الثلاثاء، 8 أبريل 2008

تأملات في معنى السعادة

السلام عليكم
تأملت كثيراً في معنى السعادة وفي تعريف جامع مانع لها فلم أجد إلا أنها شعور لا يوصف باللغة بشكل دقيق ولكني بالرغم من ذلك لم استسلم في محاولة الاقتراب من معناها وإن لم أصل إليه.
السعادة شعور داخلي بحت
وجدت أن السعادة هي شعور داخلي بحت. فإن كان شعور الإنسان بالسعادة معتمداً على الظروف التي يتعرض لها فليوقن أنه واهم وأن هذا الشعور الذي يشعره هوأي شئ آخر عدا السعادة
معنى السعادة
وجدت أن معنى السعادة له علاقة بالروح واسرارها فكما قلنا آنفاً السعادة هي شعور داخلي بحت وبالتالي فليس لها علاقة البتة بحالة الجسد ولا المحيط بالجسد (الكون), بل إنها حالة روحية جميلة. إذن السعادة مرتبطة بحلاوة الروح وجمالها
ولكن ما هو الجمال
الجمال المطلق هو جمال الله عز وجل فكل ما صنعه الله عز وجل جميل ارتشافاً من جمال الخالق, والإنسان بحرية إرادته التي وهبها الله له إما أن يتناغم مع هذا الجمال ويحافظ عليه وإما أن يفسده
ولكن كيف تكون الروح جميلة؟
لقد ذكرنا أن الإنسان السعيد هو الإنسان الذي يكون في حالة من جمال الروح وحلاوتها وذكرنا أيضاً أن الله عز وجل هو مصدر الجمال ومرجعيته. إذن السعادة الحقيقية هي حالة من تناغم الروح مع بارئها
قال الله تعالى
"فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُواْ لَهُ سَاجِدِينَ"
صدق الله العظيم
فالله تعالى نفخ فينا من روحه الجميلة وكفل لها حرية الإرادة فإما أن تريد هذه الروح ما يرضى عنه ربُها فتكون سعيدة متناغمة مع بارئها عز وجل فتستمد منه جمالها ويكون صاحبها سعيداً بغض النظر عن حالة الوسط المحيط به من جسد وبشر وكون
قال تعالى
"مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ"
صدق الله العظيم
, وإما أن تريد أن تنشز عن طاعة ربها والإيمان به فتكون في حالة أخرى غير حالة الجمال والبهاء أي تكون في حالة مغايرة للسعادة.
الحب وعلاقته بالسعادة
إن السعادة الحقيقية لا تتأتي إلا من حب من لا يفنى ولا يتركك ويبتعد. كثير من الناس يظنون أن السعادة في حب بشر مثلهم ولكن هيهات هيهات فهذا البشر مفارقك لا محالة إما بحوادث الدنيا وعوارضها وإما بالموت.
السعادة الحقيقية في حب من لا يفنى
إذا تأملنا في علاقة الحب والسعادة فسنجد يقيناً أن السعادة الحقيقية لا تتأتى إلا بحب الذات التى لا تفنى وهو الله عز وجل الباقي الله عز وجل الأول الله عز وجل الآخر. والمحب دائماً يريد أن يتقرب ممن يحب والتقرب من الله لا يتأتى أبداً بمعصيته بل بطاعته ليحدث التناغم بين الروح وبارئها الذي ذكرناه آنفاً
يقول الشاعر
تعصي الإله وأنت تظهر حبه *** هذا لعمري في القياس بديع.
لو كان حبك صادقاً لأطعته *** إن المحب لمن يحب مطيع
الاستنتاج
إذا أردت السعادة فعليك بحب واهب السعادة والتقرب إليه وأعلم أنه ما من مخلوق يستطيع إمدادك بالسعادة فهي هبة من الله عز وجل لمن يتقرب إليه ويطيعه ولا يجعل روحه ناشزاً عن أوامر نافخها فيه فيستمد من جمال الله فتكون روحه جميلة بهية فيكون سعيدا بغض النظر عن الأحوال الخارجة بحلوها ومرها

والله أعلم
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم