السبت، 31 مارس 2007

الذكاء والعقل, ما الفرق؟

السلام عليكم
للذكاء تعريفات عديدة ولا يوجد تعريف جامع مانع له ولكن من التعريفات الشاملة جزثياً هو
الذكاء
هو القدرة على فهم تجارب الحياة بكفاءة والاستفادة منها عن طريق تحليلها واستخلاص مجموعة من الدروس وتخزينها في الذاكرة والقدرة على استدعائها عند اللزوم بكفاءة أيضاً
العقل
العقل هو القدرة على عدم الاستجابة للمؤثرات المحيطة بالإنسان استجابة رد الفعل المُبَرمََج ولكن هو القدرة على اصدار الفعل المناسب الذي ينبع من التفكير في المصلحة والضرر والموازنة بينهما. والعقل في اللغة معناه المنع وهو منع الإنسان من الانسياق لغريزته كالحيوان
ما يميز الإنسان عن الحيوان
ما يميزه عن الحيوان هو العقل وليس الذكاء
العاقل يعرف مصلحته وهذا هو نوع من الذكاء
ونستطيع أن نقول على وجه التجاوز وليس الدقة أن كل عاقل ذكي وليس كل ذكي عاقل فلربما نجد عالماً نابغاً في علمه ولكنه يتصرف كالحيوان فهو يتبع غرائزه دون منعها (عقلها) وتوجيهها
قال تعالى في سورة الفرقان - آية 44
ام تحسب ان اكثرهم يسمعون او يعقلون ان هم الا كالانعام بل هم اضل سبيلا
صدق الله العظيم
والله أعلم
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراءوأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأربعاء، 28 مارس 2007

نظرة في أسباب النزول وترتيب آيات القرءان

السلام عليكم
إن القرءان الكريم لم يرتب تلاوةً على حسب الترتيب الزمني لنزول الآيات منفردة! إنه رتب ترتيباً مختلفاً تماماً ووضع في سور كريمة لكل سورة منها وحدة موضوعية معجزة! أليس هذا يدعو للعجب والتساؤل؟ لماذا لم يرتب القرءان بترتيب نزوله!؟
إنه يبدو للمتأمل في هذا الأمر أن ترتيب القرءان الذي بين يدينا الآن هو الأصل وأن الله تعالى أنزل الآيات المختلفة في مواقف مختلفة ليبين لنا كيفية تطبيق الأيات في تلك المواقف. بحيث لا نحتار فيما بعد كيف نطبق الأية القرءانية. إننا نعود للموقف الذي أنزلت فيه هذه الأية ونرى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في تطبيقها على الأمة حتى إذا واجهنا موقفاً مشابهاً في أي زمان ومكان طبقنا هذه الأية.وبهذا فإن لدي شعور أنه من الأفضل أن نتعامل مع مواقف نزول الآيات على الأمة (التي تسمى أسباب النزول عند علمائنا الأجلاء) على أنها مواقف تطبيقية للقرءان وليست أسباباً لنزوله. فسبحان الله الذي لم ينزل إلينا كتابه الكريم فحسب بل بين لنا الطريقة السليمة لتطبيق آياته وهي اتباع نهج رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في تطبيق آياته في مواقف مشابهة لمواقف نزولها
الاستنتاج
القرءان الكريم لم ترد تشريعاته للمواقف التي انزلت فيه آياته وحسب (وإلا كان من الطبيعي ترتيبه في المصحف حسب ترتيب النزول) وإنما نزلت آياته في المواقف التطبيقية لها لكي يرشدنا الى كيفية تطبيقها في أي مكان وزمان. لكن الترتيب الأصلي الموجود في مصاحفنا جاء مختلفاً تماماً عن ترتيب النزول. و هذا دليل أنه كتاب خالد صالح للتطبيق كل زمان ومكان
الحمد لله على نعمة الإسلام
والله أعلم
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراءوأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

دليل الوجود, الحواس أم التأثير؟

السلام عليكم
لنأخذ مثلاً على الحواس بحاسة البصر
شروط الرؤية
لكي نرى جسماً ما سواءً بأعيننا أم بأي جهاز آخر نستخدم الموجات لهذا الغرض. ولنأخذ أهم هذه الموجات ألا وهي الموجات الكهرومغناطيسية مثلاً لهذا
يوجد شرطان يجب ان يتحققا لكي نرى جسماً وندرك تفاصيله وذلك عند تسليط عليه موجة كهرو مغناطيسية انتظار انعكاسها
أ-يجب أن يكون الطول الموجي المستخدم في الرؤية أقل بكثير من أبعاد تفاصيل هذا الجسم
ب- يجب أن تكون طاقة الفوتونات الساقطة على الجسم أقل بكثير من طاقة سكون الجسم حتى لا يتطاير الجسم او يتمزق نتيجة لسقوط الفوتونات عليه
ويمكن بمعادلات فيزيائية بسيطة استنتاج مايلي
أن الشرط الأول يضع علينا حداً أدني لتردد الموجة حتى نستطيع رؤية جسم ما والشرط الثاني يضع علينا حداً أعلى لتردد الموجة حتى نستطيع رؤية نفس الجسم
صفة الأجسام التي نراها
ونستنتج من هذا أن جميع الأجسام التي نراها تكون رؤيتنا لها بسبب أننا نستطيع أن نجد مجموعة من الترددات التي تحقق الشرطين المذكورين معاً فهذه الترددات أعلى من الحد الأدني وأقل من الحد الأعلى
هل من الممكن استحالة الرؤية؟
نعم فلو وجد أجسام يكون بالنسبة لها الحد الأدني لتردد الموجة الصالحة لرؤيتها أكبر من الحد الأعلى يستحيل إيجاد ترددات صالحة لهذه العملية وذلك كأن أقول لك أريد رقماً أكبر من 5 وأقل من 3 ! هل يوجد هذا الرقم؟ الإجابة هي لا وبالتالى من الممكن استحالة رؤية بعض الأجسام
أمثلة على جسيمات يستحيل رؤيتها
الأجسام دون الذرية مثل الإلكترونات صغيرة جدا في حجمها حتى أننا لو أردنا رؤيتها تحقيقاً للشرط الأول سنختار موجات ذات أطوال موجية غاية في الصغر وبالتالي يكون لها ترددات غاية في الكبر مما يخالف الشرط الثاني وبالتالي تتم الاستحالة
هل الالكترون موجود ولماذا؟
بالطبع الالكترون موجود بالرغم أننا من حيث المبدأ لا نستطيع رؤيته! , إذن لماذا نعده موجوداً؟ لأن فرضية وجوده هي قسرية لكي نستطيع تفسير كل شئ ابتداءاً من التكوين الذري إلى تصميم وتصنيع الإلكترونيات عالية الدقة. فمن العبث بعد كل هذا أن نقول أنه ليس له وجود وإن قال أحد ما في زمننا هذا ذلك القول لحكم الناس عليه بالجنون. إذن نحن حكمنا على وجوده بتأثيره وليس بإحساسنا به بحواسنا المادية
تعريف الموجود
هو ماله تأثير
قاعدة : ليس كل ما لانراه ليس موجوداً ولكن كل ما ليس له أثر وفعالية عن طريق مباشر أو غير مباشر ليس موجود
وجود الله حقيقة علمية
إننا لا نحس بحواسنا الخمسة في حياتنا الدنيا بالله عز وجل ولكن تأثيره يظهر في كل شئ ابتداءاً من وضع قوانين الطبيعة (فلن توضع وتُألف من تلقاء نفسها وتحفظ من التغيير وتتميز بالثبات من تلقاء نفسها) مروراً بظاهرة الحياة والروح التي يعجز العلم عن تفسيرها وتُعد معجزة متكررة لله عز وجل وانتهاءاً بوجود الكون بأكمله الذي يُعتبرهو تأثير الله في عالمنا المتواضع مقارنة بملك الله الذى لا يتخيله عقل وإن علا
قال تعالى في سورة الطور - آية 35
ام خلقوا من غير شيء ام هم الخالقون
صدق الله العظيم
والفطرة السليمة تدل على ذلك كما قال الأعرابي الذي سُأل عن وجود الله
البعرة تدل على البعير وخط السير يدل على المسير فكيف بسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج وبحار ذات أمواج أفلا يدل ذلك على العلي القدير
الاستنتاج
الإلحاد ليس مبنياً على حجج عقلية أو علمية فالكمبيوتر الذى تري من عليه هذا المقال مبني من أشياء لم ولن تراها (الإكترونات). ولكن الأمر كله لا يتعدي أن يكون جحود اً كما قال الله تعالى في سورة الأنعام - آية 33
قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون
صدق الله العظيم


والله أعلم

زكاة المال وقوانين الديناميكا الحرارية

السلام عليكم
======
تخيل أن لدينا خزانات حرارية ملئة بالغاز الملتهب الذي تزداد حرارته مع الزمن بفضل مصادر حرارية خارجية. وتخيل أنه ليس لديها أية متنفس وأن الوسط المحيط بهذه الخزانات وسطًا باردًا. إن هذه الخزانات الحرارية مهما بلغت قوة حوائطها لن تقوى على مقاومة ضغط الغاز داخلها وستنفجر في لحظة من اللحظات ملبيةً للقانون الثاني الديناميكا الحرارية الذي يخبرنا بأن الحرارة تنتقل من الوسط الأكثر حرارة للوسط الأقل حرارة وسيترتب على هذا الانفجار التوزيع المتساوي للحرارة مع الزمن مما يؤدي إلى ما يسمى بالموت الحراري في النهاية حيث لا انتقال للطاقة من مكان لآخر ويحل الصمت الحراري المطبق حيثما راقبت!.
وعلى النقيض لو وزعنا الحرارة بالتساوي بأنفسنا بدايةً لوجدنا أننا عجلنا بالموت الحراري وهمدت كل حركة في نظامنا لأنه لن يحدث حراك حراري أصلًا!! ترى ما هو الحل الأمثل لهذه المشكلة الفيزيائية؟ إنه صمامات الأمان التي تفرغ الحرارة الزائدة عن حاجة الخزانات الحرارية بحيث تزيل البرودة المميتة من الوسط المحيط مع الاحتفاظ بالطاقة العالية داخل الخزانات ومع حمايتها من الانفجار وبالتالي ضمان الأمان للنظام مع ضمان الحركة الدؤوب فيه وعدم الموت الحراري!؟

علاقة المثال السابق بالأنظمة المالية بالعالم
=====================
إن النظام الرأسمالي هو شبيه إلى حد كبير بمخازن الطاقة التي ليس لها أي متنفس والتي تكتظ بالطاقة (المال) حتى لحظة الانفجار (ثورة الشعوب لاعادة توزيع الثروة). أما النظام الاشتراكي فهو مشابه للحالة الثانية من المثال الفيزيائي وهو غالبًا يكون رد فعل للنظام الرأسمالي ويؤدي الى التسريع بالموت الاقتصادي وإخماد حماس العمل في قلوب العمال حيث أنه في هذا النظام يتساوي في الأجر من يكدح في عمله بمن لا يعمل

الزكاة ودورها في التوازن الاقتصادي
==================
أما النظام الإسلامي فهو وضع صمامات الأمان على مخازن الطاقة وبالتالي انتفع كل من أصحاب الثروات حيث لا تنبثق ضدهم الأحقاد والضغائن وانتفع الفقراء الكادحون بخروجهم من ظلام الفقر إلى الحياة الكريمة. وقد حدد الإسلام سعة هذه الصمامات بحيث يتناسب طرديًا مع كمية الثروة ويؤدي هذا إلى عدم إحساس كل من الغني والفقير بالظلم وإلى نشر الحب والود بين أفراد المجتمع وحمايته من الانهيار أو عدم الاستقرار
قال الله تعالى في سورة التوبة - آية 103
"خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلِ عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم"
صدق الله العظيم

الاستنتاج
=====
الإسلام هو دين الفطرة الذي يتواءم مع الطبيعة الجامدة, فالكون الجامد مسلمٌ ومطيع لله عز وجل دائمًا وأبدًا, كما يتواءم مع اليشر الأحياء فيا ليتنا نطيع الله فيما أمرنا به فهو أعلم بمن خلق وأعلم بمصلحتهم
قال تعالى في سورة الملك - آية 14
"ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير"
صدق الله العظيم

والله أعلم

السبت، 24 مارس 2007

فاتخذوه عدواً

السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة فاطر - آية 6
ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير
صدق الله العظيم
سياق الآية يوحي بأننا بالفعل لا نتخذ الشيطان عدواً ولذلك يوصينا ربنا لاتخاذه عدوا. ولكن تُرى لماذا لا نتخذ الشيطان عدوا؟!... ؟
قد تكون الإجابة في هذه الآية الكريمة من سورة الأعراف - آية 27
يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سواتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون
صدق الله العظيم
ولكن ما السر في أن عدم الظهور لنا هو سبب عدم اتخاذنا له عدواً؟ وما معنى عدم الظهور
عدم الظهور؟
سبب عدم ظهور الشئ هو أحد احتمالين
أ-أننا لا نراه بأعيننا المجرده مطلقاً وهذا يتطبق على شيطان الجن ,فكوننا لا نراه يؤدي لعدم احتسابه كياناً قائماً بذاته بل نعزي ما يوسوس لنا به إلى أفكارنا وخطراتنا ولذلك لا نأخذ موقفاً عدائياً ضده
ب-أنه متخفي بين أشياء مألوفة بالنسبة لنا وهذا ينطبق على كل من شياطين الإنس والجن فشياطين الجن كما أوضحنا تتخفى في أفكارنا وفي خطرات أنفسنا. أما شياطين الإنس فإنهم يتخفون وسطنا عن طريق اظهار انهم متجانسون معنا وأن أفكارهم مشابهة لأفكارنا فلا نتخذ ضدهم موقفاً عدائياً, ويستغلون هم هذا في الوسوسة والتزيين لكل ماهو قبيح وتسميته بكل حسن مألوف حتى لا نتستغربه (يسمون الخمر بغير أسمائها) , أليس كذلك؟
العدو الخفي أشد وقعاً من العدو الظاهر
عندما يكون العدو ظاهراً لنا والأظهر منه عداؤه فإننا نجد من بيننا من يقاومه بكل حماس وثبات أما إذا كان يتكلم بلغتنا ويلبس لباسنا فإننا لا ننتبه إلى وجوده أصلاً ومن باب أولى لانقاومه وقد تنبه أعداؤنا إلى هذه الحقيقة فذابوا فينا وذبنا فيهم حتى لا نحس بشذوذهم عنا وبالتالي لا نقاومهم وهذا هو أساس مايسمى بالعولمة والتطبيع
إن المزية التي يتميز بها الفيروس والتي تجعل من الصعب جداً علاجه هو أنه يتخفي في الخلية بحيث يصبح وكأنه جزء منها غير غريب عنها ويبدأ في العبث بنظام الخلية في صمت ويأمرها بما فيه مصلحته فقط بدون النظرإلى مصلحة الخلية المصابة
الحل
الحل هو اللجوء للمرجع وهو الدين ومقارنة ما ينصحنا به أي كائن ما كان بما أملاه عليه ديننا فإن وافق ما أمرنا به ربنا كان الآمر صديقاً لنا وإن خالفه كان الآمر شيطاناً إنساً كان أم جناً فلا نتبع ما نصحنا به ونعدل عنه إلى أوامر ربنا. فلا ننخدع بالاختفاء سواءاً الحقيقي أو التمويهي الذي يعتمد على تجانس الظاهر معنا ودوماً نعود ونقارن نصائحه وأوامره بالمصدرالإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه


والله أعلم

الاثنين، 12 مارس 2007

الحتمية العقلية للدار الآخرة

السلام عليكم
إن من ينظر إلى أحوال دنيانا التي نعيش فيها يجد عجباً . يجد أن هناك أناس لايبذلون أدنى جهد ويعيشون في نعيم الدنيا عيشة الملوك ويجد أناساً آخرين يجدون ويكدحون ولا ينالون من الدنيا إلا الفتات اليسير. ويجد أناساً طاغين متجبرين يسحقون أهل الخير ويسومونهم سوء العذاب في الدنيا ويجد أيضاً أنه ليس كل هؤلاء الجبارين يلقون جزاءهم قبل موتهم
إن القرءان ذكر قصصاً كثيرة تقص علينا مصير بعض الظالمين في الدنيا كعذاب عاد وثمود وقوم نبي الله لوط. ولكنه ذكر لنا أيضاً مثالاً على قوم ذاقوا مر العذاب ولم يذكر انتقاماً من ظالميهم في هذه الدنيا وهؤلاء هم أصحاب الأخدود
قال الله تعالى في سورة البروج من آية 4 إلى آية 9
قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ *النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ *إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ *وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ *وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ *الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ
صدق الله العظيم
إن الإيمان بالله تعالى وتنزيهه عن كل نقص والإيمان بعدله يحتم على المؤمن الإيمان بحياة أخرى بعد الموت يقتص فيها الله تعالى من الظالمين المعتدين ويعيد الحقوق المسلوبة إلى أصحابها ويقيم الميزان الذي طالما مال ولم يتزن في حياتنا الدنيا
وفي سورة البروج نفسها لم يتركنا الله حيرانين في مصير هؤلا ء المجرمين فأثلج قلوبنا في الآيات من 10 إلى 16 بقوله

إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ *إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ *إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ *إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ *وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ *ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ *فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ
صدق الله العظيم
وها هو اليوم الآخر يخفض من على وتكبر بغير حق في الحياة الدنيا ويرفع من وقع عليه الظلم ويعيد له حقه ويعيد الاتزان من جديد بما يليق بعدله المطلق سبحانه وتعالى
قال تعالى في سورة الواقعة من آية 1 إلى آية 3
إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ *لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ *خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ
صدق الله العظيم
الاستنتاج
الإيمان بالدار الآخرة نتيجة عقلية حتمية لمن آمن بالله وعدله ووعى حال الدنيا وما يحدث فيها من ظلم الإنسان لأخيه الإنسان
والله أعلم