الأربعاء، 31 مارس 2010

شهواتُ البشر المَنسية

السلام عليكم

تقدمة
يظن الناس أن الشهوات البشرية تقتصر على حب الطعام وحب الرجال للنساء ,والعكس, والمال والبنون. والشهوات هي طبائع قد طبعها الله على البشر كي تستقيم حياتهم إن وظفوها كما أرشدهم الله تعالى, في الاتجاه الصحيح, وبالكم الصحيح دون إفراط ولا تفريط, فقد حُفَت بها النار يوم القيامة. وقد خرجت من تعاملي مع نفسي ومع البشر ومن تأملى لأحوالهم الظاهرة وما تدل عليه من أحولٍ باطنة إلى أن الكثيرَ من الشهوات مغفولُ عنها منسية, وقد أعانني الله على سرد بعض من الطباع الشهوية للبشر على سبيل المثال لا الحصر.

من شهوات البشر المُهْلِكَة

1-حب الإنسان للكلام واهمال الإنصات.

2-حب الإنسان للدعة والكسل والخمول والنوم.

3-حب الإنسان للحياة لدرجة التشبث بمتاعها, بالرغم من يقينه بالموت.

4-حب الإنسان انتقاد الغير وإهمال انتقاد النفس.

5-حب الإنسان الظن الراجح ,إلم يكن الاعتقاد, بأنه دائمًا محقًا.

6-حب الإنسان أن يكون الناس مثله في الكيف, بينما أقل منه في الكم!!

7-حب الإنسان أن يكون مركزًا للأحداث محطًا للأنظار والإعجاب والمدح ولاسيما من الجنس الآخر.

8-حب الإنسان للسلطة وعشقه الحكمَ.

9- خشية الإنسان من الناس وآرائهم فيه أكثر من خشية رب الناس!!

10- خشية الإنسان من لهيب النفس اللوامة, وبالتالي تبرير الخطأ للنفس, وكلما ازاد ذكاء الإنسان كلما كان تبريره خطأَه أكثرَ حِبكةً ومتانة!

العامل المشترك
ألم تلحظوا معي أن العامل المشترك بين كل هذه الشهوات المهلكة هي عشق النفس أو "الأنا"؟ إن هذه "الأنا" لهي مدمرةٌ بحق لعلاقة الإنسان بنفسه وبالناس وبربه, فكلما عَظُمَت وتعالت وتضخمت كلما كانت هلكة الإنسان أسرع وأقسى.

الخلاصة
اعلموا أن النار حُفت بالشهوات وأن الشيطان والنفس الأمارة بالسوء يستثمران وجود هذه الشهوات في النفس الإنسانية, فيزيداها استعارًا وتوهجًا, ومع ذلك التوهج فإنهما يبرراها له حتى يكون الإنسان مرتاح الضمير مثلج الصدر, فاحذروا احذروا من أعدائكم وأولهم أنفسكم وحبكم لـتلك "الأنا", ذلك الحب الذي قتل ومازال يقتل!!


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الثلاثاء، 30 مارس 2010

خواطر مبعثرة 3

السلام عليكم

للإنسان غريزة حمقاء قلما ينتبه إليها اسميها غريزة "أنا على حق" !

الكبر هي أكبر جريمة يرتكبها الإنسان في حق نفسه وفي حق غيره

ما أقسى أن يطعنك من تثق به ثقة عمياء

إذا ظننت أنك دائمًا على حق فاعلم أنك منغمس في الباطل

الدعاء بدون عمل استهزاء, والعمل بدون دعاء حماقة

قوانين الطبيعة ما هي إلا وصفٌ لإدارة الله للكون

الأخلاقُ تُختَبرُ عند الخصومة

ما أكثر "المتدينين" الخاوين من الدين

إياك واحتقار من على معصية فقد يبتليك الله بها إذا فعلت

أقرب طريق إلى قلب أي إنسان هو الإنصات إليه وإعارته كل الاهتمام إذا تحدث

إياك وإبداء النصيحة دون إنصات وفهم متعمق لأصل المشكلة

إياك ونصح من يريد أن يتحدث إليك للتعاطف معه, افقط أعره تعاطفك الصادق

إياك وبدأ النصح بالذم, دائمًا امتدح محاسن من تنصحه أولًا, فلا يوجد انسان يخلو من المحاسن

لا تستجب لظاهر الكلام, حاول دائمًا أن تفهم دوافع الكلام وبواطنه

لا تناقش أحدًا إلا إذا وُجدت أرضية فكرية تتفقان عليها

كن عزيز النفس مع المتكبر, وكن خفيض الجناح لمن يشعر أنه أقل منك

إياك والحكم على الناس من مظاهرهم, مهما كانت روعة هذه المظاهر أو قبحها

الإنسان الحقيقي هو من ينتبه إلى واجباته قبل حقوقه

لو تركت حقك فمن الحماقة أن تنتظر من أحدٍ إعادته إليك

الابتسامة الصادقة مفتاح سحري لكثير من الأبواب المغلقة

لا يوجد إنسانُ محضُ شر, تعامل دائمًا مع وجه الخير في الانسان

ليس المؤمن من لا يذنب! ولكنه من يسرع بالتوبة الصادقة إذا أذنب

التغيير دائمًا أفضل, والسكون دائمًا أكثر راحة, ولا تجتمع الراحة مع الأفضلية

السكون موت, والاستجابة للتغيير الخارجي عيش, والتغيير الذاتي نحو الأفضل حياة

الإلحادُ هو اتخاذُ الاعتقادِ بغيابِ الإلهِ إلهًا!!

من عبد الله صار سيدًا للكون, ومن لم يعبده, عبدَ كل شئٍ سواه


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأحد، 21 مارس 2010

حوار مع نفس لوامة

السلام عليكم
تقدمة
أتدرون ما نتحدث بصصده الآن؟! إنها النفس اللوامة !! .... أعلم أنكم كنتم تعلمون ! لأن المقالَ اقتبسَ اسمَها لعنوانِه منها قبل سؤالي ! ولكن ليس هذا مقصدي .... لا لا .... ليس هذا, أقصد التفكر مليًا وليس مجرد العلم, إنها النفس اللوامة, تلك التي أقسم بها ربنا في كتابه العزيز.

قال تعالى في سورة القيامة
"لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ * أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ"
صدق الله العظيم

أليس بأمرٍ يدعو للتفكر ؟ إنها كيان استحق قسم رب العالمين بها!! ...

حوار مع نفس لوامة
ياله من شأن عظيم لك أيتها النفس اللوامة أن أقسم بكِ ربُك دونًا عن أنواع النفوس !!
ولكن هلا أثقلتُ عليكِ بسؤال؟ ... لمَ استحققتي قسم إلهِ الكون وبارئه أيتها النفس اللوامة؟!
...............................
ماذا؟! ما أخبرتنيه به مفهومٌ مركبٌ أيما تركيب ... إن لكِ من المعاني والمباني, من الظواهر والبواطن, ما تنوء به العصبة أولو القوة ... لكن ... هلا منحتيني فرصةً أن أكرر ما استوعبته منك؟ ... حسنًا ...

ما استوعبته من خطابك
إنكِ نفسٌ عجيبة, بها من المتناقضاتِ الكثيرُ الغامض. إنك جُبِلْتِ على اتهام صاحبك دومٍا حتى تحولتي من لائمة إلى لوامة ! ولكن أمرَك عجيب أنت وصاحبك, لا أدرى لماذا أذكركما اثنين مع احساسي بتوحدكما.

إنكِ تلومينَ الصالحَ لأقلِ ذنبٍ يقترفه فيسارعَ بتصحيح مساره كي تصرفي عن وجهه شعاعَ وهجكِ المُذهبَ لنور العيون. إنه يخشى حدة هذا الشعاع المُحمل بسياط اللوم على عصيانه ربَ العالمين, فيتوبَ من قريب ... يالها من مهمةٍ عظيمة هذه التي تضطلعينَ بها في توبته, توبةِ صاحبِك, توبة نفسك أنتِ أيتها النفس اللوامة!, مهمةٍ استحققتي بها قسمَ ربِك بِكِ.

ولكني أحسستُ بدورٍ آخرَ عجيب, كثيرًا ما تتواطئين فيه أنت وصاحبُك عليكما, فأنتما الجاني والضحية معًا! إن صاحبَكِ من فرطِ خوفِه من لهب شعاعكِ المحرق لأنسجة العيون, كأنه أتى بمرآة فعكسَ طاقتَك ليحولَها إلى قدر هائل من الخداع!, خداعِك في دورك وخداعِ صاحبك في استبصارِ حقيقتِك, حقيقةِ نفسِه. إني أرى صاحبك وقد استعمل طاقتك في لومِ كل نفسٍ عداكِ !! إنك تنعكسين على مرآة خداعه لتتوجهي للناسِ من حولك, هؤلاء الناس, هم نفسهم الذين ظُلِموا منك أيما ظلم, الآن توجهين لهَم لومك على ما صدرَ منكِ منْ ظلمٍ نحوَهم !! الآنَ وفي خفة ماكرةٍ سُوءًا, تقلبينَ الأوضاع!, فتجلدينهم, هُمُ البريئين من ظلمِهم لكِ ... بل الضحايا لظلمِك لهم, بسياطك المُلهبةِ المُلتهبةِ عِقابًا على تسببهِم في ظلمِك ,المزعومِ منكِ, بادعائِهم ظلمَكِ لهم!, فتجبرينهم بشعاعِك الفتاك على إعترافِهم بظلمهِم لكِ, بينما تحاولين كادةً جاهدةً إقناعَ صاحبِك بهذهِ الفِرْيَةِ إلى أن تُفلحِي في تصديقِه إياها.

يالكِ من نفسٍ غريبةٍ عجيبةٍ متناقضةٍ تناقضًا تحملُه طياتُك فيكِ, فأنتِ لوامةٌ دائمًا, إما لنفسِك ولصاحبكِ, فُتُفْلِحَا معًا, وإما لغيرِكِ دفاعًا عن صاحبِك من سياطِ لومِكِ, فتظلمي غيرَكِ بخداعِك لهم, ثم لومِكِ إياهم فداءاً لكِ, وتهلكا أنتِ وصاحبُك معاً وبئست هَلَكَة.

مواجهة

أيتها النفس اللوامة ... هل أفلحت في فهمكِ؟
................
ماذا؟! أشم رائحة لهيب لومك على كشف بعض حقائق لومِك!!
... يالك من نفس لوامة!!

ليس لي ردٌ عليكِ إلا ما قاله ربُ العزة

"
أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ * بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ"
صدق الله العظيم

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم