الاثنين، 2 أبريل 2007

وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها

السلام عليكم

عادةً ما نقسم الأشياء في حياتنا إلى أشياء مفيدة وأشياء مضرة وعندما نفكر في الآية الكريمة

في سورة سورة النحل -آية 18
وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الله لغفور رحيم
صدق الله العظيم
أقول عندما نفكر في هذه الآية فإننا بالطبع ما نلبث أن نتفكر في النعم الواضحة التي يغمرنا الله بنا من سمع وبصر واحساس وتذوق وشم وجسم معقد يقوم بوظيفته على أكمل وجه دون أدنى تدخل منا في هذا بل دون أن يكون عندنا أدنى فكرة عما يحدث بداخلنا. وتهب على عقولنا النعم المحيطة مثل الماء والهواء والشمس والقمر والنجوم ... كل هذه نعم رائعة خلقها الله لنا نحاول ان نستحضرها ولكننا نفشل في حصرها كما تعبر عن ذلك الآية الحكيمة بدقة لامتناهية.
ولكن هل فكرنا يوما في أن نتفكر في الأشياء التي نعتبرها "مضرة"؟ هل فكرنا يوما أن نتفكر في أن ندرج هذه الأشياء المضرة (في نظرنا) تحت قائمة نعم الله التي لا تحصى ؟!
إليكم فيما يلي عدة أمثال لأشياء الكثير منا يعدها من النقم لأننا ننظر تحت أرجلنا وفي لحظتنا الحاضرة أما لو نظرنا نظرة فوقية حكيمة لوجدنا معظم مانعده مضراً هو يقدم لنا نفعاً أكبر من ضرره ولو غاب عنا لافتقدناه كثيراً

الأمثلة على سبيل المثال لا الحصر
أ-نعمة المرض
تخيلو معي لو غابت عن الدنيا الأمراض ماذا سيحدث؟ خير أم شر؟
سيقل معدل الوفيات بشدة مما سيؤدي إلى تزاحم الأرض بأعداد هائلة من السكان ومع محدودية الموارد الطبيعية المكتشفة سيؤدي ذلك إلى زيادة معدل الحروب والصراعات على مصادر الثروات (وأهمهما الهواء والماء!!!) وسيؤدي ذلك إلى زيادة معدلات القتل وسفك الدماء والجور والظلم أضعافاً مضاعفة ما نحن فيه الآن

ب-نعمة الضوضاء والشوشرة
إن الديناميكا الحرارية تخبرنا أن انتهاء الشوشرة الإلكترونية والتي تزعج نظم الاتصالات ازعاجاً كبيراً حتى أن مهندسي الإلكترونيات والاتصالات يتمنون لو تزول عنهم هذه الشوشرة. ولو بحثنا في امكانية ذلك لوجدنا أنه لابد من تواجد أحد شرطين أساسين لنيل هذه النعمة
أولهما: أن تنخفض درجة حرارة الوسط الذي نعيش فيه إلى صفر كلفن وهذا يؤدي بالطبع إلى فناء الحياة
ثانيهما: أن تتغير قيمة ثابت بولتزمان إلى الصفر!! وفي هذه الحالة ستخمد الحركة الداخلية لجميع الغازات بما في هذا الغاز المحتوى في الغلاف الجوي وهذا بالطبع سيؤدي إلى سقوط جزيئاته على سطح الأرض وموت البشر جميعاً مختنقين

ج-نعمة النسيان
عادةً ما نتخيل أن النسيان ليس بنعمة ولكن دعنا نفكر قليلاً في أحوال الدنيا , تخيل أنك لا تنسى شيئاً وتتذكر جميع أحداث حياتك .إن معظم ما يتعرض له الإنسان في هذه الدنيا هي آلام وأوجاع فلو أنه تذكر آلامه دائماً لما استطاع أن يحيى حياةً طبيعية أبداً فالحمد لله على نعمة النسيان
د-نعمة الألم
إن الألم لهو من أكبر النعم في حياتنا فلولا الألم لنهشت الأمراض أجسامنا دون أي انذار أن هناك ثمة خطاً أو خطر في الجسم وسيؤدي هذا الى تجاهل سبب المرض وعدم الأخذ بعلاجه مما يؤدي الى تفاقم المرض أكثر وأكثر

هـ- نعمة محدودية الرؤية والسمع
تخيلوا معي أننا نستطيع رؤية كل الطيف البصري ونسمع كل الطيف السمعي!! ماذا يكون الحل حينئذ؟ّ الحال ببساطة أننا سوف نصاب بالهوس العقلى والجنون لأننا لن نتحمل رؤية كل هذه الموجات التي تخرج وتنعكس من على كل شئ حتى موجات الهاتف المحمول فسوف تصيبك بالهياج الشديد حيث سيضئ كل شئ تنعكس عليه هذه الموجات. أما عن سمع كل الطيف فحدث ولا حرج ستسمع حينئذ دبيب النمل وصوت الخفافيش وأصوات كل الكائنات الحية الموجودة على سطح الأرض !! ياله من شئ مؤلم ... فلنحمد الله على نعمه فهو لطيف بنا خبير بضعفنا

الذي يتقدم هي بعض الأمثلة على سبيل المثال مما اسعفني بها عقلى المحدود ... ولكن المجال مفتوح للتأمل ... فلا تحرم نفسك من نعمة التأمل .. فتأمل

والله أعلم

ليست هناك تعليقات: