الأحد، 25 سبتمبر 2011

الدين بين الشبهات والشكوك


كان يوجد طالب يبحث عن أكبر اساتذة الرياضيات ليتعلم على يديه ويتباعه في محاضراته. بحث عن عالم من بعد عالم واطلع على اعمالهم وابحاثهم وعند كل عالم يجده الطالب يجلس ليفكر: هل هذا هو اكبر علماء الرياضيات؟ وتساوره "الشكوك" بشأن هذا...

إلى أن وجد الطالب يوما اعمالا رياضية عظيمة جدا منشورة في الدوريات العلمية وكانت هذه الأعمال متميزة جدا عن غيرها وأخذت شهادات وجوائز دولية, فنظر فعلا في الأبحاث ووجدها رائعة لا تصدر فعلا إلا عن اعظم علماء الرياضيات في العالم. هنا قلت "شكوكه " جدًا بشأن كونه العالم الأكبر, وجاء قراره في أن يحضر محاضرات هذا الرجل ويدرس كتابه المقرر.

ذهب الجامعة التي يدرس فيها العالم وسأل عن المكان الذي يحاضر فيه فدلوه عليه وعلى اوقات المحاضرات. حضر الطالب المحاضرة بعد المحاضرة فانبهر بعلم الاستاذ ووجد أن الاستاذ فعلا متمكن جدا من هذا العلم إلى حد مذهل, فانتهت وتلاشت "شكوكه" وآمن بأنه يحضر فعلًا للعالم الأكبر.

بينما كان الطالب في إحدى المحاضرات اشتكل عليه ما قاله الاستاذ فحدثت في نفسه "شبهة" ان حل المسألة ليس كما قالها الاستاذ بل أن خطأ الاستاذ يبدو وكأنه لا يخرج من عالم رياضيات فضلًا عن خروجه من أكبر العلماء!!
"ففكر في هذا الشبهة" ... وقال هل من الممكن ان يكون هذا الرجل طبيبًا وليس عالم رياضيات اصلًا؟ ... أم الاحتمال الآخر أن هناك ثمة شئ ما لا أفهمه؟
توقف مع نفسه قليلًا وقال لنفسه: بالطبع لا ... كيف اترك كل ما شهد للرجل من علم من أعماله العظيمة ومحاضراته الرائعة وتدفعني هذه "الشبهة" أن "أشك" في أن الاستاذ ليس هو استاذ الرياضيات العظيم اصلًا؟!  ... الأقرب الى عقلي أن هذه "شبهة" وليست "شك" أي أنني لا افهم هذه الجزئية ولكني لا أشك في علم الرجل.
اذا سأبحث عن حل لهذه "الشبهة" حتى أجده ... وحتى ان لم أجد حلها فسأعتبر أنني من الطبيعي ألا افهم كل ما في مقرر هذا الاستاذ العبقري, ولكن هذا ليست 
له علاقة من قريب او بعيد باعتزازي وإيماني بأستاذي وبعلمه.
.
..
...
الكثير من شبابنا بمجرد أن يجد شيئا ما في الدين يصطدم مع عقله ظاهريا يذهب للشك في صحة الدين كله ... !! مع أن الأولى أن يتهم عقله هو لأنه بالفعل قد فرغ من التحقق وبالتالي الثقة في الدين سابقا وليس من العقل لكل شبهة يشك وينقض الأمر كله !
...
..
.

 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام
 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

ليست هناك تعليقات: