الأحد، 27 ديسمبر 2009

ثقافة "عدو عدوي صديق"! - دس السم في العسل

السلام عليكم
المصدر: جريدة الشروق الالكترونية .... كلام د.البرادعي سيكون باللون الأحمر .... وتعقيبي سيكون بالأزرق

قال البرادعي خلال المقابلة إن المشكلة ليست فى أن البعض افترى كذبا وليس هذا ما أقلقه، ما أقلقه بل وأفزعه أن هذه الأكاذيب جاءت لتؤكد له عمق الانهيار الذى أصاب منظومة القيم فى بلادنا، وأضاف: «إن الشىء الأساسى الذى اختل بشكل واضح عندنا هو القيم الأساسية. أصبح الدين طقوسا وليس جوهرا».
كلام ناقص : فالمذموم أن يصبح الدين طقوساً ليس "جوهراً ينبني عليه مظهراً وعملاً في كافة مجالات الحياة"

كلنا نشأنا، «مسيحى أو مسلم»، على القيم المشتركة، الصدق، الأمانة، تقديس العمل، السماحة، التضامن الاجتماعى، المحبة، هذا كان الإسلام،
كلامٌ, لا يخرج من ذي لب, متناقضٌ, ذو عِوج بائن جلي
لم تكن لدينا قيادة دينية تتكلم عن إرضاع الكبير
ما شاء الله؟! فلم يسمع د.البرادعي أي كلمة ممن يسميهم قيادات دينية (وهل هناك قيادة دينية في مجتمعنا؟!) إلا "إرضاع الكبير" فالذي يقرأ كلامه يظن شيئين
أن هناك قيادات دينية في بلدنا
أن شغلهم الشاغل دراسة هذه المسألة برسالات من الماجستير والدكتوراه, نظرياً وعملياً

، فى نفس الوقت كانت تكرمنى ملكة هولندا، ويجلس إلى جوارى عالم كبير، نصر حامد أبوزيد، اضطر إلى الخروج من مصر لأن القضاء دخل إلى قلبه ووجد أنه ليس مسلما، وغادر البلاد. هذه كارثة.

يالها من فرية حمقاء وكأنه يظن أن الشعب ينسى التاريخ بهذه البساطة : فلقد كان بحث د.نصر حامد أبو زيد الذي طعن فيه في نظام المواريث المذكور صراحةً في كتاب الله المنزل القرءان الكريم والذي كان مُقدماً للدكتور عبد الصابور شاهين لتقييمه فرفع عليه د. شاهين الدعوى القضائية ورفض البحث ..... فهل هذا دخول إلى القلب يا سيادة الرئيس المرتقب؟

وفيما يلي اختيار وابتعاض لبعض الكتاب بعناية فائقة بحيث يدلس على الناس معاني الآيات ويدعي ضمناً إيمان د. نصر حامد ... ثم يمضي في طريقه لوصف الإسلام وصفاً لا يقترب فيه من قريب أو بعيد من المعنى الشامل للإسلام الذي هو إيمان وقر في القلب وصدقه العمل الذي ينبني على ركائز وأركان أساسية خمسة يُبنى عليه حضارة شاملة بعلمها وعملها اللذان يخدمان البشرية جميعاً في نظام روحي عملي ارتضاه الله للناس كافة وأرسل به خاتم رسله وأنبيائه محمداً صلى الله عليه وسلم.

«وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِى الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ»، هذا هو الإسلام كما نعرفه، «لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ»، هذا هو القرآن يوصيك بالكفار، فما بالك بالمؤمنين؟


لقد حولنا الدين إلى طقوس وفصلنا أنفسنا عن القيم وعن بقية العالم، اليوم حين يكون رجل مسلم اسمه محمد أو أحمد أو على، فهو يتجنب ذكر اسمه، يتعين عليه أن يقول أنا لا أنتمى إلى الجماعة الإرهابية. أصبح الجميع ينظر إلينا نظرة ريبة وشك، لماذا؟ لأن العالم كله يرى صورة الإرهابيين ملثمين ويبررون أعمالهم بالإسلام، ويحتاج الأمر منك إلى سنوات بعد ثبات هذه الصورة فى أذهانهم لكى توضح لهم صورتك، وأن تثبت أن ليس كل المسلمين إرهابيين.
والدى كان رجلا متدينا، يصلى ويصوم، الإسلام كان بالنسبة لنا فى البيت محبة وتسامحا وقدوة، تعلمنا كيف نتعامل مع الفقير، كان لوالدى أصدقاء فى سيدنا الحسين، منهم تاجر مينى فاتورة، صداقات عمر، صداقات طفولة، ما شعر يوما بالتعالى على هؤلاء، كان دائما يجتمع معهم فى محل واحد منهم ويذهبون لصلاة الجمعة أسبوعيا. منهم الأطباء ومنهم أصحاب المحال ومنهم التجار البسطاء، هذا هو الإسلام.

اللهم إني بلغت اللهم فاشهد فانتبهوا يا أولي الألباب ولا يغرنكم مغالطة منطقية يتلاعب بها السياسيون وهي "عدو عدوي صديق" فهي عبارة لا يمكن تعميمها ولقد تمت تعبئة الشعب مؤخراً من حيث لا يشعرون بهذه العبارة. والأولى إن كان هناك احترامُ للعقول أن تكون القاعدة هي "اختيار أخف الضررين" هذا إن كان فعلاً أخفهما لأنه من المعروف أن عدوٌ ذكي أخطر وأنكى من عدوٌ دون ذلك....
ولا يفهمن منكم أحدٌ أنني مع عدم التغيير ولكني أيضاً لست مع أننا نفرح بالحافلة الفارغة, في زحام الناس المعيي في الحافلات المزدحمة, فنركبها حتى لو لم تكن متجهة إلى ديارنا.

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم