السبت، 24 مارس 2007

فاتخذوه عدواً

السلام عليكم
يقول الله تعالى في سورة فاطر - آية 6
ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا انما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعير
صدق الله العظيم
سياق الآية يوحي بأننا بالفعل لا نتخذ الشيطان عدواً ولذلك يوصينا ربنا لاتخاذه عدوا. ولكن تُرى لماذا لا نتخذ الشيطان عدوا؟!... ؟
قد تكون الإجابة في هذه الآية الكريمة من سورة الأعراف - آية 27
يا بني ادم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سواتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم انا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون
صدق الله العظيم
ولكن ما السر في أن عدم الظهور لنا هو سبب عدم اتخاذنا له عدواً؟ وما معنى عدم الظهور
عدم الظهور؟
سبب عدم ظهور الشئ هو أحد احتمالين
أ-أننا لا نراه بأعيننا المجرده مطلقاً وهذا يتطبق على شيطان الجن ,فكوننا لا نراه يؤدي لعدم احتسابه كياناً قائماً بذاته بل نعزي ما يوسوس لنا به إلى أفكارنا وخطراتنا ولذلك لا نأخذ موقفاً عدائياً ضده
ب-أنه متخفي بين أشياء مألوفة بالنسبة لنا وهذا ينطبق على كل من شياطين الإنس والجن فشياطين الجن كما أوضحنا تتخفى في أفكارنا وفي خطرات أنفسنا. أما شياطين الإنس فإنهم يتخفون وسطنا عن طريق اظهار انهم متجانسون معنا وأن أفكارهم مشابهة لأفكارنا فلا نتخذ ضدهم موقفاً عدائياً, ويستغلون هم هذا في الوسوسة والتزيين لكل ماهو قبيح وتسميته بكل حسن مألوف حتى لا نتستغربه (يسمون الخمر بغير أسمائها) , أليس كذلك؟
العدو الخفي أشد وقعاً من العدو الظاهر
عندما يكون العدو ظاهراً لنا والأظهر منه عداؤه فإننا نجد من بيننا من يقاومه بكل حماس وثبات أما إذا كان يتكلم بلغتنا ويلبس لباسنا فإننا لا ننتبه إلى وجوده أصلاً ومن باب أولى لانقاومه وقد تنبه أعداؤنا إلى هذه الحقيقة فذابوا فينا وذبنا فيهم حتى لا نحس بشذوذهم عنا وبالتالي لا نقاومهم وهذا هو أساس مايسمى بالعولمة والتطبيع
إن المزية التي يتميز بها الفيروس والتي تجعل من الصعب جداً علاجه هو أنه يتخفي في الخلية بحيث يصبح وكأنه جزء منها غير غريب عنها ويبدأ في العبث بنظام الخلية في صمت ويأمرها بما فيه مصلحته فقط بدون النظرإلى مصلحة الخلية المصابة
الحل
الحل هو اللجوء للمرجع وهو الدين ومقارنة ما ينصحنا به أي كائن ما كان بما أملاه عليه ديننا فإن وافق ما أمرنا به ربنا كان الآمر صديقاً لنا وإن خالفه كان الآمر شيطاناً إنساً كان أم جناً فلا نتبع ما نصحنا به ونعدل عنه إلى أوامر ربنا. فلا ننخدع بالاختفاء سواءاً الحقيقي أو التمويهي الذي يعتمد على تجانس الظاهر معنا ودوماً نعود ونقارن نصائحه وأوامره بالمصدرالإلهي الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه


والله أعلم

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مع قيمة المقال واتفاقى معها جزاك الله خيرا عنها إلا أننى أرى السبب فى اتخاذنا له عدو كائن فى صدر الآيه الكريمة " ان الشيطان لكم عدوا" فارى عدم التوفيق فى مدخل المقال.

و ارى فى الآيه الأخرى معانى كثيرة أود لو تتعرض لها.