الاثنين، 22 فبراير 2010

أفتقد

السلام عليكم

------------------------- في نفسي ----------------------------------

أفتقد نفساً بين أضلعي خاشعةً للهِ متقيةً لغضبِهِ

أفتقد توبةً صادقةً نصوحةً زاجرةً عنْ كلِ معصيةً

أفتقد همةً عاليةً صلبةً كالحديدٍ لا يثنيها الواقعُ ولا جِراحُهُ عن نصرةِ الدين

أفتقد صبراً على الطاعةِ وعن المعصيةِ وعلى القدرِ

------------------------- في غيري ----------------------------------

أفتقد حباً بشرياً غير مشروطٍ ولا مدفوع الثمن مُقدماً

أفتقد أمانةً مع النفوسِ تنهى عن التطفيفِ في حقوقِ الآخرين

أفتقد إيثاراً على النفوس ولو كانَ بها خصاصةُ

أفتقد أناساً قليلي الجدل الذي يفعلونه فقط بغية انتصار أنفسهم

أفتقد أناساً يكونُ الحقُ أحبَ إليهِم مِنْ نفسهم

أفتقد أخوةً في اللهِ, لا تصرفُهُم الدنياً عَنْ أخْوتِهِمْ

أفتقد أناساً يضعُون أنفسَهَم مَكَانِي قبلَ أنْ ينطقَوا كلمةً تنطلقُ كالخنجرِ في عُنُقِي

أفتقد أناساً يتمتعونَ بالنفسِ اللوامةِ الحقيقيةِ

أفتقد مُجْتَمعاً طَاهِراً مِنْ الأحقَادِ

أفتقد مُجتمَعاً يفهمُ الإسلامَ بعقلهِ ويؤمنُ بالله بقلبهِ ويعملُ بهِ بجوارحِه

أفتقد مُجتمعاً يأمرُ بالمعروفِ وينهى عنْ المنكرِ ولا يخشى في اللهِ لومةَ لائمَ

أفتقد كبيراً مُتواضِعاً حَنُونَاً وصَغِيِراً مُؤدَبَاً خَفِيضَ الجِنَاح

أفتقد تفوقاً عقلياً أو مادياً مع تواضعٍ نفسيٍ وزكاةٍ روحيةٍ

أفتقد أمةً مسلمةً يكونُ بأسُهم على أعدائهمْ وليسَ بينهمْ

أفتقد مجتمعاً يُفكِرُ في غيرِ لقمةِ العيشِ وكرةِ القدمِ

أفتقد شباباً ذا همةٍ عاليةٍ في خدمةِ الإسلامِ وليس في خدمةِ أمجادِهِم المَرنُوةِ ولا سُمْعَتِهِمْ المرجوةٍ

أفتقد شباباً نشأوا على الجهادِ في سبيلِ الله بالمعنى الواسعِ لكلمةِ الجهادِ

أفتقد مسلمينِ لا يأخذون ببعضِ الكتابِ ويتركونَ الأكثرَ منه

أفتقد أمةً تفهمُ أولوياتِها وتتحمسُ لَها وتعملُ بِهَا

أفتقد أمةً تعرفُ معنى التوكلِ على اللهِ حقِ توكلِه

أفتقد أناساً يمسكونَ الدنيا بينَ أيديهمْ ويضعونَ الآخرةَ في قلوبِهم وعقولِهم, يُسَخِرُونَ الدنيا من أجلها

أفتقد شباباً أذكياءَ أتقياءَ لا يخافونَ منْ التفكيرِ طالما كانَ على أسسِ منطقيةٍ سليمةٍ ومعطياتٍ ابتدائيةٍ صادقةٍ

أفتقد ....

أفتقد ....


أفتقد ....



والله أعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

السبت، 20 فبراير 2010

ثمن العزة في زمن الهوان

السلام عليكم

تقدمة:
إن أيسرَ ما يكونُ لِلْمُهِينِ نَفسَهُ في هذهِ الدنيا هو أن يُقاد كما يقادُ قطيعُ الأغنامِ من طواغيتَ تحكمُ بالجورِ وتأمرُ بالمنكرِ وتنهى عنْ المعروفِ. وهذا اليسر لم يأت إلا لأنه مصحوبٌ بإلفِ الخنوع وطأطأةِ الرأسِ وعدمِ مقاومةِ المغتصبِ, مغتصبِ الدينِ والفكرِ والكرامةِ بلْ مغتصبِ الإنسانيةِ, حتى يصيرُ البشرُ كالخرافِ, تنقادُ ذليلةً بحبالِ تلتفُ حولَ رقابها, وعزاؤُها في ذلكَ أنها تأكلُ وتشربُ وتتناسلُ وهذا ما لا يليقُ إلا بالبعيرِ وحسبْ .فإذا مضا بها الزمانُ على هذا الحالِ الذي ارتضَتهُ لنفسها, أصبحَ الذلُ والهوانُ راحتَها ومطلبَها بعدَ أنْ كانَ مجردَ عادةٍ لها!!, التي إن خرجتْ عنها تشعر بالقلقِ البالغِ لما في ذلكَ من ثورةٍ على صاحبِ القطيعِ وتمردٍ عليه.
وهذا, في نظرِها, يعرضُها لإحدِ احتمالين, أحلاهُما مرٌ, فإما الذبحُ, وإما التجويعُ والتقييدُ, ومنَ العجبِ أن إدمانَ الهوانِ يُنسِى الخِرافَ التي كانتْ أناساً, أن مصيرَها التي تُهَدَدُ بِهِ, هُوَ حاصلٌ حاصلٌ لا محالَ طالما استمرَأت الهوانُ.
وما تثمرُ الطأطأةُ والخنوعُ إلا عن زيادةٍ في فترةِ الهوانِ والذلِ فقطْ لا غيرَ, حتى تلقى مصيرَها المحتومَ الذي لا يغيرُه الهوانُ أبداً بلْ يزيدُ منْ حتميةِ وقوعِهِ, بعدَ أنْ يقضي منها المُسْتَعْبِدُ وطَرَه!!.

أما منْ يستمدُ عزتَه مِنْ عزةِ اللهِ فإنهُ يكونُ عبداً لهُ وحدَه وبالتالي سيداً لما سِواه, فلا ينحني إلا للهِ ولا يتوكلُ إلا على اللهِ ولا يخشى إلا اللهَ, فيحيا بقلبٍ متماسكٍ غيرَ متهتكٍ ولا مهترئٍ نتيجةَ انصرافِهِ إلى عبادةِ أصنامٍ شتى بأنواعٍ شتى, بلْ هوَ متجهُ نحوَ الإلهِ الحقِ يستمدُ منْهُ تماسَكَهُ وصحَتَهُ وعِزَتَهُ.
ولكن مع ذلك, ينبغي للمؤمنِ ألا يحسبَ أن تمسكَه بعزتِه سوفَ يمرُ عليه مرورَ الكرامِ في هذه الدنيا المكتظةِ باللئام, فإنَ لهذه العزةِ ثمناً وثمنُها ليسَ بسيطاً ولا سهلاً مُتاحاً.

عزةُ المؤمنِ وهوانُ غيرِه
العزة التي تتملك المؤمن ويتملكها هي قبس من عزِة الله عز وجل لا تتأتي إلا بالذل له حقاً, حيث أن الذل لله هو وسيلة التقرب إليه, والتقرب إليه هي وسيلة الاقتباس من نوره وعزته عزةً وأنفةً على من يريد أن يكون لديه نداً لله تعالى, الإلهِ الحق.

قال تعالى في سورة العلق
"كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ"
صدق الله العظيم

ونتيجة لهذا الاقتراب فإن المسلم يُرْزقُ العزةَ من رب العالمين

قال تعالى في سورة فاطر
"مَن كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أُوْلَئِكَ هُوَ يَبُورُ "
صدق الله العظيم

وقال عز وجل في سورة المنافقون
"يَقُولُونَ لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ "
صدق الله العظيم

وذلك ليبين ويؤكد أن عزة المؤمن هي من عزة الله وذلك بطاعته والتقرب إليه والتذلل إليه حتى يرتفع بهذا التذلل فوق الكون كله ليكون سيداً مُطاعاً بأمر الله بتسخير اللهِ الكونَ له ليستخدمَهُ في نشر الحق في تلك الحياة الدنيا.

وعلى النقيض من ذلك فهوان غير المؤمن في الدنيا والآخرة ظاهر جلي لأنه يعبد كل شئ إلا الله العزيز المُتعال, فيصبح ذليلاً خاضعاً خَنوعاً لمخلوقات الله جميعاً من النفس والهوى والشياطين, إنسِهم وجنِهم, وطواغيت الأرض الذين يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف.
وأما في الآخرة فهو مُهان من الله عز وجل, جزاءاً لإهانته نفسَه في الدنيا بالبحث عن العزةِ في غير عبادة الله.
وهكذا فهو مهانٌ دنيا وآخرة, فياله من خسرانٍ مبين.
ولا يفوتنا في هذا المقام استحضار قول عمرَ ابن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه "نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام, فإذا ابتغينا العزة في غيره, أذلنا الله"

قال تعالى في سورة الحج
"أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاء "
صدق الله العظيم

قال تعالى في سورة مريم
"وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا * كَلاَّ سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا"
صدق الله العظيم

الخلاصة: ثمن العزة في زمن الهوان
إن أصحاب البطش والطغيان لن يتركوا المؤمن لحاله يمارس عزته بالله وفي سبيل الله, ذلك لأن عزة المؤمن مذلةٌ وخزيٌ لخصومه وضرر لمصالحهم وشهواتهم الرخيصة.
وهذا الأمر تقدير من الله العزيز الحكيم حتى يسبر غور تمسك المؤمن بإيمانه وبعزة إسلامه.


قال تعالى
"أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ"
صدق الله العظيم

وهذه الضراء هي تقع على كل من يحاول جاهداً أن يثني أسباب هوانه في الدنيا والآخرة عن طريقه ولا يلتفت إلا لطاعة الله وحده. وهي ثمن العزةِ في الدنيا والآخرة والبعدِ عن الهوان في كليهما

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأحد، 14 فبراير 2010

التعميم بين الحماقة والحكمة

السلام عليكم

تقدمة:
عندما يثار لفظ "التعميم" فإنه غالباً ما يثير الاشمئزاز عند الفئة المتعلمة والمثقفة لاسيما من غير المشتغلين بالعلم! ويسارعون بالقول "التعميم من أكبر الحماقات الفكرية", بينما يسرع بعض علماء الطبيعة والعلم عموماً بقولهم "لولا التعميم لما كان العلم ولما أحكنا الصيغ الرياضية أو القواعد اللفظية الكلية, التي نتنبأ بها بالحوادث الفيزيائية أو حتى الحيوية والحياتية التي لم تقع, والتي ندعي أنها تقريب لقوانين محكمة", ومثال ذلك من العلماء - ألبرت أينشتين, بينما يعارضه جزئياً عالمُ ذو شأن مثل, هيزنبرج.

فهل هذا حق أم ذاك حق؟ وما هو الإنصاف نحو قضية التعميم؟ أهو من الحماقات كما يسرع المثقفون بالقول أم هو من الحكمة كما يسرع العلميون؟
هذا ما سنحاول بحول الله تغطيته جزئياً في هذا المقال

التعميم في نظر من يفكر بأنماط الحياة وخصائصها:
إن أحداً عندما يرى أوروبياً أسمر اللون ثم يرى آخرَ مثله في لونه, فإنه سيميل فوراً إلى القول بأن الأوروبيين سُمر اللون, هذا بالطبع إن لم يكن يعلم عن الأوروبيين من قبل. في هذا الموقف نقول ولا شك إن حكمه هذا ليس ناضجاً وهو ميل للدعة والراحة الذهنية, فيعمم المُشاهد للأحداث لأن أيسر شئ هو افتراض الثبات وليس التغير أو التغاير. بينما ينتقد هذا الموقف بشدة عالمٌ اجتماعيٌ كان متسمعاً لما ييقوله هذا المرأ بناءاً على مشاهدته, وذلك بقوله, ليس من حقك أن تعمم مشاهدتك على جميع الأوروبيين, هل رأيت باقي الأوربيين الذين يفوق عددهم مئات الملايين؟! إن كل ما نستطيع الجزم به في قولتك أنها صحيحة باحتمالية مقدارها:
عدد المشاهدات ذات صفة معينة\العدد الكلي لأفراد المجموعة التي شاهدت منها
ولكن مهلاً, إن هذا المرأ الذي اتهمه العالم ضِمناً بالسطحية هو محق باحتمالية معينة وليس مخطئاً تماماً, أليس كذلك؟



التعميم في نظر من يفكر بأنماط المادة غير الحية وخصائصها:
إن أحداً من متفتقي الذهن (نيوتن مثلاً على اعتبار ما يُحكى عنه صادقاً) لو رأى تفاحة تسقط من على فرع شجرة على الأرض , فإنه سيميل فوراً إلى القول بأن هناك قوة ما تجذب الأجسام للأرض ثم ينتبه إلى أنه ملتصق بالأرض وحتى إذا حال القفز لإعلى فإنه يقع مرةً أخرى مستجيباً لهذه القوة العجيبة, قوة الجاذبية الأرضية (لا تُعد الجاذبية قوة فيما بعد عصر النسبية العامة).
نلاحظ في هذه الحالة الثانية على خِلاف الأولى أن يُتقبل التعميم حتى بالنسبة لعالم فذ مثل نيوتن كان وما زال في صالح مقدار عبقريته! فلما إذاً هذا الكيل بمعيارين؟ مع العلم أن التعميم في الحالة الثانية هو أساس ما نسميه بـ"العلم" والمعلومات هي مفردات صورة كلية نسميها بـ"المعرفة".
ملحوظة: إن الإنصاف من وجهة نظرٍ عقلية بحتة يجبرنا على الاعتراف بأن القول بأن الأوروبيين سُمر اللون من مجرد مشاهدة شخصين أوربيين سُمر اللون هو أكبر احتمالية للصحة من قول نيوتن بأن الأرض تجذب الأجسام لمجرد مشاهدة بضعة أجسام تسقط على الأرض وقمراً يدور حولها!
إن احتمالية صحة نيوتن في قوله هي
عدد المشاهدات التي شاهدها لحالات جذب الأرض للأجسام\عدد الحوادث الممكنة للسقوط - أو عدمه - في كل أنحاء الأرض في كل الأزمنة التي مرت على الأرض
وهي لا شك أقل من احتمالية صحة الادعاء بأن الأوربيين سُمر اللون

التعميم في وجهة نظر المنطق.: فحص لقاعدة "لكل قاعدة شواذ":
سنفترض جدلاً صحة هذه العبارة ....1
لكن هذه العبارة هي قاعدة في ذاتها ....2
إذن توجد شواذ لهذه القاعدة ...3
من 3 نستنتج أنه توجد "بعض القواعد ليس لها شواذ" ...4
من 4 نستنتج أن الفرض في 1 خاطئ .... 5
ونستنتج من 5 أنه يوجد احتمالان: ......... 6

أ- "لا توجد قاعدة لها شواذ"
ب- "بعض القواعد محكمة وعامة وبعضها لها شواذ"
أما ( أ ) فلو كان المقصودُ بها هي القواعد التي نطلقها نحن البشر, فهي ولا شك باطلة وذلك من الملاحظة, إذ أن وجود "قاعدة واحدة من صنع البشر لها شواذ" يهدم ( أ ) بالكلية!
وأما ( أ ) لو قُصِدَ بها قواعد مُطلقة ليست من اختراع البشر ولا نعلم عنها شيئاً - إلا من مصدر القواعد المقصودة في ( أ ) وهو لا يصلح إلا أن يكون غير خاضع أصلاً لأي قاعدة وبالتالي يكون هو واضعها, لأنه بداهةً لابد للقواعد المُطلقة من واضع لها , أقول, أما ( أ ) لو قُصِدَ بها قواعد مُطلقة فتكون ( أ ) صحيحة حتماً.

وأما ( ب ) وبناءاً على ( أ ) فتكون القواعد العامة لابد لها من مصدر إلهي وأما القواعد التي لها شواذ فهي قواعد "اكتشافية" وليست قواعد مطلقة, وهذه القواعد الاكتشافية هي من صيغة البشر حتى يهتدوا بها وهي تقريب أولي للقواعد المُطلقة الإلهية بحيث لا يمكن تعميمها أبداً.

الخلاصة:
التعميم نوعان
أ-نوع بشري, وهو من نوع "القواعد التي لها شواذ" وتعتمد احتمالية صحته على عدد القياسات نسبة لعدد المفردات القابلة للقياس ويدخل في هذا النوع نطاق واسع من القواعد البشرية ابتداءاً بتعميم أحمق كمثل (كل الأوروبيين سُمر اللون بناءاً على رؤية اثنين فقط من الأوربيين مُتسمين بسمار اللون) إلى قوانين الطبيعة بغض النظر عن درجة مطابقتها للواقع.
ب- نوع إلهي وهو من نوع "القواعد التي ليس لها شواذ" مثل
القوانين الأصلية للطبيعة والتي جاءت بناءاً على إرادة الله المطلقة والتي تصف اسلوب حكم الله للكون
قال تعالى
"قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"
و "ثم هدى" هي قوانين الطبيعة الأصلية التي تنطبق على الحي من الأشياء وغيره.
ومثل الحقائق العامة المطلقة التي أخبرنا الله بها في وحيه لنا, ومنها على سبيل المثال ما ورد في الآيات الكريمات
قال تعالى
"وَمَا مِن دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ"
وقال تعالى
"مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"
صدق الله العظيم

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الجمعة، 5 فبراير 2010

"اعلموا" بعض مما يجب على المسلم علمه

السلام عليكم

ورد لفظ "اعلموا" في القرءان الكريم في عدد من الآيات وقد كان لهذا اللفظ وقع قوي على نفسي بأن ما سيأتي بعده لا يمكن أن أعذر نفسي في عدم إحصائه فضلاً عن عدم العلم به علماً لا يفارق الذهن في بحر حياتي فضلاً عن عدم العمل بما يترتب على تدبري لهذه الآيات الكريمات. وأسرد بين يديكم هذه الآيات الكريمات لتتدبروا فيها كما أمرنا الله بالتدبر في كل آي القرآن ولتكون حجة علي وعليكم.

قال تعالى:
01-في سورة البقرة الآيات 194 إلى 196
"الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ * وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُواْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ذَلِكَ لِمَن لَّمْ يَكُنْ أَهْلُهُ حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "

02-في سورة البقرة آية 203
"وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ"

03-في سورة البقرة آية 208, 209
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"

04- في سورة البقرة آية 222, 223
"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ * نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ"

05- في سورة البقرة آية 231
"وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُواْ آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"

06- في سورة البقرة آية 233 إلى 235
"وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُواْ أَوْلادَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّا آتَيْتُم بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ"

07- في سورة البقرة آية 244
"وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ"

08-في سورة البقرة الآيات من 267 إلى 271
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَن تُغْمِضُواْ فِيهِ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ * الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ * وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ"

09- في سورة المائدة آية 33, 34
"إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُواْ عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"

10- في سورة المائدة آية 92
"وَأَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَاحْذَرُواْ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ"

11-في سورة المائدة الآيات 97 إلى 99
"جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * اعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ"

12- في سورة الأنفال الآيات من 24 إلى 26
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ * وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ * وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"

13- في سورة الأنفال الآيات من 27 إلى 29
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ"

14- في سورة الأنفال الآيات 39 إلى 41
"وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * وَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَوْلاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ * وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"

15- في سورة التوبة من 1 إلى 3
"بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ "

ملحوظة: في الآيتين في البند 15 , الخطاب موجه للكافرين ولكن علمَ ما بعد "اعلموا" فيهما واجبٌ على المؤمنين

16- في سورة التوبة آية 36
"إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"

17-في سورة التوبة آية 123
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"

18- في سورة هود الآيات من 12 إلى 14
"فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ * أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ"

19- في سورة الحجرات الآيات 7 و 8
"وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ * فَضْلا مِّنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ"

ملحوظة: في الآيات في البند 19 , يجب أن نتذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما زال فينا بسيرته وسنته وأن سيرته تنبض بالكثير من المواقف التي لا نرى الحكمة المباشرة منها ونود لو كانت غير ذلك, ولكن الثقة المطلقة بالله ورسوله وحبنا للإيمان وكرهنا للكفر والفسوق والعصيان يرشدونا للطاعة الغير مشروطة بتوافق التشريعات مع هوى أنفسنا.

20- في سورة الحديد الآيات 16 و 17
"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ * اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ"

ملحوظة: في الآيات في البند 20 , من الواضح جداً من السياق أن إحياء الله الأرضَ بعد موتها مذكور في الآية كمثل فعلى يراه الناس باستمرار في بحر حياتهم لإحياء الموتى حتى يقيسوا عليه قدرة الله تعالى على إحيائهم بعد موتهم يوم الحشر كما ينبت الأرض الميتة تماماً بقدرة الله عز وجل.

21- في سورة الحديد 20
"اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ"

ما أجملها من آية تلك الأخيرة, فإن فيها وصف لحجم الحياة الدنيا الحقيقي مقارنةً بالدار الآخرة التي فيها إما نعيم ورضوان من الله أو عذاب شديد وهذه المقارنة يجب أن تستقر في قلب وذهن كل مسلم, فإن استقرت فهي سبيل النجاة بلا ريب.

الخلاصة
1-تدبروا يا أولي الألباب ولا يمرن عليكم الفاظ القرآن الكريم التي أعطينا مجرد مثل بسيط منها في هذا المقال مرور الكرام, بل يجب التوقف عند كل كلمة من كلام الله عز وجل, فإن لم نتأمل ونتدبر في كلام رب العالمين ففيم نتدبر إذن؟!
2- ألم تلحظوا أن ذكر حقيقة "أن الله مع المتقين" هي أكثر ما ورد بعد لفظ "اعلموا" وهذا يدل على شأن التقوى العظيم في الاسلام وأنها سبيل لمعية الله عز وجل التي لا يخسر من يُرزَقُها ابداً.

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم