الأحد، 5 يوليو 2009

ثقافة الجن والعفاريت

السلام عليكم
اكتشاف مؤلم
كنت اتصفح موقعا مشهورا للفيديو وإذ بي أفاجأ أنه يوجد أعداد طائلة من العرب يضعون مرئيات لجن وعفاريت استطاعت الكاميرا ادعاءا أن تلتقط صورهم وهم يتحركون.

في الحقيقة لقد صدمت ليس من الموضوع نفسه ولكن من الكم الهائل من المشاركات التي تتناول نفس الموضوع. لقد كاد أن يصيبني اليأس من إصلاح هذه اﻷمة
لوﻻ أن تذكرت أن اليأس ليس من شيم المؤمن.

قال تعالى
"
يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "
صدق الله العظيم

موقف اﻹسلام:
1- ﻻ ينكر اﻹسلام الجن ولكنه ﻻ يتحدث أيضا عنهم باستفاضة بل يتناول هذا اﻷمر في كتابه الكريم في عدة مواضع تُعد على أصابع اليد الواحدة. بينما تجد مواضيعا مثل اﻹيمان بالله والعمل في سبيله وقصص من قبلنا للعبرة تشغل جل كلام الله المنزل إلينا. ومن المعروف أن اهتمامنا باﻷمور ينبغي أن يكون على قدر إهتمام القرآن والسنة بها.

2- يوضح القرآن أننا ليس في استطاعتنا رؤيتهم وهذا من رحمة الله بنا لنتفرغ لعبادته والجهاد
* في سبيله.
قال تعالى
"
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ "
صدق الله العظيم

3- إن اﻻنشغال بهذه اﻷمور عن خدمة اﻹسلام لهي خيانة كبرى لدين الله. كما أنها
صد عن سبيل الله لمن أراد أن يعرف اﻹسلام عن طريق حال المسلمين.

قال تعالى
"
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ"
صدق الله العظيم

خطأ شائع في التفكير: رد الفعل العكسي
كثير ممن يدعون الثقافة والعقل يقعون في فخ فكري مشهور وهو إنكار ما جرى على ألسنة العامة وذلك لسببين:
أ- الكبر واعتقادهم أنهم باعترافهم ببعض ما يقوله العامة أصبحوا مثلهم في جهلهم
ب- الحكم المنطقي الخاطئ بأن كل ما يؤدي إلى التخلف فعكسه صحيح. فهم يتبعون منطق اﻷبيض واﻷسود وﻻ يعرفون الوسطية والتي تميز بها اﻹسلام.

وأدى رد الفعل العكسي هذا إلى إنكار كثير من المتعلمين والمثقفين وجود الجن والملائكة بالكلية

قال تعالى
"
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ "
صدق الله العظيم

ألم يأن لنا أن نكون خير أمة كما أمرنا الله؟!
مقومات خيرية اﻷمة:

قال تعالى
"
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ "
صدق الله العظيم

1- اﻹيمان بالله ( وضعف اﻹيمان بأن كثير من المسلمين أصبحوا يخافون الجن والعفاريت مع أن الخوف من غير الله فيه شبهة شرك به)

2- اﻷمر بالمعروف (من المعروف أن نكون سادة العالم روحيا وأخلاقيا وعلميا ( علما نظريا أم تجريبيا))

3- النهي عن المنكر
( لقد تشبعت مجتمعاتنا بالمنكر وقل النهي عنه ولم يظهر الحياء (بل الخجل, فالحياء كله خير) إﻻ في النهي عن المنكر!! فانتفت صفة المنكر عنه ﻷنه لم يعد يُنكر!!! وما هو ليس منكر يصير مع اﻹلف والتعود معروفا).
------------------------------------------------------------
* ملحوظة: ﻻ يجب الخلط بين الجهاد والقتال حيث أن القتال حالة خاصة جدا من الجهاد الذى له معان وشعب كثيرة


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

هناك 5 تعليقات:

أميرة يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا على هذه المقالة اللأكثر من رائعة وبارك الله فيك احنا فعلا محتاجين مقالات توقظ الناس من هذه الغفلة . جميل قوى ترتيب عناصر المقالة حيث بينت فكرة المخطئين ثم موقف الاسلام منهم ثم موقف الرافضين لهذا الفكر خوفا من ان يقعوا فى الجهل ثم ما يجب لى الناس فعله وقت ان الخوف شبه شرك وانا أعتقد أن الخوف من غير الله هو شرك حقيقى لان الخوف يعد من العبادات القلبية والعبادة لا تصرف الا لله (وهذا طبعا غير الخوف الطبيعى من أى شىء مؤذى)
جزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أم عائشه يقول...

السلام عليكم
جزاك الله خيرا اخى على طرحك للموضوع
هو فعلا موضوع شائك جدا وانا لاحظت من زملائى كثره التحدث عنه وسمعت حكايات عمرى ماكنت اتخيلها الا ان رأيت بعينى

طبعا احنا مؤمنين بوجود الجن والعفاريت كما قال تعالى "وقال عفريت من الجن أنا ءأتيك به قبل ان تقوم من مقامك"
فنحن نؤمن بوجود الجن المسلم والكافر

ولكن مانقع فيه من الخطأ كثره الانشغال بمثل هذه المواضيع والحكايات على سبيل الاستمتاع وتضييع الوقت
وهذا بسبب الغفله التى يعيشها المسلمين
وبسبب ابتعادهم عن الدين وطلب العلم

فسأل الله الهدايه لى ولكل المسلمين وان يجعلنا الله خير أمه كما اخبرنا فى كتابه الحكيم"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ "


جزاك الله خيرا وجعلها الله فى ميزان حسناتك وفرج الله بها همك

انسان متأمل يقول...

جزاكم الله خيراً على التعليقات القيمة

سما أحمد يقول...

محتاجين فعلا ننشر ونستفيد من تحليلك للموضوع لانه بالفعل كما ذكرت اصبح يؤرق بعض الناس ومنتشر بشكل كبير بينهم
حقيقي استفدت جداااا من طرحك للموضوع لانه ممكن من كتر ما سمعنا عن هيك امور وعن الجن صرنا فعلا نفكر فيما لو كان فعلا ممكن يصبح شيء مخيف او لا
لكن كما قلت الخوف من الله والاهتمام وتوجيه العبادة له والايمان بان لاخوف الا من قدرته تعالى سيحمينا من كل شيء
وبصراحة عنجد الف شكر لتوضيح موضوع رؤيتهم من عدمها
دعائي لك بالتوفيق
سلمك الله

انسان متأمل يقول...

جزاكم الله خيراً أميرة وسما وأم عائشة على تعليقكن القيمة