الأحد، 27 ديسمبر 2009

ثقافة "عدو عدوي صديق"! - دس السم في العسل

السلام عليكم
المصدر: جريدة الشروق الالكترونية .... كلام د.البرادعي سيكون باللون الأحمر .... وتعقيبي سيكون بالأزرق

قال البرادعي خلال المقابلة إن المشكلة ليست فى أن البعض افترى كذبا وليس هذا ما أقلقه، ما أقلقه بل وأفزعه أن هذه الأكاذيب جاءت لتؤكد له عمق الانهيار الذى أصاب منظومة القيم فى بلادنا، وأضاف: «إن الشىء الأساسى الذى اختل بشكل واضح عندنا هو القيم الأساسية. أصبح الدين طقوسا وليس جوهرا».
كلام ناقص : فالمذموم أن يصبح الدين طقوساً ليس "جوهراً ينبني عليه مظهراً وعملاً في كافة مجالات الحياة"

كلنا نشأنا، «مسيحى أو مسلم»، على القيم المشتركة، الصدق، الأمانة، تقديس العمل، السماحة، التضامن الاجتماعى، المحبة، هذا كان الإسلام،
كلامٌ, لا يخرج من ذي لب, متناقضٌ, ذو عِوج بائن جلي
لم تكن لدينا قيادة دينية تتكلم عن إرضاع الكبير
ما شاء الله؟! فلم يسمع د.البرادعي أي كلمة ممن يسميهم قيادات دينية (وهل هناك قيادة دينية في مجتمعنا؟!) إلا "إرضاع الكبير" فالذي يقرأ كلامه يظن شيئين
أن هناك قيادات دينية في بلدنا
أن شغلهم الشاغل دراسة هذه المسألة برسالات من الماجستير والدكتوراه, نظرياً وعملياً

، فى نفس الوقت كانت تكرمنى ملكة هولندا، ويجلس إلى جوارى عالم كبير، نصر حامد أبوزيد، اضطر إلى الخروج من مصر لأن القضاء دخل إلى قلبه ووجد أنه ليس مسلما، وغادر البلاد. هذه كارثة.

يالها من فرية حمقاء وكأنه يظن أن الشعب ينسى التاريخ بهذه البساطة : فلقد كان بحث د.نصر حامد أبو زيد الذي طعن فيه في نظام المواريث المذكور صراحةً في كتاب الله المنزل القرءان الكريم والذي كان مُقدماً للدكتور عبد الصابور شاهين لتقييمه فرفع عليه د. شاهين الدعوى القضائية ورفض البحث ..... فهل هذا دخول إلى القلب يا سيادة الرئيس المرتقب؟

وفيما يلي اختيار وابتعاض لبعض الكتاب بعناية فائقة بحيث يدلس على الناس معاني الآيات ويدعي ضمناً إيمان د. نصر حامد ... ثم يمضي في طريقه لوصف الإسلام وصفاً لا يقترب فيه من قريب أو بعيد من المعنى الشامل للإسلام الذي هو إيمان وقر في القلب وصدقه العمل الذي ينبني على ركائز وأركان أساسية خمسة يُبنى عليه حضارة شاملة بعلمها وعملها اللذان يخدمان البشرية جميعاً في نظام روحي عملي ارتضاه الله للناس كافة وأرسل به خاتم رسله وأنبيائه محمداً صلى الله عليه وسلم.

«وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ»، هذا هو الإسلام كما نعرفه، «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»، هذا هو القرآن يوصيك بالكفار، فما بالك بالمؤمنين؟


لقد حولنا الدين إلى طقوس وفصلنا أنفسنا عن القيم وعن بقية العالم، اليوم حين يكون رجل مسلم اسمه محمد أو أحمد أو على، فهو يتجنب ذكر اسمه، يتعين عليه أن يقول أنا لا أنتمى إلى الجماعة الإرهابية. أصبح الجميع ينظر إلينا نظرة ريبة وشك، لماذا؟ لأن العالم كله يرى صورة الإرهابيين ملثمين ويبررون أعمالهم بالإسلام، ويحتاج الأمر منك إلى سنوات بعد ثبات هذه الصورة فى أذهانهم لكى توضح لهم صورتك، وأن تثبت أن ليس كل المسلمين إرهابيين.
والدى كان رجلا متدينا، يصلى ويصوم، الإسلام كان بالنسبة لنا فى البيت محبة وتسامحا وقدوة، تعلمنا كيف نتعامل مع الفقير، كان لوالدى أصدقاء فى سيدنا الحسين، منهم تاجر مينى فاتورة، صداقات عمر، صداقات طفولة، ما شعر يوما بالتعالى على هؤلاء، كان دائما يجتمع معهم فى محل واحد منهم ويذهبون لصلاة الجمعة أسبوعيا. منهم الأطباء ومنهم أصحاب المحال ومنهم التجار البسطاء، هذا هو الإسلام.

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد فانتبهوا يا أولي الألباب ولا يغرنكم مغالطة منطقية يتلاعب بها السياسيون وهي "عدو عدوي صديق" فهي عبارة لا يمكن تعميمها ولقد تمت تعبئة الشعب مؤخراً من حيث لا يشعرون بهذه العبارة. والأولى إن كان هناك احترامُ للعقول أن تكون القاعدة هي "اختيار أخف الضررين" هذا إن كان فعلاً أخفهما لأنه من المعروف أن عدوٌ ذكي أخطر وأنكى من عدوٌ دون ذلك....
ولا يفهمن منكم أحدٌ أنني مع عدم التغيير ولكني أيضاً لست مع أننا نفرح بالحافلة الفارغة, في زحام الناس المعيي في الحافلات المزدحمة, فنركبها حتى لو لم تكن متجهة إلى ديارنا.

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

السبت، 19 ديسمبر 2009

الحقيقة هل هي حقيقة أم افتراضية

السلام عليكم

الحقيقة الافتراضية أوVirtual Reality
هذا المصطلح مرتبط بمحاكاة الواقع عن طريق استخدام أجهزة ترتبط ببرامج على الحاسب الآلي لتسمح باشرك حواس الإنسان فيما تعرضه على عين هذا الانسان. ومن هذه الأجهزة خوذة الرأس أو غطاء الرأس بحيث يرتديها المستخدم ويستمع للأصوات التي تصدر من العالم الإفتراضي ويكون مع الخوذة نظارات تغطي العينين بشكل كامل وتعرض الصور بشكل ثلاثي الأبعاد يجعل المستخدم يراها وكأنها واقع أمامه. وهناك أيضا قفازات لليدين وحذاء خاص يرتديه المستخدم حتى يتم تحديد موقع اليدين في الفضاء الافتراضي ومكان الشخص من المحيط وكذلك عصا التحكم وغيرها من الأدوات.

وللحقيقة الافتراضية تطبيقات مفيدة جدا في مجالات الهندسة والطيران والعمليات الجراحية ...

الحقيقة هل هي حقيقة أم افتراضية
تخيل أن هناك جهاز متقدم جدا للحقيقة الافتراضية وأنه عندما يقوم الشخص باستخدام هذا الجهاز يعيش في الحياة الافتراضية وكأنه الواقع تماما.

في الحقيقة لا يمكن التفرقة بين حياتنا وبين استخدام هذا الجهاز المتفوق وإن أحدا لا يمكنه الجزم بأن حياتنا افتراضية أم لا.
وهنا يظهر سؤال مهم:
إذا كنا لا نستطيع معرفة هل ما نحن فيه حقيقة أم حقيقة افتراضية فما هو تعريف الحقيقة وما هو ما يفرقها عن الحقيقة الافتراضية؟
وسوف أتكلم عن هذا لاحقا.

لنفترض أننا داخل حقيقة افتراضية:

لنقوم بافتراض أننا داخل جهاز متقدم جدا للحقيقة الافتراضية وأن كل ما نبصره يكون عن طريق ما يعرضه لنا هذا الجهاز. والجهاز متقدم بالقدر الذي يغطي جميع أحاسيسنا من سمع وبصر وشم ولمس ,...

حتى أجسادنا التي نراها إنما هي صورة يبثها لنا الجهاز ليظهر لنا أيدينا وأرجلنا وجميع أجزاء جسدنا كما نراه ولكن هذا ليس جسدنا الحقيقي (بافتراض أن هناك معنى لجملة الجسد الحقيقي!).

ما المعلومات التي يمكن أن ندركها في هذه الحالة:

1- لا بد من وجود مبرمج ومصمم لهذا الجهاز الذي نرى من خلاله كل شيء

2- لا بد من وجود جهاز يقوم باستمرار بعرض ما نراه لا يكل ولا يتوقف ما دامنا نرى أو نشعر بأي شيء وهو يقوم ببث مستمر لكل ما نراه ونسمعه.

3- كل ما نراه داخل هذا العالم الافتراضي ليس موجودا بأصله وانما وجوده معتمد على بثه كمعلومة نشعر بها من الجهاز. فمثلا لا يمكن لشخص أن يرى داخل هذا العالم الافتراضي صورة شجرة فيقول أن الشجرة موجودة بنفسها ولا تعتمد على الجهاز. وإنما الشجرة ما هي إلا معلومة أرسلها الجهاز لنا ولا وجود لها إلا وجود كمعلومة تم بثها من الجهاز.

4- الشيء الوحيد الذي لابد من وجوده هو الجهاز الذي يبث هذه الصور ومصمم هذا الجهاز (وسنطلق على ذلك الوجود وجود أصلى) أما كل ما نراه داخل الجهاز فله طبيعة وجود مختلفة (أقل درجة) يمكن أن نطلق عليها (وجود مكتسب) وهو الوجود المعتمد على بث الجهاز لمعلومة ليظهر لنا كأنه موجود. وهذا النوع من الوجود معتمد اعتمادا كليا على ما يبثه الجهاز.

5- روعة وجمال العالم الافتراضي تعكس عظمة وقوة المصمم لهذا الجهاز. ولكن طبيعة هذا المصمم تختلف عن طبيعة كل ما يتم بثه من معلومات داخل الجهاز فهو مبدع كل هذا. وكل مبدع يختلف في طبيعته عن ما أبدعه. فالشاعر طبيعته تختلف عن الشعر والرسام له طبيعة مختلفة عن لوحاته.

أخطاء منطقية في حالة الحقيقة الافتراضية:

لو افترضنا أننا نستخدم هذا الجهاز المتقدم جدا للحقيقة الافتراضية فإنه يمكن أن نخطئ أخطاء منطقية عديدة:

1- إنكار وجود جهاز أو مصمم للجهاز!!
نتيجة أن الجهاز متقدم جدا لا يشعر الانسان أن ما يبثه الجهاز هو صور أو معلومات وإنما بشعر أنها أشياء حقيقية يتفاعل معها. كل ذلك نتيجة التطور الشديد للجهاز وقوته. ولكن نتيجة شعور الانسان أن الأشياء الافتراضية حقيقية وأن العالم الذي نراه حقيقي يصل البعض إلى نتيجة غريبة وهي أنه لا يوجد جهاز أو مبرمج. ويقول أن الحقيقة هي فقط ما يراه أويشعر به داخل هذا العالم الافتراضي. وهو بذلك أنكر الوجود الأصلي وتشبث فقط بالوجود المكتسب وهذا خطأ فادح.

2- البحث عن الجهاز أو المصمم داخل العالم الافتراضي نفسه!!
من الأخطاء الواردة أيضا هو البحث عن مكان الجهاز الذي يبث هذا العالم الافتراضي أو مصمم هذا الجهاز داخل العالم الافتراضي نفسه.
وهذا مستحيل منطقيا أن يكون الجهاز الذي يبث الصور هو نفسه جزءا من البث!!
وإذا وقع البعض في هذا الخطأ فإنه قد يؤدي إلى الخطأ الأول لأنه لن يمكنه أبدا إيجاد مكان مصمم الجهاز أو الجهاز داخل هذ العالم الافتراضي.

3- محاولة تطبيق قوانين وقواعد العالم الافتراضي على مصمم هذا العالم!!
إن ما نراه داخل هذا العالم الافتراضي ليس إلا مجموعة من المعلومات التي يبثها الجهاز بناءا على ما تم برمجته به عن طريق مصممه.
وإن حركة الأجسام داخل هذا العالم الافتراضي تتم بناءا على ما صممه المبرمج. ومن الخطأ الفادح محاولة تطبيق هذه القوانين على المبرمج نفسه أو صانع هذه القوانين. إن وجود هذه القوانين أيضا وجود مكتسب معتمد على بثه في صورة معلومات مرئية أو مسموعة أو محسوسة بأي حاسة. ولذلك فهي لا تجري على الجهاز الذي يبث أو مصمم هذا الجهاز الذي هو نفسه مصمم هذه القوانين.

ماهي الحقيقة؟

لنناقش السؤال الذي طرحناه من قبل

ما هو تعريف الحقيقة وما هو ما يفرقها عن الحقيقة الافتراضية؟

إن الانسان لا يمكنه أن يميز بين الواقع والواقع الافتراضي إذا تخيلنا وجود جهاز متقدم جدا لعرض هذا الواقع الافتراضي.

إن كلمة افتراضي تفقد معناها في هذا الموقف.

إن الحقيقة الوحيدة المؤكدة في كل الأحوال أن هناك صانع لما نراه وقيوميته تعمل على البث الدائم والمستمر لكل ما نشعر به في كل الأحوال. وأن وجوده (الوجود الأصلي) هو أمر واجب ومسلم به. بل إن كل ما دونه يستمد وجوده من الوجود الأصلي.

والله تعالى هو المصمم الذي صمم كل ما نرى وإنه بقدرته يبث (يخلق) لنا كل ما نشعر به ونراه في هذا العالم.

و جميع المعلومات التي استنتجناها في المثال السابق صحيحة أيضا في عالمنا:

1- لا بد من وجود مبرمج ومصمم لهذا العالم وهو الله تعالى

2- لا بد من أن الله قيوم لنرى كل ما نراه في كل لحظة.

3- كل ما نراه داخل هذا العالم ليس موجودا بأصله وانما وجوده معتمد على بثه كمعلومة نشعر بها.

4- الله الصمد هو الوحيد الواجب الوجود ولا يعتمد وجوده على أي شيء وكل ما دونه يستمد وجوده من الله.

5- روعة وجمال العالم تعكس عظمة الله تعالى. ولكن طبيعة الله تختلف عن طبيعة كل ما خلق الله سبحانه وتعالى.

ويقع بعض البشر في عالمنا في نفس الأخطاء المنطقية السابقة:

1- إنكار وجود الله!!
وقول أن الحقيقة هي فقط ما يراه أويشعر به داخل هذا العالم . وهو بذلك أنكر الوجود الأصلي وتشبث فقط بالوجود المكتسب وهذا خطأ فادح.

2- البحث عن الله داخل هذا العالم!!
لا يمكن أن نرى الله في عالمنا هذا فسبحانه وتعالى خالق هذا العالم ولا يمكن أن يكون جزءا منه.

3- محاولة تطبيق قوانين وقواعد العالم على الله تعالى:
إن الله الذي صمم القوانين التي تحكم كل شيء لا يمكن أن تنطبق عليه هذه القوانين. وإن هذا الخطأ من أكثر الأخطاء شيوعا ذلك أن الانسان حين يعتاد الشيء مرات ومرات يظن أنه حقيقة ولا يمكن عدم وجود هذا الشيء. فمثلا الإنسان في هذا العالم يرى أن كل شيء يجب أن يحويه زمان ومكان. فيظن البعض أن هذا بنطبق على الله خالق الزمان والمكان. ولكن هذا خطأ واضح وهو تعميم في غير محله.

وهنا تظهر الكثير من الأسئلة غير المنطقية مثل:
أين الله؟
ماذا كان قبل الله؟
وما شابهها من أسئلة تحاول تطبيق الزمان والمكان على الله سبحانه وتعالى عما يصفون.


والله أعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

الكون لنا-تأمل في قضية التسخير

السلام عليكم
هل نفهم التسخير حقاً

ثلاثة طبقات للتسخير

1- تسخير الأرض وما عليها من كائنات:
إن خلق الإنسان جاء في نهاية سلسلة خلق جميع الكائنات على سطح الأرض. وعلة ذلك أن الله تعالى هيأ في الأرض نظاماً متكاملاً متوازناً يعج بالحياة بكافة أنواعها حتى تكون في استعداد تام لاستقبال الملك المُتَوج من قِبلِ الله تعالى على كوكب الأرض. وتُعد الأرض نظاماً معقداً يكفل للإنسان أن يجد رزق الله فيها إذا استوفى شرط الحصول على الرزق وهو السعي ثم الشكر على إيجادِ ربِنا لنا نتيجةً للسعي.


قال تعالى في سورة الجاثية (12)
"اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"
صدق الله العظيم

قال تعالى في سورة فصلت (10)
"وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ"
صدق الله العظيم


وقال تعالى في سورة ق (9,8,7)
"أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ * وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ * تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ"
صدق الله العظيم

وقال تعالى في سورة إبراهيم (23)
"اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَّكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَار"
صدق الله العظيم

2- تسخير الكون جميعاً لنا:
المطلع على علم الفلك يعلم بأن التسخير يشمل كذلك دوران الأرض حول الشمس في مدار مناسب تماماً وما يترتب عليه من امداد الأرض بالطاقة وتنظيم الليل والنهار, وذلك بحيث أن هذا المدار لو اتسع قليلا لتجمدت الأرض ومن عليها ولو انكمش قليلاً احترقت الأرض وقاطنيها. ويعلم أن دوران القمر حول الأرض له أهمية بالغة في استقرار الأرض ودرجة حرارتها حتى تكون مستعدة لاستقرار الحياة فيها. أما النجوم فلها دور عظيم في الملاحة بأنواعها على مستوى الأرض ودور أعظم في الحفاظ على استقرار الكون وموازنة التوسع المستمر بتجاذبها المتبادل بعضها لبعض

قال تعالى في سورة النحل (12)
"وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ"

أما النظرة الشاملة للتسخير في الكون أجمع فينبهنا لها الله تعالى إليه في القرءان الكريم

قال تعالى في سورة لقمان (28)
"أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدًى وَلا كِتَابٍ مُّنِيرٍ"
صدق الله العظيم

قال تعالى في سورة الجاثية (13)
"وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"
صدق الله العظيم

وقد اكتشف علماء الفلك وعلماء الكونيات مثل العالم الشهير سير. مارتن رِيس Sir. Martin Rees أن كوننا يتمتع بخاصية غاية في الإدهاش وهي ما تسمى بــــ "الضبط الطفيف" "Fine Tuning" حيث وجد رِيس أن خصائص الكون تتحدد بستة عوامل فيزيائية, وهذه العوامل تتخذ قيماً معينة لابد منها لوجود حياة في الكون فإذا حاد أي منهم عن قيمته حيوداً طفيفاً استحال إعالة الكون للشفرة الحيوية DNA وبالتالي استحالة وجود حياة.
وهذه العوامل باختصار هي
1- Epsilon وقيمته في كوننا هي بالضبظ 0.007 وهي نسبة الهيدروجين الذي تحول إلى هيليوم في الانفجار العظيم (فتق الرتق). وياللعجب فإن هذا العامل لو قلت قيمته إلى 0.006 مثلاً لضعفت القوى النووية الضعيفة وبالتالى لم يُتح للذرات الثقيلة مثل الكاربون اللازم للحياة أن تتكون ولم يُتح للنجوم أن تتكون ولصار الكون كله مليئاً بعنصر الهيدروجين فقط.
أما إذا زادت لقيمة مثل 0.008 فإن كل الهيدروجين سيتحول إلى هيليوم أثناء فتق الرتق ولما تبقى أية ذرات هيدروجين تعطي طاقة اندماجها في النجوم إلى هليوم للكون والحياة فيه.

2- N وقيمته في كوننا هي 1000000000000000000000000000000000000 (1 وعلى يمينه 36 صفراً) وهي نسبة القوة الكهرومغناطيسية في الكون إلى القوة الجذبوية فيه, فلو كانت الجاذبية أضعف قليلاً لما تكونت النجوم ولما أدفأت ولا أنارت كوكبنا ولانحدرت درجة حرارته إلى الهاوية السحيقة بحيث الصمت المطبق فلا حياة!!!. وإذا زادت قوة الجذب الكوني قليلاً لتكونت النجوم سريعاً واحترقت سريعاً لاندفاع كميات رهيبة من الطاقة منها وذلك لكثافتها المهولة التي تسمح بازدياد معدل احتراق وقود النجوم النووي وانتهائه سريعاً. ويترتب على ذلك احتراق أي أثر للحياة أثناء تسرب الطاقة من النجوم سريعاً ثم يخيم الموت الأسود البارد على الكون.

3- Omega نسبة انكماش الكون الناشئ عن الجاذبية في غياب التوسع إلى توسع الكون في غياب الانكماش الناشئ عن الجاذبية
فلو كانت قليلة لاتسع الكون سريعا دون كبحٍ لجماحه وخيمت الظلمة والبرودة على الكون لتتجمد أي حياة !!
ولو كانت أكبر من ذلك قليلا لانكمش الكون سريعاً وعاد إلى انهدام عظيم قبل تواجد الظروف المواتية لخلق أي حياة.

يقول مارتن ريس " لو اختلفت Omega عن الواحد الصحيح بعد ثانية واحدة من الانفجار العظيم بقيمة 1 على مليون بليون (البليون = 1000000000) لما كنت تقرأ مقالتي الآن أيها القارئ العزيز!!"
الأعجب من ذلك أننا الآن وبعد مرور 10 بليون سنة من فتق الرتق مازالت Omega قريبة جداَ من الواحد الصحيح

4- Lambda وهو الثابت الكونياتي Cosmological constant وهذه الكمية هي التي تعبر عن تسارع اتساع الكون والتي يجب أن تكون قيمتها في نطاق ضيق جداً فإذا زادت قليلا لاتسع الكون قبل أن تستقر الحياة المخلوقة على الأرض وكذلك يحدث لو قلت قليلاً فسينهدم الكون بعد قليل من فتق الرتق Big Bang وبالتالي فسيكون كوناً مبتسراً لا حياة فيه!!

5- Q وهي كمية عجيبة تعبر عن مدى عدم انتظام كثافة الطاقة الفائرة عند فتق الرتق وهي تساوي في كوننا (1\100000), فلو كانت هذه الطاقة منتظمة ومتماثلة تمام التماثل لظلت هكذا إلى الأبد ولما تكونت النجوم ولا الكواكب ولما كان يوجد تمايز بين أبعاض الكون وبالتالى لاستحال وجود أية حياة. ولو كانت غير منتظمة أكثر مما هي عليه لعج الكون بالثقوب السوداء التي تجعل النجوم قريبة جداً من بعضها مما لا يتيح تكون كواكب تدور حولها وبالتالي يستحيل وجود حياة.

6- D وهي عدد الأبعاد الفضائية. قد وجد العلماء استحالة وجود حياة إذا كان الكون بعداً واحداً لأنه حسب ميكانيكا الكم فإن الجسيمات في البعد الواحد تمر من بعضها البعض ولا يمكن أن تتماسك بحال. أما في بعدين فيستحيل وجود حياة لأنها لن تستطيع أن تتغذى, تخيلوا معي كائنا ثنائي الأبعاد فإن قناته الهضمية من موضع الفم إلى موضع الإخراج ستقسمه إلى جزئين وتتفكك الحياة التي تعتمد على التغذية. أي كل أنواع الحياة المعروفة.
من ناحية أخرى فنظراً لتعقيد مخ الحياة الذكية (الإنسان) فلا يمكن بحال أن تتكون شبكة عصبية معقدة (كل خلية عصبية ترتبط بـــ 10000 خلية أخرى من أخواتها في مخ الإنسان) في كون ذي بعد واحد أو بعدين اثنين.
أما لو زادت عدد الأبعاد عن 3 أبعاد فضائية فقد وجد بول ايرينفيست المعاصر لأينشتين سنة 1917 أن مدارات الكوكب والالكترونات حول الشموس وأنوية الذرات بالترتيب لن تكون مستقرة وبالتالي يستحيل تواجد أية حياة.

ومن هذا الاستنتاج الرياضي الفريد للعالم الملحد !! مارتن ريس (ومَا يعلمُ جنودَ ربِكَ إلا هُو), ساهم من حيث لا يحتسب في إدارك المؤمنين بالله آياتِ التسخير إدراكاً أعمق, فالكون مصمم بدقة مبهرة بحيث يكون مُهيئاً لاستقبال حياة!! وبالطبع يستحيل اتفاق 6 عوامل حقيقية بالصدفة على هذه التركيبة الفريدة من ضمن عدد لا نهائي من الاحتمالات للقيم المتبادلة للعوامل الست مع بعضها البعض (إثبات الخلق بما لا يدع مجالاً للشك).

3- المحافظة على التسخير - قيومية الله تعالى:
هل فكرت يوماً لماذا تصحو من النوم صباح كل يوم فتجد هناك جاذبية أرضية ولم يحدث مرة في حياتك أن انقطعت خدمة الجاذبية عن منزلك كما تنقطع خدمة الكهرباء بسبب الأعطال الفنية في شركة الكهرباء؟!
هل تفكرت يوماً لماذا لا يزداد ثابت الجذب العام فجأة عشرة أضعاف فتجد نفسط ملقىً على الأرض لا تستطيع حراكاً بل تجد أن الغلاف الجوي قد انضغط جداً حتى صار الضغط رهيباً؟! بل وتجد القمر قد اقترب الينا بحيث يجر معه مياه البحار والمحيطات جراً ليصبح المد رهيباً فتغرق المدن الساحلية. بل وتجد الأرض قد اقتربت من الشمس فازدات حرارتها فوق احتمالنا؟

قال تعالى في سورة فاطر (41)
"إنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِّن بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا"
صدق الله العظيم

هذا مثال واحد لقيومية الله تعالى على تسخير الجاذبية الكونية لنستفيد منها, واترك للقارئ الكريم أن يُطلقَ عنان خياله في تدريب "ما لو؟"

الخلاصة
1-إن الكون بعظمته مسخر لك أيها الإنسان. وهو ليس مسخراً لك لتستخدمه في معصية من سخره لك وإنما هو مسخرٌ لك لتقوم بوظيفتك المحددة بوضوح من قِبل ربك تعالى وهي عبادته, فإن أردت أيها الإنسان أن تستخدم نعمة الله التي لا تُحصى في معصيته, فلتعصه بدون جسدك المملوك لله المسخر لك وبدون كونه المملوك له تعالى المسخر لك حتى تكون قد تحليت ببعض الحياء. فمن قلة الحياء أن تعادي ربك بفضله!

2- ألا تترك أيها المسلم غيرك من الكفار يستعمل تسخير الكون للإنسان في اللهو المحرم وفي الكفر بالله بواحاً, بل الواجب عليك أيها المسلم أن تستعمل تسخير الكون لك في عبادته لتكون قد أديت وظيفتك المفروضة عليك في بحر حياتك في كون الله تعالى.

المراجع:
1-القرءان الكريم
2- Parallel Worlds - A Journey Through Creation....-By Michio Kaku

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

ولكن يناله التقوى منكم

السلام عليكم
سبحان الله العظيم فإن الله تعالى, قد شرع لنا الأضحية محملةً بالعبر النابعة من قصة منشأها, والتي تعلمنا قمة التقوى, هو أمرُ الله خليله إبراهيم عليه السلام بذبح ابنِه الشاب اسماعيل الحبيب إلى قلبه فوجد الله منهما قمة التقوى والإخلاص والخشوع, ففدى الله سبحانه اسماعيل عليه السلام بذبح عظيم في شأنه لأنه فدى تقياً من أعظم الأتقياء. ولقد نجح في الاختبار العظيم الرهيب.

هل نفقه شيئاً من ذلك؟
وللأسف نحن في هذه الأيام التي نعيشها نرى المسلمين يأخذون بقشرة الدين ولا يأخذون بلبه وكلاهما مطلوب شرعاً ولكن قشرة بدون لب هي ضرب من العبث.
فعندما نضحي في عيدنا الأكبر مثلاً يجب أن نستحضر مشهد إبراهيم واسماعيل ونتخيله ونسأل أنفسنا: ماذا لو كنت مكان ابراهيم وكنت بصدد ذبح ولدي؟ أكنت ذاهباً لتقوى الله وذبحه؟ وبهذا التخيل ندرك عظم سلعة الله إلا وهي الجنة وعظم مشقة السبيل إليها. فإن الله تعالى لا يأمرك بذبح كبش في عيدك لقيمة لحومها في الإسلام ولكنه يأمرك لعلتين (والله أعلم):
1- أن تستعيد في ذهنك مشهد ابتلاء ابراهيم واسماعيل العظيم وتقيس مدى تقواك لتقواهم ومن ثم تعرف مقامك في التقوى عند ربك
2- أن تسعد الفقراء الجياع الذين لا يجدون اللحم إلا من عام إلى عام وتؤثرهم على نفسك وتخرج لهما من أضحيتك ما طاب لك.
فهم المستفيدون بلحم أضحيتك وليس الله سبحانه. وأنت المستفيد في تقوية صلة التقوى بينك وبين خالقك ورفع ميزان تقواك عند مولاك

قال تعالى, سورة الحج (37)
"لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ "
صدق الله العظيم



والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم