الخميس، 24 مايو 2012

خواطر مبعثرة 12


السلام عليكم

1- لقد تعبت من التعامل مع من يظن نفسه عالمًا لا يشق له غبار وهو - في رأيي- لا يفهم أساسيات ما يتحدث عنه! حينها لا أجد إلا الصمت سبيلًا لأنني أفتقد أي أرضية مشتركة للحوار!

2- أصعب أنواع الوحدة هي الشعور بالوحدة بالرغم من وجودك "جسديًا" بين الأهل والمعارف والزملاء وحتى "الأصدقاء" و "الأحباب"!

3- أصعب أشكال الغربة أن تشعر بها حتى مع نفسك التي بين جنبيك, فلا تشعر بتآلف بينك وبينها, بل أحيانًا تشعر بالنفور وربما الكراهية!

4- إن الخدعة الكبرى التي نخدعها لأنفسنا هو أن كل ما ينقصنا حتى تعود كرامتنا لنا ونعود لأستاذية العالم هو "التدين" و"الالتزام" بمعناهما الشائع! إن العقبة الكؤود هي ليست في "تديين" الناس ولكنها في المقام الأول في فهم ما هو الدين أصلًا!, فهمًا بريئًا عما علق به عبر القرون من أفكار البشر وشوائب المجتمعات وكدر الثقافات. حينها نسعى لنشر صحيح الدين بكل طاقتنا! ونحن مطمئنون أنه هو سبيل النجاة
أخوف ما أخافه هو أننا إذا فرغنا من نشر الدين الشائع بين جل متديني اليوم, نُصدم بحقيقة أننا خرجنا صفر اليدين من هذا الجهد المعيي الذي بذلناه لتعليم الناس دينًا هو ليس دين الله بل ما ارتضته الجماهير أن يكون دينهم!

5- لا يصدق غالب البشر الأخبار الصادقة! بل الأخبار التي يميلون لتصديقها!

6- ما الحب إلا للحبيب الأول ... هذه المقولة لا تصلح - في رأيي - إلا في حق البارئ
----
"وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ"
172 الأعراف

7- سرعة الضوء كحد أقصى لسرعة المعلومات هي نتيجة للنسبية وليست فرضية من فرضياتها
وهذه النتيجة مقيدة بعدم هدم السببية (اي أن النتيجة لا تحدث قبل السبب)
أما إذا تقبلنا هدم السببية فلا إشكال في وجود سرعة أعلى من الضوء!

ما هو فرضية للنسبية هي أن سرعة الضوء في الفراغ ليست نسبية (مستقلة عن سرعة المصدر في الفراغ) وقد تحققت عمليًا

أما الجسيمات فيمكن نظريًا أن تتخذ سرعات أعلى من الضوء اذا كانت كتلة سكونها تخيلية وفي هذه الحالة تُسمى Tachyons


8- ينبغي ألا يكون هناك أي اختلاف بين عملك اليوم وأنت لا تعلم متى ستموت وعملك اليوم إن علمت - جدلًا - أنك ستموت غدًا!!

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
" إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها"
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الأدب المفرد - الصفحة أو الرقم: 371
خلاصة حكم المحدث: صحيح

فإن كان "عمل دنيانا" - حقًا - لآخرتنا فلا يوجد ثمة مبرر لأن نتفرغ للصلاة طوال الوقت إن علمنا - جدلًا - أننا سنموت غدًا!

9- العقل نور لا فتنة ... إنما الفتنة هو الهوى عندما يرتدي ثوب العقل!

10- أعشق الأطفال ... أفكر عندما أنظر إلى أحدهم أنني أنظر إلى إنسان بلا ذنوب! فأسعد بهم وأطيل النظر إليهم ... وأسعد جدًا اذا ابتسم لي طفل دون أن أسعى لإدخال السرور عليه! حينها أشعر بأنها رسالة من الله فحواها أنه ما زال بي بعض الخير وإلا لما ابتسم لي هذا الطفل البرئ ذو البصيرة الربانية!

11- أكره ثلاث ... المبالغة والغلو وادعاء المثالية ... أكرههم كرهي للكراهية نفسها!

12- الأرض هي أمنا الحنون! التي انتزعنا ربنا منها - إلى حين - بخلقنا وجعلنا أحياءًا نسعى على وجهها, إلا أنها من فرط حبها لنا تجذبنا طوال حياتنا اليها تحاول أن تضمنا مرة أخرى في أحضانها ونحن نقاوم ونتمرد ونعيش ونلهو ونمرح! إلى أن تنتصر هي على تمردنا المؤقت هذا في النهاية وتنجح في ضمنا إلى قاعها حيث القبر حين يأتي الموت!!

13- ما أسهل أن تنصح بنصائح مثالية وغير واقعية وأنت يدك في الماء البارد دون أن تحاول تخيل معاناة من تنصحه فتزيده كربًا فوق كربه

14- الحديث عن حديث الفرقة الناجية هو حديث ذو شجون ...
للأسف صلف الكثيرين يجعلهم يزكون أنفسهم ويضعون أنفسهم في الفرقة الناجية ويلقون بمن سواهم في النار وكأنهم ملكوا مفاتيح النار ...
"ذَلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى

وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى

الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى"
النجم 30-32

15- طالما اعتقدت ومازلت أعتقد أننا نعاني كارثة في تديننا وهي أن الفرق بين إيماننا وإيمان الصحابة ليس فرق كمٍ فقط - كما يعتقد معظم المسلمين - ولكنه فرق كيف أيضًا!!

16- قمة الطموح + انعدام المبادئ والقيم = قمة الشر والطغيان

17- ما أقسى أن يكون لك "أخوة في الله" كثيرون ثم يختفي معظمهم فجأة عندما تلم بك ضائقة تحتاجهم إلى جانبك فيها! حينها تعرف الأخوة في الله الصادقة من تلك المزيفة!

18- كلما أدرك الناس جهلهم كلما سألوا وقرأوا كلما تعلموا 
و
كلما غفل الناس عن جهلهم كلما أعرضوا عن السؤال والقراءة كلما ازدادوا جهلًا


19- كثيرًا ما يظن الآباء أن الطريق الأمثل في الحياة على الإطلاق هو الطريق الذي سلكوه لذلك يكونون حريصين أن يسلك أبناؤهم نفس الطريق الذي قد لا يكون مناسبًا لهم بالمرة ويسقط بهم إلى الهاوية

رسالة إلى الأبناء: فكر بحرية واسترشد برأي أهلك ولكن لا تتبعه دون تفكير. اتبعه فقط لو كان يناسبك. أهلك الذين ارشدوك لن يعانوا معاناتك باقي حياتك ... 
وتذكر أن تمسكك برأيك ليس عقوقا اذا طبقت ما أمرنا الله به وهو محاولة اقناعهم بهدوء وان لم يقتنعوا فصاحبهما في الدنيا معروفا ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولًا كريمًا


 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام

 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

خواطر مبعثرة 11

السلام عليكم

1- تحلى بالشخصية المستقلة فلا اتباع لأحد دون التفكير في منهجه فقد يكون فيه النجاة له والهلاك لك

2- لا تغرق في حب أي إنسان مهما كان كي لا تتألم بشدة عند فراقه, ذلك أن الفراق بين الناس آتٍ لا محالة!

3- عندما توكل عنك وكيلًا في الدنيا ليقضي لك حاجة فإنك تعطيه الأوراق اللازمة وهو يأخذها ثم يقوم بالنيابة عنك في قضاء حاجتك وكلما كانت أوراقك كاملة كان قضاء المهمة أتم. فما بالك لو لم تعطه أي شئ؟! هل سيؤدي عنك شئ؟
شبيه ذلك التوكل على الله سبحانه وتعالى, فالأوراق في هذه الحالة هي الاجتهاد والله هو الوكيل - وأحسن به وكيلًا-    فأنت تقدم الاجتهاد وهو يؤدي عنك بأحسن ما يكون. أما لو لم تجتهد فلا معنى للتوكل هنا بل هو استهزاء بالتوكل من حيث لا تدري!

4- الأناني متوسط الذكاء هو من يعامل من لهم نفع دنيوي ظاهر له معاملةً حسنة! ويعامل باقي الناس بلا أخلاق ان كان التعامل الخلوق سيكلفه أي جهد أو ثمن!!
الأناني عالي الذكاء هو من يعامل كل الناس معاملة حسنة لأنه يدرك أنه قد يحتاج إلى أقلهم شأنًا - في نظره - يومًا ما! 
أما "الإنسان" هو من يخالق كل الناس بخلقٍ حسنٍ ابتغاءَ وجه الله تعالى وحده!

5- يستعر غضبي عندما أجد معظم الأسئلة والحوارات (المشاجرات) الفقهية بين الشباب المسلم اليوم هي في أمورٍ قُتلت بحثًا في تراثنا وحاضرنا مثل فقه اللحية والنقاب واسبال الثوب والموسيقى والغناء, وهذه الأخيرة بالذات تجد فيها حروبًا وليس حواراتٍ وتفسيقًا وليس مدارسةً ومناصحةً وسعة صدرٍ للمخالف في الحكم الفقهي!
على الجانب الآخر فإن معظم شبابنا لا يعرفون شيئًا عن فقه الاختلاف وفقه الأمر والمعروف والنهي عن المنكر وفقه المعاملات السياسية وفقه المعاملات الاقتصادية وفقه الأقليات في الدول غير المسلمة وفقه معاملة غير المسلم في الدول المسلمة. هذا كله فضلًا عن خيبتنا الكبرى في العلوم المادية! 
لا شك أن الجهل بهذه الفروع من الفقه من جهة وبالعلوم المادية من جهة أخرى هو كارثة كبرى وخيبة أمل لأمةٍ إسلامية تريد لنفسها الريادة والصدارة في هذا العالم وهي لا تسير في طريق هذه الريادة المنشودة!


6- التحلي بالفضائل شاق على النفس والأشق على الإطلاق هو التحلي بفضيلة القسط والوسطية!

7- النقد ملكة مستقلة عن مهارة القراءة بل أزعم ان الأمي في بلادنا أكثر قدرة على النقد من المتعلم ذلك أن التعليم في بلادنا يخلق - في الغالب - حَفَظَةً تقرأ فتسلم بما تقرأ دون أي وعي!

8- القراءة النقدية هي من أصعب المهام, ذلك أن الإنسان يميل أن يقرأ ما يصدقه ويميل أن يصدق ما يقرأه! أما أن يقرأ الإنسان لكاتب ويحاول فهم وجهة نظره بشكل حيادي دون تصديق أو تكذيب, ثم ينتقد ما قرأه بحيادية بعد أن يفرغ من القراءة, فذلك يحتاج إلى تدريب شاق!

9- أخطر أنواع الأمية وأكثرها هدمًا للمجتمعات نوع ابتدعت اسمه وهو "الأمية الفكرية"! وهي: عدم القدرة على التفكير المنطقي السليم حتى في أبسط القضايا!
وهذا النوع من الأمية تجده بأوطاننا العربية في حاملي الشهادات أكثر ما تجده في أميي القراءة والكتابة!

10- لكي تنهض الأمة الإسلامية من انحطاطها نحتاج الالتزام بالدين الموجود في الكتاب والسنة وليس الموجود في عقولنا!

11- معظم أفعال معظم الناس ردود أفعال!!

12- الاعتذار:
أ- شجاعة وشرف واحترام للنفس وللآخر لو كنت أنت المخطئ
ب- كرم وعزة نفس وحنو على من أمامك لو لم تكن مخطئًا
جـ- خلق دمث وكرم عظيم وعزة نفس وحنو وعلو وسمو لو لم تكن مخطئا وكان هو المخطئ!

13- كل إنسان - إلا من رحم ربي - يعتقد أنه على صواب بشكل غريزي, وهذه الغريزة هي العلة وراء أن النقد - بما فيه نقد النفس اللوامة - غالبًا ما يكون مؤلمًا!

14- تفكر في عظيم صنع الله وفعله من خلال التأمل في الكون وقوانينه المحكمة الأنيقة وكن على يقين أن ما يدعو للتأمل ولتعظيم الله وتسبيحه لا ينتهي أبدًا فإن لم تجد جديدًا يومًا ما فاعلم أن الخلل فيك أنت وأنه قد حلت غشاوة على بصيرتك فاجتهد حينها في التفكر والتأمل وادعُ الله متضرعًا إليه أن يزيلها ليتجلى لك من جديد بديع صنع الله المُتقن.

15- محص كل معلومة دينية وتأكد أنها تتوافق مع القرآن الكريم والسنة الصحيحة ثم انبذ كل ما هو ليس دين مهما كانت شهرته بين الناس وادعُ الناس لذلك

16- ما أبشع القسوة التي تكسوها ابتسامة حنونة!

17- شتان بين التفتح الفكري والتفسخ الفكري!

18- الكهرباء تنقطع أحيانا عن بيوتنا... نعم أمر طبيعي ... وهل توجد شركة كهرباء كاملة خالية من الثغرات والعيوب؟! 
هل انقطعت الجاذبية الأرضية ابدا في بيت أحدكم؟!! هل سبق أن هم أحدكم بالمشي فارتطم بالسقف نتيجة انقطاع الجاذبية ؟! سؤال غريب ؟! لا ... فقط تفكروا في صنع الله الذي أتقن كل شئ ... تفكروا في قيومية الله ورعايته للكون أبدا دون أن يغفل أو يضل أو ينسى تعالى عن ذلك ... تفكروا في تسخير الله الكون لنا رغم معاصينا دقها وجلها! فنحن نعصي الله ولكن تظل الجاذبية تعمل في بيوتنا مجانا بدون أدنى مقابل! ... يا لها من خدمة رائعة لا يستطيع أن يمدنا إياها إلا قدير قيوم حليم رزاق

19- من أخطر الآفات الفكرية هو التفكير بمنطق إما أبيض أو أسود، إما طيب وإما شرير، إما ملاك وإما شيطان. وخطر هذا النوع من الآفات أنه يجلب أخطاءا فادحة في تقييم الرجال الكبار الذين نتخذهم قدوة. فصاحب هذا التفكير يكون تصرفه تجاه خطأ واحد من هؤلاء الكبار احد احتمالين. 
أ- إما يصر أنه ملاك لا يخطئ وبالتالي يعتبر الخطأ صوابا ويفعل الخطأ مقتديا بقدوته فيقع في مصيبة تقديس الأشخاص
ب- أن يسقط الإنسان هذا الرجل الكبير من عينه لمجرد ان ارتكب خطأً وينقله من خانة الملائكة إلى خانة الشياطين فيفسقه وربما يكفره
ان عدم السماح لهؤلاء الكبار أن يكونوا بشرا يصيب ويخطئ هي العلة وراء هذين الاحتمالين، ومصيبته أنه إما يقدس أو يكفر ولا وسط!!
ندعو الله أن يرزقنا القسط في التفكير وأن ينقذنا من هذه الآفة الفكرية الخطيرة

 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام

 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم