الخميس، 14 مايو 2009

لا تقنط

السلام عليكم
إن القنوط من رحمة الله ومغفرته وتوبته على العبد لهو من أكبر الكبائر لأنه يتعلق بحسن الظن بالله الذي يجب على كل مسلم مؤمن. فكأن القانط يتهم ربه والعياذ بالله في حِلمه وفي استغنائه عن تعذيب عباده التوابين.

يقول الله تعالى
"مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا "
صدق الله العظيم

إن الله العظيم لا يستغني عن عذابنا وحسب إن تبنا إليه ولكنه يشكر إلينا شُكْرَنا وتوبتنا وتجديدنا إيمانَنا. إنها والله لمن علامات عظمة الله استغناؤه عن تعذيب عباده الأوابين بل شكره لإيابهم وتوبتهم وعملهم صالحاً. لذلك فمن المعلوم أن الله التواب الرحيم يعامل بكرمه من يتوب "صادقاً من قلبه حين توبته" فيتوب عليه. وينبغي على التائب أن يدلل على صدق توبته عملياً بعودته للعمل الصالح إن كان قد انقطع عنه واستمراره أو زيادته فيه إن لم يكن قد انقطع عنه.

قال تعالى
"وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا "
صدق الله العظيم

وتكون توبته مقبولة حتى إن عاد إلى ذنبه بعد توبته تحت تأثره بضعفه أمام لذة المعصية التي لا تكتمل في قلب المؤمن من تنغيص معرفتِه أنها مما يُغضِبُ الله تعالى.

قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
- كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون-
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: بلوغ المرام - الصفحة أو الرقم: 439
خلاصة الدرجة: إسناده قوي

ويالحسرة الشيطان عندما يتوب تائب فقد أفلت المؤمن من تقنيط إبليس إياه وإقناعه أن الله ليس بقابلٍ رحمته. لا والله فإن الله هو قابل التوب لمن تاب, شديد العقاب لمن آيس من رحمته ولم يتب بعد معصيته:

قال تعالى
"غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ"
صدق الله العظيم

فلا تُخدعن بمكر الشيطان فإنه يود أن تؤنسه في نار جهنم يوم القيامة!! فيقنطك من رحمة الرحمن قابل التوب.


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

هناك 5 تعليقات:

سما أحمد يقول...

مقال مميز وحقيقي رائع جدااا يدعوا بالترغيب للتفاؤل وعدم القنوط من رحمة الخالق
ومن ذا الذي يقنط من رحمة اللهالتي لا حدود لهابل هو الشيطان يوسوس للانسان ليزيد من ذنوبه ومعاصيه فتراه يزداد غرقاً يوما بعد يوم في تلك الذنوب
والله رحيم غفور ولا ينتظر منا الا رفع الايدي بصدق والتوبه والدعاء
فهل بعد كل هذا نقنط ونييأس لا والله

تسلم
حقيقي مدونة رائعه وهذه زيارتي الاولى ولن تكون الاخيرة ان شاء الله

انسان متأمل يقول...

جزاكم الله خيراً أختي في الله سما أحمد واضافتكم القيمة إلى مُحتوى المقال بتعليقكم الكريم.

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

جزاكم الله خيراً
بوست مميز
أسأل الله ألا يجعلنا من القانطين في رحمته

انسان متأمل يقول...

جزاكم الله خيرا د.ياسر
اللهم آمين

أم عائشه يقول...

جزاك الله خيرا عالموضوع المميز كما عودتنا استاذى

فهذا الموضوع انما هو للتذكر "فذكر ان الذكرى تنفع المؤمنين"

وفعلا لابد ان نحسن الظن بالله عز وجل وان لا نأخذ الناس بظاهر اعمالهم كما قال صلى الله عليه وسلم"إن الرجل ليعمل عمل اهل الجه فيما يبدو للناس وهو من اهل النار,ون الرجل ليعمل عمل اهل النار فيما يبدو للناس وهو من اهل الجنه"
وزاد الامام البخارى"وإنما الاعمال بخواتيمها"
رواه البخارى كتاب الرقاق من حديث سهل بن سعدالساعدى رضى الله عنه

جزاك الله عنا خير