الثلاثاء، 5 مايو 2009

حينما يشتد الزمهرير

حينما يُدلج الليل, حينما تُصحِرُ الدنيا, حينما تستحيل فروعُ الشجيراتِ إلى سياطٍ ملتهبةٍ تصبُ عليك جامَ غضبِهَا فتفر مِنها مرتميًا في أحضانِ الزمهرير لتتبردَ به فإذا بك تتجمد من بردهِ الذي ازدادَ قسوةً من فرحتِهِ بفريسته الجديدة!
حينما ينفضُ الأصدقاء ويلهثُ كلٌ منهم خلفَ ذاته وحياتِه, حينما ينقَضُ الأعداءُ فلا ترى سواهُم من كثرتِهم!
-
حينها ... حينها تجد رحمةَ اللهِ الواسعةَ في انتظارِك كي تحتضنك فتغسلَ كلَ أدرانِ الدنيا المقيتة, تجد اللهَ الودودُ يتقربُ إليك مهما كنت عاصياً! حينها ... حينها ليس لك إلا الله - بجماله وكماله - يسمع منك ويدافع عنك وينتقم لك من ضِباءِ الدُنيا الذينَ ظنّوا أنْ ليس لك نصير! ... مالهم كيف يحكمون؟! ... بلِ الله ناصرُك ونصيرُك, الله الكبير المُتعال الذي حينما تسجدُ له تشعرُ أن أعداءك أضحوا صفرًا كبيرًا...! الذي حينما تسجدُ له تشعرُ أنه انتشلكَ من قَذَرِ الدنُيا إلى مكان طاهِرٍ ومكانةِ سامية, تشعر فيها بالألفةِ والمودةِ والمحبةِ والأمنِ والسلامِ, تمرحُ مع أصدقائك من عبادِ الرحمنِ الذين هانت عليهم لذّاتُ الدنيا وعذاباتُها فوجدوا أنفسَهم يخُرّونَ ساجدينَ للهِ بفطرتهم لأنه لا ملجأ لهم إلا إليه, فهو العزيز الذي لا يُهْزم.
-
كُن مع الله يُسَخِرُ لك أعداءك فيصبحون خَدَما طائِعا بقدرة الله!
ما أجملك إلهي .. 

هناك 4 تعليقات:

د. ياسر عمر عبد الفتاح يقول...

تسلم إيدك
كلمتين إنما فيهم الشفا

جزاك الله خيراً

انسان متأمل يقول...

جزاكم الله خيراً د.ياسر على تشجيعكم

غير معرف يقول...

ربنا يهدينا ويقوينا على فتن الدنيا وفتن اعدائنا

ربنا يشرحلك صدرك وييسرلك امرك ويفك همك وكربك

ويقينا ويقيك كل من تحب شر الزهايمر

سما أحمد يقول...

كم هو رائع هذا الطرح
كم يجعلك تشعر بلذة القرب من الله
كم يجعلك تشعر برحمته ووجوده بقربك دوماً
فلا تشعر بوحدة ولا قسوة وانت تنظر اليه
وتجعله دوما نصب عينيك
مميز واتمنى فعلا ان تنتشر تلك الافكار يوماً ما فتصبح ومضاً ينير درب الاخرين
افكار تستحق النشر