الجمعة، 19 أكتوبر 2012

هل الفرح بثناء الناس وشكرهم رياء؟


السلام عليكم 

1-أن استحسان الثناء هو من طبيعة النفس البشرية ومن العنت وعدم الواقعية أنه لا يسلم الإيمان إلا بالتخلص منها تماما

2- الرياء في رأيي هو أن يعمل المرأ طاعة أو عملا محمودا شرعا ابتداءا لإعجاب الغير, فيريد في نفسه أن يعجب الناسَ فعلُه الطاعة, أما الشكر الذي يأتي للإنسان ولم يكن غاية من الطاعة, فلا أراها من الرياء

* أرأيتم الغنيمة في الجهاد؟ 
لو خرج المسلم مجاهدا طمعا فيها فهذا مذموم. أما لو خرج المسلم مجاهدا في سبيل الله ثم بعد ان انتهى أتاه نصيبا من الغنائم ففرح بها ... هل يقول عاقل أن هذا مذموم؟

3- النفس الإنسانية لا تستطيع الحياة وحدها ويكون من الشطط أن نفهم قوله صلى الله عليه وسلم "وإن استعنت فاستعن بالله" ألا يطلب الإنسان من الناس أن يساعدوه, ولكن غاية ما في الأمر أنه يعلم أنهم إن هم إلا وسائل لعون الله له ولهم لأنه أيضا كان سببا أن يفوزوا بثواب من ربهم

كذلك هو التقدير والشكر والثناء على العمل الجيد, فهي اعانة نفسية من الناس للإنسان تشحذ همته وتدفعه إلى الأمام, ولو اتجه الإنسان لله بقلبه فحمده على أن أسعده الله بثناء الناس على الخير عنده , فذلك في نظري عين الإخلاص!

قال عليه الصلاة والسلام : أهل الجنة من ملأ الله أذنيه من ثناء الناس خيراً ، وهو يسمع ، وأهل النار من ملأ أذنيه من ثناء الناس شراً ، وهو يسمع .
رواه ابن ماجه وصححه الألباني 

4- تُوجد آيات قرآنية وأحاديث نبوية لا يمكن أن تفسر الا اذا كان الفرح بالشكر والثناء على العمل من الحلال والرزق الطيب, مثل:


قال تعالى ( لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

المعنى الضمني للآية غير المباشر للآية أن حب الإنسان أن يُحمد بما فُعَل ليس فيه حرج

أيضا:
قال صلى الله عليه وسلم

"من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل"
الراوي: أبو هريرة المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 13/246
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح

فلو كان الفرح بالشكر مذمومًا لكان شكر الناس فيه فتنة للناس لنهانا الإسلام أن نشكرهم حتى لا نفتنهم!
لكن المهم هنا أن يتذكر الإنسان كل حين على قدر استطاعته, أن مدح الناس له هو ثناء على نعم الله فيه! فهو لا فضل له في أي شئ يُمدح عليه ولكن الفضل لله
فالفرح بالمدح ليس مذموما ولكن المذموم هو ان يحسب الإنسان أنه "أوتيه على علم عنده!" وينسى فضل الله عليه ولا يشكر الله على نعمه التي استحق بها حمد الناس له 

المراجع

http://www.saaid.net/Doat/assuhaim/180.htm 

 والله أعلم 


 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران 

 تنويه هام
 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

ليست هناك تعليقات: