الجمعة، 30 سبتمبر 2011

بعض الأوهام حول فهم نظرية النسبية الخاصة



السلام عليكم


قرأت الكثير الكثير من الأوهام حول نظرية النسبية التي لم تصيب شبابنا الطموح الى فهم النظرية الا من خلال أفلام هوليوود والمنتديات الغير موثقة





من بعض هذه الأوهام




1- الجسم عندما يصل لسرعة الضوء يتحول إلى طاقة


الرد


لا معنى للتحول! فالكتلة لها طاقة مكافئة والطاقة لها كتلة مكافئة


 http://en.wikipedia.org/wiki/Mass%E2%80%93energy_equivalence


2- عندما نتعدى سرعة الضوء نرجع الى الماضي


الرد


أولا: عبارة نتعدى سرعة الضوء (من سرعة اقل منها الى سرعة اعلى منها) ليس لها معنى فيزيائي فسنضطر للتوقف عن التسارع قبل الوصول لسرعة الضوء لعدم امتلاكنا لطاقة لا نهائية نحتاجها لإيصال الجسم ذي كتلة السكون غير الصفرية الى سرعة الضوء


ثانيا: لو افترضنا ان ساعة (كلاسيكية بعقارب) يتم تسريعها الى سرعة الضوء ثم (فرضا جدليا بحتا) الى "اسرع من الضوء"  فسنجد نحن المشاهدين من خارج اطار الساعة - في البداية عندما تكون السرعة اقل من سرعة الضوء - ان عقارب الساعة اثناء تسارعها  التأخذ زمنا أطول لإكمال دورة كاملة (مقارنة بساعة مثلها في اطارنا ) وهذا ما يسمونه تمدد الزمن أو تباطؤه في المناط الذي يسير بسرعة كبيرة , وستتوقف العقارب عن الدوران تمامًا بالنسبة لإطارنا اذا وصلت الساعة لسرعة الضوء.
أما عندما تتعدى الساعة سرعة الضوء (جدلا) فإن عقارب الساعة لن تكمل دورة واحدة بالنسبة لنا في زمن سالب بل اننا سنرى العقارب تكمل دورة كاملة في زمن تخيلي (زمن حقيقي × جذر -1 ) ولن يكون زمن اكمال العقارب لدورتها سالبا ابدا 


3-لا يمكن ان يوجد ما هو اسرع من الضوء


الرد


ان تعريفنا الساذج للوجود وعدم الوجود الفيزيائي معناه اننا نرى خصائص (كتلة, طول, شحنة ... ) حقيقية وليست تخيلية (رقم مضروب في جذر تربيعي لــ -1) ... لو استخدمنا هذا التعبير في الحكم عن امكانتية وجود او عدم وجود ما هو اسرع من الضوء سيكون للأمر مخرجا فيزيائيا ... اننا ننظر في علاقات خصائص الجسم مع السرعة ونجعل هذه العلاقات تخرج لنا بعدد حقيقي "بالنسبة لنا" ... حسنا سنجد ان ذلك ممكن بافتراض ان للجسم مثلا كتلة "سكون" (اي في اطاره الفيزيائي) تخيلية وطول سكون تخيلي. بهذا يمكننا نحن العالم القابعين تحت حاجز سرعة الضوء أن نرى لهذا "الجسم" خصائص تكمم بأعداد حقيقية وليست تخيلية! وحيث أننا لن نصل أبدا لإطار سكون هذا الجسم فيجب الا نشغل اذهاننا بالأعداد التخيلية لخصائصه في إطار سكونه ... كل ما يهمنا هو أن نقيس خصائص هذا الجسم من اطارنا كأعداد حقيقة


وهناك جسيم "نظري" سماه العلماء تاكيون أو
Tachyon
ينطبق عليه هذا التمرين العقلي ولكنه لم يتم اكتشافه بعد. لكن تذكر أن وجود الشئ في العلم لا يتبدد لمجرد عدم اكتشافنا له معمليا. فالبوزيترون والنيترينو مثلا تم اكتشافهم نظريا اولا ...
بقى نقطة ينبغي ان اوضحها ان للتاكيون خصائص غريبة أقلها غرابة هو أن سرعته يستحيل أن تنخفض إلى أقل من سرعة الضوء
وقد يكون من أكثرها غرابة أن وجوده كجسيم ينقل معلومات في عالمنا قد يبدل السبب مكان المسبب زمنيا بحيث تنهدم السببية


http://en.wikipedia.org/wiki/Tachyon


4- أن عبارة "سرعة الضوء هي السرعة القصوى في الكون" من مسلمات النسبية


الرد


العبارة الصحيحة هي أن "سرعة الضوء في الفراغ هي ليست نسبية (مطلقة) بالنسبة لجميع المراقبين" .. وهناك فرق بعيد بين العبارتين


فالعبارة الأولى "السرعة القصوى" هي نتيجة للنسبية الخاصة بافتراض ظروف معينة هي غالبا ما تكون الظروف الشائعة


أما العبارة الثانية "مطلقية سرعة الضوء" فهي فعلا مسلمة من مسلمات النسبية الخاصة


 http://en.wikipedia.org/wiki/Postulates_of_special_relativity


--------------


لا تسعفني ذاكرتي في كل الأوهام التي تعرضتلها من خلال مناقشتي مع طلاب العلم الفيزيائي ولاسيما العرب منهم



 والله أعلم

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

مشاعر قاسية

1- أشعر أني ممزق الأشلاء ... لقد وهنت قدرتي على العدو خلف قطار الزمن وأصابني الوهن, ففي الطريق الطويل الغير معبد اتعرض لصدمات القطار ولأشواك أرض الواقع في قدميي, ولكنها ليست الأعظم في إيلامها, بل ركلات وطعنات زملائي من راكبي القطار وممسكي أطرافَه!! لا أعرف لماذا يطعنون ولكنها بدت لي كغريزة بشرية - غريزة الإيلام .......
لم أسقط أرضاً, وقد كنت أدعو الله أن أسقط إن كان التردي خيراً لي, فآثر لي الله لي عدم التردي, وعلقت بالقطار قطعةٌ من ملابسي فإذا بي اسقط جزئياً وإذا بالقطار يجرني على أرض الواقع جراً فتدرجت بالدماء, وكلما أكمل القطار سيره زاد احتكاكي بصخور الحياة التي أثخنت روحي وجسدي جروحاً دامية يزداد عمقها ويرتفع عددها مع إكمال القطار سيرَه حتى صرت ممزق الأشلاء.... ولكني أدركت ولله الحمد والمنة أنني وإن كنت في ألمٍ ظاهر فأنا في الآن ذاته في خيرٍ عميم ومغفرةٌ لسيئاتي بشرط الرضا والصبر والإيمان.


2- أشعر بأحاسيس غريبة تهزم الأبطال وتهدم الجبال. أشعر برغبة عارمة في الفكاك من أسر الجسد الذي طالما حبسني عن حريتي التي فيها سكني, مأواي وراحتى. أشعر برغبة مستمرة في بكاء مرير ليس له بكاءٌ يشبهه, بكاء ينساب وهمًا لا حقيقة, فهو حبيس مثل الروح التي أرسلته بمشاعرها المضطربة الحزينة. هذا البكاء ينساب على وجه قارب وجوه الأموات وتباعد عن وجوه الأحياء, فلا هو حي ولا هو ميت, وجه يلتصق بجسد يعدو خلف الموت عدوًا, لكن الموت أسرع من أن يسبقه إنسان. انتظر اللحظة التي يغير فيها اتجاهه ليفاجئني قادمًا مقدمًا علي, مسرعًا خطاه, خاطفًا روحي الحزينة المضطربة من سجنها إلى رحاب عدل الله, إلى حيث لاشئ إلا وجه ربي ذي الجلال والإكرام

الأحد، 25 سبتمبر 2011

الدين بين الشبهات والشكوك


كان يوجد طالب يبحث عن أكبر اساتذة الرياضيات ليتعلم على يديه ويتباعه في محاضراته. بحث عن عالم من بعد عالم واطلع على اعمالهم وابحاثهم وعند كل عالم يجده الطالب يجلس ليفكر: هل هذا هو اكبر علماء الرياضيات؟ وتساوره "الشكوك" بشأن هذا...

إلى أن وجد الطالب يوما اعمالا رياضية عظيمة جدا منشورة في الدوريات العلمية وكانت هذه الأعمال متميزة جدا عن غيرها وأخذت شهادات وجوائز دولية, فنظر فعلا في الأبحاث ووجدها رائعة لا تصدر فعلا إلا عن اعظم علماء الرياضيات في العالم. هنا قلت "شكوكه " جدًا بشأن كونه العالم الأكبر, وجاء قراره في أن يحضر محاضرات هذا الرجل ويدرس كتابه المقرر.

ذهب الجامعة التي يدرس فيها العالم وسأل عن المكان الذي يحاضر فيه فدلوه عليه وعلى اوقات المحاضرات. حضر الطالب المحاضرة بعد المحاضرة فانبهر بعلم الاستاذ ووجد أن الاستاذ فعلا متمكن جدا من هذا العلم إلى حد مذهل, فانتهت وتلاشت "شكوكه" وآمن بأنه يحضر فعلًا للعالم الأكبر.

بينما كان الطالب في إحدى المحاضرات اشتكل عليه ما قاله الاستاذ فحدثت في نفسه "شبهة" ان حل المسألة ليس كما قالها الاستاذ بل أن خطأ الاستاذ يبدو وكأنه لا يخرج من عالم رياضيات فضلًا عن خروجه من أكبر العلماء!!
"ففكر في هذا الشبهة" ... وقال هل من الممكن ان يكون هذا الرجل طبيبًا وليس عالم رياضيات اصلًا؟ ... أم الاحتمال الآخر أن هناك ثمة شئ ما لا أفهمه؟
توقف مع نفسه قليلًا وقال لنفسه: بالطبع لا ... كيف اترك كل ما شهد للرجل من علم من أعماله العظيمة ومحاضراته الرائعة وتدفعني هذه "الشبهة" أن "أشك" في أن الاستاذ ليس هو استاذ الرياضيات العظيم اصلًا؟!  ... الأقرب الى عقلي أن هذه "شبهة" وليست "شك" أي أنني لا افهم هذه الجزئية ولكني لا أشك في علم الرجل.
اذا سأبحث عن حل لهذه "الشبهة" حتى أجده ... وحتى ان لم أجد حلها فسأعتبر أنني من الطبيعي ألا افهم كل ما في مقرر هذا الاستاذ العبقري, ولكن هذا ليست 
له علاقة من قريب او بعيد باعتزازي وإيماني بأستاذي وبعلمه.
.
..
...
الكثير من شبابنا بمجرد أن يجد شيئا ما في الدين يصطدم مع عقله ظاهريا يذهب للشك في صحة الدين كله ... !! مع أن الأولى أن يتهم عقله هو لأنه بالفعل قد فرغ من التحقق وبالتالي الثقة في الدين سابقا وليس من العقل لكل شبهة يشك وينقض الأمر كله !
...
..
.

 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام
 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

السبت، 24 سبتمبر 2011

الإلحاد العربي و "الحـــول الفـــكري" !!

السلام عليكم

مشكلة الملحدين العرب الأساسية هي ما اسميه بــ "الحول الفكري" فهم بدأوا بعدم رضاهم عن دينهم لسبب أو آخر أو عدم اتفاق بعض ما يرونه في الحياة مع فهمهم الخاص للدين, فبدلًا أن يشكوا في فهمهم لدينهم أو في صحة دينهم أو حتى في صحة قضية الدين كلها أو في أسوأ الاحتمالات في صفات من أنزل الدين (الخالق), شكوا في وجود الخالق نفسه!!, مع أن النظرة الواسعة العميقة للكون تلزم العاقل بالتسليم بــ"وجود" الخالق بغض النظر عن موقفه من قضية الدين أو استنتاجه لصفات الخالق.


يذكرني موقفهم الفكري هذا بمن يعيش على جزيرة وسط البحار المتلاطمة الأمواج . ثم في يوم من الأيام وجد بعض الحفر في الجزيرة, فاستنتج أنها عيبا ولم يخطر بباله أنها قد تكون لحكمة عظيمة وهو لا يعلم. فبدلا من أن يبحث في كون هذه الحفر عيبا يهدد الجزيرة أم هي لحكمة هامة في الجزيرة أم أنه يتوهم وجودها وهي غير موجودة ؟!!! سارع وقفز في البحار المتلاطمة بحجة أنه سيفكر بشكل أفضل فيما سماه "الحقيقة" وسط أمواج البحار المهلكة


  اللهم اهدنا الصراط المستقيم


 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام

 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

خواطر مبعثرة ...7

السلام عليكم

1- العبادة لله وحده بحيث لا يكون له شريك أيا "ما" كان أو "من" كان هي الحرية الحقيقية, وأي "حرية" تحاول التخلص من عبودية الله فهي وهمٌ عظيم بل هي العبودية لكل "ما" و "من" هو دون الله




2- اللهم هبني العزيمة أن أنطق لأفيد الناس بما أعلم ... وهبني الشجاعة ألا أخجل أن أسكت عما أجهل ... وهبني الحكمة أن أميز بين ما أعلم وما أجهل

3- للأسف أصبح التحضر عند كثير من البشر هو أن تحترم الجميع إلا الله ... نحن في زمن فتن كقطع الليل المظلم ندعوا الله أن يطفئها بنا وأن ينجينا منها ..

4- نسبية معظم الحقائق لا تنفى وجود حقائق مطلقة غير نسبية ... عددها قليل ولكنها هي الحقائق العليا التي تدور في فلكها الحقائق النسبية الأقل حقيقيةً!!

5- من قصرَ فهمَ الوجودِ وتفسيرِه على المادةِ فقد حبسَ نفسَه بنفسِه في دهاليز سجنٍ مظلمٍ ضيق ٍ من حواسِه الخمسةِ ونسى أن يستخدمَ أهم وأرقى ما يملكه وهو عقلَه بما فيه من نورٍ ورحابة!

6- قد يكون الحزن مريرًا لإلى الحد الذي يدفع الإنسان لتجنب تذكر سببه باي وسيلة ... وبالتالي يتجنب التحدث فيه حتى مع الصديق القريب حتى يتناساه!

7- العقل مختلف عن الذكاء, فالعقل فيه سمو روحي يمنع الإنسان من الانقياد وراء الهوى
بالمناسبة

8- الذكي الذي يفتقد العقل كليةً (العابد لهواه) فلا يستحق أن ينتمي لفئة "الإنسان"

9- إن قوانين الطبيعة هي وصف تقريبي لأسلوب إدارة الله للكون وليست سببًا لسلوك الكون. إنها إجابة على سؤال "كيف؟" وليست إجابة على سؤال "لماذا؟"

10- قابلت مسلمين عندهم تسامح من نوع غريب وشاذ!! تجدهم يغفرون كل ما يصدر عن أناس واضحي العداء للإسلام حتى لو كانة إهانة للإسلام بل تسفيه لله تعالى!! وعلى الجانب الآخر يسبون ويهينون مسلمين مختلفين معهم في وجهة نظرهم!! ... فعلًا تفتح العقل المبالغ فيه يمكن أن يسقط العقل من الدماغ

11- مكانة المسلم أن يكون عبدًا لله سيدًا للكون ... فإن استغنى عن عبودية الله استذله (من/ما) سواه

12- معصية العناد والكبر غير معصية الغفلة وقلة العزم ... العناد فيه تكبر عن الطاعة وهذا يؤدي الى الكفر والعياذ بالله, وكان هذا هو  الفرق بين آدم وابليس, فقد كان أكل ادم من الشجرة معصية منشأها قلة العزم والغفلة, بينما كان عدم طاعة إبليس ربَه في سجوده لآدم عنادًا منشأه الكبر

13- الإلحاد هو دين كباقي الأديان!! ولكن اسم الهه "انكر وجود الله"

14- من أراد رضى الناس بآرائه ومواقفه المائعة التي ترضي - في نظره - جميع الأطراف خسر الحق ولم يفلح في إرضاء الناس!!

15- عادة ما تكون أقوال فئة من الناس انحرفت عن الجادة وتطرفت ردود فعل لأقوال فئة أخرى انحرفت عن الجادة أيضًا ولكنها تطرفت في الاتجاه المعاكس ... والحكيم هو من يتوسط بين بين الطرفين المغاليين, بين الإفراط والتفريط, حتى يفوز بالحقيقة وتذكر أنه
دائمًا ما تضيع الحقيقة بين الإفراط والتفريط

 والله أعلم
======
 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام
======
 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

الفطرة والتعود

السلام عليكم

هناك فرق بين الفطرة والتعود
الفطرة هي ما يكون عليه الانسان دون أن يتأثر بأي معلومة ... بمعنى آخر, لو عاش مجموعة صغيرة من الناس العقلاء على جزيرة بدون ان يستوردوا أية معلومة من خارج الجزيرة وبدون أن يكون لهم مصلحة في الحياد عن الحق, سيجدون أنفسهم يبحثون عن القوة الكبرى التي تقف وراء هذا الوجود وتجدهم يستقبحون الكذب والخيانة ويستحسنون الصدق والأمانة



الفطرة هي التي تجعل الناس من كل دين سماوي او وضعي سليم ام مزيف يجتمعون قاطبة على اخلاق اساسية مثل الكرم والحب والإحسان والصدق والشهامة ...ذلك  حتى لو كان أكثر أهل الأرض غير مؤمنين فبقايا فطرتهم التي ولدوا عليها (لحظة الميلاد قبل اي مؤثرات) هي التي تجعلهم يتفقون على هذه الأشياء مع اختلاف السنتهم والوانهم وزمانهم ومكانهم

أما التعود هو أن يولد الإنسان في بيئة ذات خلفية ثقافية معينة فيعتاد معتقداتهم بغض النظر عن صحتها أو خطأها


 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام

 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الخميس، 8 سبتمبر 2011

العرب ... فاشلون حتى في الإلحاد؟

أشعر بموضوعية عند غالب ملحدي الغرب أكثر بكثير من تلك عند غالب ملحدي العرب. فملحدو الغرب غالبا لا تجد لهم عداءا لله وهذا متناسق مع افكارهم, اذ لماذا يعادون وهمًا بالنسبة لهم؟. أما ملحدوا العرب فغالبا تجدهم يسبون الله بأقذع الصفات فاتعجب منهم!!. انهم شبيهون بمراهقين صدقوا اشاعات على أبيهم فتبرءوا منه واعتبروه غير موجود لتبرئهم منه!! ولكن الأعجب أنهم ظلوا يسبون كيانًا يفترض أنه غير موجود بالنسبة لهم!!!

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

وجود الله - مناظرة فلسفية


سؤال  سيدة ملحدة


الكمبيوتر أكيد موجود لأني أقدر أتعرف عليه بحاستين من خمس حواس: شايفاه ولامساه وساعات باسمع صوته؛ أكيد له ريحة 
خاصة وطعم مش عايزة اعرفه. ده "عالم الشهادة"
ولكن هناك موجودات بالرغم من *غيابها عن* وعدم تجليها لحواّسنا. وهنا نذهب (لعالم الغيب) بحثاً عن الذرة، والكهرباء، والله والشيطان حتى نتعرف على الفرق الهائل بين نوعين من المعرفة الغيبية أي المعلومات/الادعاءات:

النوع الأول من الادّعاءات/المعلومات: يدعي علماء الفيزياء النظرية وجود جسيمات صغيرة داخل الذرة لا يراها أحد. هذا غيب. هل هذا النوع من الغيب يستحق أن نحترمه عقلياً؟
الإجابة هي: بنى علماء الفيزياء معجّل تحت الأرض –في سويسرا- وصرفوا عليه بلايين الدولارات في محاولة لإثبات وجود تلك الجسيمات أو تكذيب تلك الادعاءات الغيبية

النوع الثاني من الادعاءات/المعلومات أبوك يلقطك منذ لحظة ولادتك ويدّعي في أذنك معلومة غيبية: الشيطان موجود. يتلو الأذان في أذنيك لحمايتك منه. ثم يتبع ذلك مجموعة أخرى من ادعاءات/معلومات غيبية: الله موجود، الجنة، النار، الملائكة، الجن الذين يساعدون السحرة، الأشباح والأرواح الشريرة. . هل هذا النوع من الغيب يستحق نفس الاحترام العقلي الذي حظى به النوع الأول؟ هل نجمع بلايين الدولارت ونبني معملاً في السماء بحثاً عن هذه الجسيمات -أقصد الأجسام- الضخمة من للتحقق من وجودها؟ أم هل يتعارض ذلك مع التحذير الأبوي من الشيطان الرجيم الذي سمعته وعمري لحظة أم لحظتان؟ هل التنقيب والشك مسموح بيهم من الأساس أم أن أحد هذه الادعاءات/الأشياء لغيبية (الله) سيعاقبك بشدة لو لعبت بديلك وسيلقيك في شئ آخر غيبي (النار)؟

هل ترقى ادعاءات النوع الأول من المعرفة للمقارنة مع النوع الثاني؟





ردي على السؤال

حضرتك تكلمتي عن وجود الكمبيوتر كوجود أكيد لأنك ترينه وتلمسينه وتشمين رائحة اثر سخونة البروسيسور

ولكن السؤال ... هل فعلا انت متأكدة من وجود الكمبيوتر؟ هل تشعرين بالكميوتر "نفسه" ام بأثره على خلايا دماغك؟ 

كيف ستقنعين كاثنا ليس لدية حاسة البصر ان الكمبيوتر وجود له لون؟ كيف ستقنعين كائنا آخر فقد حاسة السمع بأن الكمبيوتر له مروحة تصدر ضجيجًا؟ بل السؤال الأكبر هو كيف ستقنعين كائنا ليس له اي حواس أن الكمبيوتر موجود أصلًا؟
اننا نحاول اقناع انفسنا عن طرق غير متعمقة في التفكير بأن ما نراه هو موجود لذاته وأن الوجود الموضوعي يختلف عن "آثار الوجود" مع اننا لو دققنا النظر والفكر فسنجد اننا ونحن نائمون نرى كمبيوتر آخر ونجزم بوجوده اثناء الحلم ... لماذا؟ لأن ادمغتنا استقبلت اشارات في مراكز الحواس تخبرنا بوجود كمبيوتر وهذه الاشارات هي نفسها التي تستقبلها ادمغتنا ونحن مستيقظون للدلالة على وجود الكمبيوتر الأول !!!

السؤال هنا هل هناك معنى لوجود الكمبيوتر بشكل موضوعي مستقل عن تأثير هذا الوجود فينا؟ ام ان تأثيره في ادمغتنا عن طريق حواسنا هو من دلنا 
على وجوده؟

 السؤال بصيغة اخرى ... هل الوجود منفصل عن "آثار الوجود"؟
 ان كل ما نشعر به حولنا في العالم وندعي انه موجود يقينا لمجرد اننا نستطيع تذوقه ما هو الا اثار وجود وليس وجود ...

في الحقيقة لكي نكون علميين في تفكيرنا يجب ان نستغنى عن تعريفنا الكلاسيكي للوجود بتعريف آخر وهو أن الموجود هو من له أثر على ادمغتنا يستوى في هذا الاحساس بهذه الآثار اثناء النوم او اثناء اليقظة!!
ان الكمبيوتر الذي رأيته في الحلم يحمل نفس درجة "حقيقة الوجود" للكمبيوتر الذي رأيته في اليقظة

... ان لهما نفس "الآثار" وهذا هو المهم لأنه ليس لدينا أي دليل آخر على الوجود الفعلي بالمعنى الكلاسيكي
يستطيع جهاز موصل بادمغتنا ان يوصل لاحساسنا اننا عشنا حياة كاملة ... هل نحن الآن على يقين أننا لسنا تحت تأثير هذا الجهاز المحفز لخلايا الاحساس في المخ؟
ان الخروج العلمي من هذا المأزق أن نعتبر أن "الوجود" ما هو الا "آثار الوجود" وأن لا معنى علمي للوجود بلا أثرٍ له

نأتي الآن الى وجود الالكترون ... ان احدا لم ير قط الكترونا (مع انه من مثال الكمبيوتر الرؤية ليست الا اثرا لوجود ... ) ولكن كل ما نستطيعه هو ان نلتقط اثر الالكترون على فيلم حساس او باثارته لشلة التلفاز وخروج فوتونا يصل ليعيننا (او بالاحرى لمخنا!!) وفي الحقيقة هذا كاف جدا لوضع "فرضية" وجود ما نسميه الآن بالالكترون
ان وجود الالكترون اصبح "حقيقة" لا لأننا رأيناه او تذوقناه ... بل لأننا قسنا أثره في المعمل وافترضنا فرضا او نظرية بأن هناك ثمة شئ له خصائص شحنة وكتلة ولف مغزلي لابد من "وجوده" حتى بحدث هذه الآثار التي نراها ولكن ماذا عن مثال آخر كالجرافيتون؟ ان العلماء قد صنعوا مسرعات جبارة ليكتشفوا ما اذا كانت نظرية الاوتار الفائثة او نظرية (م) صحيحة ... ولكن ماذا ينتظر العلماء حتى يقولوا بوجود الجرافيتون؟
ان الجرافيتون يعتبر خيطا مغلقا في نظرية الاوتار الفائقة وهذا الخيط هو الوحيد - دون باقي الجسيمات الاولية - القادر على الهروب من كوننا هذا الى كون آخر موازى أو (بران) بتسمية نظرية م
ولكن ماذا سوف نقيسه في المعمل؟ هل سنراه؟ هل سنشمه؟ لالا
ان أقصى ما نطمح اليه هو ان نرى اختلالا معمليا لقتنون حفظ الطاقة وبالتالي نستنتج انه كان ثمة جرافيتون موجود ثم فر الى عالم موازي!! ... مع ان العالم الموازي هو الآخر فرضية للنظرية! اذن نرى المنطق العلمي يتفق مع المنطق الفلسفي وهو ان الوجود ليس الا "اثر"  وانه ليس له تعريف منطقى ان لم يكن له اية اثر

حسنا . وجود الله.. 
 
 لقد سألوا أعرابيا بدويا عن وجود الله فقال لهم "الأثر يدل على المسير أفلا تدل بحار ذات أمواج وسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج على العلي القدير" ؟؟!!دعينا نتخلص من الحكم المسبق على هذا البدوي انه متخلف وانه لا يحسن التفكير ... ألم يفكر هو

بنفس المنطق العلمي الذي فكر به العالم السويسري القابع في الهوة المكيفة في مسرع سيرن؟؟ إنه فكر بالأثر أيضا واعتبر أن الأثر هو دليل على الوجود. قد يتفق الناس او لا يتفق مع البدوي البسيط في صحة ما توصل اليه ... ولكن كل منصف سيتفق ويقر بأن الأعرابي البدوي قد فكر تفكيرا علميا راقيا من غير أن يدرى أن الكون هذا بأسره هو اثر وجود الله بالنسبة لهذا الرجل البسيط كما أن اختلال بقاء الطاقة لوهلة هو اثر وجود الجرافيتون بالنسبة لنا في مسرع سيرن في القرن الواحد والعشرين المبدأ هو هو ... الأثر هو الفيصل ... وينفي العلم والفكر الحديث ان يكون هناك وجود بأثر ووجود من غير أثر فإما وجود بأثر أو لا وجود على الإطلاق
  
عندما أفكر أنا كعاشق للفيزياء وكمهندس للالكترونيات المتكاملة في قوانين الطبيعة التي تحكم الكون بداية من اللالكترون في سحابته الالكترونية في الذرة الى النجوم النيوترونية والثقوب السوداء أتعجب بشدة ... ان هذه القوانين بتعقيدها هي أثر ولا شك عندي في وجود عقل رياضي جبار أحكم كل قوانين الطبيعة بهذه الصورة والف معادلاتها بل ووضع لها صيغها وقيم ثوابتها الفيزيائية انني اجد أن ثبوت قوانين الطبيعة وعد تقلبها بشكل مجنون هو دليل "أثر" على عدم عقل مؤلف هذه القوانين وعدم تقلب مزاجه من لحظة الى أخرى !! انني اتعجب لماذا هذه القيم بالذات للثوابت الفيزيائية؟ لمذا لم يكن ثابت بلانك = 1 بدلا من كونه = 1 مقسموما على عشرة مرفوعة لاس 33 تقريا؟ من اختار هذه القيمة؟ ولماذا هي بالذات؟ لابد بالنسبة لي من وجود عقل مدبر  اختار تلك القيمة بعناية لغرض في نفسه قد اعلمه او لا اعلمه ولكني على يقين من أن وجود قوانين رياضية للطبيعة وثبات هذه القوانين وثبات قيم ثوابتها الفيزيائية هي "آثار" لوجود قوة مدبرة عظمى ليست موجودة داخل الكون "اثر وجودها" كما ان الجرافيتون ليس موجودا داخل اختلال قانون بقاء الطاقة في كوننا "اثر وجوده" ... قد يختلف معي الناس في صحة وصولي للنتيجة ولكني اظن انهم لن يخالفونني أن ما فكرت به هو منهج علمي فلا فرق بالنسبة للمفطر بين وجود الكمبيوتر ووجود الجرافيتون ووجود الله ... كلهم موجودون لأن كلهم لهم آثار !! ولا حيلة لنا في معرفة وجود اي منهم بدون الأثر ولا حيلة لنا أيضا في نفي وجود أي منهم مع وجود الأثر

انني اتخيل اننا قلنا للبدوي البسيط (الذي فكر تفكيرا علميا نظيفا) أننا نحن العلماء نصرف بلايين الدولارات لااكتشاف آثار الجرافيتون حتى نتأكد من وجوده ... فما بالك أجزمت بوجود الله من غير أن تصرف سنتا واحد

سيبتسم ابتسامة هادئة ويقول ... التفسير بسيط ... ان وجود الله اوضح من وجود الجرافيتون لأنه آثاره ممتدة وموجودة للعيان دائما أما وجود الجرافيتون فاثباته صعب لأن اثره سيمتد لجزء زمني متناهي الصغر ثم يختفي ... فيجب ان نعد له التكنولوجيا المعقدة لالتقاط اثره مما يكلفنا اموالا طائلة

 ================ 
عذرا ... لقد اطلت في الكتابة جدا ولكن اضطررت ان ارسخ فكرة  "معنى الوجود" وأن حواسنا ليست الا ادوات للاستدلال على وجود الكرسي او المنضدة كما انها هي نفسها بالإضافة الى عقلنا هم ادوات للاستدلال على وجود الجرافيتون وهم ادوات ايضا للاستدلال على وجود الله اما مسألة وجود الجنة والنار والشياطين والملائكة هي توابع لاقتناعنا بوجود الله من خلال الدين الذي نختاره ولا داعي في نظري للبحث فيهم اذا لم نقتنع بداية بوجود الله ونقتنع ان قضية الوجود هي هي لا تفرق بين اي موجود ... فالوجود بالأثر ولا غير حتى ان توهمنا غير ذلك



رد السيدة


لفه طويلة قوي يا أحمد حتى تثبت وجود الله الذي رأي أنه من الحكمة أن يخفي نفسه ويحملك مشقة إثبات وجوده أو أثر وجوده؛ أليس كذلك ؟ 

ردي اﻷخير

الله لم يخف نفسه أبدًا يا سيدتي الفاضلة ... أنا أراه بروحي كما أنت ترين المنضدة بعينيك ...ولكن المعضلة أنك ﻻ تعترفين بروحك من اﻷساس فطبيعي أﻻ ترينه بها ﻷن حاسة رؤيته المباشرة وهي الروح غير موجودة بالنسبة لك اهماﻻ لها لا حقيقة بها ... 
كثيرًا ما يكون من المعضلات إيضاح الواضحات ... يضطر اﻹنسان أحيانًا ﻷن يخاطب من ﻻ يعترف اﻻ بما يتذوق بلغته حتى يصل إليه ليزيل الغمة عن روحه (التي ينكرها!! .. يالها من مهمة معقدة!! ) ويأمل أن يزيل الغشاوة التي رانت على حواسه العليا - النابعة من روحه مباشرةً - فيجد المخاطب "الباحث الحقيقي عن الحق" بعد اقتناعه عقليًا أن الله تعالى أصبح أظهر له من الشمس في رائعة النهار ﻷن روحه قد عادت إليه وأصبح حيًا حقيقة ﻻ وهمًا