الثلاثاء، 13 نوفمبر 2007

الثبات والتغير - والمطلق والنسبي في الإسلام

السلام عليكم
العقل حاسوب عجيب
إن الحاسوب يتكون من شقين لاغنى لأحدهما عن الآخر الشق الأول هو الدوائر الالكترونية والشق الآخر هو نظام تشغيل الحاسوب . ولكي يُستخدم الحاسوب لابد له من برامج يتم تنصيبها في اطار نظام التشغيل الموجود. ويمكن تشبيه العقل إلى حد كبير بالحاسوب المعقد فهو لا بد له من دماغ ونظام تشغيل ولابد له أيضاً من برامج مفيدة

لا يعلم نظام التشغيل الملائم إلا الله
إن من البديهي ألا يعلم حق العلم نظام التشغيل الملائم للحاسوب إلا صانع هذا الحاسوب والله تعالى هو خالق الإنسان وخالق دماغه
قال تعالى
ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير
صدق الله العظيم

الإسلام نظام تشغيل المسلم -- نظرة تيسر فهم الثابت والمتغير في حياة المسلم

في الحقيقة الإسلام ليس ثابتاً ككل وليس متغيراً ككل. فالإسلام نزل لتنظيم حياة الإنسان والإنسان فيه الثابت والمتغير فالثابت في الإنسان هي خصائصه الداخلية مثل شهواته مثلاً فلا يستطيع أحد أن يقول بأن شهوات الإنسان في العصر الحالي قد تهذبت عنها في العصور الماضية.
والمتغير في الإنسان هو بعض الظروف المحيطة وهذا الموقف هو الذي قيل فيه حديث "أنتم أعلم بشئون دنياكم" ولذلك يمكن اعتبار الإسلام كنظام تشغيل للحاسوب هذا النظام فيه الثابت الذي ان زال عنه يفسده وفي نفس الوقت هذا النظام يسمح لتنصيب اية برامج اخرى مفيدة لحياة البشر (المصالح المرسلة) بحيث أنه لا يحدث تعارض بين هذه البرامج ونظام التشغيل الأصلي

فالإسلام أشبه باللوحة التى وضعت في اطار ورسمت بعض اجزاء اللوحة (بحيث لا يُمكن ان نرسم فوقها) وترك بعض اجزائها ليرسمه الناس وطبقاً للمتجدد في حياتهم ولولا هذا النظام الفريد لما صلح الإسلام لكل زمان ومكان

المطلق والنسبي في الإسلام

أما عن مسألة المطلق والنسبي فهي كذلك وظفت من أجل عالمية الإسلام فهناك من النصوص ما وُضع ليفهم فهما واحدا لا غير وهناك وُضع ليسمح بتعدد الأفهام.
فالله تعالى لو أراد أن يجعل كل النصوص تُفهم فهما واحدا لفعل ولكنه أعطى بحبوحة وسماحية لاختلاف الأفهام نتيجة لاختلاف البيئات أو حتى الاختلافات الشخصيات أن تفهم أفهاما مختلفة من نفس النص طالما لم يكن هذا معارضاً لنص اوثق او لأصول اللغة والمنطق ولولا هذه المرونة في النصوص (وأغلبها من الفروع) لما صلح الإسلام أن يكون دينا عالميا يصلح لكل زمان ومكان

والله أعلم

تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

ليست هناك تعليقات: