الاثنين، 2 أبريل 2007

إلف النعمة و فقدان نعمة الشكر

السلام عليكم
إلف النعمة ينسيها
صحوت يومًا في الصباح فإذا بي أرى الشمسَ مشرقةً فأدرت بصري إلى أشياءَ أخرى في الغرفة ثم استدرتُ إلى الشمس مرة أخرى وقلتُ لنفسي "لماذا لم تتعجب من طلوع الشمس اليوم ولماذا لم تشكر الله عليها؟" عجبًا لك أيها الإنسان فإن تكرار النعمة ينسيك إياها وينسيك شكر منعمها على تجديدها !! فلسان حال الإنسان يقول هذه الشمس التي تبث الحياة إلى الأرض هي من حقي وينسى أنها هبة من الخالق تتكرر وتتجدد كل يوم. أفيكون شكر تكرار النعمة نسيانها ونسيان منعمها ؟! إنه منطق غريب ولكنها الحقيقة. إن هذا فعلا ما يحدث لكل منا فلنتأمل في هذا
والله تعالى يذكرنا بذلك في آياته القرآنية والكونية
ففي القرءان الكر يم يقول الله تعالى في سورة القصص في أية 71و آية 72
"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ"
صدق الله العظيم
وفي الكون وظواهره يذكرنا الله تعالى بهذه النعم المغفول عنها بظواهر مثل كسوف الشمس وخسوف القمر فالله يذكر أولي الأباب بهما عن طريق تغييبهما عنا لدقائق محدودة. ولكننا نرى هذه الظواهر ولا نتفكر فيها ونذهب لنصلي صلاتهما من غير تدبر ولا تفكر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنهما آيتان من آيات الله ، فإذا رأيتموهما فصلوا
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3201
ثم قلت لنفسي بل إني لأرى العكس, أرى أن الإنسان لو افتقد نعمة اعتاد عليها يكون ساخطاً حزينًا متذمراً وكأن حقًا من حقوقه سُلب منه. فلو أدار أحد منا الصنبور صباحَ يوم ولم يجد الماء العذب ينهمر منه يغضب ويتذمر!. ولو كان يشكر الله كل يوم على نعمة الماء لما تذمر من فقدانها لأن الأصل في الكون أننا لانملك شيئًا وما نحن فيه من نعم غامرة إلا اسثناء من هذا الأصل أن أنعم الله علينا بنعمه الجليلة
يقول الله تعالى في سورة الملك - آية 30
"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ"
صدق الله العظيم
علاقة نسيان النعمة باكتشاف القوانين
وياللعجب من هذا الإنسان فعندما اكتشف القوانين التي تسير عليها الأشياء اطمئن لها وهدأ وظن أن لن تزول لأن لها قوانين تسير عليها. ياله من منطق منقوص معيب. إن قوانين الطبيعة لاتعني أي شئ للمستقبل!! إن أقصى ما يقال عنها أن الطبيعة اتبعتها في الماضي وهذا الاتباع يخرقه الله من حين إلى حين ليذكرنا بطلاقة قدرته (معجزات الأنبياء ومعجزة الحياة التي تتكرر كل لحظة!!) .أما أن يضمن الإنسان أن هذه القوانين ستظل هي هي بدون تغيير إلى يوم القيامة فهذا هو الحمق بعينه لأنه لا ضامن لهذا إلا الله ولو أراد الله تغيير هذه القوانين في أي مكان وزمان لغيرها!! أفلا يستحق الله الخالق القيوم شكرنا ليل نهار؟!
قال تعالى في سورة يونس -آية 24
"إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
صدق الله العظيم
الحل
الحل هو ترك الغفلة والتفكر في الكون من حولنا وما به من نعم كما حثنا ربنا في ديننا الحنيف ونطرد إلف الشئ من حياتنا
الثمرة
حينما ينتهج الإنسان المسلم هذا المنهج مع نعم الله يجني ثمرتين: ثمرة في الآخرة والأخرى في الدنيا
أ-ثمرة الآخرة: هو الفوز بجنة الله ونعيمها
ب-ثمرة الدنيا: تدريب عقولنا على الإبداع فمن أهم مقومات الإبداع ألا تألف الكون من حولك وأن تنظر إليه كل ساعة بنظرة جديدة لأن توقف الإنسان عن ملاحظة الجديد ليس معناه أبداً أنه اكتشف كل شئ ولكن لا يزيد معناه على أنه وقع في الغفلة وانتهى إبداعه

والله أعلم
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراءوأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

ليست هناك تعليقات: