الأربعاء، 21 أبريل 2010

الحياة الموهومة

السلام عليكم



تفكرت في معنى الحياة فوجدت عجبا, وجدت الفرق بين الحي والميت, الفرق الحقيقي, لا ما يقوله ذوو بضاعة رخيصة من العلم الجاهل ... عليك بالعلم المهتدي بالله , انظر فيه فستجد أن الفرق ليس جريان دم في عروق وشرايين ولا هو جريان كهرباء في أعصاب وعويصبات!! إن الفرق هو تلك الطاقة التي تفجر الدماء في الشرايين والكهرباء في الأعصاب ... إنها الروح ... نعم الروح ... يالها من كلمة ذات مفهوم عميق عمقًا لا يراه إلا ذوو البصيرة الثاقبة المخترقة لأوهام الدنيا.... تفكر قليلاً في الفرق بينك الآن وبينك في القبر بعد ثوينيات ولا أقول سويعات ... ستجد نضارةَ محياك قد ذهبت ورائحةً منتنة قد فُك أسرُها وحركة دائبة قد خارت ... لماذا كل هذا التحول؟ ... إنها الروح ... قد غادرت هذا الجسد ... وكأن صورتنا في القبر تقول لي ... ها يا صاح!! أتظن أنك نضر الوجه؟! أتظن أنك طيب الرائحة؟ أتظن أن بك حراك؟! لا يا واهم نفسك بنفسك, لا فضل لك في هذا إن كنت فعلا كذاك!! وإلم تكن كذاك فتفكر في سر كل هذا الذي تتوهمه!! إنها الروح ... هل تعرفها؟ هل انت على ألفة معها؟ أم أنك نسيتها؟ أو تناسيتها؟ إن كانت الروح قد نُسيت وراح فكرك يحيلك جسدًا خاوي الروح .... فتجرع تلك الحقيقة المريرة ... إنك تمامًا كهذا الجسد المُتآكل في القبر ... ولكنه ستر الله الذي جعل الناس يظنون فيك نضارة ويتوهمون فيك رائحةً حسنة, ويرونك هم بجريانهم في زمنهم وكأنك تتحرك في مقاليهم ... تأمل في نفسك إن نسيت روحك, والأدهى والأمر تأمل فيها إلم ترها أصلًا, واعلم أنما رقي الروح يُدرك برقيٍ وليس بدناءة ... فإلم تك تشعر بنفخة ربك فيك, فاعلم أنك مَيْتٌ لا تملك إلا دناءة ممزوجة بوضاعة .. لأنك لو كنت تملك رقيًا حقيقيًا لرأيت الرقي برقيك ولذُهِلْت عن الدناءة بسموك ... فالوضاعة لا تملك أن ترى رقيًا....... واعلم أنك إلم ترَ روحك فلن تشعر بربِك نافخِ هذه الروح فيك ... وإلم تشعر بربك وتسبحه وتمجده وتثني عليه وتشكره بروحك تلك التي نسيتها ... فاعلم أنك ميت في مظهر حياة موهومة ... حياة موهومة قد سترك الله بها رغم نسيانك إياه وروحك التي نفخها فيك ...... خذ الأمر بجدية ..... رَ نفسك على حقيقتها إن كنت ناسيًا أصل رقيك .... ستجد عجبًا ...... ستجد الحقيقة التي صنعتها أنت بنفسك بتناسي روحك التي من ديدنها أن تتصل ببارئها باستمرار.. الله العزيز الجبار ... ستجد أن وجهك عظامًا متهالكة منخورة .... ستجد أن رائحتك نتنة مكروهة ... ستجد أن حركتك حركةٌ موهومةٌ في أعينٍ مخدوعةٍ مغرورةٍ.

الخلاصة

ألا يا هذا الذي هو أنا وبعض منك أنت أيها القارئ ... ألا فلا يغرنك الوهم عن الحقيقة ولا الزوال عن المآل ولا الجسد عن الروح ولا المادة عن خالقها العزيز المتعال الذي لا يراه إلا من زكت روحه وعلت وطغت على دناءة جسده, عُد إلى الحقيقة, أزل غِشاوة الأوهام, تمعن في نفسك, في حاضرك ومصيرك , في لبك وظاهرك, لا تكن سطحيًا جافًا فترى المادة الجوفاء دون ربك الذي يمسكها أن تزول ...


اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلًا وارزقنا اجتنابه.

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الاثنين، 19 أبريل 2010

موقف النسبية من ( الكتلة والطاقة, المادة والإشعاع)

السلام عليكم

لقد وجدت اختلاطا جزئيا في هذه المفاهيم الأربعة

الكتلة والطاقة
-----------------
المادة والإشعاع

فوددت إفراد موضوعًا خاصا يشرح العوامل المشتركة والغير مشتركة

1- إن معادلة أينشتين لتكافؤ الكتلة والطاقة هي معادلة للتكافؤ وليست معادلة للتحول !! .... فالتحول معناه اختفاء الكتلة وظهور الطاقة وهذا ليس صحيح ..... فالكتلة لها طاقة والطاقة لها كتلة !! فهما وجهان لعملة واحدة ولا يتحول أحدهما للآخر.
ما معنى هذا الكلام؟! معنى هذا الكلام يمكن شرحه بمثال بسيط
الجسم الذي يسير بسرعة معينة تزداد كتلته حسب نظرية النسبية وهذه الزيادة في الكتلة مضروبة في مربع سرعة الضوء تعطينا طاقة حركته, إذن نحن لدينا كتلة زائدة ولدينا في الآن نفسه طاقة حركة, إذن الطاقة والكتلة هما وجهان لعملة واحدة, موجودان في الآن ذاته.
ولكن قد يسألني القارئ سؤالاً هاماً, ماذا عن هذا الجسم لو توقف نتيجة الاحتكاك, ألن يصدر منه حرارة؟! وهذه الحرارة, جزء منها هو موجات تحت حمراء كالجزء من الطيف الشمسي الذي يشعرنا بالدفئ؟ أقول نعم ولكن هنا لم يحدث تحول من كتلة إلى طاقة لأن الموجات التي انبعثت من إثر توقفه لها طاقة وبالتالي حسب معادلة التكافؤ لها كتلة حركة (نتذكر أن كتلة سكونها = صفر) . إذن ما حدث هنا هو ليس تحول من كتلة إلى طاقة فكلاهما كتلة وكلاهما طاقة, ولكننا إذا أصررنا على استعمال مفهوم التحول فيمكن أن أطرح عليكم مفهوما جديدا وهو تحول الطاقة من صورة محبوسة غير مفيدة (المادة بالمفهوم الكلاسيكي) ,كطاقة نواة قبل انقسامها,إلى صوررة محبوسة أقل
(مجموع كتلتي النواتين بعد الانشطار) + طاقة متحررة مفيدة يمكن استخدامها (الإشعاع) وهي الفوتونات الخارجة من إثر الانشطار النووي
, وتذكروا أيها السادة أن
كتلة الفوتونات + مجموع كتلتي النواتين الوليدتين = كتلة النواة الأم !!

2- حسناً لنأتي لسؤال آخر مهم بعد هذه التقدمة, هل لو فرضنا جدلاً أننا حولنا عملة معدنية مثلًا من طاقة محبوسة (مادة الجسم بالمفهوم الكلاسيكي, ويمكن تعريف المادة بأنها التي لها كتلة سكون غير صفرية) إلى طاقة حرة (إشعاعاً ويمكن تعريف الإشعاع بأنه الذي له كتلة سكون صفرية ولكن له كتلة حركة), فإنه سوف يخرج فرضيا طاقة هائلة مقدارها كتلة العملة المعدنية بأكملها مضروبا في مربع سرعة الضوء؟ أقول الإجابة هي :نعم
ولكن يأتي السؤال الهام هنا, لماذا لا يحدث هذا؟؟
الجواب ببساطة: لأننا لم نتوصل بعد لتقنية تحول كل الطاقة المحبوسة (المادة) إلى طاقة متحررة (الإشعاع) ..... أود أن أشدد هنا أن كل من المادة والإشعاع له كتلة حسب نظرية النسبية
ولكن أقصى ما توصل له العلم هو تحويل جزء من الطاقة المحبوسة (مادة نواة مثلاً) إلى طاقة متحررة (اشعاع صادر عن التفاعل النووي)
وريثما يجد العلم (إن وجد) إمكانية تحويل عملة نقدية بأكملها إلى اشعاع عن طريق ميكانيكية أخرى غير الانقسام والاندماج النووي, أو تطوير فيهما, فإن الجنس البشري, أو بالأحرى المفكرين منهم فقط!!!, سيجدون مصدرا للطاقة يكاد يكون لا نهائيا من الناحية التطبيقية.
أنا على ثقة أن الغرب يسير في هذا الطريق, وإن كنا نريد ألا نكون عبيدا بعد نفاد البترول العربي, يجب أن نتوصل قبلهم لهذه التقنية أو على أقل تقدير لطاقة نووية رخيصة

الخلاصة

1-لا يوجد ما يسمى بتحول الكتلة لطاقة لأن الكتلة لها طاقة والطاقة لها كتلة
2- يوجد ما يسمى بتحول المادة (الطاقة المحبوسة) إلى إشعاع (الطاقة المتحررة) .... ولكن نتذكر أن كليهما لهما كتلة وطاقة وطاقتيهما تتناسب مع كتلتيهما
3- توصل العلم إلى تحويل جزء من المادة إلى إشعاع
4-يمكن نظريا تحويل كل المادة الغير مشحونة إلى إشعاع
5- لم يتوصل العلم إلى 4 تطبيقيًا
6- علينا أن نجد في هذا المجال لأن من يصل إليه أولاً سيسود العالم ومن يتأخر سيُسْتَعْبَد (اللهم قد بلغت اللهم فاشهد)

والله أعلم


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الثلاثاء، 6 أبريل 2010

خواطر مبعثرة 4

السلام عليكم

1-إن تمام علم البشر في إدراك نقصه, فمن توهم الوصول فقد ضل, ومن التزم الطريق فقد وصل إلى تمام علمه المنقوص, فلا تقعدن وتترك السير في الطريق فتجهل, ولا تتوهمن وصولك التام فتضل.

2- إن الجنة نعيمٌ مقيم جزاءًا لصبرِ ساعة, فهلا صبرتها؟!.

3- نكد الدنيا كثير, فإما تصبرن عليه وتفوز بالآخرة وإما تضجر منه ومن الأقدار فتخسر الآخرة والدنيا معًا.

4- يظل كثير من الناس يزينون الدنيا بوسائل اللهو والمرح ويهملون تمهيد طريقهم إلى الجنة, حتى إذا ماتوا فجأة, تركوا ما زينوه, وتعثروا فيما أهملوه.

5- طريق النار مُنشأٌ ممهد, أما طريق الجنة, فلابد لك من إنشائه وتعبيده. فإن لم تشقه بنفسك ولم تعبده, فلن تجد مفتوحًا لك إلا طريق النار.

6- هذا الإنسان عجيبةٌ خصاله, فإنه يرى الموت بأم أعينه كل لحظة في غيره, ثم يمضى باسِمًا عابثًا في بلاهة كأن الموت اقتصر على غيره.

7- الألم هدية من الله ما أنفسها, فإنه جالب للحسنات طارد للسيئات طالما كان فيك, ثم ترى حماقة الإنسان تتجلى في التضجر على هدية ربه الرائعة الجميلة.

8- تخيل أنك علمت أنك ميت بعد ساعة!! وتخيل "ماذا أنت فاعلٌ فيها؟!" ثم قل لنفسك" وما أدراني أني لست بميتٍ بعد نصفها", فهل أنت فاعل ما تخيلته؟ ...

9- قس إيمانك بيقينك فى الآخرة, بنعيمها وعذابها, أكثر من يقينك بما تراه بعينك, تُرى ماذا يكون خلُقُك مع الله ومع الناس لو كنت تحمل في قلبك هذا اليقين.

10- لا شك أن إيماننا مختلف عن إيمان أبي بكر, ولكن سل نفسك بشجاعة!! هل هو اختلاف كم فيحتاج لاجتهاد في ارتقاء سلم الإيمان الصحيح؟ أم هو اختلاف كيف, فيحتاج للبحث أولًا عن الإيمان الصحيح, ثم الارتقاء في سلمه بدلًا من إضاعة العمر والجهد في تسلق سلمٍ وهمي؟!

11- لو صدقنا "حقيقةً" بوجود الآخرة التي لا يفصلها عنا إلا بوابة الموت, تلك البوابة التي لا تظهر لنا إلا عندما ندخلها فجأة, كما نصدق بوجود أنفسنا والعالم المرئي من حولنا, لتغير, ولا ريب, سلوكنا بالكلية.

12- ما نراه ونسمعه ونشمه ونلمسه ونتذوقه قد يكون "حقيقة" أو "حلمًا", عذرًا, لا أجد فرقًا حقيقي, ولكن ما ينبغي أن نصوب نظرنا إليه هو اليقين, فالله يقين والإسلام يقين والموت يقين والآخرة يقين بنعيمها وعذابها, فكل هذا قائم بالدليل والبرهان بل بحاسة الروح, تلك الحاسة الصادقة التي تدرك اليقين مباشرةً دون حائل, غير معتمدةٍ على حواسَ أخرى قد تنخدع أو تخدع. فلا يصرفنك الظن عن اليقين فتكون من الخاسرين!!

13- أولوياتنا مبعثرة, إن لم تكن مقلوبة, فلترتب ما توليه اهتمامك حسب أهميته عند الله وليس عند نفسك أو الناس, فالنفس خداعةٌ فاحذرها وغالبية الناس ماكرون أنانيون فتجنبهم, ثم أعطِ الأهم الأولوية الكبرى واعطِ الأقل أهميةً أولويةً أقل ...

...................

.......................

..............................


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

الأحد، 4 أبريل 2010

الظُلْم

السلام عليكم

الظلم أمرٌ عظيم, له وقع مؤلم على نفس المظلوم, ويجر وبالٌا رهيبًا على الظالم يوم التغابن, فقد قال صلى الله عليه وسلم:
"الظلم ظلمات يوم القيامة"
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2447
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

ألا يعلم الظالم أنه عندما يظن وهمًا إحكامَه الخناقَ على ضحيته و أنه لابد باطشُ بمظلومه, فيجد المظلوم أنه قد أحاط به ظلم ظالمه, فلا يبقى لديه حينئذ إلا الفرار إلى العزيز الجبار بمظلمته شاكيًا إليه ظالمه, وهو أعلم بحاله. وها هنا ينصح رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الظالم فيقول له:
"اتق دعوة المظلوم ، فإنها ليس بينها وبين الله حجاب"
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2448
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

فإن لم يتق الظالم دعوة المظلوم فإن الله يغارُ الله على عبده الذي لجأ إليه وكله ثقة به أنه لابد ناصره وأنه لابد آخذ على يد ظالمه أخذًا يليق بعزته وعدله, فيستجيب بإنصاف المظلوم من ظالمه إنصافًا يليق بجلاله وعدله في الدنيا بالانتقام منه فهو القادر على كل دابةٍ هو آخذ بناصيتها. أما في الآخرة فالأمر جَلل, فإن الظالم يفلس من حسناته ثم يأخذ من سيئات مظلومه كما أخبرنا صلى الله عليه وسلم:
"من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم ، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم ، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته ، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه"
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2449
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


الخلاصة:
أيها المظلوم لا تقنط من عدل الله وإنصافه لك في الدنيا أو الآخرة أو كليهما.
......
أيها الظالم اتقِ دعوة المظلوم ورفع مظلمته إلى أعدل العادلين, فتعض بنان الندم على ظلمك لمظلومك عندما يصيبك ما هو صائبك لا محالة في الدنيا أو الآخرة أو كليهما, وحينئذ لن يمحُ ظلمَك لعباده لا صومٌ ولا صلاةٌ, فإن مظالم العباد لا يغفرها الله إلا عندما يسامحون فيها. ولا تستهن أيها الظالم أبدًا بدعاء المظلوم ...
قال الإمام الشافعي رحمة الله
أتهزأ بالدعاء وتزدريه ... وما تدري بما صنع الدعاء
سهام الليل لا تخطئ و ... لكن, لها أمدٌ وللأمدِ انقضاء

فلتتحللن من مظلمة مظلومك اليوم قبل غد, فإن الموت يأتي بغتة.

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم