الأحد، 23 سبتمبر 2012

الإسلام والصلاة والكون



الإسلام وصلاة الكون

إن أيسر التعريفات وأبلغها لدين الإسلام هو الاستسلام التام لله رب العالمين وذلك بطاعة أوامره واجتناب نواهيه, وقد أستسلم الكون كله لله سبحانه طوعًا عندما خيره أن ينفذ ما هو مطلوب منه طوعًا أم كرهًا ...

قال تعالى
"ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ"
فصلت: ١١

فإن السماوات والأرض اختارتا أن يعبدا ربهما طوعًا والتزمتا بذلك مع ربهما, فهما اذًا في طاعةٍ منذ تخييرهما حتى الآن!, هم في صلاةٍ خاشعةٍ مستمرةٍ لا تنقطع !


الإسلام وصلاة الإنسان

ولكن الأمر مختلف إلى حد بعيد مع الإنسان فهو لم يلتزم بدايةً بالطاعة التامة كالسماوات والأرض وحمل أمانةً ثقيلة! وهي أمانة عبادة الله في حرية كاملة وسط شهوات الدنيا وغواية النفس, فليس دور الإنسان إذًا هو الصلاة الدائمة كالكون الذي يضمه, ولكن دوره العبادة الدائمة بمفهوم العبادة الشامل, وذلك مع حريته الكاملة في القيام أو عدم القيام بهذه العبادة!, إلا أن عدم القيام بها هو على مسئوليته الكاملة, يتحمل تبعاته يوم البعث ...

قال تعالى
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّـهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ * فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلَا يَسْتَعْجِلُونِ * فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ
الذاريات 56-60



الصلاة غذاء خشوع المسلم

إلا أنه بالتأمل في دين الإسلام, نجد أن فريضة الصلاة هي أكثر الفرائض التي لا تصح إلا بالتزام هيئات معينة يكون فيها الإنسان خاشعًا لله وكأنه قطعة متجانسة متناغمة مع الكون ,حتى أنك تجد منظرا مُبهجا في صلاة الجماعة وهو الطاعة الجماعية لهؤلاء المسلمين لله ربهم بل واشتراكهم مع جماعة أخرى أعظم وأكبر وهي جماعة ذرات الكون في صلاتهم لله بكامل الاستسلام والخشوع. 

فمن يتأمل في الصلاة وكيف أن لها هذه الهيئات والترتيب المحددين من الله تعالى يجد أن الإنسان يتخلى عن التخيير فترة مؤقتة ليكون "مسيرا" بكامل الحرية والطواعية حتى إن فرغ منها يعود مخيرا لكنه متشربٌ روح الاستسلام والطاعة الكاملين لله كما تعلمهما من الصلاة فلا يأتي بمنكر ولا فحشاء ولا بغي حتى تأتي الصلاة القادمة فيعيد ذلك التدريب العظيم! تدريب التسيير بكامل الحرية والطواعية اقتداءا بالسماوات والأرض اذ اختارتا أن يأتيا الله طائعتين ليكونا دائمتي الإمتثال لأوامر الله تعالى. 

من يتأمل الصلاة يجدها كالغذاء الذي لابد من تناوله خمس مرات في اليوم وإلا ضعفت روح الاستسلام في قلب المسلم وهزلت, هذا الغذاء اسميه "غذاء الاستسلام لله", من يحافظ عليه في موعده يأخذ جرعة استسلامية مكثفة في كل مرة يصلي فيها بخشوع. هذه الجرعة تحافظ على روح الاستسلام التام لله في دمه وروحه إلى أن تأتي الصلاة التالية فيأخذ الإنسان جرعة أخرى في موعدها (كتابًا موقوتا) ليواصل استسلامه في الحياة لله رب العالمين, الاستسلام الذي هو روح الإسلام وقلبه النابض, ولذلك جُعلت الصلاة عماد الدين وأساسه لأنها هي الغذاء بل الدواء الذي يحافظ على إسلام الإنسان من المرض والوهن ...

قال تعالى:

"اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّـهِ أَكْبَرُ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ"
العنكبوت: ٤٥

فإنها تكون حصنا وتقوية لروحه ضد العدوى بأي من أمراض الدنيا والهوى والنفس والشيطان, فيحسُن إسلامه دائمًا ويكون في أبهى حُلة

الخلاصة

لنحافظ على الصلاة بخشوع كامل حتى نتناغم مع ما في الكون جميعا من ذرات ومجرات في صلاتنا جماعةً لله عزو وجل, وحتى تظل الصلاة سياجا قويًا يحمي اسلامنا واستسلامنا لله من أي ضعف نتيجة فتن الدنيا


والله أعلم


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

تنويه هام

ما نُشر في هذا المقال هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الاثنين، 17 سبتمبر 2012

هل العالم مُلون؟!


 انظر حولك وأنت في متنزه ... وجدت العالمم بما فيه من طيور وزهور بالوان رائعة؟! ... انه حقا عالم رائع ...
لكن تمهل! ... هل تظن ان ما ترى من ألوان هو كامن فيما تراه؟! أبدًا ... فما تراه - فيزيائيا - لا يتعامل إلا مع موجات كهرومغناطيسية بترددات مختلفة تنعكس عليها فتدخل عينيك فستثير تلك الموجات خلايا شبكية عينك لتنتج نبضات عصبية مختلفة (مجرد تيار كهربي لا ألوان أيضا فيه!) تذهب إلى مركز الرؤية في المخ.
هنا ... وهنا فقط تبدأ عملية تلوين الكون في مخك!! إن المخ يترجم النبضات العصبية المختلفة إلى شئ آخر! ... شئ إنسانيٍ بحت! اسمه الألوان ! نعم فلا وجود حولك إلا لعالم لالوني (لا يعرف ما الألوان تلك؟!) ... والألوان ما هي إلا هبة إلهية وضعها الخالق في مخك حتى تميز بين الاشياء المرسلة لموجات بترددات مختلفة!! كم أنت كريم يا ربي ... ويزيد ربنا في كرمه فيجعل هذه الألوان ليست مجرد تمييز بين الأشياء ، بل جعلها مبهجة حيث تأنس أنفسنا عالمنا ولا نشعر فيه بالوحشة ...

الحمد لله رب العالمين

 


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
 
اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران
 
تنويه هام
 
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأحد، 16 سبتمبر 2012

تأملات في الألم


* ما المتعة إلا غياب الألم!

* الاكتئاب هو ألم الروح. وهو أشد أنواع الألم!

* أن الألم يجلب الحكمة والحكمة تجلب الألم ... حلقة مفرغة!

* الألم هدية من الله ما أنفسها, فإنه جالب للحسنات طارد للسيئات طالما كان فيك, ثم ترى حماقة الإنسان تتجلى في التضجر على هدية ربه الرائعة الجميلة!

* الألم هو من أكبر نعم الله علينا, فلولاه لما انتبهنا لوجود ثمة عطب أو خطر في أجسامنا, ولنهشت الأمراض أجسامنا دون شعورنا!
فالحمد لله رب العالمين على نظام الإنذار الراقي الذي خلقه لحمايتنا

* الألم نعمة عظيمة، لأسباب عدة، من أهمها أنه ينبهك إلى نعمة نغفل عنها طويلا، وهي نعمة الحياة دون من ألم!

* الإحساس والألم وجهان لعملة واحدة، فلا تتضجر من الألم لأن غياب احتماله يستلزم غياب الإحساس!

* لا ينتشي المتألمُ بمسرة أشد من مسرته حينما يعرض عن آلامه ويذكر ربه

الجمعة، 14 سبتمبر 2012

علاج الجهل



السلام عليكم

إذا كان الظلم ظلماتٍ يوم القيامة, فإن الجهل هو ظلام الدنيا الحالك!, ومصيبته الكبرى أنك إذا تعودت على الظلام تظنه لا 
ضير فيه. بل طبيعيا, وأنه ليس هناك ثمة نقص في دنياك!!

ونصيحتي هي ...

إن أردت أن تكتشف إن كنت في ظلام فلابد أن ترى النور, ولن ترى النور إلا بتحطيم كهفك المحبوس فيه! ولن تحطم كهفك هذا إلا ان تحليت بالفضول لرؤية باقي العالم الرحب في خارجه!


 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام

 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

السبت، 8 سبتمبر 2012

وإن الآخرة لهي الحيوان

السلام عليكم


الزمن هو كتيار ماء جارى متجه الى الهاوية حيث شلال الكبير على ارتفاع شاهق ... لو كان في استطاعتك ان تقاوم الانجراف مع تيار الزمن, فحينها ان وقفت في مكانك ستصبح من الخالدين! ولكنك لن تشعر بأي خلود بل بأي حياة! ذلك أنك لا تجري مع الزمن, والشعور يحتاج زمنا! , وان انجرفت مع تياره, فستشعر بالحياة لأنك تجري مع الزمن, ولكنك تكون في طريقك إلى هاوية الموت!!

وكأنك إما تشعر بحياتك مؤقتا ثم تموت, واما لا تشعر بأي حياة لنكون في حكم الميت وتخلد!!
.
.
.
هذا في الحياة الدنيا ... أما الآخرة فهي الحيوان, حيث يكون الشعور بالحياة والخلود غير متعارضين!!

قال تعالى
وَمَا هَـٰذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴿العنكبوت: ٦٤﴾

والله أعلم



 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام

 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

تأمل في قضية المبشرين بالجنة

السلام عليكم


 طالما تساءلت في نعومة أظافري ... غريبٌ أمرُ التبشير بالجنة هذا!, ألن يتراخى عن الطاعة من بشر بالجنة؟ وقد يفعل من المعاصي أيضًا؟!, فلماذا استمروا طائعين قانتين سجدًا ركعًا لله عز وجل بعدما بشروا بالجنة؟! فأصبح هذا الأمر يستفز تفكيري كل حين. وبعد زمن من التأمل وجدت أمرا غاية في الروعة: 

 وهذا الأمر هو أن استمرار هؤلاء الصحابة الكرام على الطاعة وابتعادهم عن المعصية ما استطاعوا بل وتوبتهم واستغفارهم المستمرين, هما مثال عملي رائع يضربه الله تعالى للناس بهؤلاء القوم الكرام وسلوكهم على أن حب الله وحده وتقدير عظيم فضله, بعيدًا عن الطمع في الجنة والخوف من النار هو دافع كافٍ لمن بلغ إيمانه عنان السماء وعرف ربه حق المعرفة لأن يستمر في عبادته وطاعته واجتناب معصيته, بل والتوبة إليه من عدم وصوله درجات أعلى في حبه وطاعته! ولا يُفهم من هذا أن حب هؤلاء الأبرار العظيم لله تعالى هو ثمن للجنة!
 ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائع لربه والمحب له حبًا أعظم من المبشرين بالجنة قال: 
 " لن يدخل أحدا منكم عمله الجنة قالوا : ولا أنت ؟ يا رسول الله ! قال : ولا أنا . إلا أن يتغمدني الله منه بفضل ورحمة"

, وانما حب الله هو نقطة في بحار حقه, إن وفيناه فقد ظل له سبحانه وتعالى حقٌ عظيم علينا لم نوفه! وذلك مقابل إنعامه علينا بنعمة الحياة واخراجنا من العدم إلى عالم الوجود وأسبغ علينا نعمه ظاهرةً وباطنة. فتكون الجنة إذا محض فضل وكرمٍ من الله تعالى حتى 
للطائعين المحبين إلى أقصى الدرجات.

والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك 

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام

 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم