الأحد، 4 فبراير 2007

المرجعية وأهميتها

معنى المرجعية
هو الرجوع إلى المرجع في كل عمل وعدم الانحراف عنه ويمكن تفصيل آلية المرجعية في خطوات كالتالي
أ-هي أن يرجع النظام إلى المرجع ليقارن نفسه به
ب-يلاحظ مدى انحرافه عن المرجع
ج-يستفيد بهذه الملاحظة ويبني عليها عمل تصحيحي يؤدي لتقليل انحرافه عن المرجع
د-أن يكون العمل التصحيحي مناسب وفي وقته فلا يكون أقل مما ينبغي ولا مبالغ فيه ولا يكون في وقت غير مناسب
و- يعود مرة أخرى إلى المرجع ليختبر صحة الخطوات السابقة وهكذا لكل عمل
أسباب فساد العمل
هي ببساطة واحد على الأقل من هذه الآتي
أ-غياب المرجع بالكلية
ب-عدم نقاء المرجع أو عدم ثباته وقد يكون المرجع نقياً وثابت ولكن يوجد في طريقه ما يحرفه أو يشوشه أو يقطعه وهذا يؤدي إلى نفس النتيجة
ج-عدم الرجوع إلى المرجع
د-عدم القدرة "أو عدم الرغبة" على ملاحظة مدى الانحراف عن المرجع
ه- عدم الاستفادة بملاحظة الانحراف عن المرجع وذلك بألا يُبنى عليه عمل تصحيحي
و-عدم الاعتدال في كم وكيف ووقت العمل التصحيحي وذلك يؤدي إلى عدم استقرار النظام لأنه سيكتشف في الخطوة القادمة أنه أقدم على عمل غير مناسب فيحاول تصحيح هذا بعمل غير مناسب أيضاً في الاتجاه المعاكس ويؤدي هذا إلى عدم الاستقرار بل إلى التذبذب
ز-عدم العودة مرة أخرى إلى المرجع لاختبار مدى صحة الخطوات السابقة
تطبيق مفهوم المرجعية في العلم
هذا ما يُسمى بأنظمة (التغذية العكسية السالبة) وهي تغذية عكسية لأن النظام يعود بمعلومة العمل الذي عمله إلى المرجع ليقارنه به وهذا المرجع يجب أن يكون محدداً ويتميز بالنقاء وهي سالبة لأن هذه العملية تؤدي إلى نقصان الانحراف وليست زيادته ويفسد هذه الأنظمة واحد على الأقل من المفسدات المذكورة أعلاه
تطبيق مفهوم المرجعية في حياة الناس
المرجع في حياة الناس نوعان
أ-مرجع من تأليف الناس وهذا مرجع غالباً لا يؤدي إلى الاستقامة حيث أنه يمكن أن يتغير أصله مع الزمن بدون إحساس الناس لهذا التغير وقد قال الله تعالى في سورة الفرقان - آية 43
ارايت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا
صدق الله العظيم.
ويشذ عن ذلك أن يكون هذا المرجع البشري له مرجعية عليا إلهية وذلك مثل ابتداع الناس لقوانين لا تتعارض مع الدين بل وتتفق مع روحه مثل قوانين المرور وغيرها
ب-مرجع الإله الخالق ويتميز هذه المرجع بأنه
أولاً:محايد وغير محابي لجهة على أخرى
ثانياً:يتكفل الله بتجديده عندما يحرفه الناس أو عندما يفقد صلاحيتها لحياة الناس ويتكفل بحفظه من التحريف إذا كان آخر مرجع للناس إلى يوم القيامة
ثالثاً:أن مصدره هوالله الذي خلق الإنسان وهو أدرى به وبالمرجع الذي يصلح له
رابعاً:أنه كما أن منشأه من جهة أعلى من الإنسان فإن المرجعية التي تستخدمه تؤدي بالناس إلى غاية أسمى من الحياة الدنيا وهي الجنة
ما يفسد مرجعية الناس المبنية على المرجع الإلهي وهو الدين هو ما يفسد أي مرجعية كما هو مذكور أعلاه ويمكن تخصيصه كما يلي
أ-غياب الدين بالكلية
ب-وجود ما يحرفه (حرفياً أو تفسيراً أو استخدام أوامره في غير مواضع استخدامها المرادة من الله) وقد قال الله في سورة المائدة - سورة- آية 13
فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح ان الله يحب المحسنين
صدق الله العظيم
أو يشوشه (يلصق به ما ليس منه ويقنع الناس أنه من الدين) أو يمنع من وصوله للناس ويحدثنا الله عن هذا بقوله في سورة البقرة - آية 114

ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم
صدق الله العظيم
ج-عدم الرجوع إلى الدين
د-عدم القدرة "أو عدم الرغبة" على ملاحظة مدى الانحراف عن الدين
ه- عدم الاستفادة بملاحظة الانحراف عن الدين وذلك بألا يُبنى عليه عمل تصحيحي (وهذا يقع فيه الكثير من الذين يعلمون ولكن لا يطبقون) فلنحذر من هذا لأنه سبيل النفاق
و-عدم الاعتدال في كم وكيف ووقت العمل التصحيحي (التطرف!) ويكون نتيجة لهذا عدم الاستقرار بل والانهيار في بعض الأحيان
ز-عدم العودة مرة أخرى إلى الدين لاختبار مدى صحة الخطوات السابقة وعدم المداومة على اتخاذ المرجعية في كل عمل
والله أعلم

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

اضافة لكلامك أخي أحمد " لو تأذن لي أن أضيف" فمن الممكن أن أعطي نموذجا لهذا الكلام الجميل على المرجعية. فلو تخيلنا أحد الأنظمة المشهورة المعتمدة علي نظام التغذية العكسية السلبي "negative feedback systems" فمن الممكن أن نتخيل مثلا دائرة طور مغلقة PLL و يكون الدين هو المرجع و فرع التغذية العكسية هو أفعال الانسان وأما المقياس "دائرة تحديد الطور" هو القران والسنة و افعال الصحابة فيقارن هذا بذاك في ضوء الفهم الصحيح للاسلام "المنقي أو دائرة الفلتر" ويكون نتاج هذا همة وباعث فعلي لتحريك الانسان "المتذبذب بالجهد" ثم تعود هذه الافعال والاعمال للمقارنة مرة أخرى مع الدين وهكذا حتي تستقيم علي الوجه الذي يرضاه رب العالمين. فان تعطل هذا النظام لأى الأسباب التي ذكرتها في تدوينتك، فقد الانسان مرجعيته فضل و أضل

أخي أحمد ... جزاك الله خيرا

انسان متأمل يقول...

جزاك الله كل الخير استاذي العزيز على الإضافةالرائعة وأكثر الله من أمثالك
أخوك في الله أحمد