الأحد، 14 سبتمبر 2008

تأملات في الصلاة

السلام عليكم
جلست متأملاً في أن الإنسان كثيراً ما يصرفه اعتياد العبادة وإلفها عن التدبر والخشوع فيها . وعلى الرغم من قناعتي التامة بأن هذا فيه ظلم قبيح للنفس أن نُفقد أنفسنا نعمة التدبر والخشوع إلا أن تساؤلاً قفز في ذهني ..... هل من حكمة أجتهد فيها في أن تكون صلاة الفريضة لها عدد محدد من الركعات والركعة تحوي أركاناً أساسية لا تصلح الصلاة بدونها؟! تأملت قليلاً فوجدت عجباً, وجدت أن الله تعالى قد جبل الكون بأكمله عدا الإنسان على السير على نواميس ثابتة وكان استثناء الإنسان بإرادة الإنسان واختياره
قال الله تعالى في سورة الأحزاب آية 72
انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا
صدق الله العظيم

فوجدت النظام الذي اتبعه في كل صلاة فرض يذكرني بباقي الكون في طاعته المطلقة لله قلباً وقالباً, جوهراً ومظهراً فإذا بي أجد أنه قد تكون من حكم الصلاة على هذه الهيئة المحددة وفي مواعيد منتظمة حيث قال تعالى في سورة النساء آية 103

فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فاذا اطماننتم فاقيموا الصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا

صدق الله العظيم

أقول فإذا بي أجد أنه قد تكون من حكم الصلاة على هذه الهيئة المحددة وفي مواعيد منتظمة أن ننسجم مع الكون خمس مرات باليوم والليلة ونتصالح معه بمشاركتنا إياه في عبادة ربنا الواحد فنكون وحدة واحدة تعبد الله عز وجل في خشوع أيما خشوع. فكما يسيرالكون على نواميسَ ثابتة, نتشبه نحن به في صلواتنا ونسيرعلى نظام ثابت علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون الكون كله ساعة الصلاة, وهي ممتدة على سطح الأرض, ساجداً لله العزيز الحكيم, فما من دقيقة إلا وتجداً فرداً ساجداً لله عز وجل

قال تعالى في سورة الحج آية 18

الم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل ما يشاء

صدق الله العظيم

الخلاصة

أن نظام صلواتنا الثابت يجب أن نستفيد منه في التأمل والشعور أننا حين نصلى على مناسكَ ثابتة أخذناها عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإنما نكون في وئام مع الكون يحبنا ونحبه في الله عز وجل. ولا يجوز مطلقاً أن يصرفنا هذا النظام المحدد عن الخشوع والتدبر في الصلاة فإنه عكس المراد من رب العالمين


والله أعلم

تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

ليست هناك تعليقات: