الجمعة، 6 يوليو 2007

علاقة الدين بتقدم الأمم وتخلفها

السلام عليكم
أقدم بين يدي القارئ مبحثاً مختصراً في الأسباب المحتملة لتخلف أمة ما تدعي اتباع دين ما. ونضرب ايضاً أمثلة للتوضيح
قبل أن نخوض في الأسباب أود أن أطرح بعض التعريفات الأساسية التي سنستخدمها في مبحثنا هذا
تعريفات لا غنى عنها
الدين
الدين هو نظام ما يسير عليه مجموعة من البشر ينظم لهم كل حياتهم روحياً ومادياً
التقدم
هو حالة يكون فيها الناس سعداء في حياتهم العاجلة والآجلة معاً
التخلف
هو حالة يكون فيها الناس تعساء في حياتهم الآخرة على الأقل

الأسباب المحتملة لتخلف أمة ما تدعي التدين
أولاً:عدم صلاحية الدين ونعني بعدم الصلاحية هنا إما عدم إلهية الدين أو تحريف دين إلهي سواءاً كان التحريف تحريف النص أم التفسير أم كليهما
مثال: أوروبا قبل ثورتها على الكنيسة وتحررها من قبضتها التي هيمنت على كل شئ حتى قوانين الفيزياء فقد حرفتها عن أصلها التي وضعها الله تعالى
ثانياً: عدم اتباع دين الهي صحيح النص صحيح التفسير اتباعاً صحيحا عملاً وقولاً وشعوراً
مثال: جزء من الأمة "الإسلامية" اليوم

ثالثاً: اتباع دين الهي صحيح النص محرف أو مشوه التفسير
مثال: جزء آخر من الأمة "الإسلامية" اليوم
موقف العقل السليم من تخلف أمته التي تدعي التدين
أ-مراجعة دين أمته هل هو دين إلهي أم وضعي (كيفية هذه المراجعة خارج عن نطاق المقال حيث أنه يحتاج لمقال منفصل - انظر مقال القرءان كلام الله المنزل), فإن كان وضعياً فقد علم السبب وعليه أن يتجه لدين الله وليس لدين البشر
ب-أما إن كان إلهياً فليبحث في نزاهة هذا الدين عن التحريف نصاً أو فهماً وعليه أن يثق بأنه سيجد أحد التحريفين على الأقل
جـ-فإن وجد تحريفاً نصياً لا يمكن أن ينقح ويفصل فيه الغث عن الثمين فقد علم سبب التخلف وليعلم أن هذا الدين ليس بدين الله الأخير لأن الله تعالى لن يترك خلقه بدون دليل سليم من التحريف يستدلون به في حياتهم وعليه أن يتجه لدين الله وليس لدين البشر
د- و إن وجد تحريفاً نصياً يمكن أن ينقح ويفصل فيه الغث عن الثمين ويعود لأصله بدون تحريف فليفعل ذلك ليصلح شأن أمته ويدفعهل للتقدم
هـ- وإن وجد الدين سليماً نصاً فليبحث عن فهم الناس له فلابد من خلل فيه
و-فإن وجد الناس يفهمونه فهماً سقيماً مشوهاً فقد علم سبب تخلفهم وعليه أن يصلح من فهمهم
ز- وإن وجدهم يفهمونه فهماً صحيحا فليبحث عن تطبيق الناس له وشعورهم به فلابد أن بهما خلل فليدعو الناس لتطبيق دينهم واستشعاره حتى يتقدموا
موقف العقل الإسلامي السليم من تخلف الأمة الإسلامية الآن
الباحث المنصف المجرد عن الزيغ يعلم علم اليقين أن القرءان منزه عن التحريف وأنه الإصدار الأخير لرسالة الله للعالمين ويعلم أيضاً أن السنة النبوية محفوظة إجمالاً حيث قيد الله تعالى لحفظها علماءاً أفذاذاً استخدموا بل ابتكروا أساليب ومناهج علمية غاية في الرقي كي ينقوا نصوص السنة من أي تحريف فيها بالزيادة أو النقصان
إذن فالعيب أبداً ليس في نصوص الدين الإسلامي. ويجد العقل السليم نفسه أمام إحدى هذين الاحتمالين أو كليهما
الأول: تشويه معاني النصوص وعدم استخلاص المراد الصحيح منها والحل هاهنا هو اصلاح فهم الناس لنصوص الإسلام
الثاني: عدم العمل بالإسلام والحل هاهنا دعوة الناس إلى العمل والجد حتى نفيق من سباتنا
موقف اوروبا من الدين في بداية نهضتها في العلوم التجريبية
واضح من التاريخ أن أوروبا بشكل عام دمجت تصرفات الكنيسة بالدين ولم تبذل مجهوداً في فصل الغث عن الثمين في الدين أو البحث عن دين الله الأخير غير المحرف (الإسلام) فتركت الدين بالكلية فكان الناتج تقدم في العلوم التجريبية وهذا التقدم في هذا الصنف من العلوم فقط لم ينقذها من التخلف وذلك حسب تعريف التخلف المذكور أعلاه
موقف الأمم الغير متدينة من التقدم والتخلف
حسب تعريف التقدم السابق فإن هذه الأمم فقدت سعادة الآخرة على الأقل, فهي أمم متخلفة
والله أعلم

تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

ليست هناك تعليقات: