السبت، 30 أبريل 2011

العلم المؤمن: نورٌ في ظلمة المجهول

السلام عليكم


قصور علمنا البشري
============
يظن كثير من الناس المتابعين للتطور التكنولوجي في عالم اليوم أن البشرية وصلت لنضجها العلمي وأصبحت مشارفةً لحدود المعرفة.
هذا الظن هو ظن من يرى نورًا تحت قدميه فيظن أن الدنيا قد امتلأت نورًا لا لعلةٍ إلا لأن أفق ادراكه ينتهي عند أسفل قدميه!!
قال تعالى
"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً"
صدق الله العظيم
 فمن يستطيع أن ينظر مترًا واحدً للأمام يجد الظلام منتشرًا ولا يكون نور المعرفة الإنسانية في هذا الخضم من الظلام إلا بصيصًا يكاد لا يُرى من العتمة 


الكون المظلم
========
  ,يدرك من يطلع على ما وصل إليه علم اليوم أننا في هذا الزمان لا نستطيع الاطلاع إلا على النذر اليسير من تكوين الكون الذي نأهله ,فإن العلم الحديث قد اكتشف أن مقدار ما نستطيع رؤيته أو قياسه من تكوين الكون لا يتعدى 4% فقط. !!! كم هذا عجيب؟ فأين ما تبقى من 96% من الكون إذن؟ إن ما تبقى هو الغموض بعينه!! وقد قسمه العلماء لقسمين: المادة المظلمة* والطاقة المظلمة** ! كلاهما مظلمان!!


وقد أطلقوا عليهما هذا النعت من الإظلام لا لأنهما لا يشعان إشعاعًا محسوسًا وحسب! ***ولكن هذا الظلام هو ظلام المعرفة بحقيقتيهما, فهو في الحقيقة ظلام دامس في العلم البشري نسعى الآن نحن البشر على قدر إمكاننا  أن نزيله بزيادة .بصيص نور علمنا المُتاح. 

إن هذا العلم المادي قد يكون كافيًا لإدراك ما قدر لنا الله أن ندركه من الكون المادي, أما إدراك الوجود بأكمله فإنه يحتاج لنوع آخر من العلم! 

العلم المؤمن
=========
إن علمنا عن الكون وعظمته وعلمنا بضعفنا وقصورنا في سبر أغواره يقودنا إلى تعظيم الله عز وجل وتوقيره وإجلاله والشعور بالحاجة إليه ,وبالتالي الاسترشاد برسالته إلينا -الإسلام- كي نفعل ما يرضاه الله لنا في هذه الدنيا. والعلم الذي نريده نحن معشر المؤمنين بالله (العلم المؤمن), يكون مدفوعًا بالإيمان ويكون في الآن ذاته دافعًا له ومعضدًا لرسوخه في قلوبنا
وهذا العلم المؤمن هو النور الحقيقي الذي نستطيع به تبديد الظلام الكامن في معرفتنا بالوجود بشكل أعم وذلك بشقيه - عالم الشهادة (الكون) وعالم الغيب (ما وراء الكون) - وذلك يكون على قدر الحدود التي وضعها الله تعالى على العلم البشري

قال تعالى
"أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ"
صدق الله العظيم

الخلاصة
======
اللهم وفقنا إلى اتخاذ طاعتنا لك نورًا لنرى به في حالك ظلمات هذا الوجود الحقيقة الكبرى بشقيها المشهود والغيبي

 والله تعالى أعلم


--------------------------------------------------------------------------------------
* المادة المظلمة: هو فرض علمي اضطر علماء الطبيعة افتراضه حتى يفهموا تماسك المجرات واستقرارها بالرغم من قصور مادتها الذاتية عن المحافظة عليها متماسكةً مستقرة
**الطاقة المظلمة: هو فرض علمي اضطر علماء الطبيعة افتراضه حتى يفهموا توسع الكون الحالي الذي لا يقتصر على كونه توسعًا عاديًا يمكن أن يقف في يوم ما ولكنه تضخمًا متسارعًا ليس له حدود في مستقبل اتساعه
***  يوجد ما هو مظلم تمامًا في عالمنا المحسوس (من الــ 4% التي نستطيع قياسها) وهي الثقوب السوداء ولكن بالرغم من إظلامها هذا فمعروف لماذا هي مظلمة ومعروف أنها تتكون من ذرات كالذرات العادية. وجدير بالذكر أنه توجد أبحاث جديدة تدل على أن الثقوب السوداء ليست سوداء تمامًا فهي تشع ما يُسمى "إشعاعات هاوكنج" إلا أنها لم تُقس معمليًا بعد
--------------------------------------------------------------------------------------

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام
=======
 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأربعاء، 27 أبريل 2011

على قدر هذا ... تكون إنسانًا!!

السلام عليكم

1- على قدر ذلِك لله ... تكون إنسانًا 

2- على قدر عزتك بالله ... تكون إنسانًا

3- على قدر إحساسك بألم الناس دون أن يبوحوا به ... تكون إنسانًا

4- على قدر قدرتك على العفو ... تكون إنسانًا

5- على قدر التماسك الأعذار للناس ... تكون إنسانًا

6- على قدر قدرتك على العطاء لوجه الله ... تكون إنسانًا

7- على قدر إيثارِك الناسَ عليك ... تكون إنسانًا

8- على قدر تحملك للألم ... تكون إنسانًا

9- على قدر قدرتك على مشاركتِك الناسَ مشاعرهم الغامضة ... تكون إنسانًا

10-على قدر تواضعك للناس ... تكون إنسانًا

11-على قدر اهتمامك بأبعد الناس عنك مسافةً ... تكون إنسانًا

12-على قدر لومك نفسَك وكتم اللوم عن غيرك ... تكون إنسانًا

13-على قدر قدرتك على التبسم حينما يجرحك أقرب الناس إليك ... تكون إنسانًا

14-على قدر عدلك مع أحب الناس إليك انتصافًا منه لغيره ... تكون إنسانًا

15-على قدر عدلك مع ألد أعدائك انتصافًا له ... تكون إنسانًا

16-على قدر قدرتك على معرفتك ضآلة قدرك ... تكون إنسانًا

17-على قدر احترامك للحياة ... تكون إنسانًا

18-على قدر استعدادك للموت ... تكون إنسانًا

19-على قدر استغنائك عن الناس ... تكون إنسانًا

20-على قدر شعورك بحاجتك لله ... تكون إنسانًا

21-على قدر تذكرك جميل الناس عليك ... تكون إنسانًا

22-على قدر سعيك للعلم ... تكون إنسانًا

23-على قدر عملك بعلمك ... تكون إنسانًا

24-على قدر تعليمك الناس الخير ... تكون إنسانًا

25- على قدر مقدرتك على الخلوة بربك رغم اختلاطك بالناس ... تكون إنسانًا





ليس مطلوبًا من الفرد أن يحصل كل هؤلاء لكي يكون إنسانًا ولكن كلما حصل أي واحدة من هؤلاء أكثر يكون إنسانًا أكثر, هذا توسع رأسي في الإنسانية. ,بينما يكون الفرد إنسانًا بأيٍ منهم أو بجموعة منهم أو بكلهم, هذا توسع أفقي في الإنسانية. ويبقى سيد الإنسانية محمدٌ صلى الله عليه وسلم متفردًا بكلا التوسعين الرأسي والأفقي بل وأكثر منهما, بما لايحصره المقال, إلى الدرجة القصوى إلى يوم الدين, ولنا فيه أسوة حسنة فلنتبعه


 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام
======
 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الجمعة، 15 أبريل 2011

التدبر والتفكر فريضتان إسلاميتان

السلام عليكم

ظن خاطئ
***********
 يظن  الكثير من الناس أن أيًا من التدبر في كلام الله - القرآن الكريم - أوالتفكر في خلق الله المحسوس - الكون الفسيح -  هو رفاهية فكرية يستمتع بها محبو الفكر في وقت صفائهم الذهنى . إن هذا الظن لهو من أكبر الأخطاء في فهم دين الإسلام. إن التدبر والتفكر لهما واجبان حتميان على أي مسلم يريد أن يرضي الله تعالى في الدنيا والآخرة



المعارف الأساسية للإيمان الصحيح
**********************************
الإيمان الصحيح لن يتحقق إلا بمعارف أساسية
1- معرفة قدر الله وعظمته بالتفكر في آيات الله الكونية الدالة على جلاله تعالى
وقد جاء القرآن الكريم والسنة المطهرة بالأمر بالتفكر في هذه الآيات الكونية والتحذير كل الحذر من إهمالها
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جزء من حديث السيدة عائشة رضي الله عنها
"لقد نزلت علي الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكر فيها { إن في خلق السماوات والأرض } الآية"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال تعالى
"إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"
صدق الله العظيم

2-  المعرفة والتدبر فيما أرسله الله لنا من كتاب كريم -القرآن العظيم- كإرشاد لنا في الدار الدنيا حتى نصل إلى الآخرة بسلام
قال تعالى
"َأفلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"
صدق الله العظيم

, وهاتان المعرفتان الأساسيتان لا يمكن الحصول عليهما إلا بالتفكر في كون الله والتدبر في كتاب الله. ويُخطئ المرأُ لو ظن أن التفكر والتدبر  هما حكرٌ على طبقة معينة من الناس يدعون لأنفسهم أو يشهد الناس لهم بالفكر والمعرفة, لا, فإن من عظمة كتاب الله أن الإنسان البسيط والعالم الكبير, كلاهما,  يستطيعان استخراج لآلئ المعرفة والفكر منه والتدبر فيها, لذلك نرى الآية من كتاب الله يفهمها الرجل البسيط فهمًا ويفهمها العالم المتمكن فهمًا آخر وكلا الفهمان قد يكونان صحيحان في الآن ذاته.
 وأيضًا فإن من عظمة خلق الله أن البدوي البسيط يستطيع إعمال عقله فيه فيدرك وجود الله وعظمته وجلاله وذلك كما قال الأعرابي الذي سُأل عن وجود الله فقال
السير يدل على المسير ، والبعرة تدل على البعير ، أفأرض ذات فجاج ! وبحار ذات أمواج! وسماء ذات أبراج, ألا يدل هذا كله على وجود الحكيم الخبير 
 والعالم العبقري يجد وجود الله جليًا أمامه, تنضح بدلالاته أسرار الكون وخفاياه. ومثال ذلك ما كشفه العلم الحديث في "المبدأ الإنساني القوي"  من أن خصائص الكون خُلقت ملائمة تمامًا لإعالة الحياة فيه (وليس في الأرض وحدها بل في الكون بأسره) مما يدل على تصميم الله تعالى الفائق الإتقان للكون لهدف رعاية الحياة وحمايتها

خطورة عدم التفكر في آيات الله
******************************
إن عدم التفكر في آيات الله الكونية (ظواهر الكون الدالة على عظمة الله وجلاله) والقرآنية لهو مصيبة كبرى في الآخرة, فانتبهوا انتبهوا يا أولي الألباب
قال تعالى
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى
صدق الله العظيم

والذكر هنا ليس ذكرًا باللسان فقط بل الأهم من ذكر اللسان هو ذكر القلب والعقل. ذكر آيات الله وعدم نسيانها سواءًا القرآني منها والكوني. والنسيان (الغفلة والتجاهل) كما تنبه الآية يجر إلى خطر جلل

الخلاصة
التفكر التفكر يا أولي الألباب قبل أن تأزف الآزفة يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم


 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام
 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم