الاثنين، 3 يونيو 2013

موت الموت! ... خلود محيي أو خلود مُشقي!

الخلود لا يكون إلا بموت الموت!, وهذا لا يكون في تلك الدنيا التي يزاحم الموت "حياتنا" فيها ! , إلا أننا الآن نسير قُدما مُسرعين في طريقنا إلى بوابة قصر الخلود, تلك البوابة التي نسميها في دنيانا "الموت" ... فما أن نجتازها إلا وسلكنا أحد سبيلين: 


إما سبيلا يفقد الموت فيه معناه, فنحيا بعده في جنةٍ لا معنى للموت فيها! حياةً هي خالصةٌ صافيةٌ من أي شائبة ولا كدرة موت! حياةً بحق! لأنها سعيدة, فإن الحياة إن لم تغمرها السعادة تصبح شيئا آخر غير الحياة!! ... 


"وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ"

﴿هود: ١٠٨﴾


وإما سبيلا يفقد الموت فيه وظيفته إلا أن كآبته تبقى حية! ... ذلك هو سبيل جهنم - أعاذنا الله منها - ففيها يخلد الأشقياء مزاحمين للموت يأتيهم من كل جانب إلا أنهم ليسوا بميتين! فقد فقد الموت وظيفته ... !


"مِّن وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَىٰ مِن مَّاءٍ صَدِيدٍ ﴿١٦﴾ يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ ۖ وَمِن وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ"

﴿ابراهيم - ١٧﴾


... فيظلون عالقين خالدين في حالة كئيبة شقية لا هي حياة ولا هي موت!! 


"وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَٰلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ"

﴿فاطر: ٣٦﴾


... فحتى طلب راحة الفناء غير مُجاب! , ولا أمل في النجاة ... إلا أن يشاء الله ... 


"وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ۖ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ ﴿الزخرف - ٧٧﴾ 


.

.

.


اللهم نجنا من شقاء جهنم واكتب لنا حياةً - تسعدنا فيها بكرمك - بعد موتنا, حياةً لا نرى فيها الموت ولا ظلاله ولا حتى ذكراه, حياةً هي الحياةُ بحق!!


اللهم آمين ... 

الهبوط من جنة الطفولة إلى أرض الرشد!


وكأن قصة آدم تلقي بظلالها على كل طفل يخرج من الطفولة إلى البلوغ والتكليف! فالطفولة جنة يكون فيها الطفل منعما مرفها ليس بمكلف وليس له عورة معتبرة بعد! ... فإذا بلغ فكأن عورته قد كُشفِت فيستحي منها ويخفيها, وكأنه قد هبط من جنة الطفولة إلى أرض البلوغ والرشد ليشقى فيها ويكد ويتعب, ويخرج من اللاتكليف إلى التكليف, هذا التكليف الظاهري السهل وهو ستر عورته المادية, وذلك التكليف الحقيقي الصعب وهو ستر عورته المعنوية! التي هي ميل النفس للخطيئة وأمرها الإنسانَ بالسوء! ... تلك العورة الحقيقية التي لا تُستر إلا بخير لباس ... اللباس الحقيقي! ... لباس التقوى ... ذلك اللباس الذي ان ارتداه الإنسان ستر الله في دنياه عورتيه المادية والمعنوية, وستره في الآخرة بغفرانه أخطاءه والإنعام عليه بجنة الخلد!
------------

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام
 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم