السلام عليكم
سبحان الله العظيم فإن الله تعالى, قد شرع لنا الأضحية محملةً بالعبر النابعة من قصة منشأها, والتي تعلمنا قمة التقوى, هو أمرُ الله خليله إبراهيم عليه السلام بذبح ابنِه الشاب اسماعيل الحبيب إلى قلبه فوجد الله منهما قمة التقوى والإخلاص والخشوع, ففدى الله سبحانه اسماعيل عليه السلام بذبح عظيم في شأنه لأنه فدى تقياً من أعظم الأتقياء. ولقد نجح في الاختبار العظيم الرهيب.هل نفقه شيئاً من ذلك؟
وللأسف نحن في هذه الأيام التي نعيشها نرى المسلمين يأخذون بقشرة الدين ولا يأخذون بلبه وكلاهما مطلوب شرعاً ولكن قشرة بدون لب هي ضرب من العبث.
فعندما نضحي في عيدنا الأكبر مثلاً يجب أن نستحضر مشهد إبراهيم واسماعيل ونتخيله ونسأل أنفسنا: ماذا لو كنت مكان ابراهيم وكنت بصدد ذبح ولدي؟ أكنت ذاهباً لتقوى الله وذبحه؟ وبهذا التخيل ندرك عظم سلعة الله إلا وهي الجنة وعظم مشقة السبيل إليها. فإن الله تعالى لا يأمرك بذبح كبش في عيدك لقيمة لحومها في الإسلام ولكنه يأمرك لعلتين (والله أعلم):
1- أن تستعيد في ذهنك مشهد ابتلاء ابراهيم واسماعيل العظيم وتقيس مدى تقواك لتقواهم ومن ثم تعرف مقامك في التقوى عند ربك
2- أن تسعد الفقراء الجياع الذين لا يجدون اللحم إلا من عام إلى عام وتؤثرهم على نفسك وتخرج لهما من أضحيتك ما طاب لك.
فهم المستفيدون بلحم أضحيتك وليس الله سبحانه. وأنت المستفيد في تقوية صلة التقوى بينك وبين خالقك ورفع ميزان تقواك عند مولاك
قال تعالى, سورة الحج (37)
"لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ "
صدق الله العظيم
والله أعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق