إذا سلمنا بوجود شئ شديد الصلة بنا اسمه الروح وقد فشلنا في معرفة كنهه وحقيقته فمن باب أولى أن نسلم أنه من الحماقة إنكار وجود الله لمجرد أننا لا نراه أو لا ندركه بحواسنا الخمسة. إنها حقاً حجة سخيفة إن دلت فإنما تدل على طفولة عقلية
إنني أؤمن بأن وجود الله لا يحتاج إلى برهان وإنما يُدرك إدراكاً مباشراً بحاسة روحية غير حواسنا المادية.وأن الفطرة السليمة ترى ربها بهذه الحاسة الروحية كما ترى العين السليمة الشمس في وضح النهار. فالروح في صلة دائمة مع الله الذي نفخها فينا فقد حدثنا الله تعالى عن نفخ الروح في أبينا آدم في سورة الحجر آية 29 فقال
فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين
صدق الله العظيم
ماهية الروح والعلم البشري عبر العصور
لقد جعل الله تعالى كنه الروح سراً خفياً من أسراره التي أخفاها عن البشر فإذا تأملنا في قوله تعالى : سورة الإسراء - آية 85
ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا
صدق الله العظيم
أقول إذا تأملنا في هذه الآية العظيمة نجد أن الآية توحى بمعنى استحالة الإحاطة بكنه الروح وأيضاً نجد أن كلمة" أوتيتم" جاءت بصيغة الماضي وحيث أن القرءان الكريم هو كتاب الله الخالد الصالح لكل العصور فإن هذا التعبير في الماضي سيظل قائماً ابداً ومعناه أننا مهما تقدم ينا العلم أو تقدمنا به فلن نعرف ماهية الروح على وجه التحديد
إننا عندما نريد شيئاً لا نريدها بأجسامنا وإنما تنبع الإرادة من مصدرها الأول وهي الروح وبالتالي فإن إرادتنا ليست خاضعة لقوانين الفيزياء نحن نريد ما نشاء في الوقت الذي نشاء وفي المكان الذي نشاء. إنما ما يخضع لقوانين الفيزياء عادةً هو امكانية تنفيذ هذه الإرادة والله تعالى يخلق أفعالنا لنا عندما تريد أرواحنا شيئاً ما وذلك طبقاً لقوانين الفيزياء الذي وضعها هو بنفسه
يقول الله تعالى في سورة الصافات آية 96
والله خلقكم وما تعملون
صدق الله العظيم
إن الروح البشرية هي من أسرار الله في خلقه التي يستحيل على البشر سبر غورها مهما طال بهم الأمد وإنها لهي الحاسة التي ندرك به ربنا ونتواصل معه اتصالاً مباشراً في صلواتنا ودعائنا وفي غيرهم. وإنها لهي مصدر إرادتنا الحرة التي لا تخضع لأي نوع من الجبرية بفضل الله علينا. فالحمد لله رب العالمين الذي نفخ فينا من روحه
والله أعلم
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق