الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ

السلام عليكم

 لي أصدقاء وأقرباء كانوا في طاعة الله مجتهدين وبالتقوى ممتلئين ولله متقربين ... مر الزمان ... والتقيت بهم مرة أخرى بعد غياب سنين ... فوجدتهم .. في معصية الله مجتهدين (مع ظنهم أنهم على الحق) وبالتجرأ على الله ممتلئين وعن الله معرضين ...
فأصابني الرعب أن يجرفني الزمان فأكون مثلهم ... رعب شديد أخذ بأنفاسي وبنبض فؤادي ... 



فوجدت أن الوقاية الوحيدة من هذا المصير المظلم الكئيب الغرور أن التزم معرفة الصالحين ولا أحيد عن صحبتهم مهما جرفتني الأيام ومهما ارتقت بي الحياة وارتفع شأني (كل من اعرفهم ضلوا بعدما ارتفع شأنهم في الدنيا عاليا!) ... فقفزت الآية في ذهنى فوجدت ربَنا الرحيم قد قدم لنا الحل على طبق من ماس حر حلًا جامعًا مانعًا ... 

قال تعالى
"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا"

صدق الله الحكيم



تعقيب متسائل
من هم الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى ويريدون وجهه؟
حتى نصبر انفسنا معهم.



الرد على التعقيب
كل منا حوله من أصدقائه ومعارفه من هو على يقين أنهم منه لله أقرب. الأمر ليس مطلقا فهم ليسوا ملائكة ولا أنبياء ولا صديقين ولا بالضروري شيوخ ولا علماء ... بل هم أصدقاؤنا الذين نتوسم فيهم أنهم أسبق منا على الطريق القويم. تعرفينهم بإنكارهم فضلهم ويقينهم أنهم هم من أقل منك وتواضعهم لله وخفضهم لك جناح الذل من الرحمة بكرامة وعزة نفس دون تعارض أو تناقض. الأمر نسبي وليس مطلقًا وهم موجودون في محيط كل منا فهم رزق من الله كالهواء كي نتنفسهم ونحيا بهم ولكننا لانراهم من فرط إنكارهم أي فضل لهم علينا أو أي مرتبة لهم فوقنا بل الضد يدعون وبفضلنا يوقنون وبعلونا عليهم يؤمنون
فقط انظر حولك أخي بتدبر في الجواهر الصدوقة ليس في المظاهر الخداعة ستجدهم لا محالة إن جردت نفسك من الهوى ونظرت بعين الجوهر لا المظهر. إجابة سؤالك عندك أنت أخي فسل نفسك صادقًا معها ستجدهم بإذن الرزاق.





 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام

 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

خواطر مبعثرة 9

السلام عليكم


1- الحقيقة درجات تبدأ بالوهم المطلق وتنتهي باليقين المطلق وفيما بينهما لا وهم إلا ويعتريه بعض حقيقة ولا حقيقة إلا ويعتريها بعض وهم!


2- من أعظم الآلام استشعار فقدان القدرة على الشعور بالألم!!!


3- تتألم؟! هنيئًا لك ... فأنت ما زلت حيًا!!


4- عندما ترى متألمًا, لا تحاول أن تقنعه بأن ألمه وهم, بل حاول أن توهمه بأنك متألم لألمه!!


5- كلما قل خوفي من الله كلما ازداد خوفي من الناس ...

6- لا تهن نفسك بعدم سجودك لله (طاعتك له) فإنه ... من يهن الله فما له من مكرم
وابتغ العزة في طاعتك لله ... فإن العزة لله جميعًا

7- ليس المتدين هو من لا يذنب!! ولكن المتدين هو الذي كلما أذنب يتوب إلى الله من قريب

8- قطرة من لذة المعصية تجلب بحرًا من ضنك العيش ... وقطرة من تعب الطاعة تجلب أنهارًا من سعادة الحياة

9- لا يوجد من يستحق أن تعشقه إلا الله تعالى ... أما الحب ... فعليك حب الناس كلهم ان استطعت ... ولكن تذكر ... لا تنتظر أن يحبوك في المقابل حتى لا يخذلوك ...

10- حب الناس سرور عند الوصال وحزن عند الفراق وألم عند الهجر ... ولكن سنة الحياة ألا يستمر الوصال. ... فالناس تبتعد وتموت ... فلا مفر في حبهم من الحزن والألم ...
أما حب الله فهو سعادة دائمة, ذلك بأن الله قريب لا يبتعد, حي لا يموت, تتصل معه وقتما اشتقت له دون مانع ولا حائل!! وهو من هو, الملك العزيز الجبار المتكبر ...
ما أجملك يالله وما أكرمك وما أحلى حبك وما ألذ وصالك ...


11- توكل على الله واستعن به وحده ولا يثنينك ذلك عن طلب المساعدة من الناس وأنت عزيز النفس, لعلمك أن مساعدة الناس - في حقيقتها - ما هي إلا مظاهر إعانة الله ورزقه لك.
وأخيرًا اشكر الناس واسجد لله مُرجعًا الفضل كله إليه.

12- المتكبر هو المتعالي على الناس بمال أو بجاه أو بعلم ... أي المتعالي على الناس بم لا يملكه!! ...
أما عزيز النفس فهو الذي لا يملك شيئًا من الدنيا ولكنه يشعر في قرار نفسه بأنه ملكٌ متوج !!! ذلك أنه يملك معية الله تعالى له ...


13- التحدي الحقيقي الذي له معنى هو تحديك لنفسك!! فإنها الوحيدة التي تستطيع هزيمتك


14- تجرم أنفسنا التي بين جنبينا مرتين, مرة حين تقوي كيد الشيطان الضعيف ثم تمهد له كي ينفذ إلينا ويتمكن منا! ومرة حين تستجيب للكيد!


15- إن الكبير هو من يشعر الناس فى حضرته أنهم صغار ولكن العظيم هو من يشعر الناس في حضرته أنهم عظماء

16- من أكبر الأمراض التي يمكن أن تصيب الجنس البشري هو "تقديس" الأشخاص وخلطهم - بحسن نية أو بسوء نية - بالمبادئ التي يحملونها أو يبلغونها. فترى القدح في الشخص أصبح قدحًا في المبدأ والانتصار للشخص أصبح انتصارًا للمبدأ واتباع الشخص أصبح اتباعًا المبدأ ...

17- غالبًا ما يكون الفكر البشري هو رد فعلٍ لفكرٍ بشريٍ آخر وغالبًا ما يكون كلا الفكرين متطرفين, بينهما مسافة هائلة تزداد مع مرور الوقت. بينما تجد الفكر العادل المعتدل البرئ من المواقف الانفعالية يقف في المنتصف وحيدًا مهجورًا مُحاربًا مُضطهدًا من كل ما يحيطه من تطرف فكري ... ولكن عزاءه في كل هذا العناء أنه ثابت على الحق مهما كلفه ذلك من جهد ومشقة!!

18- من أنبل وأصعب الواجبات الفكرية اتخاذ الوسطية منهجًا في التفكير, فما أيسر الانحراف يمينًا أو يسارًا, ولكن الصعوبة كل الصعوبة هي التمسك بالوسط في وجود الأمواج الفكرية العاتية التي تطيح بك يمينًا ويسارًا ... إنها لمعركة فكرية هائلة مع أهواء النفس وتطرف الناس, غنيمتها هي تناغم رائع مع الكون ومع الله

19- احب العَالِمَ / الشيخ (--فلان--) وأقدره جدًا واحترمه جدًا واستفيد منه جدًا ... ولكني أكره المبالغة جدًا في الإطراء على العلماء وأكره الانبهار جدًا لأنه يُفقد الإنسان الموضوعية وروح الفكر النقدي تجاه من هو منبهر به. ولا شك أن كل إنسان يخطئ ولا شك أيضًا أن المنبهرين لن ينتبهوا إلى خطأ من ينبهرون به , وهنا مكمن الخطر ...

20- إن الإسلام الوسطي أمامه ثلاث معارك شاقة في دعوته للناس. معركة في الداخل مع كل من المتشددين والمستهترين في فهم الإسلام وتطبيقه لإقناعهم بوسطية الفكر الإسلامي. ومعركة مع أعداء الفكر الإسلامي ومحاورتهم بالحسنى وتفنيد شبهاتهم أمام الناس. أما المعركة الثالثة والكبرى هي لمحو أمية معظم الناس العاديين حسني النوايا بالإسلام الصحيح على كلٍ من مستويي المبادئ الأساسية وفقه التطبيق السليم لهذه المبادئ.

21- لا شك أن الفهم المعوج للإسلام يمكن أن يكون أفيونا للشعوب. ولكن أيضا لا شك أن الفهم الصحيح لأي منهج حياتي وضعي يجعل الإنسان منصرفا عن مستقبله الحقيقي (الآخرة) منكبا بوجهه على الأرض مبتعدا عن السماء يظن أن حاضره ومستقبله هما الدنيا هو هيروين الشعوب إن لم يكن سمها القاتل

22- من عجائب الدنيا أن كثيرًا من "المثقفين" يظنون أن سبب تقهقرنا عن الأمم هو اتباعنا للإسلام, فينادون باتباع أي فكر آخر إلا الإسلام!! مع أنه لا يخفى حتى على عديم البصيرة أن علاقة مسلمي اليوم بالإسلام هو كعلاقة الأرض بالسماء!! فكيف لعاقل أن يلقى التهمة على الإسلام؟!!

23- تطبيق الشريعة الإسلامية هو سياج حديقة الإسلام المزهرة, فلو كانت الحديقة ضعيفة جدباء متساقطة الأوراق, فإن النظر لإقامة سياج من البلاتين حولها مع تركها جدباء لهو من أكبر الحماقات ...

24- إن من يدعوا لعدم إدخال الإسلام في السياسة هو كمن يدعو لعدم إدخال القصر في إحدى غرفه!!!

25- ما أسهل أن تحصل على لقب "المفكر" ولربما "المفكر الإسلامي" وفي بعض الأحيان "المفكر الإسلامي الكبير"!! ... من الإعلام العربي الرسمي ومن يقال عنهم "مثقفون" ... كل ما هو مطلوب منك أن تطعن في الإسلام !! ...

26- وجدت كثيرًا من العرب للأسف يسقطون انسانًا من نظرهم بالكلية لخطأ اقترفه, وينسون أو يتناسون له عمرًا قضاه في خدمة الحق ... وكأنه لا يُسمح للإنسان أن يكون إنسانًا !! ... يصيب ويخطئ ...

27- أي انسان يسمع او يقرأ خبر - ولاسيما ان كان قدحًا في انسان آخر - وينقله بدون التحقق من مصدره فهو سفيه العقل تافه التفكير حتى وإن كان حاصلًا على أعلى الشهادات العلمية!!

28- إن الشفاء "شبه التام" للعقول من الغوغائية وضحالة الفكر يحتاج لسنين طوال قد تصل الى أربعين عاما من اليوم اذا بدأ الإصلاح اليوم, فلا تستعجلوا ولا تيأسوا وهموا بالعمل المتقن السريع وليس عليكم إدراك النتائج ولكن عليكم تسليم الراية للمصلحين من بعدكم

29- من أكبر السلبيات في مجتمعاتنا العربية في رأيي هو التعود منذ الطفولة على اقتصار التفكير على الحد الأدنى الذي يساعد بالكاد على النجاح في نظامنا التعليمي المريض بل المُمرض. وعندما يتعود الانسان على التفكير المحدود والمعوج في الآن ذاته فإنه يظن وهمًا أن هذه هي قدرة العقل فلا يحاول لا الزيادة في كم التفكير ولا التغيير من طريقة التفكير, بل إنه قد يخاف التفكير من الأساس لأنه غالبًا ما يخرجه من منطقة راحته ...

30- الواجب ان تترك أخاك حرًا ... ولكن الأوجب أن تقيده إذا هم أن يؤذي نفسه

31- عندما تسيطر الحمية والعواطف على الناس يقعون في الفخاخ بسهولة شديدة

32- بئر الغباء ليس له قاع

33- تصديق كل أحد سفاهة وعدم تصديق أي أحد جنون

34- إذا جادل الحكيم الأحمق رفع من قيمة حماقاته عند نفسه وعند الناس

35- الصمت هو تسع أعشار الحكمة!!

 والله أعلم
 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران
 تنويه هام
 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأحد، 20 نوفمبر 2011

أزمة العقل العربي المعاصر

السلام عليكم

الاحظ منذ سنوات طويلة أن العقل العربي لديه أمراض خطيرة في التفكير تمنعه من الوصول لمعظم الحقائق وتجعله في حالة تغييب, ولن ينصلح حال هذه الأمة إلا بعلاج هذه الأمراض لأن التفكير السقيم لا ينصلح حتى بالمنهج السليم, ذلك أن من فكره سقيم يتبع المنهج السليم بطريقة سقيمة ومضرة !

من أهم هذه الأمراض

1- تصديق معظم ما يُقال بدون التحقق من المصادر

2- موت - بل عدم ميلاد - ملكة النقد وبالتالي تصديق اللامعقول والمتناقض 

3- التحدث بغالب ما يسمع دون التفكير في مدى نفع او ضرر ما يقال 

4- نقل الأخبار بحيث تعبر معظمها من الأذن إلى اللسان دون المرور بالعقل 

5- الاعتماد على مصادر معلومات قليلة العدد والثقة بها بقدرٍ مبالغ فيه بدون مبرر عقلي وبالتالي العمى عن رؤية الحقائق 

6- ظاهرة اسميها بــ "الجبن العقلي" حيث أن غالب الجماهير لا تجرؤ أن تتساءل او حتى تفكر في المعلومات القادمة من مصادر معينة شبه "مقدسة" خوفًا من الوقوع في "الخطأ" 

7- الغياب شبه الكامل لوزن الفكر والكلام بميزان المنطق فتجد معظم أنواع المغالطات المنطقية مندسة في فكر وكلام الإنسان العربي 

8- عدم القدرة على رؤية الصورة الكلية والغرق في التفاصيل إلى حد الضلال عن الحقائق وعدم الدراية بالواقع وتبعاته

9- اهمال دراسة الماضي وعدم القدرة - بل غياب الرغبة - على استخراج الدروس منه للاستفادة بها في المستقبل

10- الزهد شبه الكامل في تحصيل المعلومات لا أفقيًا ولا رأسيًا فقليل ما تجد الثقافة الواسعة او العلم العميق في مجال معين

11- الغياب شبه الكامل في ترتيب أولويات المعرفة بالنسبة للقلة القليلة الذين لا يزهدون في تحصيل المعلومات

12-  الغياب شبه الكامل للرسالة والرؤية عند الأفراد والجماعات

------------

هذا ما يحضرني الآن من هذه العاهات نتيجة تشتت أفكاري (المرض الثالث عشر) ... والله من وراء القصد 

الأحد، 6 نوفمبر 2011

بين النسبية وميكانيكا الكم


السلام عليكم


يمكن تقسيم النسبية إلى خاصة وعامة
أما النسبية الخاصة فهي تبحث في اختلاف ظواهر الأحداث دون جواهرها (الأحداث في جوهرها لا تتغير ولكن يمكن أن يتغير زمنها أو مكانها أو ترتيبها الزمني) بالنسبة لمتحركين نسبياً بعضهما لبعض
بحيث أن "كلاً منهم لو ترك جسماً اختبارياً , مجرد ترك دون دفع, كان يمسكه بيده فإنه لن يتحرك بالنسبة له بعد تركه إياه" ... نسمي من يمتع بهذه الصفة بين " --- " : المشاهد القصوري
وينبغي أن تكون قوانين الطبيعة الأصيلة غير متغيرة بالنسبة لكلا المشاهدين القصوريين, فلو اختلف "قانون" من مشاهد قصوري لآخر فإنه تسقط عنه صفة القانونية
والقوانين هي ليست فاعلة في الكون بل هي وصف لفعل الله سبحانه في الكون




أما النسبية العامة فهي أعم وأشمل من النسبية الخاصة


وهي أيضاً تبحث تبحث في اختلاف ظواهر الأحداث دون جواهرها (الأحداث في جوهرها لا تتغير ولكن يمكن أن يتغير زمنها أو مكانها أو ترتيبها الزمني) بالنسبة لمتحركين أو ساكنين (ساكنين نسبياً ولكن ليسا في نفس المكان أوالزمان أو كليهما) نسبياً بعضهما لبعض
بحيث أن "كلاً منهم لو ترك جسماً اختبارياً , مجرد ترك دون دفع, كان يمسكه بيده فإنه يمكن أن يتحرك بالنسبة له بعد تركه إياه" ... نسمي من يمتع بهذه الصفة بين " --- " : المشاهد العام (أو اللاقصوري, والقصوري هو حالة خاصة من اللاقصورى)
وينبغي أن تكون قوانين الطبيعة الأصيلة غير متغيرة بالنسبة لكلا المشاهدين العامين (اللاقصوريين), فلو اختلف "قانون" من مشاهد عام لآخر فإنه تسقط عنه صفة القانونية


وينبغي التنبيه أن كل قانون غير متغير بالنسبة لمشاهدين عامين (لاقصوريين) هو بالتالي غير متغير بالنسبة لمشاهدين قصوريين .... ولكن .... العكس ليس بصحيح, !ذ ليس بالضرورة أن تكون صلاحية صيغة رياضية ما تصف الكون أو أجزاءه "قانون" بالنسبة لمشاهد قصوري مستلزمةً صلاحيتها بالنسبة للمشاهد العام


أما ميكانيكا الكم:


فهي علم يبحث في كيفية تصرف كل ما هو دون المجهري بالأخص في مجالات جذب غير قوية.
وميكانيكا الكم هي علم غريب (يدعي ريتشارد فينمان الحاصل على جائزة نوبل على أعماله في ميكانيكا الكم أنه لم يوجد و لا يوجد أحد على وجه البسيطة, حتى هو حتى الآن, فهم أو يفهم ميكانيكا الكم, على عكس النسبية) ولكنه صحيح معملياً, فهو لا يستطيع وصف الأفراد من الالكترونات مثلاً وصفاً دقيقاً كاملاً وإنما يصف احتمالية خصائصه وصفاً (احتمالياً عند القياس أو تراكبياً فيما دون القياس) كاملاً, ولكن علم ميكانيكا الكم هو علم يشجع روح الجماعة  فقوانينه تصف تصرفات الجماعات الكبيرة وصفاً دقيقاً كاملاً على قدر كبر الجماعة, فكلما زادت عدد جماعة الالكترونات (على سبيل المثال لجسيمات دون المجهرية) زادات معها دقة وصف قوانينه لها وصفاً دقيقاً كاملاً!


وقد تم الجمع بين النسبية الخاصة وميكانيكا الكم في نظرية أعم هامة جداً تسمى "الاكتروديناميكا الكمية" أما تجميع النسبية العامة مع ميكانيكا الكم فهو إلى الآن في مشاكل ولم تكتمل نظرية واحدة إلى درجة قابلية تحقيقها في المعمل بحيث تجمع بين النظريتين
=========
أما السؤال عن أيهما أشمل فهو سؤال صعب جداً, الإجابة السطحية عليه تقول أنه ليس أحدهما أشمل من الآخر لأن موضوع تناولهما مختلف
ولكن في اعتقادي أن تطوير النسبية العامة إلى نسبية أعم تشمل تغاير جواهر الأحداث كشمولها لتغاير ظواهرها بالنسبة لمشاهدين مختلفين يمكن أن يجعل النسبية الأعم (وليست العامة) أشمل


والله أعلم

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

خواطر مبعثرة 8


السلام عليكم


1- الطبيعة جميلة وأجمل ما فيها هو توازنها!
"والسماء رفعها ووضع الميزان"


2- التعصب هو من أكبر عقبات التعلم
فالتعصب ضد عالم أو مذهب هو من أكبر عقبات التعلم منه والتعصب لعالم أو مذهب هو من أكبر عقبات التعلم من مخالفيه


3- كلما ازدادَ العظيمُ عظمةً كلما ازدادَ حبُه لمن هو أقل منه مكانةً وقدرًا حبًا غيرَ مشروطٍ ودون مقابلٍ! 
واللهُ هوَ أعظمُ العظماءِ, فلا عجبَ أنْ يكونَ حبُه لنا نحنُ الضعفاءُ منْ خلقِه على قدرِ عظمتِه وعلو شأنه


4- شتان بين اسقاط الحقيقة على حواسنا وعقولنا والذي نظنه سذاجةً هو الحقيقة وبين حقيقة الحقيقة!!


5- اسهل شئ هو تقديم الحلول. وأصعب شئ هو الاستماع والتعاطف!! كثيرًا ما يتفوه المرأ بما يؤلمه لمشاركة الآخرين له فيه وليس طلبًا للحلول. هذا ما يخفق في فهمه الكثير !!!


تحلَ بملكة التمييز بين المشتكي الذي يطلب الحل وذلك الآخر الذي لا يطلب إلا مجرد الاستماع باهتمام وتعاطف ومشاركة!!


6- البعض يتمردون لا للوصول للحقيقة ولكن ... فقط ... ليتمردوا!! لأنهم ببساطة يجدون ذواتهم في تمردهم هذا, بغض النظر إن كان تمردهم في موضعه فعلًا أم أنهم مضطرون لخلقهم أوهامًا ليتمردوا عليها ... فيشار إليهم بالبنان ... أهلا بالمبدعين أهلا بمحركي الماء الآسن بالقاء حجارة الأفكار الجديدة فيه ... أهلا بالمنورين المتنورين!!!


7- ما أكثر عناء المريض بــ "المغص النفسي" ... إنه كمريض المغص الكلوي الذي لا يستقر على وضع في الفراش لأن كل الأوضاع مؤلمة فيجتهد ان يختار اقلهم ايلامًا ثم ما يلبث ان يكتشف انه ربما اكثرهم ايلاما


8- الناسُ امرُهم عجيب, لا هم يقتربونَ لتنالَ أنسَهم ولا هم يبتعدونَ لتسلَم من أذاهِم


9- أكره سلوك العالم الذي إذا تكلم أوهم الناس أنه يعلم كل شئ ... فما بالكم بمقتي لسلوك الجاهل الذي إذا تكلم أوهم الناس أنه يعلم كل شئ؟!!!


10- من أشكال الموت البطئ أن تضطرك الحياة اضطرارًا للتعامل مع من لا تطيقه أغلب اليوم أغلب الاسبوع. إنك تشعر أن السآمة تجري في دمك مجرى السم الزعاف في العروق!!


11- الرياضيات هي طريقة لصياغة المعلومات بشكل مختلف يمكن معه ان نحولها من صورة غير مفيدة الى صورة مفيدة, ولكن الرياضيات لا تضيف على المعلومة ولا تنتقص منها وهذه هي قوتها حيث انها محايدة
وبالتالي فلا يمكن ان تكون الرياضيات هي مصدر للمعلومة
وإن كان القانون الفيزيائي هو مصدر معلومة فذلك ليس لأنه رياضي في تكوينه ولكن لأنه يوجد به معلومة من الأصل قد عبرت عنها واظهرتها الصياغة الرياضية للمعلومة


12- كثير من الناس يقولون "لكل قاعدة شواذ" وهم لا يدركون أن الجملة تتناقض منطقيًا مع نفسها لأن الجملة في ذاتها قاعدة واذا افترضنا أنها صحيحة إذن سيوجد ما يشذ عنها حتمًا أي سيوجد حتمًا "قاعدة واحدة على الأقل بدون شواذ"
وعلى هذا فالجملة تناقضت مع نفسها ... اذًا هي خاطئة تمامًا
وبديلها الصحيح هو "معظم القواعد لها شواذ" بحيث تكون هذه القاعدة الجديدة (البديل الصحيح) هي ليست من هذا "المعظم الذي له شواذ" وبالتالي تتناسق مع نفسها
-------------------
مثال لقاعدة بدون شواذ: الله خالق كل شئ


13- أنا أتحدى إذن أنا موجود!!


14- لو كان التعصب الأعمى رجلًا لنسفته نسفًا


15- هل فكرتم من قبل أن الأجسام الكونية تجذب بعضها البعض لحنين قديم كان ومازال موجوداً بينهم من لحظة أن كانوا جسمًا واحداً, لحظة الانفجار العظيم؟ وما قوانين الجاذبية إلا صياغة رياضية لهذا الحنين وتغيره مع الكتلة والمسافة والسرعة؟ هل فكرتم من قبل أن دوران الكواكب حول الشموس هو حنين وشوق دائمين للأم الكبيرة الشمس التي في الوسط؟ ......


16- خطأ نظرية التطور ليست من دعائم الإيمان بالله ولكن صحتها هي بلا شك من دعائم الإلحادأو قل إن شئت
صحة نظرية التطور لا ينفي وجود الله ولكن خطأُها ينفي وجود الـــ (لا إله) !


17 - العلم مع الغرور مصيبة والعلم مع التواضع رحمة
الأمية مع الغرور مرض والأمية مع التواضع فطرة 
شبه العلم (الجهل) مع الغرور مأساة و شبه العلم (الجهل) مع التواضع مستحيل


18- سير السحاب لا يتوقف لعواء الكلاب!!


19- لن تفلح أبدًا بإقناع أي إنسان بصحة أو خطأ أو منطقية أو عدم منطقية أي فكرة أو فكر إذا كان قد قرر مسبقًا أنه "لن يقتنع" وذلك بغض النظر عن وجاهة كلامك ومنطقيته وصحته وبراعتك وتجردك في العرض والإيضاح!!


20- نحن لا نقدس علماء الإسلام , فليس لنا مثال وقدوة كاملة في فهمه وتطبيقه للإسلام الا رسول الله صلى الله عليه وسلم -كماله استثنائي لعصمة الله له -, لذلك يجب ان نتخلص من خطأ البحث عن الكمال (خطأ من أخطاء التفكير الشائعة) ونأخذ من كل عالم ما يصح لديه وننبذ ما دونه حسب ترجيحنا العقلي - بعيدًا عن الهوى - لتفسير علماء الأمة لنصوص القرآن والسنة الصحيحة
أما أن ننبذ عالمًا بالكلية لخطأ عنده او ان ننبهر بعالم الى حد يقترب من التقديس ... فكلاهما خطأ, وكلاهما يحجب عنا الخير الكثير




 والله أعلم


 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام
 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الخميس، 6 أكتوبر 2011

المعجزة وقوانين الطبيعة

السلام عليكم
ان الله هو الذي وضع القوانين ... وهو الذي سير الكون عليها ولذلك فإنه الوحيد القادر على تغييرها, وهذا ما استخدمه ابراهيم عليه السلام من حجة في محاججتة النمرود . تلك الحجة التي قصها علينا ربنا في القرآن
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ"
صدق الله العظيم

المعجزات المؤيدة للرسل
أن امر المعجزات المثبتة لرسالة الرسل امر بسيط وبديهي 
 عندما آتي لك وأقول لك 
أنا رسول من الله!!! الن تقول لي : أعطني امارة!
فاذا اعطتك امارة بأن تغير في حدث تغيير في قانون طبيعي اثناء وجودي معك فهذا اثبات من عند الله اني رسول ... لماذا؟ لأنه الذي وضعها وهو الذي يستطيع تغييرها
فتغيير القوانين ليس لهوا من الله فإن الله لم يخلق السماوات والأرض وما بينهما لاعبا او لاهيا
قال تعالى
"وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ"
صدق الله العظيم
 ولكنه لإعطاء "أمارة" ان الرسول من لدن الله كعدم احراق النار لإبراهيم عليه السلام



 والله أعلم



 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام

 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الجمعة، 30 سبتمبر 2011

بعض الأوهام حول فهم نظرية النسبية الخاصة



السلام عليكم


قرأت الكثير الكثير من الأوهام حول نظرية النسبية التي لم تصيب شبابنا الطموح الى فهم النظرية الا من خلال أفلام هوليوود والمنتديات الغير موثقة





من بعض هذه الأوهام




1- الجسم عندما يصل لسرعة الضوء يتحول إلى طاقة


الرد


لا معنى للتحول! فالكتلة لها طاقة مكافئة والطاقة لها كتلة مكافئة


 http://en.wikipedia.org/wiki/Mass%E2%80%93energy_equivalence


2- عندما نتعدى سرعة الضوء نرجع الى الماضي


الرد


أولا: عبارة نتعدى سرعة الضوء (من سرعة اقل منها الى سرعة اعلى منها) ليس لها معنى فيزيائي فسنضطر للتوقف عن التسارع قبل الوصول لسرعة الضوء لعدم امتلاكنا لطاقة لا نهائية نحتاجها لإيصال الجسم ذي كتلة السكون غير الصفرية الى سرعة الضوء


ثانيا: لو افترضنا ان ساعة (كلاسيكية بعقارب) يتم تسريعها الى سرعة الضوء ثم (فرضا جدليا بحتا) الى "اسرع من الضوء"  فسنجد نحن المشاهدين من خارج اطار الساعة - في البداية عندما تكون السرعة اقل من سرعة الضوء - ان عقارب الساعة اثناء تسارعها  التأخذ زمنا أطول لإكمال دورة كاملة (مقارنة بساعة مثلها في اطارنا ) وهذا ما يسمونه تمدد الزمن أو تباطؤه في المناط الذي يسير بسرعة كبيرة , وستتوقف العقارب عن الدوران تمامًا بالنسبة لإطارنا اذا وصلت الساعة لسرعة الضوء.
أما عندما تتعدى الساعة سرعة الضوء (جدلا) فإن عقارب الساعة لن تكمل دورة واحدة بالنسبة لنا في زمن سالب بل اننا سنرى العقارب تكمل دورة كاملة في زمن تخيلي (زمن حقيقي × جذر -1 ) ولن يكون زمن اكمال العقارب لدورتها سالبا ابدا 


3-لا يمكن ان يوجد ما هو اسرع من الضوء


الرد


ان تعريفنا الساذج للوجود وعدم الوجود الفيزيائي معناه اننا نرى خصائص (كتلة, طول, شحنة ... ) حقيقية وليست تخيلية (رقم مضروب في جذر تربيعي لــ -1) ... لو استخدمنا هذا التعبير في الحكم عن امكانتية وجود او عدم وجود ما هو اسرع من الضوء سيكون للأمر مخرجا فيزيائيا ... اننا ننظر في علاقات خصائص الجسم مع السرعة ونجعل هذه العلاقات تخرج لنا بعدد حقيقي "بالنسبة لنا" ... حسنا سنجد ان ذلك ممكن بافتراض ان للجسم مثلا كتلة "سكون" (اي في اطاره الفيزيائي) تخيلية وطول سكون تخيلي. بهذا يمكننا نحن العالم القابعين تحت حاجز سرعة الضوء أن نرى لهذا "الجسم" خصائص تكمم بأعداد حقيقية وليست تخيلية! وحيث أننا لن نصل أبدا لإطار سكون هذا الجسم فيجب الا نشغل اذهاننا بالأعداد التخيلية لخصائصه في إطار سكونه ... كل ما يهمنا هو أن نقيس خصائص هذا الجسم من اطارنا كأعداد حقيقة


وهناك جسيم "نظري" سماه العلماء تاكيون أو
Tachyon
ينطبق عليه هذا التمرين العقلي ولكنه لم يتم اكتشافه بعد. لكن تذكر أن وجود الشئ في العلم لا يتبدد لمجرد عدم اكتشافنا له معمليا. فالبوزيترون والنيترينو مثلا تم اكتشافهم نظريا اولا ...
بقى نقطة ينبغي ان اوضحها ان للتاكيون خصائص غريبة أقلها غرابة هو أن سرعته يستحيل أن تنخفض إلى أقل من سرعة الضوء
وقد يكون من أكثرها غرابة أن وجوده كجسيم ينقل معلومات في عالمنا قد يبدل السبب مكان المسبب زمنيا بحيث تنهدم السببية


http://en.wikipedia.org/wiki/Tachyon


4- أن عبارة "سرعة الضوء هي السرعة القصوى في الكون" من مسلمات النسبية


الرد


العبارة الصحيحة هي أن "سرعة الضوء في الفراغ هي ليست نسبية (مطلقة) بالنسبة لجميع المراقبين" .. وهناك فرق بعيد بين العبارتين


فالعبارة الأولى "السرعة القصوى" هي نتيجة للنسبية الخاصة بافتراض ظروف معينة هي غالبا ما تكون الظروف الشائعة


أما العبارة الثانية "مطلقية سرعة الضوء" فهي فعلا مسلمة من مسلمات النسبية الخاصة


 http://en.wikipedia.org/wiki/Postulates_of_special_relativity


--------------


لا تسعفني ذاكرتي في كل الأوهام التي تعرضتلها من خلال مناقشتي مع طلاب العلم الفيزيائي ولاسيما العرب منهم



 والله أعلم

الثلاثاء، 27 سبتمبر 2011

مشاعر قاسية

1- أشعر أني ممزق الأشلاء ... لقد وهنت قدرتي على العدو خلف قطار الزمن وأصابني الوهن, ففي الطريق الطويل الغير معبد اتعرض لصدمات القطار ولأشواك أرض الواقع في قدميي, ولكنها ليست الأعظم في إيلامها, بل ركلات وطعنات زملائي من راكبي القطار وممسكي أطرافَه!! لا أعرف لماذا يطعنون ولكنها بدت لي كغريزة بشرية - غريزة الإيلام .......
لم أسقط أرضاً, وقد كنت أدعو الله أن أسقط إن كان التردي خيراً لي, فآثر لي الله لي عدم التردي, وعلقت بالقطار قطعةٌ من ملابسي فإذا بي اسقط جزئياً وإذا بالقطار يجرني على أرض الواقع جراً فتدرجت بالدماء, وكلما أكمل القطار سيره زاد احتكاكي بصخور الحياة التي أثخنت روحي وجسدي جروحاً دامية يزداد عمقها ويرتفع عددها مع إكمال القطار سيرَه حتى صرت ممزق الأشلاء.... ولكني أدركت ولله الحمد والمنة أنني وإن كنت في ألمٍ ظاهر فأنا في الآن ذاته في خيرٍ عميم ومغفرةٌ لسيئاتي بشرط الرضا والصبر والإيمان.


2- أشعر بأحاسيس غريبة تهزم الأبطال وتهدم الجبال. أشعر برغبة عارمة في الفكاك من أسر الجسد الذي طالما حبسني عن حريتي التي فيها سكني, مأواي وراحتى. أشعر برغبة مستمرة في بكاء مرير ليس له بكاءٌ يشبهه, بكاء ينساب وهمًا لا حقيقة, فهو حبيس مثل الروح التي أرسلته بمشاعرها المضطربة الحزينة. هذا البكاء ينساب على وجه قارب وجوه الأموات وتباعد عن وجوه الأحياء, فلا هو حي ولا هو ميت, وجه يلتصق بجسد يعدو خلف الموت عدوًا, لكن الموت أسرع من أن يسبقه إنسان. انتظر اللحظة التي يغير فيها اتجاهه ليفاجئني قادمًا مقدمًا علي, مسرعًا خطاه, خاطفًا روحي الحزينة المضطربة من سجنها إلى رحاب عدل الله, إلى حيث لاشئ إلا وجه ربي ذي الجلال والإكرام

الأحد، 25 سبتمبر 2011

الدين بين الشبهات والشكوك


كان يوجد طالب يبحث عن أكبر اساتذة الرياضيات ليتعلم على يديه ويتباعه في محاضراته. بحث عن عالم من بعد عالم واطلع على اعمالهم وابحاثهم وعند كل عالم يجده الطالب يجلس ليفكر: هل هذا هو اكبر علماء الرياضيات؟ وتساوره "الشكوك" بشأن هذا...

إلى أن وجد الطالب يوما اعمالا رياضية عظيمة جدا منشورة في الدوريات العلمية وكانت هذه الأعمال متميزة جدا عن غيرها وأخذت شهادات وجوائز دولية, فنظر فعلا في الأبحاث ووجدها رائعة لا تصدر فعلا إلا عن اعظم علماء الرياضيات في العالم. هنا قلت "شكوكه " جدًا بشأن كونه العالم الأكبر, وجاء قراره في أن يحضر محاضرات هذا الرجل ويدرس كتابه المقرر.

ذهب الجامعة التي يدرس فيها العالم وسأل عن المكان الذي يحاضر فيه فدلوه عليه وعلى اوقات المحاضرات. حضر الطالب المحاضرة بعد المحاضرة فانبهر بعلم الاستاذ ووجد أن الاستاذ فعلا متمكن جدا من هذا العلم إلى حد مذهل, فانتهت وتلاشت "شكوكه" وآمن بأنه يحضر فعلًا للعالم الأكبر.

بينما كان الطالب في إحدى المحاضرات اشتكل عليه ما قاله الاستاذ فحدثت في نفسه "شبهة" ان حل المسألة ليس كما قالها الاستاذ بل أن خطأ الاستاذ يبدو وكأنه لا يخرج من عالم رياضيات فضلًا عن خروجه من أكبر العلماء!!
"ففكر في هذا الشبهة" ... وقال هل من الممكن ان يكون هذا الرجل طبيبًا وليس عالم رياضيات اصلًا؟ ... أم الاحتمال الآخر أن هناك ثمة شئ ما لا أفهمه؟
توقف مع نفسه قليلًا وقال لنفسه: بالطبع لا ... كيف اترك كل ما شهد للرجل من علم من أعماله العظيمة ومحاضراته الرائعة وتدفعني هذه "الشبهة" أن "أشك" في أن الاستاذ ليس هو استاذ الرياضيات العظيم اصلًا؟!  ... الأقرب الى عقلي أن هذه "شبهة" وليست "شك" أي أنني لا افهم هذه الجزئية ولكني لا أشك في علم الرجل.
اذا سأبحث عن حل لهذه "الشبهة" حتى أجده ... وحتى ان لم أجد حلها فسأعتبر أنني من الطبيعي ألا افهم كل ما في مقرر هذا الاستاذ العبقري, ولكن هذا ليست 
له علاقة من قريب او بعيد باعتزازي وإيماني بأستاذي وبعلمه.
.
..
...
الكثير من شبابنا بمجرد أن يجد شيئا ما في الدين يصطدم مع عقله ظاهريا يذهب للشك في صحة الدين كله ... !! مع أن الأولى أن يتهم عقله هو لأنه بالفعل قد فرغ من التحقق وبالتالي الثقة في الدين سابقا وليس من العقل لكل شبهة يشك وينقض الأمر كله !
...
..
.

 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام
 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

السبت، 24 سبتمبر 2011

الإلحاد العربي و "الحـــول الفـــكري" !!

السلام عليكم

مشكلة الملحدين العرب الأساسية هي ما اسميه بــ "الحول الفكري" فهم بدأوا بعدم رضاهم عن دينهم لسبب أو آخر أو عدم اتفاق بعض ما يرونه في الحياة مع فهمهم الخاص للدين, فبدلًا أن يشكوا في فهمهم لدينهم أو في صحة دينهم أو حتى في صحة قضية الدين كلها أو في أسوأ الاحتمالات في صفات من أنزل الدين (الخالق), شكوا في وجود الخالق نفسه!!, مع أن النظرة الواسعة العميقة للكون تلزم العاقل بالتسليم بــ"وجود" الخالق بغض النظر عن موقفه من قضية الدين أو استنتاجه لصفات الخالق.


يذكرني موقفهم الفكري هذا بمن يعيش على جزيرة وسط البحار المتلاطمة الأمواج . ثم في يوم من الأيام وجد بعض الحفر في الجزيرة, فاستنتج أنها عيبا ولم يخطر بباله أنها قد تكون لحكمة عظيمة وهو لا يعلم. فبدلا من أن يبحث في كون هذه الحفر عيبا يهدد الجزيرة أم هي لحكمة هامة في الجزيرة أم أنه يتوهم وجودها وهي غير موجودة ؟!!! سارع وقفز في البحار المتلاطمة بحجة أنه سيفكر بشكل أفضل فيما سماه "الحقيقة" وسط أمواج البحار المهلكة


  اللهم اهدنا الصراط المستقيم


 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام

 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2011

خواطر مبعثرة ...7

السلام عليكم

1- العبادة لله وحده بحيث لا يكون له شريك أيا "ما" كان أو "من" كان هي الحرية الحقيقية, وأي "حرية" تحاول التخلص من عبودية الله فهي وهمٌ عظيم بل هي العبودية لكل "ما" و "من" هو دون الله




2- اللهم هبني العزيمة أن أنطق لأفيد الناس بما أعلم ... وهبني الشجاعة ألا أخجل أن أسكت عما أجهل ... وهبني الحكمة أن أميز بين ما أعلم وما أجهل

3- للأسف أصبح التحضر عند كثير من البشر هو أن تحترم الجميع إلا الله ... نحن في زمن فتن كقطع الليل المظلم ندعوا الله أن يطفئها بنا وأن ينجينا منها ..

4- نسبية معظم الحقائق لا تنفى وجود حقائق مطلقة غير نسبية ... عددها قليل ولكنها هي الحقائق العليا التي تدور في فلكها الحقائق النسبية الأقل حقيقيةً!!

5- من قصرَ فهمَ الوجودِ وتفسيرِه على المادةِ فقد حبسَ نفسَه بنفسِه في دهاليز سجنٍ مظلمٍ ضيق ٍ من حواسِه الخمسةِ ونسى أن يستخدمَ أهم وأرقى ما يملكه وهو عقلَه بما فيه من نورٍ ورحابة!

6- قد يكون الحزن مريرًا لإلى الحد الذي يدفع الإنسان لتجنب تذكر سببه باي وسيلة ... وبالتالي يتجنب التحدث فيه حتى مع الصديق القريب حتى يتناساه!

7- العقل مختلف عن الذكاء, فالعقل فيه سمو روحي يمنع الإنسان من الانقياد وراء الهوى
بالمناسبة

8- الذكي الذي يفتقد العقل كليةً (العابد لهواه) فلا يستحق أن ينتمي لفئة "الإنسان"

9- إن قوانين الطبيعة هي وصف تقريبي لأسلوب إدارة الله للكون وليست سببًا لسلوك الكون. إنها إجابة على سؤال "كيف؟" وليست إجابة على سؤال "لماذا؟"

10- قابلت مسلمين عندهم تسامح من نوع غريب وشاذ!! تجدهم يغفرون كل ما يصدر عن أناس واضحي العداء للإسلام حتى لو كانة إهانة للإسلام بل تسفيه لله تعالى!! وعلى الجانب الآخر يسبون ويهينون مسلمين مختلفين معهم في وجهة نظرهم!! ... فعلًا تفتح العقل المبالغ فيه يمكن أن يسقط العقل من الدماغ

11- مكانة المسلم أن يكون عبدًا لله سيدًا للكون ... فإن استغنى عن عبودية الله استذله (من/ما) سواه

12- معصية العناد والكبر غير معصية الغفلة وقلة العزم ... العناد فيه تكبر عن الطاعة وهذا يؤدي الى الكفر والعياذ بالله, وكان هذا هو  الفرق بين آدم وابليس, فقد كان أكل ادم من الشجرة معصية منشأها قلة العزم والغفلة, بينما كان عدم طاعة إبليس ربَه في سجوده لآدم عنادًا منشأه الكبر

13- الإلحاد هو دين كباقي الأديان!! ولكن اسم الهه "انكر وجود الله"

14- من أراد رضى الناس بآرائه ومواقفه المائعة التي ترضي - في نظره - جميع الأطراف خسر الحق ولم يفلح في إرضاء الناس!!

15- عادة ما تكون أقوال فئة من الناس انحرفت عن الجادة وتطرفت ردود فعل لأقوال فئة أخرى انحرفت عن الجادة أيضًا ولكنها تطرفت في الاتجاه المعاكس ... والحكيم هو من يتوسط بين بين الطرفين المغاليين, بين الإفراط والتفريط, حتى يفوز بالحقيقة وتذكر أنه
دائمًا ما تضيع الحقيقة بين الإفراط والتفريط

 والله أعلم
======
 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام
======
 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

الفطرة والتعود

السلام عليكم

هناك فرق بين الفطرة والتعود
الفطرة هي ما يكون عليه الانسان دون أن يتأثر بأي معلومة ... بمعنى آخر, لو عاش مجموعة صغيرة من الناس العقلاء على جزيرة بدون ان يستوردوا أية معلومة من خارج الجزيرة وبدون أن يكون لهم مصلحة في الحياد عن الحق, سيجدون أنفسهم يبحثون عن القوة الكبرى التي تقف وراء هذا الوجود وتجدهم يستقبحون الكذب والخيانة ويستحسنون الصدق والأمانة



الفطرة هي التي تجعل الناس من كل دين سماوي او وضعي سليم ام مزيف يجتمعون قاطبة على اخلاق اساسية مثل الكرم والحب والإحسان والصدق والشهامة ...ذلك  حتى لو كان أكثر أهل الأرض غير مؤمنين فبقايا فطرتهم التي ولدوا عليها (لحظة الميلاد قبل اي مؤثرات) هي التي تجعلهم يتفقون على هذه الأشياء مع اختلاف السنتهم والوانهم وزمانهم ومكانهم

أما التعود هو أن يولد الإنسان في بيئة ذات خلفية ثقافية معينة فيعتاد معتقداتهم بغض النظر عن صحتها أو خطأها


 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام

 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الخميس، 8 سبتمبر 2011

العرب ... فاشلون حتى في الإلحاد؟

أشعر بموضوعية عند غالب ملحدي الغرب أكثر بكثير من تلك عند غالب ملحدي العرب. فملحدو الغرب غالبا لا تجد لهم عداءا لله وهذا متناسق مع افكارهم, اذ لماذا يعادون وهمًا بالنسبة لهم؟. أما ملحدوا العرب فغالبا تجدهم يسبون الله بأقذع الصفات فاتعجب منهم!!. انهم شبيهون بمراهقين صدقوا اشاعات على أبيهم فتبرءوا منه واعتبروه غير موجود لتبرئهم منه!! ولكن الأعجب أنهم ظلوا يسبون كيانًا يفترض أنه غير موجود بالنسبة لهم!!!

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

وجود الله - مناظرة فلسفية


سؤال  سيدة ملحدة


الكمبيوتر أكيد موجود لأني أقدر أتعرف عليه بحاستين من خمس حواس: شايفاه ولامساه وساعات باسمع صوته؛ أكيد له ريحة 
خاصة وطعم مش عايزة اعرفه. ده "عالم الشهادة"
ولكن هناك موجودات بالرغم من *غيابها عن* وعدم تجليها لحواّسنا. وهنا نذهب (لعالم الغيب) بحثاً عن الذرة، والكهرباء، والله والشيطان حتى نتعرف على الفرق الهائل بين نوعين من المعرفة الغيبية أي المعلومات/الادعاءات:

النوع الأول من الادّعاءات/المعلومات: يدعي علماء الفيزياء النظرية وجود جسيمات صغيرة داخل الذرة لا يراها أحد. هذا غيب. هل هذا النوع من الغيب يستحق أن نحترمه عقلياً؟
الإجابة هي: بنى علماء الفيزياء معجّل تحت الأرض –في سويسرا- وصرفوا عليه بلايين الدولارات في محاولة لإثبات وجود تلك الجسيمات أو تكذيب تلك الادعاءات الغيبية

النوع الثاني من الادعاءات/المعلومات أبوك يلقطك منذ لحظة ولادتك ويدّعي في أذنك معلومة غيبية: الشيطان موجود. يتلو الأذان في أذنيك لحمايتك منه. ثم يتبع ذلك مجموعة أخرى من ادعاءات/معلومات غيبية: الله موجود، الجنة، النار، الملائكة، الجن الذين يساعدون السحرة، الأشباح والأرواح الشريرة. . هل هذا النوع من الغيب يستحق نفس الاحترام العقلي الذي حظى به النوع الأول؟ هل نجمع بلايين الدولارت ونبني معملاً في السماء بحثاً عن هذه الجسيمات -أقصد الأجسام- الضخمة من للتحقق من وجودها؟ أم هل يتعارض ذلك مع التحذير الأبوي من الشيطان الرجيم الذي سمعته وعمري لحظة أم لحظتان؟ هل التنقيب والشك مسموح بيهم من الأساس أم أن أحد هذه الادعاءات/الأشياء لغيبية (الله) سيعاقبك بشدة لو لعبت بديلك وسيلقيك في شئ آخر غيبي (النار)؟

هل ترقى ادعاءات النوع الأول من المعرفة للمقارنة مع النوع الثاني؟





ردي على السؤال

حضرتك تكلمتي عن وجود الكمبيوتر كوجود أكيد لأنك ترينه وتلمسينه وتشمين رائحة اثر سخونة البروسيسور

ولكن السؤال ... هل فعلا انت متأكدة من وجود الكمبيوتر؟ هل تشعرين بالكميوتر "نفسه" ام بأثره على خلايا دماغك؟ 

كيف ستقنعين كاثنا ليس لدية حاسة البصر ان الكمبيوتر وجود له لون؟ كيف ستقنعين كائنا آخر فقد حاسة السمع بأن الكمبيوتر له مروحة تصدر ضجيجًا؟ بل السؤال الأكبر هو كيف ستقنعين كائنا ليس له اي حواس أن الكمبيوتر موجود أصلًا؟
اننا نحاول اقناع انفسنا عن طرق غير متعمقة في التفكير بأن ما نراه هو موجود لذاته وأن الوجود الموضوعي يختلف عن "آثار الوجود" مع اننا لو دققنا النظر والفكر فسنجد اننا ونحن نائمون نرى كمبيوتر آخر ونجزم بوجوده اثناء الحلم ... لماذا؟ لأن ادمغتنا استقبلت اشارات في مراكز الحواس تخبرنا بوجود كمبيوتر وهذه الاشارات هي نفسها التي تستقبلها ادمغتنا ونحن مستيقظون للدلالة على وجود الكمبيوتر الأول !!!

السؤال هنا هل هناك معنى لوجود الكمبيوتر بشكل موضوعي مستقل عن تأثير هذا الوجود فينا؟ ام ان تأثيره في ادمغتنا عن طريق حواسنا هو من دلنا 
على وجوده؟

 السؤال بصيغة اخرى ... هل الوجود منفصل عن "آثار الوجود"؟
 ان كل ما نشعر به حولنا في العالم وندعي انه موجود يقينا لمجرد اننا نستطيع تذوقه ما هو الا اثار وجود وليس وجود ...

في الحقيقة لكي نكون علميين في تفكيرنا يجب ان نستغنى عن تعريفنا الكلاسيكي للوجود بتعريف آخر وهو أن الموجود هو من له أثر على ادمغتنا يستوى في هذا الاحساس بهذه الآثار اثناء النوم او اثناء اليقظة!!
ان الكمبيوتر الذي رأيته في الحلم يحمل نفس درجة "حقيقة الوجود" للكمبيوتر الذي رأيته في اليقظة

... ان لهما نفس "الآثار" وهذا هو المهم لأنه ليس لدينا أي دليل آخر على الوجود الفعلي بالمعنى الكلاسيكي
يستطيع جهاز موصل بادمغتنا ان يوصل لاحساسنا اننا عشنا حياة كاملة ... هل نحن الآن على يقين أننا لسنا تحت تأثير هذا الجهاز المحفز لخلايا الاحساس في المخ؟
ان الخروج العلمي من هذا المأزق أن نعتبر أن "الوجود" ما هو الا "آثار الوجود" وأن لا معنى علمي للوجود بلا أثرٍ له

نأتي الآن الى وجود الالكترون ... ان احدا لم ير قط الكترونا (مع انه من مثال الكمبيوتر الرؤية ليست الا اثرا لوجود ... ) ولكن كل ما نستطيعه هو ان نلتقط اثر الالكترون على فيلم حساس او باثارته لشلة التلفاز وخروج فوتونا يصل ليعيننا (او بالاحرى لمخنا!!) وفي الحقيقة هذا كاف جدا لوضع "فرضية" وجود ما نسميه الآن بالالكترون
ان وجود الالكترون اصبح "حقيقة" لا لأننا رأيناه او تذوقناه ... بل لأننا قسنا أثره في المعمل وافترضنا فرضا او نظرية بأن هناك ثمة شئ له خصائص شحنة وكتلة ولف مغزلي لابد من "وجوده" حتى بحدث هذه الآثار التي نراها ولكن ماذا عن مثال آخر كالجرافيتون؟ ان العلماء قد صنعوا مسرعات جبارة ليكتشفوا ما اذا كانت نظرية الاوتار الفائثة او نظرية (م) صحيحة ... ولكن ماذا ينتظر العلماء حتى يقولوا بوجود الجرافيتون؟
ان الجرافيتون يعتبر خيطا مغلقا في نظرية الاوتار الفائقة وهذا الخيط هو الوحيد - دون باقي الجسيمات الاولية - القادر على الهروب من كوننا هذا الى كون آخر موازى أو (بران) بتسمية نظرية م
ولكن ماذا سوف نقيسه في المعمل؟ هل سنراه؟ هل سنشمه؟ لالا
ان أقصى ما نطمح اليه هو ان نرى اختلالا معمليا لقتنون حفظ الطاقة وبالتالي نستنتج انه كان ثمة جرافيتون موجود ثم فر الى عالم موازي!! ... مع ان العالم الموازي هو الآخر فرضية للنظرية! اذن نرى المنطق العلمي يتفق مع المنطق الفلسفي وهو ان الوجود ليس الا "اثر"  وانه ليس له تعريف منطقى ان لم يكن له اية اثر

حسنا . وجود الله.. 
 
 لقد سألوا أعرابيا بدويا عن وجود الله فقال لهم "الأثر يدل على المسير أفلا تدل بحار ذات أمواج وسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج على العلي القدير" ؟؟!!دعينا نتخلص من الحكم المسبق على هذا البدوي انه متخلف وانه لا يحسن التفكير ... ألم يفكر هو

بنفس المنطق العلمي الذي فكر به العالم السويسري القابع في الهوة المكيفة في مسرع سيرن؟؟ إنه فكر بالأثر أيضا واعتبر أن الأثر هو دليل على الوجود. قد يتفق الناس او لا يتفق مع البدوي البسيط في صحة ما توصل اليه ... ولكن كل منصف سيتفق ويقر بأن الأعرابي البدوي قد فكر تفكيرا علميا راقيا من غير أن يدرى أن الكون هذا بأسره هو اثر وجود الله بالنسبة لهذا الرجل البسيط كما أن اختلال بقاء الطاقة لوهلة هو اثر وجود الجرافيتون بالنسبة لنا في مسرع سيرن في القرن الواحد والعشرين المبدأ هو هو ... الأثر هو الفيصل ... وينفي العلم والفكر الحديث ان يكون هناك وجود بأثر ووجود من غير أثر فإما وجود بأثر أو لا وجود على الإطلاق
  
عندما أفكر أنا كعاشق للفيزياء وكمهندس للالكترونيات المتكاملة في قوانين الطبيعة التي تحكم الكون بداية من اللالكترون في سحابته الالكترونية في الذرة الى النجوم النيوترونية والثقوب السوداء أتعجب بشدة ... ان هذه القوانين بتعقيدها هي أثر ولا شك عندي في وجود عقل رياضي جبار أحكم كل قوانين الطبيعة بهذه الصورة والف معادلاتها بل ووضع لها صيغها وقيم ثوابتها الفيزيائية انني اجد أن ثبوت قوانين الطبيعة وعد تقلبها بشكل مجنون هو دليل "أثر" على عدم عقل مؤلف هذه القوانين وعدم تقلب مزاجه من لحظة الى أخرى !! انني اتعجب لماذا هذه القيم بالذات للثوابت الفيزيائية؟ لمذا لم يكن ثابت بلانك = 1 بدلا من كونه = 1 مقسموما على عشرة مرفوعة لاس 33 تقريا؟ من اختار هذه القيمة؟ ولماذا هي بالذات؟ لابد بالنسبة لي من وجود عقل مدبر  اختار تلك القيمة بعناية لغرض في نفسه قد اعلمه او لا اعلمه ولكني على يقين من أن وجود قوانين رياضية للطبيعة وثبات هذه القوانين وثبات قيم ثوابتها الفيزيائية هي "آثار" لوجود قوة مدبرة عظمى ليست موجودة داخل الكون "اثر وجودها" كما ان الجرافيتون ليس موجودا داخل اختلال قانون بقاء الطاقة في كوننا "اثر وجوده" ... قد يختلف معي الناس في صحة وصولي للنتيجة ولكني اظن انهم لن يخالفونني أن ما فكرت به هو منهج علمي فلا فرق بالنسبة للمفطر بين وجود الكمبيوتر ووجود الجرافيتون ووجود الله ... كلهم موجودون لأن كلهم لهم آثار !! ولا حيلة لنا في معرفة وجود اي منهم بدون الأثر ولا حيلة لنا أيضا في نفي وجود أي منهم مع وجود الأثر

انني اتخيل اننا قلنا للبدوي البسيط (الذي فكر تفكيرا علميا نظيفا) أننا نحن العلماء نصرف بلايين الدولارات لااكتشاف آثار الجرافيتون حتى نتأكد من وجوده ... فما بالك أجزمت بوجود الله من غير أن تصرف سنتا واحد

سيبتسم ابتسامة هادئة ويقول ... التفسير بسيط ... ان وجود الله اوضح من وجود الجرافيتون لأنه آثاره ممتدة وموجودة للعيان دائما أما وجود الجرافيتون فاثباته صعب لأن اثره سيمتد لجزء زمني متناهي الصغر ثم يختفي ... فيجب ان نعد له التكنولوجيا المعقدة لالتقاط اثره مما يكلفنا اموالا طائلة

 ================ 
عذرا ... لقد اطلت في الكتابة جدا ولكن اضطررت ان ارسخ فكرة  "معنى الوجود" وأن حواسنا ليست الا ادوات للاستدلال على وجود الكرسي او المنضدة كما انها هي نفسها بالإضافة الى عقلنا هم ادوات للاستدلال على وجود الجرافيتون وهم ادوات ايضا للاستدلال على وجود الله اما مسألة وجود الجنة والنار والشياطين والملائكة هي توابع لاقتناعنا بوجود الله من خلال الدين الذي نختاره ولا داعي في نظري للبحث فيهم اذا لم نقتنع بداية بوجود الله ونقتنع ان قضية الوجود هي هي لا تفرق بين اي موجود ... فالوجود بالأثر ولا غير حتى ان توهمنا غير ذلك



رد السيدة


لفه طويلة قوي يا أحمد حتى تثبت وجود الله الذي رأي أنه من الحكمة أن يخفي نفسه ويحملك مشقة إثبات وجوده أو أثر وجوده؛ أليس كذلك ؟ 

ردي اﻷخير

الله لم يخف نفسه أبدًا يا سيدتي الفاضلة ... أنا أراه بروحي كما أنت ترين المنضدة بعينيك ...ولكن المعضلة أنك ﻻ تعترفين بروحك من اﻷساس فطبيعي أﻻ ترينه بها ﻷن حاسة رؤيته المباشرة وهي الروح غير موجودة بالنسبة لك اهماﻻ لها لا حقيقة بها ... 
كثيرًا ما يكون من المعضلات إيضاح الواضحات ... يضطر اﻹنسان أحيانًا ﻷن يخاطب من ﻻ يعترف اﻻ بما يتذوق بلغته حتى يصل إليه ليزيل الغمة عن روحه (التي ينكرها!! .. يالها من مهمة معقدة!! ) ويأمل أن يزيل الغشاوة التي رانت على حواسه العليا - النابعة من روحه مباشرةً - فيجد المخاطب "الباحث الحقيقي عن الحق" بعد اقتناعه عقليًا أن الله تعالى أصبح أظهر له من الشمس في رائعة النهار ﻷن روحه قد عادت إليه وأصبح حيًا حقيقة ﻻ وهمًا