخر من نقطة خارجه وبنى هندسة جديدة بناءاً على الخمس مسلمات الجديدة (الأربعة الأولى الذين نص عليهم إقليدس + المسلمة الخامسة لجاوس) وسُمي هذا النظام الهندسي فيما بعد وفاة جاوس ونشر العالم برنارد ريمان (1826-1866) لنفس النتائج بالهندسة "اللاإقليدسية".
وبالتالي فإن المسلمة الخامسة لإقليدس كانت صحيحة فقط في هندسة إقليدس ولا يمكن إثباتها في ظل هندسته واتضح فيما بعد ثورة جودل العلمية أنها من نوع عبارات جودل الرياضية وهذا هو سبب عجز مئات العلماء عن برهنتها خلال ألفي عام من تاريخ الإنسانية.

هل يوجد إيمان داخل المنطق العلمي؟
بعد المقدمة التي استمتعنا بها معاً عن عدم كمال الرياضيات ومبرهنة جودل نجد أنه ما كان يُشكل حرجاً عِلمياً قبل عصر جودل وهو أن يقول شخص ما "أنا أؤمن أن هذه العلاقة سليمة ولكني أعجز عن برهانها" وذلك نتيجة لشواهد كثيرة ودﻻئل تدل على صحتها, أقول نجد أن مثل هذه العبارات أصبحت معتادة في المنطق العلمي الحديث وعليه فإن الإيمان بالدﻻئل دون إثبات أصبح مقبولاً وأخرس ألسنة من يدعي أنه لو لم تُقدم برهاناً رياضياً على حقيقية ميتافيزيائية مثل وجود الله عز وجل وقيام الكون معتمداً عليه مع وجود اﻷدلة الدامغة التى يراها اﻷعمى في قيظ الظهيرة, تكون العبارة خارجة عن المنطق العلمي. أبدا أبدا, إنها أصبحت في صميم المنطق العلمي.
بل أقول أن وجود الله هو ليس من نوع حقائق جودل بل هو مسلمة بديهية (أقوى منطقياً من حقائق جودل الغير مبرهنة). وذلك لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

فلا يستقيم وجود الكون دون وجود بارئه وهذا هو ما يدركه العقل السليم ولا ينكره إلا مماحك أو جاحد

قال تعالى
"ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ"
صدق الله العظيم


المراجع:

  1. القرآن الكريم
  2. كتاب "على مصطفى مشرفة ثروة خسرها العالم" تأليف د.عطية مصطفى مشرفة
  3. http://en.wikipedia.org/wiki/G%C3%B6del%27s_incompleteness_theorems
  4. http://en.wikipedia.org/wiki/Non-Euclidean_geometry
  5. http://en.wikipedia.org/wiki/Gauss
  6. http://en.wikipedia.org/wiki/Euclid
  7. http://en.wikipedia.org/wiki/Bernhard_Riemann
والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك



تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الثلاثاء، 16 يونيو 2009

الدين بين الشرق والغرب

السلام عليكم
مقدمة:
مع تطور الغرب في العلوم المادية الميكانيكية فيما بين عصور الظلام الأوروبي والقرن العشرين (قرن الانقلابات العلمية) وتخليهم عن الجانب الروحي الذي توفر لدى أساتذتهم المسلمين عبر هذه العصور, جرى أمران أحلاهما مر:

1- تخلي الأوربيين ليس عن الكنيسة فحسب (التي مارست قمعاً شديدا في عصور الظلام على الحرية العلمية العملية), بل عن الدين ككل كانطباع اولي غير ناضج أن الدين كفلسفة حياة هو سبب تخلف كل من يتبعه, وساعد هذا الاعتقادَ بدايةُ أفولِ عصرِ نهضة المسلمين أخلاقياً وعلمياً بل ونال الأفول تبتلهم وخشوعهم إلى إله السموات والأرض, فباتت الساحة خالية لخفافيش الظلام لتقنع الغرب , وكثيراً من "المسلمين" الذين تعلموا على أيديهم بنموذج "العلم الإله" الذي بات استبدالاً جائراً أحمقاً لواهب العلم وواضح سننه, الله العلى القدير.

2- أفول بريق المسلمين في العلوم المادية, ولا أدري بالضبط أسباب وجيهة لهذا الأفول اللهم إلا تخلي المسلمين عن الفهم الصحيح للإسلام لأنه ليس في الفهم الصحيح للإسلام ما يُبعدُ المسلمين عن العِلم بل فيه ما يشجعهم عليه, ليس هذا وحسب بل ونسيان الهدف الأسمى وهو عباة الله والدعوة إلىه مما يتطلب تقدماً ضخماً في تقنيات الاتصالات خاصةً وفي كل التقنيات عامةً. وهذا التخلي جاء لظن بعضهم أن المِلل كلها واحدة وأنه ما جرى في عالم الهود والنصارى سيكرر نفسه في عالم المسلمين. وكان هذا يشكل فِراراً منهم بدينهم من مصير الدين في اوروبا.

إذن حسب هذا التحليل البسيط الأولي, فقد آثر الأوروبيون العلم على الدين ففازوا بالدنيا دون الآخرة لخطئهم في التفكير ووقوعهم في شَرَك تعميم كبير ,أو لربما وجدوا في هذا منطقة راحتهم من الخرافات التي عج بها الكتاب المقدس.

على الناحية الأخرى فقد آثر المسلمون النجاة بدينهم, وهماً وظناً منهم بتعارضه مع العلم كملل اليهود والنصارى, وهنا نجد شَرَك تعميم لا يقل خطورة عن الأول بل هو أخطر وأنكر للحقائق من تعميم أهل الكتاب من الأوروبيين, فسكنوا إلى ما اسميه الدين الإسلامي اللاهوتي والذي يقصر فهم الدين على العبادات والروحانيات ويتخلى تماماً عن الأخذ بأسباب القوة العلمية والعلمية التي تضمن لهذا الدين مكانة الصدارة في هداية الحيارى من البشر إلى رب البرايا وتعريفهم بدورهم في هذا الأرض, وتبع ذلك خسران أغلب مسلمي اليوم دنياهم وآخرتهم, وذلك مع توفر نموذج رائع لديهم تلتحم فيه الدين والدنيا ليصيرا وحدةً واحدة في حياة البشر على هذه البسيطة. هذا النموذج هو تاريخ الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وكل من اتقى الله في إسلامه.


القرن العشرين ودوره في التعريف بالله
جاء القرن العشرين وجاءت معه صفعات متتالية للظانين أن العلم يصلح بديلاً للدين كان أولها انهدام النموذج الميكانيكي للفضاء وتخلي العلماء عن فكرة وجود الأثير الميكانيكي الذي يملأ الكون لكي ينقل الضوء من مكان لآخر.
1- فجاءت نظرية النسبية الخاصة لتثبت أن افتراض وجود مثل هذا الأثير يعقد العلم ويبعد به عن الحقيقة, فتخلت النسبية الخاصة تماماً عن الاعتقاد بوجود الأثير ونصت ببساطة أن الضوء لا يحتاج لوسط مادي ملموس للانتقال فيه وكان ذلك ثورة في العلم أن تنتقل موجة دون وسط!!!.

ثم جاءت من بعد نظريتان غيرتا وجه العلم تماماً وهما:

2- نظرية النسبية العامة التي تتكلم عن مفاهيم غريبة على العقل البشرى أبعد ما تكون عن المادية وأقرب ما يكون لتقبل فكرة أن عدم القدرة على رؤية أو تخيل الشئ لا يُستنبط منه البتة عدم وجوده. فقد تحدثت نظرية النسبية العامة ليس فقط عن وجود أربعة أبعاد متعامدة بحيث يكون البعد الرابع هو الزمن بل عن تسبب تراكم الكتل والطاقة في مكان ما من الكون في ما يكافئ انبعاج الفضاء الرباعي الأبعاد بحيث تصبح هندسة الكون هي هندسة لا إقليديسية وخصوصا في مجالات الجاذبية العالية, فكوكب عطارد مثلاً بصفته أقرب الكوكب إلى شمسنا لا يمكن حساب مساره بدقة باستخدام قانون الجذب لإسحق نيوتن.
وذكرني الفضاء الذي يلتوي وينبعج بموقف بلقيس ملكة سبأ عندما رأت الزجاج لأول مرة فشمرت عن ساقيها لأنها حسبته ماءاً سيبلل ملابسها , فآمنت على الفور لإدراكها أن رؤية الشئ ليس شرطاً ضرورياً على الإطلاق للحكم بوجوده.
قال تعالى
"قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَنْ سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ"
صدق الله العظيم

3- ميكانيكا الكم وظاهرة الانشطار النووي التلقائي والذين ظهر فيه اللايقين على مستوى الفرد (سوءاً كان الكترورنا أم نواة) ولم يشهد العالم الرياضي الفرنسي لابلاس هذا العصر حيث أنه في عصره كان يفتخر بظنه استطاعته معرفة مستقبل الكون بأسره إن أُعطي الشروط الابتدائية والحدية والمعادلة التفاضلية للكون!!

4- ثم اُكتشف تسلل اللايقين حتى إلى أكثر العلوم يقيناً وهو علم الرياضيات عندما ظهرت نظرية جودل لعدم الكمال.

كل ما سبق أفقد العلماء الغير مؤمنين ثقتهم الزائدة بأنفسهم وأدركوا (غير المعاندين منهم) أنه لابد من وجود ذات عليا خارج حيز (الزمان-المكان) ليس مادياً وله طلاقة القدرة في تقدير الأقدار التي لا يمكن بحال معرفته ليكونَ الغيب الذي لا يطلع عليه إلا الله تعالى. فضلاً عن تقديره المسبق للحد الأقصى الذي قُدر على الجنس البشري أن يتوصلوا إليه مهما حاولوا. وذلك نتيجةً للحدود التي وضعها تعالى على علمنا مهما اجتهدنا في التحصيل.
قال تعالى
"وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ"
صدق الله العظيم

وقال تعالى "اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ "
صدق الله العظيم

وقد أمن الكثير لاحساسهم أنهم مهما وصلوا من علم فإنهم يحتاج نور الوحي حتى يرى عقلهم الحقيقة كما تحتاج العين السليمة النور حتى ترى الأشياء, وإلا كان كالأعمي الذي يتخبط ولا يرى إلى أين يذهب بل لا يرى ما ينفعه مما يؤذيه. ومما يُفرح ويبكي أن تسارع الغرب وخصوصاً علمائهم إلى الإيمان أكثر وأفضل من مسلمي العلم العربي التقليديين, وذلك لأنهم وجدوا في دين الإسلام السعادة والنجاه فأخذوه بجدية شديدة وبشكل ناضج استطاعوا فيه أن ينقوا إلى حدٍ كبير ما دخل على الدين من آراء شخصية تم تقديسها واُعتبرت جزء غير منفك عن الدين.

بشرى: نحن على أعتاب ظهور الإسلام الحقيقي
ولكني أري أنه سيأتي من تعاون مثمر من علماء الشريعة المفكرين (والمفكرين فقط!!) الذين يتمتعون بذكاء وقاد وإخلاص له بريق الذهب وعلم غزير متجدد فيه الثابت والمتغير حسب ظروف عصرنا.بين هؤلاء العلماء وبين مسلمي الغرب الذين يسهل عليهم إن فقهوا الإسلام جيداً أن يقنعوا أضعاف أضعاف ما يمكننا إقناعهم وذلك لأننا نفتقد المصداقية في المقدار الأول... فأنت تقول له"لا تقلق الإنسان يحترم العلم ولن يقيم محاكم التفتيش على المتدينين",, ولكن ما يراههو بأم عينيه معاكس لما تحكيه له فالداعية المسلم الذي يقطن بلادنا عندما يدعو الغربي سيكون مفتقراً للمثل الذي أثر فيهم الإسلام ليكونوا متقدمين أخلاقياً ورحانياً وعلمياً.

اللهم اهد المسلمين لما فيه خيرلهم في الدنيا والآخرة واجعلهم هداةً مهتدين
اللهم آمين

والله أعلم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك تنويه هام ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأربعاء، 3 يونيو 2009

تُبْ وﻻ تلتفت لقسوتهم

السلام عليكم
عندما ... ﻻ يتفهمك أحد عندما تذنب وتتوب إلى الله.... عندما تجد حميم القسوة ينصب عليك من ألسنتهم ونظراتهم. ... عندما ﻻ يتخيل أحد أن يكون مكانك ..عندما يشعر الناس أنهم تساموا عنك وعُصموا من ذنبك... عندما يتولي عنك الناس بعد أن يُشبعوك ركلاً بالأيادي واﻷقدام.... عندما يتأفف الناس منك وكأنك من أهل النار وكأنهم هم من بيدهم الحكم عليك بنار جهنم بلا استئناف ... عندما تشعر أنه لم يتبق أحد يستوعب دموعك الجافة التي جفت من مقلتيك إثر حرارة قسوتهم ... عندما يحتقر الناس معنى التوبة ...

عندها .... تذكر أنهم ﻻ قيمة لهم أجمعين إن تقبل الله توبتك ﻷن الله هو فقط من بحقه تقبل أو عدم تقبل توبتك .. حتى إن كان الذنب في حق إنسان استسمحته ولم يسامحك فالله كفيلك ووكيلك أن يقضي عنك دَينك يوم القيامة. فأنت أكرم عند الله من أن يذلك لمخلوق مهما كان حقه لديك. فلا ذل إﻻ لله الواحد الجبار.
إن البشر أصفار كبروا أم صغروا فهم أصفار. فلا تلتفت للأصفار, فقط أعد الحقوق إليهم على قدر استطاعتك وسيسدد عنك الله باقي حقوقهم, فلا حول وﻻ قوة إﻻ بالله العلي العظيم.

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم