الجمعة، 22 مايو 2009

مهزلة العلم في غياب المسلمين عن ساحته

السلام عليكم

مقدمة
إن العالم قد خسر الكثير بأفول نجم المسلمين بعد أن سادوا العالم في مجالات الأخلاق والعلم المادي والتربية الروحية. وقد تعلم الغرب عنا هذه العلوم والفنون قبل إعراضنا عنها (وما أعظمه من إثم يُحاسبُ عليه المُسلمون يوم الحساب أيما حساب), أقول تعلم عنا الغرب هذه العلوم ولاسيما العلوم المادية النظرية والتطبيقية. وقد سادوا في العلوم المادية النظري منها والتطبيقي ولكنهم تخلوا عن معرفة إلههم وربهم واكتفوا بالحياة المادية كنموذج فريد للحيوانات الذكية التي تفعل كل شئ في دنياها كي تلبي غرائزها ومتطلباتها المادية. وقد تم استغلال العلوم المادية من أجل هذا الغرض فصار الفرق بينهم وبين الحيوانات هو أن الحيوانات تستخدم غرائزها للبقاء على النوع. أما الإنسان الغربي الغير مسلم فقد استخدم ما حباه الله من علم لكي يشبع غرائزه وحسب! حتى أنه نسي أمر الذرية فليست من شأنه في شئ ,فصار يفعل ما يؤدي للتكاثر ولكن بدون تكاثر حتى وصلت به خيبته أن يفعل ما لا يؤدي بحال إلى التكاثر فانتشر عمل قوم لوط بينهم كانتشار النار في الهشيم. فمسخ الكافر نفسه حتى صار لا يفعل حتى كما تفعل الأنعام بل صار أضل سبيلاً, فالأنعام تفعل ما تُؤمر به من ربها وحسب, وتسير على فطرة سليمة.

قال تعالى
"أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا "
صدق الله العظيم

وقال تعالى
"إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ "
صدق الله العظيم

فقد تميز "الإنسان" الكافر نفسه عنها أنه استخدم عقله ليكون حيواناً ذكياً يستخدم العلم في غابة ناطحات السحاب! حتى يَنفق كما يَنفق الحيوان في ظنه .. ولكن هيهات فأمره إلى ربه يحاسبه عما عبث في دنياه.

قال تعالى
"وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ "
صدق الله العظيم

تزوير الكفار للمراجع التي تعود للمسلمين
إن العالم الغربي الدي يدعي الحضارة (وقد تكلمنا من قبل أن الحضارة أساسها الأخلاق) قد زور وغش ودلس في نسبة فضل إخراجه من غابات الأدغال إلى غابات ناطحات السحب إلى أصحابه !!. إن التعلم من المسلمين في الأندلس, وفي غيرها عندما أرسلوا البعثات التعليمية إلينا ليتعلموا منا العلوم التجريبية بعد هزيمتهم النكراء في الحروب الصليبية التي لم يكن النصر بها نتاج إيمان بالله وحسب وإنما كان من عوامل نصر الله للمسلمين أخذهم بأسباب القوة التي بنوهوا على التفوق في مجالات العلوم المادية آن ذاك.

إن الغرب قد أسقط من تاريخه التعليمي ألف سنة كاملة وادعى أنه تعلم من الإغريق وبنى على علمهم. فتجد في تاريخ العلم الغربي ألف سنة مفقودة شكلت وبشكل قوي حلقة الوصل التي نقلت الغرب من العلوم البحتة والفلسفات الإغريقية إلى العلوم التجربية المبنية على مبدأ جديد لم يتعلموه من قبل الإسلام وهو التجربة.
ولم يكتفِ الغرب بطمس فضل المسلمين عليهم قديماً بل استمروا في سياستهم الاستيطانية لحقوق الملكية الفكرية في أعمال علماء حُدُث أمثال على مصطفى مشرفة وسميرة موسى ويحيى المشد وسعيد السيد بدير وغيرهم الكثير والكثير, والذين مات معظمهم على أيدي الموساد الإسرائيلي.

إنك لو بحثت عن ورقة علمية تعود إلى 1905 للعالم اليهودي الديانة الألماني الجنسية ألبرت أينشتين الذي خان بلده ألمانيا في الحرب العالمية الثانية (بعد أن خانها بنو جلدته, اليهود, قبله في الحرب العالمية الأولى بإقناع أمريكا دخول الحرب مقابل أخد فلسطين هدية من بريطانيا آن ذاك) , وكانت خيانة الحرب الثانية عندما أخذ عن عالمة يهودية ألمانية خبر تفوق ألمانيا في التفاعل المتسلسل وأقنع الرئيس الأمريكي روزفلت بالمُضي قُدُماً لتصنيع القنبلة الذرية قبل ألمانيا, أقول لو بحثت عن أبحاثه العلمية على شبكة الانترنت ستجدها منشورة بالكامل وذلك بالرغم أنه سرقها من زوجته الأولى ميليفا ومن العالم الفرنسي بوانكريه, ولكن لو خطر ببالك أن تحصل على بحث واحد للعلامة المصري العبقري د.على مصطفى مشرفة في تأثيرات شتارك وزيمان الذرية والتي لم تكن مُفَسَرة قبله وفسرها هو في ورقتين علميتين مذهلتين حاز بهما على درجة الدكتوراه PhD من جامعة لندن كأول أفريقي يحصل على الدكتوراه في الفيزياء النظرية وحصل بعد ذلك على درجة DSC نتيجة لعمله الدؤوب في تطوير نظرية فذة عن تكوين المادة والإشعاع, وحصل على هذه الدرجة في سن مبكرة جداً محطماً بذلك قوانين الجامعة آن ذاك, لو بحثت عن هذه الأبحات في شبكة الانترنت بل في أرشيفات الجامعات المصرية ستصاب بخيبة أمل رهيبة, فكأن د.على مصطفى مشرفة لم يكن له وجود أصلاً في عالم العلم.

استخدام العلم المادي العملي من قِبلِ الكفار
إن الله تعالى قد أمرنا أن نستخدم العلم في صلاح البشرية وفي حقن الدماء

وقال تعالى
"وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ"
صدق الله العظيم

ولكن الغرب استخدموا العلوم المادية التجريبية في أسلحة فتاكة لا تليق بالإنسانية ولا بكرامة الإنسان وقد رأينا ما فعلت إسرائيل تحت رعاية أمريكا بالمسلمين في محرقة غزة 2008-2009 و قبلها ما فعلته في الحرب العالمية الثانية في هيروشيما ونجازاكي حيث مُحيتا من على وجه الأرض بقنبلتين ذريتين فتاكتين.

محاربة الكافر لربه بالعلوم النظرية
بالرغم أنه من الطبيعي أن تكون العلوم ومعرفة الكون من الدلائل القوية على وجود خالق لهذا الكون المُذهل الذي لا ترى فيه إلا كل جمال وكمال في تصميمه المُتقن من الله الذي أتقن كل شئ.

قال تعالى
"الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ "
صدق الله العظيم

بالرغم من هذا استخدم غير المسلمين من أمثال برتلاند رسل وديراك وستيفن هاوكنج كل طاقتهم في محاولة التشكيك بأنه يوجد ولو احتمال بأن الكون يوجد بدون خالق.

قال الله تعالى
"أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ"
صدق الله العظيم

لقد شاهدت محاضرة عن نشأة الكون للعالم ستيفن هاوكنج عرض فيها الجهود العلمية التي أوصل إليها آخر العلوم الفيزيائية النظرية والعملية, وبالرغم من اعترافه في الحاضرة أن يوجد توسع متسارع في الكون إلى حد التضخم يحدث الآن وأن هذا التوسع يخالف ما وصل إليه هو وفريقه من أن التوسع الحالي يجب أن يكون متباطئاً. أقول بالرغم من هذا إلا أنه أصر على صلفه وكرر ما قد قاله من قبل في كتابه الأشهر "تاريخ موجز للزمن" عندما قال عكس ما قاله البرت أينشتين "إن الله لا يلعب بالكون نرداً", وذلك عندما لم يتفهم أن لايقينية ميكانيكا الكم (اكتشاف للعالم الألماني هيزنبرج) لا تتعارض مع حكمة الله وعلمه واتقانه خلقه, حيث قال ستيفن هاوكنج, "إن الله يلعب بالكون نرداً", مشيراً بذلك إلى مبدأ اللايقين.
إن ستيفن هاوكنج وقع فريسةً لغروره بالرغم ما أنعم الله به عليه, فهو الرجل الذي لا يتحرك في جسمه إلا جفنا عينيه فهو لديه ضمور كامل في العضلات وبالرغم من ذلك وفقه الله لأن يكون من أعظم علماء الأرض قاطبةً الآن.

لقد وقع هاوكنج فريسة لصلفه وأطلقها علانية في كتابه الشهير "الكون في قشرة جوز" وقال "إن الله نفسه لا يعلم ماذا يحدث في الكون على سبيل اليقين" ..وتناسى هذا الجاحد أن الطبيعة الاحتمالية للكون هي طبيعة احتمالية للكون المُقاس وليس للكون الموضوعي (وإنما يتميز الكون الموضوعي بطبيعة التراكب الموجي الذي يتصرف بها وكأن للزمن أبعاد كثيرة وليس بُعداً واحداً كما ألفنا). وفي كليهما فإن الله هو العليم البصير.. لقد نسى هذا العالم نفسه وأنهى مستقبله العلمي بدخوله في فلسفةٍ عقيمة ضرباً بالظن الذي لا يغني عن العلم شيئاً وذلك بدخوله في حظيرةٍ ليست في إطار العلم أصلاً ولا يُحصلُ ما ترمي إليه من معلومات إلا عن طريق الدين, ولكن هيهات هيهات فهو الخصيم المبين. لقد أطلقها مدويةً في آخر المحاضرة "إن الكون يمكن أن يُوجد من العدم بدون خالق .... مشيراً إى عمليات الضغط السالب ونشأة الجسيمات الافتراضية من عدم في عملية يسميها العلم "إقتراض الطاقة" (مبدأ اللايقين لهيزنبرج) وتكون هذه الجسيمات غير مستقرة (لا تلبث وأن تنهار) .... طالما حقق قوانين فيزياء الكم والنسبية العامة" .... ياله من أحمقٍ..., جره صلفه وغروره إلى أن يكون أحمق العالمين بالرغم من عقله الذي تفوق على العالمين أنفسهم.

عندما يقول المؤمنون أن الله يستطيع أن يخلق من العدم .. يقول الكافرون, كيف وهذا خرق لقانون حفظ الطاقة ونسوا أنه تعالى هو واضع القانون وعندما يقول الكافرون أن الكون يمكن أن يكون جسيماً افتراضياً كبير نشأ من العدم (الكون بأسره), يدعون أنه نشأ !! من العدم بغير خالق (معاكسين لمنطقهم السابق في اعتراضهم على كسر قانون بقاء الطاقة) ..... هم لا يجدون أي غصة عندما تتبدل القوانين الموثوق بها إذا كان هذا يؤيد استبعاد وجود الخالق من فكرهم .... ياله من هوى وإجحاف قد لوث المنطق العلمي!!.
إن قوانين فيزياء الكم والنسبية العامة لا يمُكن بحال أن توجد بدون مدبرٍ ومؤلف لها وهو خالق الكون الذي لا يمكن أن يخضع لها وإلا لما تمكن من خلقها!! فكيف وُضعت قوانين الكون؟! من أوجد القوانين ومن وضع دستور الكون العظيم؟! إنه الله .... ولو كره الكافرون.
قال تعالى
"يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ "
صدق الله العظيم

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

السبت، 16 مايو 2009

قوانين الطبيعة ووجود الله (2)

السلام عليكم

جاءتني رسالة من صديق كريم تعليقاً على موضوع "قوانين الطبيعة ووجود الله" السابق مفادها أنه في حيرة من أمره بلغت مبلغ الداء في موقف البشر من قوانين الطبيعة في قضية وجود الله, فتجد منهم من يدافع عن وجود الله باستخدام قوانين الطبيعة, وتجد منهم من يدافع عن الإلحاد باستخام نفس القوانين, فاعتبر هذا الصديق وجود قوانين للطبيعة سلاحاً ذا حدين في قضية وجود الله. وبناءاً عليه طلبَ مني أن استفيض أكثر في تبيين وتوضيح رد هذه الشبهة وأنا بعون الله وكرمه قائم بذلك في مقالكم الذي بين أيديكم:

شبهة معارضي وجود الله:
هم يقولون أن الإنسان القديم كان يرى ظواهر الطبيعة تحدث فكان يُعزي وقوع هذه الطبيعة إلى آلهة أو إله متحكم بالكون يفعل بإرادته هذه الوقائع والأحداث. ولكننا الآن وبعد الثورة الصناعية في أوروبا وبعد الثورة العلمية في علوم الفيزياء عرفنا أسباب كل شيئ فلا حاجة لنا الآن بافتراض وجود إله لا نراه كي نفسر أحداثاً بل قوانين الطبيعة كافية بتفسيرها.

رد شبهة معارضي وجود الله:
بسم الله الرحمن الرحيم. تأملوا في هذه القصة التي أعطي بها مثالاً ليتضح مدي حجية كلامهم من عدمه:
كان عدة أفراد يعيشون في غرفة وكان بهذه الغرفة أنواراً تضئ وتُطفئ بطريقة غير مُتَوَقَعَة, فكان هؤلاء الناس يقولون إن مهندس تصميم الكهرباء في الغرفة يتحكم بالأنوار وإضاءتِها كلما أراد فلا يمكن للأنوار أن تُوجدُ أصلاً ولا أن . وظل القوم هكذا فترة غير وجيزة من الزمان إلى أن فكر أحد قاطني الغرفة بفكرة متميزة, وهي أن يسجل في جداولَ طويلة سلوك هذه الأضواء بحيث يحصيها ويحصي معها أوقات إنارتها وإظلامها, وكانت قريحته ممتازة مما مكن هذا الرجل أن يكتب جداول تتنبأ بما سيحدث في الأنوار إلى درجةٍ عاليةٍ من الصحة. وكان بينهم رجلاً آخر يفكر في أمر الجداول فانبرى قائلاً "نحن نعرف أسباب الإضاءة والظلمة, فما حاجتنا لافتراض وجود مهندس ينير المصابيح ويطفؤها؟!"
فقال له قائل "أسباب الإضاءة والظلمة؟! مالك يا رجل كيف تفكر؟! إن صاحبنا لم يزد عن كونه أحصى الأنوار ومعدلاتها فما بال ذلك بأسباب الإنارة ؟ إنها لا تعدو أن تكون إحصاءً بدرجةٍ معينة من الدقة لما يفعله المهندس في الأنوار ... أليس كذلك يا رجال؟!!" .... فانبرى عقلاء القوم بقولهم "نعم هو ذاك, فلا يمكن أن تصل حماقتنا بأن نُعِدُ الجداول قد صنعت المصابيح والآن إذا بها تنيرها وتطفؤها" واعترض بعض الحمقى مدعين أن "الجداول هي أسباب الإنارة والإظلام"!!! فما أعجبهم من حمقى.

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

إهانةُ فكرِ إنكارِ الآخرةِ للإنسانِ

السلام عليكم

لقد خرج علينا قومٌ يدعون الإنسانية ينكرون الروح والآخرة ويُعدون الموت هو فناءٌ مطلق, فليس الإنسان في ظنهم إلا جسداً ينفق عند وفاته وتأكله الأرض وحسب.

ومن المعلوم يقيناً أنه ما من مؤمن بوجود الله ومبصرٍ بحال الدنيا إلا وأيقن بوجود الآخرة وذلك لأمور:


1- الله هو الخالق الأحد الصمد الذي تجتمع فيه كل صفة حسنة وتنتفي عنه كل صفة غير حسنة وذلك بداهةً. لأنه المرجع للحُسْنِ وإلا لما اجتمع البشر مؤمنهم وكافرهم على حُسن الصدقِ وقُبحِ الكذب مثلاً, فلابد للمرجع من ذلك, ويترتب على ذلك عدل الله المطلق فإنه تعالى لا يظلم مقدار ذرة.

2-العالم الذي نعيشه مليئ بظلم الإنسان لنظيره فإذا أعد الإنسان وفاته فناءاً فإنه يترتب عليه انتفاء العدل عن الخالق وهو مُحال وإنما ينبغي عقلاً أن يُوجد حساباً بعد الموت يُكرَمُ فيه المحسنُ ويقتصُ فيه من المسئ إذا كانت الإساءة في حق غير الله ويُعَذَبُ أو يُعفى عنه برحمة الله إذا كانت المعصية مختصة بالله تعالى دون عباده.

3-يُسْتنتجُ من ذلك أنه من لا يؤمن بالآخرة لا يؤمن بالله تَبَعاً إن كان عدم إيمانه بها نتيجةً سائغةً عقلاً تبعاً لمقدماته.

4-عدم إيمان هذه الفئة بالآخرة يُفترَضُ أن يساويها في نظر العاقل منهم بالحيوان الذي يأخذ جزاءَه أو لا يأخذه في الدنيا حسب عوامل متعددة منها اجتهاده في تحصيل كلئه ومن ظروفٌ تختلجه أو ما يسميه في عقيدته حظاً.

5-ولكن هيهات للعقل أن يتقدم حين ينقض الهوى والنفس والشيطان فيولغوا في فريستهم فيدعي البعض منهم من مُدعِي الرِفعة عن مرتبة الحيوان, الذي يعيش فيُكلأُ ثم ينفق, أنهم يعملون ليخدموا الإنسانية, فإن سألتهم وماذا بعد؟! ماذا تبقى لكم في نهاية الأمر؟! يقولون ذِكراً حسناً! تقول لهم وماذا يعود عليكم من ذكركم الحسن بعد فنائكم؟! فيكمل من يكمل منهم معك جدلاً أحمقاً إن كان متكبراً.

6- إن ما يُعقل عند هذه النقطة من الحوار إدراكُه إهانتَه نفسَه بإنكار تكريم الله له بأن يعمل في دار فانية ليس لذاتها وحسب ولكن اﻷهم هو أنه يعمل لدارِ بقاءٍ لا يعتريها نقص الدنيا القصيرة الحقيرة, دارِ بقاءٍ يُذكر فيها عمله بحقٍ بل يُجزى على الصالح منه حَسَناً. كما أنه ﻻ يشك عاقل أنه ﻻ يأخذ إنسانٌ قط حقَه كاملاً في دنيانا الحقيرة بل إنما يخرج اﻹنسان منها ظالما أو مظلوما, ومن البناء جدا أن يدرك غير المسلم أنه ﻻ سبيل ﻹرجاع الحقوق إلى أصحابها كاملةً إﻻ بوجود يوم الدين, يوم الحساب الذي يأخذ كل إنسان حقه ولو كان مقدار ذرة أو أقل.


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الخميس، 14 مايو 2009

لا تقنط

السلام عليكم
إن القنوط من رحمة الله ومغفرته وتوبته على العبد لهو من أكبر الكبائر لأنه يتعلق بحسن الظن بالله الذي يجب على كل مسلم مؤمن. فكأن القانط يتهم ربه والعياذ بالله في حِلمه وفي استغنائه عن تعذيب عباده التوابين.

يقول الله تعالى
"مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا "
صدق الله العظيم

إن الله العظيم لا يستغني عن عذابنا وحسب إن تبنا إليه ولكنه يشكر إلينا شُكْرَنا وتوبتنا وتجديدنا إيمانَنا. إنها والله لمن علامات عظمة الله استغناؤه عن تعذيب عباده الأوابين بل شكره لإيابهم وتوبتهم وعملهم صالحاً. لذلك فمن المعلوم أن الله التواب الرحيم يعامل بكرمه من يتوب "صادقاً من قلبه حين توبته" فيتوب عليه. وينبغي على التائب أن يدلل على صدق توبته عملياً بعودته للعمل الصالح إن كان قد انقطع عنه واستمراره أو زيادته فيه إن لم يكن قد انقطع عنه.

قال تعالى
"وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا "
صدق الله العظيم

وتكون توبته مقبولة حتى إن عاد إلى ذنبه بعد توبته تحت تأثره بضعفه أمام لذة المعصية التي لا تكتمل في قلب المؤمن من تنغيص معرفتِه أنها مما يُغضِبُ الله تعالى.

قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
- كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون-
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: بلوغ المرام - الصفحة أو الرقم: 439
خلاصة الدرجة: إسناده قوي

ويالحسرة الشيطان عندما يتوب تائب فقد أفلت المؤمن من تقنيط إبليس إياه وإقناعه أن الله ليس بقابلٍ رحمته. لا والله فإن الله هو قابل التوب لمن تاب, شديد العقاب لمن آيس من رحمته ولم يتب بعد معصيته:

قال تعالى
"غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ"
صدق الله العظيم

فلا تُخدعن بمكر الشيطان فإنه يود أن تؤنسه في نار جهنم يوم القيامة!! فيقنطك من رحمة الرحمن قابل التوب.


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

السبت، 9 مايو 2009

نسبة وتناسب

السلام عليكم

هب أن رجلاً عرض عليك عطيتين, عطيةً قال لك إنها تحوى صفراً من المال وعطيةً قال لك أنها تحوى أموالاً طائلة وخيرك بين العطيتين وقال لك ايهما تختار؟
تُرى لو كنت في مكان هذا الرجل المعروض عليه, ماذا كنت مُختاراً؟
هل يُوجدُ من عاقلٍ كان مختاراً الصفر؟ بالطبع لا.....
ولله المثل الأعلى
هكذا الدنيا وما فيها والآخرة وما فيها فالدنيا فانيةٌ بنعيمها الزائف المُنَغَصِ والجنةُ باقيةُ بنعيمها الأصيل الصافي

قال تعالى
" إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْـزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
صدق الله العظيم

قال تعالى
"وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ"
صدق الله العظيم

فإن علمنا أن الدنيا فانيةٌ لا محال والآخرة باقيةٌ لا مناص ففيم الحيرة؟!
بالطبع يجب أن نعمل للآخرة ليل نهار حتى يكون عملنا في الدنيا وإن جلب لنا متاعاً فهو ليس متاعاً لذاته ولكنه متاعاً نتقوت به حتى نبلغ الآخرة بسلام.

لأنه إن لم نعمل للآخرة وعملنا للدنيا خسرنا الآخرة وتركنا وراءنا الدنيا متاعاً قليلاً فخسرناهما معاً. أما إن عملنا للآخرة فقد حصلنا الدنيا في طريقنا لها فلم نخسرها ,وإن ضحينا بالحرام منها, ثم إذ بنا نصل بخير وسلام للآخرة فربحناهما معاً.

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الثلاثاء، 5 مايو 2009

حينما يشتد الزمهرير

حينما يُدلج الليل, حينما تُصحِرُ الدنيا, حينما تستحيل فروعُ الشجيراتِ إلى سياطٍ ملتهبةٍ تصبُ عليك جامَ غضبِهَا فتفر مِنها مرتميًا في أحضانِ الزمهرير لتتبردَ به فإذا بك تتجمد من بردهِ الذي ازدادَ قسوةً من فرحتِهِ بفريسته الجديدة!
حينما ينفضُ الأصدقاء ويلهثُ كلٌ منهم خلفَ ذاته وحياتِه, حينما ينقَضُ الأعداءُ فلا ترى سواهُم من كثرتِهم!
-
حينها ... حينها تجد رحمةَ اللهِ الواسعةَ في انتظارِك كي تحتضنك فتغسلَ كلَ أدرانِ الدنيا المقيتة, تجد اللهَ الودودُ يتقربُ إليك مهما كنت عاصياً! حينها ... حينها ليس لك إلا الله - بجماله وكماله - يسمع منك ويدافع عنك وينتقم لك من ضِباءِ الدُنيا الذينَ ظنّوا أنْ ليس لك نصير! ... مالهم كيف يحكمون؟! ... بلِ الله ناصرُك ونصيرُك, الله الكبير المُتعال الذي حينما تسجدُ له تشعرُ أن أعداءك أضحوا صفرًا كبيرًا...! الذي حينما تسجدُ له تشعرُ أنه انتشلكَ من قَذَرِ الدنُيا إلى مكان طاهِرٍ ومكانةِ سامية, تشعر فيها بالألفةِ والمودةِ والمحبةِ والأمنِ والسلامِ, تمرحُ مع أصدقائك من عبادِ الرحمنِ الذين هانت عليهم لذّاتُ الدنيا وعذاباتُها فوجدوا أنفسَهم يخُرّونَ ساجدينَ للهِ بفطرتهم لأنه لا ملجأ لهم إلا إليه, فهو العزيز الذي لا يُهْزم.
-
كُن مع الله يُسَخِرُ لك أعداءك فيصبحون خَدَما طائِعا بقدرة الله!
ما أجملك إلهي ..