الأربعاء، 8 يونيو 2011

حينما يهجرك الناس

 حينها ... تذكر أنك بالنسبة لكل إنسان تعرفه موضوعٌ في درجة أولوية معينة. فإن كنت في صحبةِ وأنس بعيدٍ أو قريب - لا فرق -  وشغله ما هو أولى منك عنده فسيهجرك ولا بد ! ... ولا يُلام على هذا الهجر إنسان فهي طبيعة البشر وسنة الله في خلقه
حينها ... تذكر لحظة مماتك فسيبكي عليك الأقربون ويغسلوك ويكفنوك ثم يقبروك. وما أن دفنوك تركوك وغادروا جميعًا لا فرق في هذا بين أمك وابنتك وأبعد الناس عنك ... الكل سيغادر بلا استثناء ... الكل سيتركك وحيدًا لتلاقي الله تعالى, الله, والله فقط دون أحد من الناس قريبهم وبعيدهم. ولا عجب هنا من هذا الهجر الجماعي! فقد أصبحت بالنسبة لهم جسدًا ميتًا تحت التراب, فبالتأكيد تكون وقتها أقل أولوية عندهم من أي شئ آخر في حياتهم

يمكن أن يستفيد الإنسان من تلك الحقيقة - حقيقة هجر الكل له بعد موته إلا الله تعالى - في أمرٍ هام وهو التيقن بأن الله تعالى كما أنه هو الباقى له فهو كذلك الدائم معه في الدنيا والآخرة. فليأتنس به في الدنيا ولا يترك علاقة أنسه به تكون مؤجلة لما بعد الموت. ولا يكون هذا الائتناس ولا يحصل إلا عندما يجعل الإنسان ربه هو أولى أولوياته في حياته, ولا يكون جزاءٌ لهذا من الله الكريم إلا أن يؤنسه جزاءًا له ويغنيه عن الناس أجمعين فلا يحتاج لؤنس قريب أو بعيد.
وأنس الله لإنسان لا يعطل أنسه لإنسان آخر ائتنس به, فالله تعالى غير البشر فإن كانوا هم يقدمون أولويةً عن أخرى - ولذلك هجرك من هجرك منهم - فذلك لنقصهم وضعفهم, أما الله سبحانه فلا ينشغل بعبدٍ عن آخر
هو ملك الملوك تعالى علوًا كبيرًا ومع ذلك يمن علينا نحن الناس بلقائه والائتناس به وقتما نريد... ما أكرمك يا ربي ومولاي وإلهي العظيم

---------------------------------------------------------------- 

الخلاصة: ائتنس بالله تعالى تُغني نفسك بؤنسه عن الناس وأنسهم

ليست هناك تعليقات: