السبت، 28 مايو 2011

الجزيرة وبر الأمان

جاران يقطنان جزيرة عليها أدوات بناء من كافة الأنواع والأشكال, وهذه الجزيرة ستنهار في البحر الملئ بالسمك المفترس بعد أمدٍ لا  يعلمه كلاهما, ولكنهما يعلمان أنها ستنهار حتمًا!. ويوجد برٌ آمن على مسافة ليست بالبعيدة وليست بالقريبة من الجزيرة.
أحدهما كان دائمًا يتجنب النظر في الأفق فلم يرَ البر الآمن وشرع يبني قصرًا فاخرًا فيه كل أنواع المتع على الجزيرة وسكن فيه ناويًا الاستمتاع بكل لحظةٍ قبل انهيار الجزيرة.... في وقت بناء هذا الأول قصره, شرع الآخر الذي رأى البر الآمن واضحًا في الأفق ببناء جسر عريض يبغي به الوصول إلى ذلك البر الآمن.
أنكر عليه الأول ما يفعله وقال له: ماذا أنت بفاعل؟ أتبني جسرًا الى حيث لا شئ؟ يالك من أحمق!! ... لم يلتفت إليه جاره الآخر واستمر في بناء الجسر بل إنه أخذ يبني قصرًا جميلًا على الجزء الذي تم بناؤه من الجسر, كلما بني جزءًا من الجسر زاد القصر الجميل حجرة إضافية, وظل يفعل ذلك إلى أن وصل للبر سالمًا.
انهارت الجزيرة بالأول, تمامًا وقت وصول الثاني إلى بر الأمان الزاخر بجميع وسائل الراحة والرفاهية

الجمعة، 13 مايو 2011

حوار مع صديقٍ غير مؤمن بإلهية القرءان


قال لي: ومن أدراني أنه لم يتم التلاعب في القرءان بواسطة بشر من عصر نزوله إلى الآن؟


قلت له: ولكنه التواتر يا صديقي إن القرءان الكريم انتقل من مصادر مستقلة كثيرة كثرة يستحيل معها تواطؤهم على الكذب


فقال لي: أليسوا بشرًا في آخر الأمر؟


قلت له: سبحان الله أو لست تصدق الأبحاث العلمية لأن كل بحث ملحق معه مرجعه حتى بداية تاريخ العلم؟! إن كنت تصدق العلم لاتباعه منهج التواتر في النقل الذي يكشف أي تزويرٍ أو تزييف, فلماذا لا تصدق نفس المبدأ على كتاب الله؟
وأردفت قائلًا: أم أنك تريد كتابًا منزلٌ عليك من الله مباشرةً (لكي تنأى عن شبهة نقل البشر!) وإلا لن تصدق؟
إنك تذكرني يا صديقي بحكاية القرءان الكريم عن مثل فكرك هذا في قوله تعالى:


--------------------------------
فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ


كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ


فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ


بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن يُؤْتَى صُحُفًا مُّنَشَّرَةً


كَلاَّ بَل لا يَخَافُونَ الآخِرَةَ


كَلاَّ إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ


فَمَن شَاء ذَكَرَهُ


وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ
-----------------------------


قال لي: ها أنت تستشهد لي من القرءان نفسه الذي هو محل نزاعنا أصلًا
قلت له: لا يا صديقي إنني فقط تذكرت دقة ما أؤمن به من كتاب الله في وصف فكرك ... إنها تذكرةٌ لي أنا
وأردفت: ثم قل لي يا صديق ... إذا كان القرءان قد حُرِف على مدى العصور وفي مختلف البلاد ... لماذا لا نجد منه الآن نسخًا كثيرة متباينة ومختلفة عن بعضها البعض نيتجة الإضافات والحذوفات البشرية على مر الزمان في مختلف البلاد؟ ... تذكر أن هذا هو الحادث في الكتاب المقدس مثلًا ... تجد منه مئات النسخ المختلفة
اسمح لي يا صديق أن أخرج عن المناقشة مرة أخرى فقد تذكرت قوله تعالى:
-------------------------
أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا
------------
قال لي: فلو سلمت لك أن هذا الكتاب هو هو الذي كان بين يدي محمد ... ولمَ لا يكون محمدٌ إنسانًا حكيمًا جدًا قد ألف كتابًا حاضًا للبشر على الخير ومنفرًا إياهم من الشر مثله في ذلك مثل حكم بوذا التي تركها للناس من بعده؟
قلت له: عجبًا لهذا الكاتب الحكيم الذي يكذب!! ... لم أرَ حكيمًا كاذبًا من قبل!!
قال لي: ولمَ تقول أنه قد كذب
قلت: لأنه إن صح كلامك يكون محمد مدعيًا على الله بالكذب أن كتابه هو من تأليف الله ... لا أستطيع يا صديقي أن أرى سببًا معقولًا لهذه الكذبة من إنسان حكيم كمحمد
ثم إنه من الغريب جدًا أن ينسب إنسانٌ عاقل مجد تأليف كتابٍ عظيم كالقرءان لكاتب آخر وهو الله!! ما الذي يدفعه لذلك في الوقت الذي كان الناس سيمجدون محمدًا أضعافًا مضاعفة لو كان فقط قد قال الحقيقة وهو أنه هو مؤلف الكتاب؟!! 
قال لي: وما أدراني بسبب فعلته هذه؟ لقد فعل هذا وحسب ... هل عندك دليلٌ أن الكتاب الذي تنسبه لله هو فعلًا من عند الله؟


قلت له: أتعلم يا صديقي أنه من يقدم نظرية علمية يجب أن تحقق شرطين لتكون مقبولة علميًا
1- أن يعطي من يقول بصحة النظرية وسيلة قابلة للتحقيق العملي لاختبار ما إن كانت النظرية خاطئة
2- أن تفشل محاولات تخطيئ النظرية
والقرءان الكريم قد احتوى على الشرطين معًا فقد احتوى القرءان على الآية الآتية:
-------------------
وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ
-----------------
1- والطريقة التي اقترحها القرءان نفسه لإثبات ما إن كان ليس من عند الله هي طريقة طبيعية جدًا وهو أن يأتي من يدعي أنه من الممكن لغير الله تأليف القرءان بسورة من مثل سور القرءان في طريقة بيانها واسلوب تعبيرها ونمط سردها وحبكة آياتها. ولو أن مدعيًا ادعى أن بيتًا من الشعر هو من لدن الله فإنه سيفشل في اثبات ادعائه لأن للشعر اصولًا وبحور معروفة يستطيع أي شاعر آخر أن يؤلف بيتًا شعريًا له نفس (مثل) اصول وبحور الشعر المُدعى أنه من عند الله.
ولذلك فقد قسم الأدباء اللغة العربية لنثرٍ وشعرٍ وقرءانٍ وذلك لأن نمط واسلوب القرءان يختلف تمامًا عن أنماط وأساليب الشعر والنثر.


2- أما التحقق من صحة ما يعلمه القرءان نفسه عن نفسه فقد كان بالفشل الذريع الذي لحق بالعرب أساطين اللغة والفكر في عصر نزول القرءان الكريم في الإتيان بسورة من مثل أقصر سورة فيه. وقد حاول البعض ممن ينتمون لأجيال لاحقة بجيل نزول القرءان (مثل ابن المقفع الذي دُفع له مالًا طائلًا للمحاولة) بالإتيان بمثله وفشلوا على مدى أكثر من ألف وربعمائة عام, وكلما ازدادت الفترة الزمنية منذ نزول القرءان كلما ثبت أكثر لمن يريد إقحام نفسه في التحدي فشلَه فيه.


قلت: أبعد هذا البيان يا صديقي مازلت لا تقتنع بإلهية القرءان
قال: لا فهو بشري ...


قلت إذًا صدق فيك قوله تعالى:
وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ * وَقَالُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَّقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنظَرُونَ * وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ * وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِؤُونَ


صدق الله العظيم


أخيرًا يا صديق أنصحك بقراءة المقالات الآتية


القرءان كتاب الله المنزل
http://cleardeepthinking.blogspot.com/2007/01/blog-post_432.html


وإنا له لحافظون -- شبهة ورد
http://cleardeepthinking.blogspot.com/2010/06/blog-post.html


وجعلنا من الماء كل شئ حي


http://cleardeepthinking.blogspot.com/2006/12/blog-post_5479.html




القرءان -- البناء المعجز
http://cleardeepthinking.blogspot.com/2007/05/blog-post_05.html


تأمل في عدم التحدي الصريح بآية قرآنية


http://cleardeepthinking.blogspot.com/2008/05/blog-post.html