الاثنين، 3 سبتمبر 2007

تأمل في موقف الإسلام من المتع الحلال

السلام عليكم

إن المسلم في نظر الإسلام هو إنسان له رسالة في الحياة وهذه الرسالة تقتضي التشمير عن ساعد الجد لها ليل نهار. فالدنيا في نظر المسلم دار عمل وموقع المتعة الحلال فيها موقع له هدف وهو دفعه في طريق رسالته وتحفيزه على عمله

موقف الإسلام من المتع الحلال

بالطبع العنوان هنا يدل على المضمون. فالمتع التى أباحها الله عز وجل هي من حق الإنسان المسلم وليس لأحد الحق في سلبها منه أو تحريمها
يقول الله تعالى في سورة الأعراف آية 32

قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الايات لقوم يعلمون

ولكن كما أن الإسلام دين الوسطية في كل شئ فكذلك موقفه من المتع الحلال فهو يوصي بها دون إفراط أو تفريط حيث أن كل منهما يلهي الإنسان عن رسالته. فالتفريط يجعل الإنسان مشتاقاً شوقاً يلهيه عن أساس الحياة وهو تأدية الرسالة والإفراط يجعله قليل العزيمة وذلك بإغراقه فيها حتى ينسى وظيفته ويظن أن الحياة متعةٌ خالصة وبناءاً عليه فإنه لايقدر على جهاد أياً كان نوع هذا الجهاد بدأً من جهاد النفس مروراً بجهاد العلم والعمل وانتهاءاً بجهاد النفس

التفريط في المتع الحلال - مغالاة مضرة بالفرد والمجتمع

تروي لنا السنة الصحيحة هذه الحادثة

- أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال بعضهم : لا أتزوج النساء ! وقال بعضهم : لا أكل اللحم ! وقال بعضهم : لا أنام على فراش ! وقال بعضهم أصوم فلا أفطر ! فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ما بال أقوام يقولون كذا وكذا ، لكني أصلي وأنام ، وأصوم وأفطر ، وأتزوج النساء ، فمن رغب عن سنتي فليس مني
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 3217


الإفراط في المتع الحلال: أمثلة

1- الطعام والشراب

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن ، حسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه ، فإن كان لا محالة : فثلث طعام ، وثلث شراب ، وثلث لنفسه
الراوي: المقدام بن معد يكرب - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن مفلح - المصدر: الآداب الشرعية - الصفحة أو الرقم: 3/183

فالمسلم عندما يوفي حاجته من الطعام دونما اسراف يكون قوياً خفيفاً بعيداً عن أمراض كثيرة

2- متعة النوم

المتأمل في وقت صلاة الفجر يجد عجباً يجد أن هذا الوقت هو من أحلى أوقات النوم في الليل ولكنه يجد أن الإسلام وكأنه ينبه المسلم "مهلاً مهلاً" لا تغرق في متعة النوم فأنت دائماً تحتاح للاخشوشان كي تؤدي رسالتك. إن الإسلام يأمر الإسلام أمراً أن يقوم من هذا النوم الجميل ويقف في الصف في الصلاة كأنه في جهاد , بل هو في جهاد, ثم لاحرج بعد أن ينهي الصلاة أن يكمل نومه. ولكنه لم يتركه ليغرق في متعة النوم حتى يحافظ عليه دائماً مستعدا للجهاد في شتى مجالات الحياة

وكذلك وضع الله تعالى سنة لها شأنها في الإسلام وهي سنة قيام الليل

فتأمل

3-متعة النساء
إن الله عز وجل قد وضع قيدين على هذه المتعة . حتى لا يغرق المسلم فيها كما غرق الغرب الذين فعلوا كل شئ في هذا الصدد حتى أنهم أخذوا يبحثون عن متع جديدة بلا توقف. فالنفس الإنسانية لا تشبع أبداً إذا لم تُفطم

أ- وضع الإسلام قيداً مكانيا في هذه المتعة
وهو تحريم إتيان الزوجة في الدبر
قال تعالى في سورة البقرة آية 223
نساؤكم حرث لكم فاتوا حرثكم انى شئتم وقدموا لانفسكم واتقوا الله واعلموا انكم ملاقوه وبشر المؤمنين

وهذا التعبير الذي يحمل في طياته الأدب الجم يوجه المسلمين أن إتيان الزوجة لا يكون إلا من مكان الحرث وهو مكان الولد

ب- وضع الإسلام قيداً زمانياً في هذه المتعة
وهي عدم إتيان الزوجة في فترة الحيض

قال تعالى في سورة البقرة آية 222

ويسالونك عن المحيض قل هو اذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن فاذا تطهرن فاتوهن من حيث امركم الله ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين

الاستنتاج

الإسلام يريد أتباعه غير محرومين من متع الحياة (فلا رهبانية في الإسلام) وذلك حتى يكونوا أسوياء ويستطيعون تأدية رسالتهم في الحياة على أكمل وجه وهو أيضاً لا يريدهم أن يُغرقوا أو يَغرقوا في هذه المتع حتى لا يصابوا بالميوعة والوهن النفسي ونسيان الرسالة الأصلية وحتى يعلموا جيداً أن ما أحله الله لهم من متع هي وسائل لتأدية الرسالة وليست غايات تُطلب لذاتها

والله أعلم

تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

ليست هناك تعليقات: