الأحد، 22 نوفمبر 2009

نحن الموشكون على الموت نُحيِّيك

السلام عليكم

بعد ما رأيت تداعيات مباراة مصر والجزائر المحزنة والأيادي الخفية التي تثير كلا الطرفين.
للأسف أرى أن حياتنا قد صارت كمصارعة دموية رومانية
نلعب فيها دور العبيد الذين يتصارعون حتى الموت لتسلية السادة والقيصر
وكأن المشهد يعود بعد أكثر من ألفي عام

العبيد يستعدون للعب و للموت والحضور في انتظار بدء العرض الممتع ويخرح العبيد لتهلل الجموع ها قد حانت لحظة رؤية الدماء.
ها قد حانت لحظة المتعة.

يسير العبيد جنبا إلى جنب حتى يصلوا أمام القيصر
ينحنون بكل ذل وخنوع ويقولون:
نحن الموشكون على الموت نُحيِّيك

تحية القيصر وإجلاله أعظم نهاية لحياة العبيد فهي أهم من أن يفكر أحدهم في الموت الذي سيقابله بعد لحظات

ثم يشير القيصر بيده فترى من ساروا جنبا إلى جنب ولربما كانوا أصدقاء أو إخوة
تراهم وقد التفتوا لبعضهم البعض وبدأت العيون في تبادل نظرات الكراهية والتوعد كيف لا وقد أشار قيصر ببدء القتال

وانطلق كل منهم لا يريد شيئا سوى قتل غريمه (أو أخيه قبل لحظات) و صاروا يتقاتلون قتالا لا رحمة فيه فلا بد من النصر أو الموت.

وكلما جرح أحدهم الآخر ازدادت المعركة ضراوة وازداد الجمهور متعة وامتلأت جنبات الملعب بصيحات التشجيع.
وازدادت شراسة العبيد في القتال حتى نسوا قيصر والجمهور وصار القتال هدفا في حد ذاته.

وقيصر يجلس على كرسيه يملؤه الفخر فها هي سبابته تشير فيصير الاخوة أعداء ويموتون في سبيل متعته. فيقول لنفسه ما أعظمني من قيصر أملك القلوب فتحب وتكره بأمري وتقتل وتموت بأمري الكل رهن بإشارة من سبابتي. إن شئت أوقفت القتال وإن شئت تركتهم حتى الموت.

وينقشع غبار المعركة عن قتيل وفائز ليحيي الجمع من فاز من العبيد. وقد فاز العبد بحياته وكفى بها جائزة و يشعر العبد الفائز بالفخر فها هو قتل أخاه وصار القيصر والحضور الكرام يحيونه. وينسى دماءه التي تنزف على جسده وينسى دماء أخيه التي تسيل تحت قدميه. ويتذكر الشرف والعزة فها هو قيصر بنفسه يحييه فيا لها من عزة ويا لها من كرامة وما أعظمه من قيصر ليمن علي بنلك الجائزة ألا وهي تحيته المقدسة.

ويسير نحو الخروج من الملعب في فخر وزهو ونفسه مشتاقه لعرض جديد. مباراة أخرى يحرز فيها نصرا أعظم على أخ جديد ليحيي القيصر بأعظم تحية:
نحن الموشكون على الموت نُحيِّيك.


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

السبت، 21 نوفمبر 2009

المسلمون والعشر الأوائل: مصر, الجزائر, غزة ,الأقصى

السلام عليكم
اللهم وحد المسلمين "الذين كانوا (الفعل الماضي وليس التعبير القرآني!!) خير أمة" ووجه غضبهم إلى عدوهم الحقيقي ,الكيان الصهيوني
----------------

http://www.alarabiya.net/articles/2009/11/16/91475.html

--------------
كلمة الشيخ القرضاوي:



"غزة ما زالت تحت الحصار::: أيها الجزائريون, أيها المصريون"

http://gazasiege.blogspot.com/2009/04/gaza-remember-gideon-levy.html

===============================


العشر الأوائل من ذي الحجة وأكل لحم بعضنا أمواتا في معركتنا مع اسرائيل (اقصد
الجزائر) لقد نسيت أننا نسينا أعداءنا
--
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
ما من أيام أحب إلى الله فيهن العمل الصالح أو أفضل فيهن العمل من أيام العشر قيل : يا رسول الله ، ولا الجهاد قال : ولا الجهاد إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حزم - المصدر: المحلى - الصفحة أو الرقم:

7/19" صدق صلى الله عليه وسلم
--
خلاصة الدرجة: احتج به ، وقال في المقدمة: (لم نحتج إلا بخبر صحيح من رواية الثقات مسند)

=======================

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"
ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة ؟ قالوا : بلى . قال : صلاح ذات البين ، فإن فساد ذات البين هي الحالقة" صدق صلى الله عليه وسلم
--
الراوي: أبو الدرداء المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم:

2509
خلاصة الدرجة: صحيح

-----------------------
قال تعالى "
وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" صدق الله العظيم
-----------------------
قال تعالى"
وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " صدق الله العظيم
----------------------
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "
كنا في غزاة - قال سفيان مرة : في جيش - فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال الأنصاري : يا للأنصار ، وقال المهاجرون : يا للمهاجرين ، فسمع ذاك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما بال دعوى جاهلية ) . قالوا : يا رسول الله ، كسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار ، فقال : ( دعوها فإنها منتنة ) . فسمع بذلك عبد الله بن أبي فقال : فعلوها ، أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم ، فقام عمر فقال : يا رسول الله ، دعني أضرب عنق هذا المنافق ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( دعه ، لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ) . وكانت الأنصار أكثر من المهاجرين حين قدموا المدينة ، ثم إن المهاجرين كثروا بعد ." صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
--
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو

الرقم: 4905
خلاصة الدرجة: صحيح
============================
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه

السبت، 14 نوفمبر 2009

هل يخشى علماؤنا الله؟ - الإلحاد الخفي!!!

السلام عليكم

قال تعالى في سورة فاطر آية 28
"وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ"
صدق الله العظيم















الخشية
هي الخوف الممزوج بالحب

العلماء
1-هم علماء الدين الإسلامي الذين يدفعهم علمهم بعظمة الله وجلاله لدراسة الكون ليزدادوا بها حباً وتعظيماً وخشية لله تعالى.
2- هم العلماء بالله من البسطاء ذوي العقيدة السليمة الذين يفهمون معاني العقيدة الكبرى كالتوحيد والتوكل والعبادة.
3-وهم أيضاً علماء أي فرع من العلوم التي تتعامل مع خلق الله, هؤلاء ينبغي أن يدفعهم ما شاهدوه من عظمة الله واضحةً جليةً في خلقه إلى خشية الله خالق هذا الكون العظيم والاستزادة من معرفة الله عن طريق دراسة العلم الديني.

ويمكننا بذلك إجمال تعريف العلماء فيما يلي:
هم من دفعهم علمهم بالله إلى خشيته وبالتالي إلى التأمل في خلقه ودراسة كونه ومن ثَمَ إلى زيادة خشيتهم له

علاقة الخشية بالعلم
حسب تعريفات الخشية والعلماء المذكورة أعلاه فإن خشية الله والعلم به وبكونه يمثلان حلقة مفرغة بحيث إن زادات الخشية زاد العلم بالله وبكونه وإن زاد العلم بالله وكونه زادت الخشية.






جريمة تعليمية في بلاد المسلمين
تفكرت كثيراً في موقعي أنا وأقراني ذوي العلم والفكر وتفكرت في خشيتنا لله والتي ينبغي أن تكون لها علامات ظاهرة لكي تدل على وجودها حقيقيةً كما قال الله تعالى في كتابه الكريم:

قال تعالى في سورة الزمر 23
"اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ "
صدق الله العظيم

فوجدت عجباً أنني عن نفسي لم أجد هذا الاقشعرار في جلدي من خشية الله إلا نادراً ويكون هذا النادر غالباً عندما أرى أو اسمع عن شئ لا أعرف عنه ولم أدرسه ويدل على قدرة الله!
فجلست أفكر! لماذا نحن هكذا؟ لسنا كما وصف القرءان الكريم من خشيتنا لله على الرغم من "علمنا" الذي تعلمناه!
فتيقنت أنه ما من حل لهذه المسألة إلا أننا لم نتعلم حقاً!! ولكن كيف هذا ونحن متفوقون عن أقراننا وحتى أعمالنا مغموسة في العلم ليل نهار!

وبعد تفكير عميق وجدت الخلل: وهو أننا تعلمنا العلوم في مدارسنا وجامعاتنتا على الطريقة الإلحادية !! نعم أعني ما أقوله : الطريقة الإلحادية.
ولكن ما هي الطريقة الإلحادية في تدريس العلوم؟
هي إقصاء ذكر الله عن أي محاضرة في العلوم!, وهل مطلوبُ ذكر الله في محاضرة علوم؟ أهي محاضرة علوم أم دين؟!

توجد هنا مغالطتان عظيمتان:
1-أننا دُرسنا أن قوانين نيوتن واينشتين وشرودنجر وديراك وبلانك وغيرهم من العلماء هي سبب حدوث أحداث الكون وبالتالي فأين مجال ذكر الله إن كانت قوانين نيوتن على سبيل المثال هي التي تحكم ظاهرة طبيعية !!!! ياله من تجاهل أحمق لله عز وجل وقلب للأمور رأساً على عقب وهذه هي بالذات ما قصدت أنها الطريقة الإلحادية في التعليم: فالأصل في قوانين الطبيعة أنها تدوين رياضي لما يحدث من أحداث الكون التي يفعلها ربنا أنى شاء وكيف شاء, فهي أبعد ما تكون عن كونها سبباً للأحداث وإنما هي بالكاد وصفُ تقريبي لها.

وحيث أن طريقة الملحدين في التعامل مع الطبيعة وقوانين الله التي تسيرها أنهم يستبدلون القوانين بالله عز وجل ويجعلون من القوانين أسباباً لما يحدث, وياللحسرة أن أعلن أن شبابنا قد التقم الطُعم الإلحادي وفكرنا بنفس طريقتهم فاعتقدنا أن القوانين هي سبب الأحداث , وليست إرادة الله, وأن إرادة الله تكون فقط هي السبب عندما لا نجد قانوناً يفسر ما يحدث!! ولذلك تتردد كلمة ,سبحان الله, حتى بين علمائنا فقط عندما يرون شيئاً لا يستطيعون "تفسيره" (والصحيح وصفه) بالقوانين التي درسوها على أنها "أسباباً". ولا استطيع وصف مدى خطورة هذا الموقف, فمعنى ذلك أنه كلما زاد العالم المسلم , حسب التعليم الإلحادي الحديث, قل ذكره لله وقلت خشيته له وقل تسبيحه وتعظيمه وإجلاله له حتى يصل به الأمر أن يقتصر وجود الله في حياته في أركان الإسلام وحسب!!

2- استقرار الفكر العلماني في تفكيرنا المعاصر حتى أننا أضحينا نفصل الدين عن كل شئ ومن ضمن هذه الأشياء العلم, ولذلك فمن أين لنا بفهم الآية الكريمة:

"اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ "

من أين لنا بتلك الخشية ونحن نعتقد بأن الدين والعلم لا يلتقيان, هذا إن لم يكونا متصارعين!!

ماذا ينبغي علينا فعله

1- أن نتنبه للمشكلة الخطيرة المطروحة في المقال والتي تهدف بخبث إلى ألحدة علماء المسلمين حتى يستقر في العقول أن الدين للعوام والإلحاد والعلمانية للعلماء
2-أن نبدأ مع أولادنا أن نعلمهم أن إرادة الله هي سبب كل شئ وإنما جعل نواميسه ثابتة, تسخيراً منه لكونه لنا, حتى ييسر علينا استخدام هذا النعمة العظيمة ألا وهي التسخير.
3- أن نغير في مناهج تعليمنا بحيث نأقلم المناهج الغربية الإلحادية مع مفاهيمنا الإسلامية ونزيل مفهومنا الإلحادي للعلم الذي نمارسه فكرياً من غير قصد.
4-أن نطرح هذا الأمر الحرج في دروس العقيدة الإسلامية حيث أن مثل هذا الأمر ولا ريب أهم من الرد على أطروحات وشبهات لم تعد تُثار في زمننا, وننسى أموراً خطيرة قد تؤدي إلى ما أسميه الإلحاد الخفي.


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأحد، 8 نوفمبر 2009

الإيمان وخرق السنن

السلام عليكم

إن من العجيب أن يرتبط ذكر الله عند الكثير من الناس بخرق السنن التي اعتادوها في حياتهم فتراهم حين يرون الشيء العجيب الذي لا يعتادونه يسبحون الله وحين يرون ما يعتادونه من السنن الكونية الثابتة لا يذكرون الله.

السنن الكونية

إن من نعم الله على خلقه أن جعل سننا ثابتة في هذا الكون تنظم حركة وعمل كل جزء من أجزاء هذا الكون الفسيح العظيم. وترى تلك السنن تتناغم سويا بشكل معجز لتسير معها حركة الحياة. ولنا في كل جزء من هذه المنظومة العظيمة آيه تظهر روعة خلق الله ودقته وعظمته.

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ}
البقرة 164


{ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الأَلْبَابِ (190)الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ
فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) } آل عمران 189-191



ولو اختل أي جزة من هذه المنظومة لانهار عالمنا ولما استطاع كائن أن يقيم حياته ولكن سبحان الحي القيوم فاطر السماوات والأرض.

{ إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا } فاطر 41


حدود دور العلم بالسنن
مع تطور العلم البشري انتشرت ظاهرة غريبة بين المسلمين وغير المسلمين آلا وهي نسب السنن إلى القوانين العلمية الموضوعة من الانسان ونسيان خالق هذه السنن ومبدعها. وهذا من الظلم العظيم.

إن القوانين العلمية ما هي إلا ملاحظات لسنن الله في الكون ومحاولات لمعرفة صيغ رياضية أو نماذج لوصف حدوث السنن. فقانون الجاذبية مثلا ما هو إلا نموذج بشري في محاولة وصف تصرفات الأجسام. ولكن هذا القانون لا يحرك الأجسام ولا يفسر لماذا تحدث هذه الحركة. إنما فقط هو وصف لحركة الأجسام.

مثلا نفترض أن مراسلا قد حضر مباراة كرة قدم بين فريقين وكتب وصفا تفصيليا للمباراة والنتيجة. فهل من المعقول أن يقول شخص أن هذا الوصف الذي كتبه الصحفي هو سبب في نتيجة المباراة.

كذلك حينما ترى كتلة تسقط فليس من المعقول أن تقول أنها تسقط بسبب قانون الجاذبية الذي يصف حركتها.

إنما تحدث الظواهر بقدرة الله وليس بسبب القوانين الطبيعية. وسنن الله الثابتة ثباتاً مَكَّن الانسان من وصف بعضها رياضيا إنما هي نعمة من الله على خلقه لكي تقوم حياتهم.


ربط الإيمان بالله وذكر الله بخرق السنن

إن من العجيب أن ترى كثير من الملحدين اليوم لا يؤمنون بالله بسبب وصف السنن (الظواهر الطبيعية كما يقولون) باستخدام النظريات العلمية. وهم بذلك قد وضعوا العلم في غير موضعه. إن العلم يصف ما يحدث ولكنه ليس سبب ما يحدث. وما منعهم عن الايمان بالله إلا أن سنن الله ثابتة في كونه. وهذا هو عين الغباء و العمى عن حقيقة هذا الكون. وهو في ذات الوقت دليل على الكبر حين يعظمون العلم الانساني ويضعونه موضع الخالق لهذا الكون (سبحان الله وتعالى عما يقولون)!!

والغريب أن كثير من المسلمين قد تأثروا بنفس المنطق العجيب فلا يذكرون الله إلا حين يرون الأحداث الخارقة لما تعودوا عليه من السنن. فما عاد للشمس تلك الآية العظيمة التي يرونها كل يوم تأثير في قلوبهم لأنها سنة ثابتة. ومنهم من يرى أنها كتلة غازية تنير الأرض بتفاعلاتها النووية الاندماجية ومنهم من يرى أن العلم قد فسر الكثير عن الشمس وحركتها.
أيجب أن تغيب الشمس يوما ليسبحوا ربهم على هذه الآية العظيمة؟
أم يجب أن تطلع من المغرب ليتذكر هؤلاء القوم ربهم أو يستغفرونه؟!!!

{ وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَن يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَن تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلا } الكهف - 55


يارب السماوات والأرض آياتك تحيط بنا في كل لحظة سبحانك نستغفرك ونتوب إليك من كل ذنب.
نستغفرك من كل لحظة رأينا فيها آياتك ولم نذكرك.
نستغفرك من كل لحظة منعنا فيها تعودنا على آياتك أن نذكرك أو نستغفرك.

يا رب إن ثبات سنن الكون هي نعمة عظيمة نعوذ بك أن تَعمى عقولنا وتجعل تلك النعمة سببا في أن ننسى ذكرك وشكرك حين نرى آياتك.


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأحد، 1 نوفمبر 2009

الطفل المعجزة؟ أم القرءان المعجز

السلام عليكم
يشد انتباهي كل فترة وأخرى نعت طفل بأنه معجزة ﻷنه حفظ القرءان الكريم بكامله وهو في سن صغيرة مثل هذا الطفل الجزائري الجميل الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات فقط المرفق الفيديو خاصته في المقال:



ولكني أتعجب هل هذا الخلط هو مقصود من اﻹعلام أم هو غلط ينم عن غباء ممن ينشرون الخبر؟
إن كان هؤﻻء القوم يريدون إنصافا فليعطوا لهذا الطفل الكتاب المقدس في مثل هذا السن, فإن حفظه عن ظهر قلب, فهناك وﻻ شك قدرة ومنحة ربانية غير معهودة فيه نفسه, مع عدم نفي اﻹعجاز عن القرءان.

أما إن كان الحفظ لكتاب كامل من مثل هذا الطفل اﻷغر للقرءان فقط فهو يثبت إعجاز كتاب الله للبشر ككتاب ينضح بحقيقة أنه من لدن من خلق الطفل ذاته!! وإﻻ فبما تفسرون ذلك التوافق الغريب بين عقل الطفل والقرءان, وكأنه وُلد بالقرءان في رأسه ولم تكن عملية الحفظ إﻻ استرجاعا لما جُبل عليه عقل؟
بالطبع أنا ﻻ أنفي أن الطفل يتمتع أيضا بصفات عبقرية وإنما أقول أنه اجتماع آية الله للدﻻلة على انتساب القرءان إليه وآيته في خلقه الذي ينضح بالعبقرية العقلية واﻹيمانية.
والله الموفق إلى سواء الصراط.


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم