السبت، 20 سبتمبر 2008

رحلة في كهف الإلحاد بقبس من نور

السلام عليكم
إنه لكهف عجيب ... .إنه كهف الهروب من الواقع .. إنه كهف الانغماس في الحيوانية الضالة (قال تعالى: أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلا ), إنه كهف اتباع الباطل وترك الحق عن عمد وإجرام وتحد وكبرياء مقيت (قال تعالى: سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ). أهله اعتادوا الظلام حتى أنني عندما دخلت أدعوهم للخروج منه ليغمرهم نور الله انزعجوا بشدة ... انزعجوا لأمور عدة

1- انزعاج من قبس النور الذي استمسك به, فتراهم يغطون أعينهم بمجرد اقترابه منهم وتراهم يقولون لك ما هذا الضلال الذي تحاول ازاعجنا به ولكن هيهات هيات فنحن نُغشي أبصارنا عنه
قال تعالى في سورة البقرة آية 7
خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
صدق الله العظيم

2- انزعاج من ذكر النور الذي خارج الكهف فيكذبونك ويقولون لك: انما نحن في النور وما خارج الكهف الا وهم فلا يوجد خارجه نور وإنما هي خيالاتك وتخرصاتك
قال تعالى في سورة النور آية 35
اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
صدق الله العظيم
قال تعالى في سورة الفرقان آية 60
وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا
صدق الله العظيم


3- انزعاجهم بتذكيرهم بأنهم داخل الكهف يعبثون ويلعبون في ظلامه الحالك, فيكون حتى لعبهم وعبثهم هو خارج عن الفطرة السليمة, غريب, يفعلون كل ما يحلوا لهم مغرورين بأنه الصواب, ولما لا وهم يتخبطون في ظلام حالك فلا يكادون يرون ما يفعلون.
ويكتمل انزعاجهم بتذكيرهم بأنه يوجد في النور أناس وهبوا أنفسهم للحق يعملون من أجله ولنصرته, أناس لا يعيشون الدنيا بغية متعها وانما يعيشونها بغية الأخرة حتى متع الدنيا لم يحرموا أنفسهم منها ولكنهم امتطوها للوصول لمتع الأخرة الباقية
قال الله تعالى في سورة الأحقاف آية 11
وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ
صدق الله العظيم

ومن مناقشة الكثير من سكان الكهف المظلم الذين فقدوا البصر والبصيرة من جراء شدة إظلامه, خلصت إلى أسباب دخولهم هذا الكهف الكريه

أسباب الإلحاد وإنكار وجود الخالق عز وجل:

1- الكبر ... فعندما نقص جهلهم ظنوا انه اكتمل علمهم وهذا الظن لا يدل إلا على ازدياد جهلهم وليس نقصه ... فقالوا نحن كنا بحاجة إلى الله لتفسير مايحدث في الكون .. أما الآن فلدينا العلم ... إنهم عبدوا قوانين الطبيعة وتركوا واضعها ومصممها!! وذلك حتى يتملصوا من الذل لله وعبادته ... إنه الكبر, أول جريمة شهدتها الإنسانية في صورة تكبر إبليس عن طاعة ربه بالسجود لآدم عليه السلام. وأيضاً ظنهم بأن الدين هو للدهماء من الناس وأنهم هم الأخيار الذين كان لهم من الذكاء ما جعلهم يأبون أن يتبعوا قطيع المتدينين في رأيهم.

2- ظنهم أن وظيفة للدين هو سيطرة كبراء القوم على دهمائه بأن يقلل الدين من غضبة الدهماء وثورتهم على الكبراء بأن يتلقوا وعوداَ, في نظرهم زائفة, بتعويضهم عن هذا الإجحاف والذل الدنيوى في الحياة الآخرة, التي يكفر بها الكبراء ويؤمن بها الدهماء فى رأيهم.

3- الجهل وانعدام المنطق ... أفمن المنطق يا قوم أن تستغنوا بمعرفة البعض عن "طريقة إدارة الله تعالى للكون" (قوانين الطبيعة) , تسغنوا بهذا عن الله عز وجل واضع هذه القوانين وبارئها وبارئ الكون وبارئكم ومصوركم وجاعلكم في أحسن تقويم؟ ولكن لما العجب وقد اخترتم بأنفسكم أن تكونوا أسفل سافلين!

4- الإغراق في المادية وحصر الموجودات في المادي فقط ونسيانهم أو تناسيهم أن الوجود المادي هو أسفل أنواع الوجود. وأن الوجود الأسفل لا يدرك الوجود الأعلى بحواسه المباشرة وإنما يدركه بما كمن فيه من الحواس العليا كحاسة العقل والروح.

5- التعميم ... فلما رأى القوم عدم منطقية بعض الكتب السماوية المحرفة والديانات غير السماوية, عمموا المبدأ على كل دين وافترضوا التحريف في كل كتاب سماوي ثم ما لبثوا أن أنكروا الوحي بالكلية وافترضوا أن كل الكتب السماوية من صنع بشر, وذلك حتى من غير قراءة وتدبر في الإصدار الأخيري لكتاب دين الله الإسلام, القرءان الكريم (حكمة الله تحتم أن يكون الإصدار الأخير معصوم من التحريف ليكون هدايةً للبشر من بعده وينتفي العبث عن خلق الله سبحانه وتعالى عن ذلك علواً كبيراً) ليفهموا استحالة اتيان البشر بشئ من القرءان في زهائه وبهائه وإغداقه وإثماره وحلاوته وطلاوته وإعجازاته المختلفة.

6- وأخيراً وليس آخراً هو عدم رغبتهم في الإبصار وتناسي الدار الأخرة بقصرنظرهم الذي وصل بهم إلى العمى الكامل, فآثروا متعة الحياة الدنيا الزائلة الناقصة المعيبة عن متعة جنة الفردوس المقيمة الكاملة المثالية.

اللهم أنر قلوبنا وعقولنا بنور الإيمان به كما ملأت أكوانك الفسيحة بنورك الذي بين لكل شئ سبيله دون التباس ولا تخبط. اللهم ثبت قلوبنا على الإيمان والخشوع لك وجوارحنا على طاعتك. اللهم ألهمنا العزة بكامل الذل لك. اللهم آمين


والله أعلم

تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الاثنين، 15 سبتمبر 2008

اهدنا الصراط المستقيم: دعاء الكون لله

السلام عليكم

مقدمة
====
ما أجمله من صراط, إنه صراط لا اعوجاج فيه, يستطيع المرأ أن يرى آخره من أوله ويتأكد أنه على الحق. أتأمل كثيرًا في التشابه والاختلاف بين كون الله المُكلف (الثقلين : الإنس والجان) والذي حمل الأمانة باختياره وبين كون الله المقهور على طاعته طوعاً منه!
إن الإنسان مُخيرٌ, إما أن يسير في صراطٍ مستقيمٍ مسترشدًا بأوامرِ ربِه وسنةِ نبيِه صلى الله عليه وسلم, وإما أن يحيد عن هذ الصراط فتتشعب به الطرق في متاهات ظلمة المعصية.
قال تعالى في سورة الأنعام آية153 :
"وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"

ولكن الكون المادي يسير دائماً في صراطٍ مستقيمٍ رسمَهُ الله عز وجل له. .... إنها عقيدة طالما حدثت بها نفسي...
كنت أتأمل ذات مرة, وأنا في غمرة القراءة والكتابة في منتدىً للنظرية النسبية العامة, كنت أتأمل في هذه العقيدة التي أؤمن بها فوجدت أن ظاهر حركة الأجرام السماوية وفي الفضاء من حولنا ليس في خطوط مستقيمة فقلت في نفسي: لعل الصراط المستقيم للجماد يتمثل في عمل كل جماد لوظيفته كما أمره الله وحسب. لبثت قليلًا ثم ما فتئت أن تذكرت أن أينشتين في نظريته, النسبية, قد أعاد فيها صياغة الكون الثلاثي الأبعاد من حولنا في كون جديد ذي أربعة أبعاد شريطة أن يكون البعد الرابع هذا هو متناسب مع الزمن. وفوجئت عندما تذكرت أن مسارات الأجرام في هذا الفضاء الرباعي الأبعاد يكون خطًا مستقيمًا, بينما يخرج عن استقامته فقط إذا نظرنا للعالم بمنظور منقوص على أنه ثلاثة أبعاد.!!

ولتبسيط أمر بعد الزمن أطرح على حضراتكم مثالين
--------------------------------------------
1- عندما تواعد صديقًا على لقاء, هل تستخدم لتحديد اللقاء ثلاث معلومات فقط وهم البعدان الأفقيان والبعد الرأسي؟ إنك لو اكتفيت بذلك لكان من المحتمل جدًا أن يذهب كل منكما إلى نفس المكان الثلاثي الأبعاد ولكن يذهب أحدهما يوم الاثنين والآخر يوم الأربعاء فلا تلتقيان واللقاء هنا هو المحك ويظهر لنا فيه اهمية تحديد رقم رابع بالإضافة إلى الطول والعرض والارتفاع حتى يتم اللقاء بنجاح ألا وهو بعد الزمن.

2-نظرًا لمحدودية سرعة الضوء فإن الضوء الآتى لنا من الشمس يحمل لنا معلومات عن شمسنا الحبيبة ولكن من ثمان دقائق وليس الآن!! وذلك حيث أن نبضة الضوء النابعة من الشمسية إلينا لا تصلنا إلا بعد ثمان دقائقَ من خروجها من منبعها, ولا نستطيع بحال أن نكتشف ماذا حدث في الشمس منذ سبع دقائق لأنه يُعد مُستقبلًا بالنسبة إلينا!!.

المستفاد من هذا أنك عندما تنظر لقرص الشمس لحظة الغروب الجميل من على شاطئ البحر فإنك لا تنظر إليه من خلال الــ 150 مليون كيلو مترًا, الفاصلة بيننا وبين الشمس, فقط وإنما تنظر إليه من خلال 150 مليون كيلو مترًا مكانية وثمان دقائق زمنية

نظرة نظرية النسبية العامة لمسارات الكواكب والأجرام
=========================================
إذًا فقد بسطنا, أرجو ذلك, فهم كيف أن نظرية النسبية حولت نظرة الإنسان إلى الكون من كون مُكون من ثلاثة أبعاد إلى كون مُكون من أربعة أبعاد.
وجاءت النظرية النسبية العامة من بعد تلك الثورة فأدخلت مفهوماً ثوريًا آخر لا يقل إبداعًا عن مفهوم البعد الرابع. وهذا المفهوم هو أن الكتل الثقيلة تصيب الفضاء الرباعي الأبعاد (الزمكان = المكان + الزمان) من حولها بالإنحناء!! بحيث أن قوانين الهندسة الإقليديسية التي درسناها صغاراً في المدارس لا يصح تطبيقها في هذه الحالة.

ولم تعتبر نظرية النسبية العامة قوة الجاذبية الكونية قوة كباقى القوى بل اعتبرت أن دوران الأرض حول الشمس مثلًا ما هو إلا دورانها في طريقها الثلاثي الأبعاد (يوجد أصل له في الأبعاد الأربع) وقد انحنى بفعل وجود الشمس وإحنائها للفراغ الرباعي الأبعاد الموجود حولها, وانحناء تلك المركبة الثلاثية الأبعاد من الطريق كإسقاط لإنحناء الطريق الرباعي الأبعاد, وهذا يتم دون أن يشعر قاطنو الأرض بأدنى تغيير عن حالة عدم وجود الشمس بالكلية. ... لا يشعرون مثلًا بأي دوران أو قوة طاردة مركزية في مركبتهم ... إنما يشعرون أنهم يسبحون في فضاءٍ خال
وهذا في الواقع هو التفسير الحقيقي لحالة "انعدام الوزن" التى نراها لرواد مركبات الفضاء عندما تدور مركباتهم حول الأرض مثلًا وليست تلك الحالة نتيجة أنهم خرجوا من مجال الجاذبية كما نُوهم من الإعلام! والأفلام!, فمجال الجاذبية امتداده لانهائي!

الاكتشاف المثير الآخر الذي وضحته النسبية هو: أن الجاذبية تحولت من قوة إلى تعبير عن مقدار انحناء الزمكان فإن كل هذه الأجرام والكواكب السيارة ترسم خطًا مستقيمًا إذا نظرنا إليها من وجهة نظر زمكان رباعي الأبعاد منحي. وتعريف الخط المستقيم في الفضاءات المنحنية يظل كما هو وهو "أقصر مسافة بين نقطتين" في حدود ما يسمح لنا الفضاء المنحني!
هل يذكركم ذاك بشئ؟ ..... إن كل هذه الأجرام التى تبدو للناظر على أنها تسير في مسارات إهليجية هي في واقع الأمر تسير في مسارات "مستقيمة" (بمعنى أقصر مسافة) في فضاء رباعي الأبعاد (العلم الحقيقي كما تقره النسبية) منحنىٍ, وما المسار الإهليجي الذي نراه في الثلاثة أبعاد المألوفة إلا مسقطًا للصراط المستقيم لهذا الكوكب في حالته الأصلية رباعية الأبعاد على الفضاء الثلاثي الأيعاد.

الخلاصة
أننا كما أُمُرنا بالسير في صراط مستقيم لنصل بسلام إلى جنة الخلد فإنه قد سبقنا إلى طاعة هذا الأمر هذا الكون الجميل, بأجرامه وذراته, بمجراته والكتروناته وذلك حتى يتم انسجام الكون الطائع مع العبد الطائع ويصيران في حال محبة في الله. إنها محبة تبدو غريبة بين إنسان وجماد ولكنها موجودة كما وصف رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم جبل أحد, أنه جبل نحبه ويحبنا نحن المؤمنين بالله.

والله أعلم

تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأحد، 14 سبتمبر 2008

تأملات في الصلاة

السلام عليكم
جلست متأملاً في أن الإنسان كثيراً ما يصرفه اعتياد العبادة وإلفها عن التدبر والخشوع فيها . وعلى الرغم من قناعتي التامة بأن هذا فيه ظلم قبيح للنفس أن نُفقد أنفسنا نعمة التدبر والخشوع إلا أن تساؤلاً قفز في ذهني ..... هل من حكمة أجتهد فيها في أن تكون صلاة الفريضة لها عدد محدد من الركعات والركعة تحوي أركاناً أساسية لا تصلح الصلاة بدونها؟! تأملت قليلاً فوجدت عجباً, وجدت أن الله تعالى قد جبل الكون بأكمله عدا الإنسان على السير على نواميس ثابتة وكان استثناء الإنسان بإرادة الإنسان واختياره
قال الله تعالى في سورة الأحزاب آية 72
انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فابين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا
صدق الله العظيم

فوجدت النظام الذي اتبعه في كل صلاة فرض يذكرني بباقي الكون في طاعته المطلقة لله قلباً وقالباً, جوهراً ومظهراً فإذا بي أجد أنه قد تكون من حكم الصلاة على هذه الهيئة المحددة وفي مواعيد منتظمة حيث قال تعالى في سورة النساء آية 103

فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فاذا اطماننتم فاقيموا الصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا

صدق الله العظيم

أقول فإذا بي أجد أنه قد تكون من حكم الصلاة على هذه الهيئة المحددة وفي مواعيد منتظمة أن ننسجم مع الكون خمس مرات باليوم والليلة ونتصالح معه بمشاركتنا إياه في عبادة ربنا الواحد فنكون وحدة واحدة تعبد الله عز وجل في خشوع أيما خشوع. فكما يسيرالكون على نواميسَ ثابتة, نتشبه نحن به في صلواتنا ونسيرعلى نظام ثابت علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون الكون كله ساعة الصلاة, وهي ممتدة على سطح الأرض, ساجداً لله العزيز الحكيم, فما من دقيقة إلا وتجداً فرداً ساجداً لله عز وجل

قال تعالى في سورة الحج آية 18

الم تر ان الله يسجد له من في السماوات ومن في الارض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم ان الله يفعل ما يشاء

صدق الله العظيم

الخلاصة

أن نظام صلواتنا الثابت يجب أن نستفيد منه في التأمل والشعور أننا حين نصلى على مناسكَ ثابتة أخذناها عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم فإنما نكون في وئام مع الكون يحبنا ونحبه في الله عز وجل. ولا يجوز مطلقاً أن يصرفنا هذا النظام المحدد عن الخشوع والتدبر في الصلاة فإنه عكس المراد من رب العالمين


والله أعلم

تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم