الاثنين، 30 أبريل 2007

ماذا نعلم؟ وماذا نعرف؟ وماذا نفهم؟

السلام عليكم
الفرق بين العلم والمعرفة والفهم
العلم هو الحصول على معلومات ليست مختزنة في دماغنا.
والمعرفة هو وضع هذه المعلومات في إطار واحد والربط بينها.
أما الفهم فهو العلم بعلة هذا الارتباط وكيفية عمله
مثال يوضح الفرق
عندما نرصد حركة الأجرام السماوية في السماء وندونها فإن هذا هو العلم أما عندما نجد قانوناً يربط بين هذه المعلومات ويجعلنا نلخص كل ما رصدناه من معلومات في معادلة بسيطة كقوانين الجاذبية فهذه هي المعرفة أما عندما نعلم لماذا صيغت هذه القوانين بهذه الكيفية وبالآلية التي تتبع بها الأجرام الساوية هذه القوانين فهذا هو الفهم
مدي علم الإنسان
يقول الله تعالى في سورة الإسراء - آية 85
ويسالونك عن الروح قل الروح من امر ربي وما اوتيتم من العلم الا قليلا
صدق الله العظيم
فعلمنا كجزيرة صغيرة في بحر لا نهائي من الجهل فمهما توهمنا زيادة رقعة الجزيرة فهي لا شئ بالمقارنة ببحر جهلنا وكلما زادت رقعة الجزيرة طالت شواطئها التي هي الحيرة والتساؤل وكلما زاد الإنسان علما ازداد علماً بجهله ومن ظن أنه علم فقد جهل
مدي معرفة الإنسان
إن ما يعرفه الإنسان هو أقل بكثير مما يعلمه فهو في الغالب عاجز عن تجميع شتات اللغز الذي أمامه ليكمل الصورة الكبرى عن شئ ما, دع عنك الصورة الأكبر التي تجمع الأشياء ببعضها وتبين علاقتها ببعض. والمعرفة هي ظنية فهي مجرد وضع نموذج يستطيع من خلاله الإنسان التخرص بتصرف نظام ما وهذا النموذج وإن صدق في ماضي النظام فلا يوجد ما يضمن صدقه في مستقبله
وتكون المعرفة يقينية فقط عندما يعرفها لنا خالق الكون الله تعالى فهو يقول في حق من يدخلون الجنة في سورة محمد - آية 6
ويدخلهم الجنة عرفها لهم
صدق الله العظيم
وهي درجة عالية جداً من المعرفة
مدى فهم الإنسان
يعتقد الكثير من الناس أن عدم الفهم إنما هو مقتصر على الأمور الغيبية التى لا ندركها بحواسنا, ومثال ذلك سؤال الرجل الذي سأل الإمام مالك عن كيفية الاستواء على العرش فقال الإمام كلمته المشهورة
"الاستواء معلومٌ ، والكيف مجهولٌ ، والإيمان بـــه واجبٌ ، والسؤال عنه بدعةٌ "
ولكن العلم الحديث فاجأ الإنسان بأن ذكاءه أضعف من أن يستوعب حتى ما يراه!! فقد دون نيوتن قبل مماته اعترافاً بأن قانون الجاذبية الشهير المنسوب له ماهو إلا صياغة رياضية لتصرفات الأجسام عندما تقترب من بعضها ولكنه قال أنه لا يستطيع "فهم" كيف يؤثر جسم على آخر عن بعد؟
وجاء من بعده أينشتين ليخطو خطوة كبيرة بعده ويثبت بنظريته النسبية العامة أن الجاذبية ليست بقوة وأن الأجسام تحني الفضاء (في الزمان والمكان) من حولها وامتداد هذا الانحناء بعيدا عن الجسم "المؤثر" هو الذي يتحكم في مسار الجسم الآخر فهو حل معضلة التأثير عن بعد وجعله تأثيراً موضعياً من الجسم على الفضاء المحيط وهذا التأثير ينتقل تدريجياً ليكون موضعياً في كل نقطة إلى أن يكون تأثيراً موضعياً أيضاً من الفضاء "المنحني" على الجسم المتأثر.
ولكن مهلاً هل فهم أينشتين آلية أو كيفية تأثير الأجسام على الفضاء ليصبح منحنياً. الإجابة هي النفي فلقد عرف أينشتين معرفة أكبر من نيوتن في هذه المسألة ولكنه في النهاية لم يفهم!! إنه حقاً شئ مثير
هذا عن الفيزياء الكلاسيكية (وياللسخرية فقد عُدت النسبية الآن من الفيزياء الكلاسيكية ونحن في العالم العربي لا نعلم عنها إلا اليسير من المعلومات الخاطئة التي يشوبها الخيال العلمي أكثر من العلم الجاد) أما عن ميكانيكا الكم فقد قال عنها الفيزيائي المشهور ريتشارد فينمان "أنا أقول أنه لا يوجد من يفهم ميكانيكا الكم على وجه الأرض" فمابالكم بما بعد النسبية وميكانيكا الكم من نظريات متلاطمة تعبر عن كم تلاطم المعرفة الإنسانية ونقضها بعضها بعضاً مثال ذلك نظريات "الخيوط الفائقة" و "المجال الموحد" إلى نظرية "كل شئ !!" التى لم ولن تكتمل
الاستنتاج
لا يغرنك أيها الإنسان ما وصلت إليه من علم فهو والله لعلم ضئيل وأضأل منه معرفتك به والأضأل والأضأل فهمك له فلا تغتر واعلم قدر نفسك
قال الله تعالى في سورة فاطر -آية 28
ومن الناس والدواب والانعام مختلف الوانه كذلك انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور
صدق الله العظيم
والله أعلم
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراءوأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الجمعة، 20 أبريل 2007

سبيل الفوز

السلام عليكم
إعجاز القرءان في بيان سبيل الإصلاح
كما عودنا القرءان الكريم فإنه يحل أصعب وأعقد المسائل في كلمات معدودات بإسلوب معجز فريد بأقصي درجة من التوضيح مع أقصى درجة من الاختصار. مع ملاحظة أنه في كلام البشر يتعارض ويتنازع التوضيح مع الاختصار.
قال الله تعالى في سورة العصر
بسم الله الرحمن الرحيم
وَالْعَصْرِ *إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ *إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ
صدق الله العظيم
فقد حلت هذه السورة العظيمة مشكلة اصلاح الفرد والمجتمع في كلمات قليلة العدد هائلة المعاني. والمعجز والرائع في هذا الحل هو أنه صالح لأي عصر.
خطوات الإصلاح المستخرجة من السورة
يجب أن تكون خطوات الإصلاح مرتبة ترتيباً مقامياً وزمانياً فلا يصح أن تأتي خطوة قبل الأخرى ولا أن توجه خطوة منها لغير أهل هذه الخطوة (في غير مقامها). ولذلك فإن خطوات الإصلاح هي أشبه بدوائر التأثير التي تنطلق كموجة البحر من المنتصف (ذات الشخص من الداخل وعقيدته) حتى تصل إلى الشواطئ حيث تكون قد غطت كل الناس ويكون قد عم الخير على البشر أجمعين
دوائر التأثير بالترتيب
دائرة التأثير الأولى: الإيمان وإصلاح عقيدة الفرد وهذه الدائرة تتكون وتنبع من داخل نفس الإنسان وروحه,وهذه الدائرة تظهر في قوله تعالى: (إلا الذين آمنوا).ه
دائرة التأثير الثانية: انعكاس الإيمان على الجوارح حتى يكون عمل الإنسان صالحاً فلا يجده الله حيث نهاه ولا يفتقده حيث أمره,وهذه الدائرة تظهر في قوله تعالى: (وعملوا الصالحات).ه
دائرة التأثير الثالثة:عدم اسئثار الإنسان بالصلاح لنفسه فهذا نوع من الأنانية التى لا يرضاها الله عز وجل. فيجب أن يخرج الإنسان من إطار نفسه لإطار المجتمع فيدعو أخاه الإنسان إلى الحق الذي ذاق حلاوة طعمه ورأي نوره الباهر ويكون مُصلحاً كما أنه قد أصبح صالحاً, يقول الله تعالى في سورة هود - آية 117
وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مُصلحون
صدق الله العظيم
وهذه الدائرة تظهر في قوله تعالى
(وتواصوا بالحق).
دائرة التأثير الرابعة: كل إنسان يدعوا إلى الحق لابد أن يؤذى ويتعرض للفتن مصداقاً لقوله تعالى في سورة العنكبوت -آية 2
احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون
صدق الله العظيم
فيجب أن يصبر الإنسان على الأذي الذي حتماً يأتى من أهل الباطل حينما يدعو هو إلى الحق
دائرة التأثير الخامسة: وهي دعوة من اتبعوا طريق الحق وذاقو الأذى في سبيله بالصبر على الأذي الذي يلحق بهم وتثبيتهم على طريقهم لله تعالى,وهذه الدائرة تظهر في قوله تعالى
ه(وتواصوا بالصبر)ه
شكل توضيحي يبين دوائر التأثير والإصلاح





الاستنتاج
أن من لا يأتي بهذه الخطوات الإصلاحية فقد خسر وما أكثر الخاسرين في كل عصر بسبب إهمالهم لها (والعصر*إن الإنسان لفي خسر) .ه

والله أعلم

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراءوأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأربعاء، 18 أبريل 2007

رد القرآن المفحم على مدعيي الجبرية

السلام عليكم
التسيير (الجبرية) أم التخيير
هل نحن مخيرون أم مسيرون؟ سؤال اكتظت به كتب الفلسفة وعلم الكلام مع أن الأمر لا يستحق ذلك كله. فكل إنسان في قرارة نفسه يعتقد تماماً بحرية إرادته ولكن الحق أن من يجادلون في هذه القضية إن يتبعون إلا الهوى ويخادعون غيرهم و أنفسهم خداعاً بيناً . وعادة ما يقوم مخلصو هذا الدين بسوق الحجج والبراهين من كل حدب وصوب لإثبات أننا أحرار الإرادة. أما الله تعالى فهو لا يُخدع بهذه الترهات وهو يعلم من خلق ويعلم صفاتهم
يقول تعالى في سورة الملك -آية 14
الا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
صدق الله العظيم
ويعلم الله تعالى أن الإنسان فُطر على الجدل حيث يقول في سورة الكهف -آية 54
ولقد صرفنا في هذا القران للناس من كل مثل وكان الانسان اكثر شيء جدلا
صدق الله العظيم
الردود القرآنية البسيطة المفحمة
إن الله تعالى يعلم أن هذه الأسئلة هي مجرد أسئلة للمراوغة والخداع ولذلك يرد عليهم الرد المفحم الذي لا يشفي صدورهم ويعلمهم أن مخادعاتهم مكشوفة مفضوحة فيرد عليهم في سورة الأنعام -آية 148 وآية 149 فيقول تعالى
سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ *قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ
صدق الله العظيم
ويوضح لهم أنهم يتركون الحق الذي يتيقنونه إلى الظن لأن هذا الظن يحقق لهم هواهم وهو أنهم غير مسئولين عن أفعالهم فيرد عليهم في
الاستنتاج
لا أحد سليم العقل والفطرة يشك أنه حر الإرادة ولذلك لا يجب مجادلة هذا الصنف من الناس ولكن يجب أن نقتدي بالقرآن الكريم في ردوده المفحمة البسيطة عليهم وفضحهم أمام أنفسهم

والله أعلم
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراءوأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الخميس، 12 أبريل 2007

حاجة الإنسان الفطرية للاعتقاد بحقيقة وجود الله

السلام عليكم
مغالطة مشهورة والرد عليها
الإنسان يحتاج للإله فأدى هذا إلى توهمه وجود الإله!! والرد بسيط وبديهي ويتضح بالسؤال التالي
ماذا يعنى احتياج الانسان لوجود الإله؟ ألا يعني هذا وجوده فعلاً؟! نحن نعلم احتياج الانسان للطعام فهل من عاقل يقول أنه يمكن أن يحتاج الانسان للطعام ولا يوجد ما يسمى طعاماً؟
حاجة الإنسان إلى الإله هو حافز البحث عنه
واحتياج الانسان للإله هو ما يجعله يبحث عنه وبحثه عنه قد يؤدي به إلى الإله الحقيقي وقد يؤدي إلى إله خاطئ وذلك تمثل في اقامة ابراهيم عليه السلام الحجة على قومه عندما أخذ يفكر بصوت عال أمامهم لتلقينهم درساً
قال تعالى في سورة الأنعام- الآيات من 76 إلى 78
فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ *فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ *فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ
صدق الله العظيم
الاستعانة بالإله هو السبيل الوحيد للوصول إليه
فالإله يسمعنا وإن كنا لا نعرفه (وإلا لما كان إلهاً!) والسبيل الوحيد للوصول للإله الحق هو الاستعانة بالإله نفسه ليهدينا إليه! وذلك فعله أيضاً ابراهيم عليه السلام في الآيات التي تليها من سورة الأنعام من آية 97 إلى آية 80
إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ *وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ
صدق الله العظيم
القضية هي من هو الإله وليست هل من إله؟
ولا يخدعنكم إدعاء من يسمون أنفسهم بالملحدين أنهم لا يعترفون بالإله ولكنهم والله اعترفوا به بل وعبدوه من حيث لم يشعروا, وإلههم هذا هو هواهم الذي أضلهم عن الإله الحق
يقول الله تعالى في سورة الفرقان - آية 43
ارايت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا
صدق الله العظيم
فالإنسان بحاسته الفطرية يدرك الله بدون برهان ولا دليل ولكنه لا يعرف تفصيلاً صفاته ولا يعرف تفصيلاً واجبنا نحوه
وظيفة الرسل
وهنا تتضح وظيفة الرسل فقد أرسلهم الله عز وجل لتعريفنا بصفاته وواجباتنا نحوه (وليس لتعريفنا أن ثمة إلهاً لأن هذا بديهي) فجاءت الرسل لتعليمنا ما لا يمكن الوصول إليه بعقولنا وجاء رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ليختتم سلسلة الرسل بالرسالة العامة الشاملة التي تصلح للبشر كلهم من وقت بعثته إلى قيام الساعة ولتكون ثمرة هذا المنشودة هي توحيد البشر جميعاً على عبادة الله وحده لا شريك له فيعم الخير على الناس أجمعين
الاستنتاج
وجود الله حقيقة لا ينكرها إلا جاحد ولا يعرف تفاصيلها إلا مسلم متبع للقرآن ومقتدياً بسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم
والله أعلم
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراءوأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

أن يكون لهم الخيرة من أمرهم


السلام عليكم
هل الطاعة المطلقة لله معارضة للتفكير؟
كنت في السيارة مع مهندس ألماني وكنا في طريقنا لتناول وجبة العشاء في مدينة دريزدن في ألمانيا
فقال لي: في الماضي كنتم تعتبرون الخنزير حراماً لأنه كان يأكل النفايات والقاذورات وقد يكون لكم الحق في هذا,ولكن ماذا عن الآن؟! إننا نربي الخنازير في أماكن نظيفة ونحافظ على نظافة أكله فلماذا لا تأكلونه أيضاً ولماذا يظل حراماً؟
فقلت له: ولكن الله عندما حرم علينا أكله لم يسبب التحريم ولم يقل لنا هذا التحريم بسبب أنه حيوان يأكل النفايات بحيث أنه لو انتفى السبب لانتفى التحريم ولكن الله أمرنا بذلك وحسب ونحن نطيعه فيما أمرنا به
فقال لي: نحن لم نتعود أن ننفذ الأوامر دون تفكير يجب أن نقتنع به أولاً قبل أن ننفذه
فقلت له:هذا صحيح إن كان الأمر صادر من بشر مثلنا أما إن كان الأمر صادر من ربنا الذي خلقني وخلقك فيجب أن نطيع وحسب. شتان بين هذا وذاك
وانتهيت محادثتنا عند هذا الحد وحل الصمت المطبق على السيارة إلى أن وصلنا إلى المطعم
حق أريد به باطل
فالحق أنه لا ينبغي أن نفعل شيئاً إلا بناءاً عن تفكير والباطل هو تضليل الناس بأنه معرفتنا سبب كل أمر من أوامر الله قبل أن ننفذه هو التفكير المطلوب. ولكن لو فكرنا تفكيراً سليماً منصفاً مجرداً عن الهوى نجد أنه ليست هذه هي الطريقة التي نتعامل بها مع أوامر الله عز وجل . إن دور التفكير في أن نؤمن بالله ووجوده وربوبيته وألوهيته وأن نتيقن أن رسله مرسلين من لدنه وأن الكتاب الذين يبلغونا إياه هو كتاب الله. إذا انتهينا من هذه الخطوة وحيث أننا لا نثق بأحد بقدر ثقتنا بالله عز وجل فإننا نسلم أنفسنا تماماً لأوامر ربنا وإلهنا الله عز وجل ونطيعه في كل ما أمرنا به دون جدال سواءاً فهمنا الحكمة من الأمر لم نفهمه
يقول الله تعالى في سورة الأحزاب -آية 36 وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا صدق الله العظيم
خطوات الوصول للطاعة المطلقة لله عز وجل
أولاً:التفكير
ثانياً:الإيمان
ثالثاً:الثقة
رابعاً:الاستسلام
خامساً:الطاعة
الاستنتاج
من يقول أن استسلامنا الكامل لله وطاعتنا المطلقة له هو مبني على انعدام التفكير هو ضال مضل
والله أعلم

الاثنين، 9 أبريل 2007

وفي أنفسكم

السلام عليكم
تناظرية الأعضاء الخارجية
لاحظت أن شكل الإنسان الخارجي متناظر بمعني أن الشق الأيمن يشبه الشق الأيسر وفي هذا جمال يتناسب مع ذهن الإنسان العادي حيث أن الإنسان عادةً يعتبر اختلال التناظر فيه تشويه!! وليس في هذا جمال فحسب بل فيه أفضل وظيفة للشكل الخارجي !! فالله تعالى راعى الجانب الجمالي في نظر الإنسان وفي نفس الوقت راعى الوظيفة السليمة يالها من قدرة فائقة!؟
عدم تناظرية الأعضاء الداخلية
ولكن لاحظت أيضاً أن أعضاء الإنسان الداخلية ليست متناظرة فالرئة اليسرى عدد فصوصها مختلف عن اليمنى والقلب ليس في المنتصف ويميل من اليسار في الأعلى إلى اليمين في الأسفل والكبد معظمه في اليمين وجزء أقل في اليسار والمعدة أعلاها في اليسار وأسفلها مائل إلى اليمين. خلاصة القول أنه لا تناظر في داخل جسم الإنسان!! ولكن لماذا؟ الإجابة البسيطة أن هذا التصميم الداخلي الغير متناظر يحقق أفضل وظيفة وحيث أن أحشاء الإنسان الداخلية ليست ظاهرة فليس من المهم مراعاة الجانب الجمالي والأولى في التصميم هي الوظيفة .إنه حقاً تصميم مبدع
مركز الثقل في الإنسان في المنتصف
ولكن مهلاً!! ماذا عن مركز ثقل الإنسان؟!يبدو أن عدم التناظر الدخلي من الطبيعي أن يؤدي أن يكون مركز الثقل ليس في المنتصف وهذا سيؤدي إلى اختلال في حركة الإنسان ! ولكن المفاجأة تظهر! أنه لا اختلال في حركة الإنسان وأنه يمشي ويركض بانسيابية تامة وهذا يدل أن مركز التقل في المنتصف تماما!ماهذا؟ أيكون هناك عدم تناظر داخلي ويكون مركز الثقل في المنتصف؟
ومن اللطيف أيضاً ملاحظة أنه حتى لو أكل أو شرب الإنسان يتوزع ما يأكله أو مايشربه تلقائياً حتى يتم المحافظة على انتصافية مركز الثقل
إنه حقاً لتصميم رائع وتنفيذ أروع ولكن إذا عرفنا من هو المصمم والمنفذ زال العجب, إنه الله عز وجل فسبحان الله العلى القدير البديع الذي اتقن كل شئ صنعه
وفي أنفسكم
قال الله تعالى في سورة الذاريات آية 21
وفي انفسكم افلا تبصرون
صدق الله العظيم
درس مستفاد من عدم تناظرية الأعضاء الداخلية
ليس بالضروري أن يكون الشكل الجميل (التناظري) يؤدي أفضل وظيفة
الاستنتاج
فلنتدبر في خلقنا ولا ننظر لأنفسنا بعين الإلف لأننا تعودنا عليها, فلنحاول أن نتدبر في إبداع خالقنا فينا ونشكره على كمال صنعه لنا شكراً دائماً طوال حياتنا

والله أعلم
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراءوأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الاثنين، 2 أبريل 2007

إلف النعمة و فقدان نعمة الشكر

السلام عليكم
إلف النعمة ينسيها
صحوت يومًا في الصباح فإذا بي أرى الشمسَ مشرقةً فأدرت بصري إلى أشياءَ أخرى في الغرفة ثم استدرتُ إلى الشمس مرة أخرى وقلتُ لنفسي "لماذا لم تتعجب من طلوع الشمس اليوم ولماذا لم تشكر الله عليها؟" عجبًا لك أيها الإنسان فإن تكرار النعمة ينسيك إياها وينسيك شكر منعمها على تجديدها !! فلسان حال الإنسان يقول هذه الشمس التي تبث الحياة إلى الأرض هي من حقي وينسى أنها هبة من الخالق تتكرر وتتجدد كل يوم. أفيكون شكر تكرار النعمة نسيانها ونسيان منعمها ؟! إنه منطق غريب ولكنها الحقيقة. إن هذا فعلا ما يحدث لكل منا فلنتأمل في هذا
والله تعالى يذكرنا بذلك في آياته القرآنية والكونية
ففي القرءان الكر يم يقول الله تعالى في سورة القصص في أية 71و آية 72
"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلا تَسْمَعُونَ * قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلا تُبْصِرُونَ"
صدق الله العظيم
وفي الكون وظواهره يذكرنا الله تعالى بهذه النعم المغفول عنها بظواهر مثل كسوف الشمس وخسوف القمر فالله يذكر أولي الأباب بهما عن طريق تغييبهما عنا لدقائق محدودة. ولكننا نرى هذه الظواهر ولا نتفكر فيها ونذهب لنصلي صلاتهما من غير تدبر ولا تفكر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته ، ولكنهما آيتان من آيات الله ، فإذا رأيتموهما فصلوا
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم
الراوي: عبدالله بن عمر - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 3201
ثم قلت لنفسي بل إني لأرى العكس, أرى أن الإنسان لو افتقد نعمة اعتاد عليها يكون ساخطاً حزينًا متذمراً وكأن حقًا من حقوقه سُلب منه. فلو أدار أحد منا الصنبور صباحَ يوم ولم يجد الماء العذب ينهمر منه يغضب ويتذمر!. ولو كان يشكر الله كل يوم على نعمة الماء لما تذمر من فقدانها لأن الأصل في الكون أننا لانملك شيئًا وما نحن فيه من نعم غامرة إلا اسثناء من هذا الأصل أن أنعم الله علينا بنعمه الجليلة
يقول الله تعالى في سورة الملك - آية 30
"قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاء مَّعِينٍ"
صدق الله العظيم
علاقة نسيان النعمة باكتشاف القوانين
وياللعجب من هذا الإنسان فعندما اكتشف القوانين التي تسير عليها الأشياء اطمئن لها وهدأ وظن أن لن تزول لأن لها قوانين تسير عليها. ياله من منطق منقوص معيب. إن قوانين الطبيعة لاتعني أي شئ للمستقبل!! إن أقصى ما يقال عنها أن الطبيعة اتبعتها في الماضي وهذا الاتباع يخرقه الله من حين إلى حين ليذكرنا بطلاقة قدرته (معجزات الأنبياء ومعجزة الحياة التي تتكرر كل لحظة!!) .أما أن يضمن الإنسان أن هذه القوانين ستظل هي هي بدون تغيير إلى يوم القيامة فهذا هو الحمق بعينه لأنه لا ضامن لهذا إلا الله ولو أراد الله تغيير هذه القوانين في أي مكان وزمان لغيرها!! أفلا يستحق الله الخالق القيوم شكرنا ليل نهار؟!
قال تعالى في سورة يونس -آية 24
"إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
صدق الله العظيم
الحل
الحل هو ترك الغفلة والتفكر في الكون من حولنا وما به من نعم كما حثنا ربنا في ديننا الحنيف ونطرد إلف الشئ من حياتنا
الثمرة
حينما ينتهج الإنسان المسلم هذا المنهج مع نعم الله يجني ثمرتين: ثمرة في الآخرة والأخرى في الدنيا
أ-ثمرة الآخرة: هو الفوز بجنة الله ونعيمها
ب-ثمرة الدنيا: تدريب عقولنا على الإبداع فمن أهم مقومات الإبداع ألا تألف الكون من حولك وأن تنظر إليه كل ساعة بنظرة جديدة لأن توقف الإنسان عن ملاحظة الجديد ليس معناه أبداً أنه اكتشف كل شئ ولكن لا يزيد معناه على أنه وقع في الغفلة وانتهى إبداعه

والله أعلم
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراءوأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها

السلام عليكم

عادةً ما نقسم الأشياء في حياتنا إلى أشياء مفيدة وأشياء مضرة وعندما نفكر في الآية الكريمة

في سورة سورة النحل -آية 18
وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيم
صدق الله العظيم
أقول عندما نفكر في هذه الآية فإننا بالطبع ما نلبث أن نتفكر في النعم الواضحة التي يغمرنا الله بنا من سمع وبصر واحساس وتذوق وشم وجسم معقد يقوم بوظيفته على أكمل وجه دون أدنى تدخل منا في هذا بل دون أن يكون عندنا أدنى فكرة عما يحدث بداخلنا. وتهب على عقولنا النعم المحيطة مثل الماء والهواء والشمس والقمر والنجوم ... كل هذه نعم رائعة خلقها الله لنا نحاول ان نستحضرها ولكننا نفشل في حصرها كما تعبر عن ذلك الآية الحكيمة بدقة لامتناهية.
ولكن هل فكرنا يوما في أن نتفكر في الأشياء التي نعتبرها "مضرة"؟ هل فكرنا يوما أن نتفكر في أن ندرج هذه الأشياء المضرة (في نظرنا) تحت قائمة نعم الله التي لا تحصى ؟!
إليكم فيما يلي عدة أمثال لأشياء الكثير منا يعدها من النقم لأننا ننظر تحت أرجلنا وفي لحظتنا الحاضرة أما لو نظرنا نظرة فوقية حكيمة لوجدنا معظم مانعده مضراً هو يقدم لنا نفعاً أكبر من ضرره ولو غاب عنا لافتقدناه كثيراً

الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر
أ-نعمة المرض
تخيلو معي لو غابت عن الدنيا الأمراض ماذا سيحدث؟ خير أم شر؟
سيقل معدل الوفيات بشدة مما سيؤدي إلى تزاحم الأرض بأعداد هائلة من السكان ومع محدودية الموارد الطبيعية المكتشفة سيؤدي ذلك إلى زيادة معدل الحروب والصراعات على مصادر الثروات (وأهمهما الهواء والماء!!!) وسيؤدي ذلك إلى زيادة معدلات القتل وسفك الدماء والجور والظلم أضعافاً مضاعفة ما نحن فيه الآن

ب-نعمة الضوضاء والشوشرة
إن الديناميكا الحرارية تخبرنا أن انتهاء الشوشرة الإلكترونية والتي تزعج نظم الاتصالات ازعاجاً كبيراً حتى أن مهندسي الإلكترونيات والاتصالات يتمنون لو تزول عنهم هذه الشوشرة. ولو بحثنا في امكانية ذلك لوجدنا أنه لابد من تواجد أحد شرطين أساسين لنيل هذه النعمة
أولهما: أن تنخفض درجة حرارة الوسط الذي نعيش فيه إلى صفر كلفن وهذا يؤدي بالطبع إلى فناء الحياة
ثانيهما: أن تتغير قيمة ثابت بولتزمان إلى الصفر!! وفي هذه الحالة ستخمد الحركة الداخلية لجميع الغازات بما في هذا الغاز المحتوى في الغلاف الجوي وهذا بالطبع سيؤدي إلى سقوط جزيئاته على سطح الأرض وموت البشر جميعاً مختنقين

ج-نعمة النسيان
عادةً ما نتخيل أن النسيان ليس بنعمة ولكن دعنا نفكر قليلاً في أحوال الدنيا , تخيل أنك لا تنسى شيئاً وتتذكر جميع أحداث حياتك .إن معظم ما يتعرض له الإنسان في هذه الدنيا هي آلام وأوجاع فلو أنه تذكر آلامه دائماً لما استطاع أن يحيى حياةً طبيعية أبداً فالحمد لله على نعمة النسيان
د-نعمة الألم
إن الألم لهو من أكبر النعم في حياتنا فلولا الألم لنهشت الأمراض أجسامنا دون أي انذار أن هناك ثمة خطاً أو خطر في الجسم وسيؤدي هذا الى تجاهل سبب المرض وعدم الأخذ بعلاجه مما يؤدي الى تفاقم المرض أكثر وأكثر

هـ- نعمة محدودية الرؤية والسمع
تخيلوا معي أننا نستطيع رؤية كل الطيف البصري ونسمع كل الطيف السمعي!! ماذا يكون الحل حينئذ؟ّ الحال ببساطة أننا سوف نصاب بالهوس العقلى والجنون لأننا لن نتحمل رؤية كل هذه الموجات التي تخرج وتنعكس من على كل شئ حتى موجات الهاتف المحمول فسوف تصيبك بالهياج الشديد حيث سيضئ كل شئ تنعكس عليه هذه الموجات. أما عن سمع كل الطيف فحدث ولا حرج ستسمع حينئذ دبيب النمل وصوت الخفافيش وأصوات كل الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض !! ياله من شئ مؤلم ... فلنحمد الله على نعمه فهو لطيف بنا خبير بضعفنا

الذي يتقدم هي بعض الأمثلة على سبيل المثال مما اسعفني بها عقلى المحدود ... ولكن المجال مفتوح للتأمل ... فلا تحرم نفسك من نعمة التأمل .. فتأمل

والله أعلم