الأربعاء، 28 فبراير 2007

الصلاة أهم أنواع الاتصال

السلام عليكم
إن المتأمل في الكون المادي يجد أن الاتصالات بين أجزائه هي قوامه وعصب حياته! فلا يمكن للجزء أن يصلح بدون التفاعل والاتصال مع الأخرين . فأجزاء الكون من مادة (حية وميتة) واشعاع لا يكون لها أدنى قيمة بدون الاتصال مع غيرها على اختلاف انواع هذا الاتصال ومسمياته
ولكننا إذا نظرنا نظرة أعم وأشمل نجد أن الاتصالات يمكن أن تصنف في نوعين
أ- اتصال بين المخلوق والمخلوق.وهذا النوع بدوره ينقسم إلى عدة أنواع فرعية
أولاً: اتصال النفع النفع. وهذا النوع هو افضل انواع الاتصال فهو يتيح لطرفي الاتصال النفع المشترك
ثانياً: اتصال النفع الضرر. وهذا يُعَدُ من أسوأ أنواع الاتصال حيث أن الطرف الأول يكسب على حساب ضرر الآخرين وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن هذا بقوله
لا ضرر ولا ضرار
ثالثاً: اتصال الضرر النفع وهو أن يتضرر الطرف الأول في سبيل نفع الطرف الأخر وقد يكون هذا من أفضل أنواع الاتصال إذا كان هذا الضرر الذي يتضرره الطرف الأول ليس في دينه وكان لا يتحقق نفع الطرف الثاني إلا بضرر الطرف الأول
قال الله تعالى في سورة الحشر - آية 9
والذين تبوؤوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون
صدق الله العظيم
رابعاً اتصال الضرر الضرر ويكون الضرر مشتركاً وهو اتصال من لاعقل له وهو أسوأ أنواع الاتصال بلا جدال
ب-اتصال بين المخلوق والله عز وجل وهذا النوع من الاتصال على خلاف النوع الأول لا يقع فيه النفع والضرر إلا على الطرف الأول وهو المخلوق والاتصال يتم من الخالق عز وجل عن طريق هدايتنا إلى سبيل نجاحنا في الدنيا والأخرة وذلك ممثلاً في كتبه التي أرسل بها رسله وممثلاً في أفعال رسله وأقوالهم لنا ويتم من المخلوق بالاستجابة لهذه الهداية فتجلب له خيراً وفيراً أو إهمالها فتجلب له شراً مستطيرا
قال تعالى في سورة الأنعام - آية 104
قد جاءكم بصائر من ربكم فمن ابصر فلنفسه ومن عمي فعليها وما انا عليكم بحفيظ
صدق الله العظيم
وقد شرع الله عز وجل لنا نعمة عظيمة لنكون دائمي الاتصال به لنشكره ونرجوه ونطلب منه ما نشاء وهي الصلاة والدعاء وعلمنا كيف نقوم بهذا النوع الرائع من الاتصال نعمةً منه علينا, فيالها من نعمة أن يتيح لنا ملك الملوك أن نلتقي به خمس مرات يومياً لنكلمه وندعوه ونضرع بين يديه سبحانه. ومن رحمته سبحانه بنا ولأن كثير منا لا يعلم ماينفعه وما يضره فلقد فرض علينا الله الصلاة فرضاً وفي مواعيد محددة حتى نتلقى منه جرعة تحيينا خمس مرات يومية لتكون هذه الجرعة دواءا لنا من كل مُْهْلِك
قال الله تعالى في سورة النساء - آية 103
فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فاذا اطماننتم فاقيموا الصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا
وقال في سورة سورة الأنفال - آية 24
يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم واعلموا ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون
صدق الله العظيم
وأهدى لنا الله تعالى أيضاً نعمة لا تقدر بثمن وهي أنه أنزل علينا كلاما منه بلغة نفهمها . لقد رحمنا الله رحمة عظيمة عندما أنزل علينا قرءاناً يقرأ بلغة نفهمها لكي نتخذه نوراً يهدينا إلى الطريق القويم
قال تعالى في سورة النور - آية 40
او كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور
صدق الله العظيم
والله أعلم

فلنكن مثل شعاع ضوء


السلام عليكم

هل لاحظتم من قبل أن شعاع الضوء لايُرى؟! إنها حقيقةٌ فيزيائية, فنحن نرى بالضوء ولا نرى الضوء. تخيل أنك ترى زهرة أمامك, ما وسيلة نقل شكل الزهرة إليك؟ إنه الضوء! ولكن هل رأيت الضوء نفسه الخارج من الزهرة؟ لا, إنك رأيت ما يحمله لك من معلومات تحتاجها عن الكون المحيط بك ولم تره هو ذاته.

لو كان هناك شعاعا ليزري يمر من جانبك لما رأيته أبدًا. في حالة وجود ذرات من التراب محمولة في الهواء, فإنك حينها ترى الذرات الترابية بفضل تشتت الضوء عليها وإظهاره لها!, ولكنك أيضًا لم ترَ الشعاع!

إذًا فالضوءُ "يمكنك" من رؤية الأشياء دون أن "تراه"!

إننا نستطيع أن نتعلم من شعاع الضوء دروساً مهمة وهي
==========================

أ- أن نخلص في عملنا وأن نساعد الآخرين لوجه الله تعالى ونتفانى من أجلهم دون سمعة أو رياء

ب-أن نتعلم أن أعظم ما يؤثر في حياتنا غالباً لانراه وأن عظمة الشئ في تأئيره وليست في مظهره

ج- أنه من الحماقة ألا نعد مالايُرى ليس له وجود وإنما ما ليس له وجودٌ حقًا هو ما لايؤثر في من حوله

فلنكن مثل شعاع الضوء
, نساعد الآخرين ونأخذ بأيديهم إلى الخير ونبعدهم عن الشر قدر إمككاننا دون طلب أجر منهم أو سمعة أو ظهور

قال تعالى في سورة الأعلى من الآية 17 إلى 21
"وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى *الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى *وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى *إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى *وَلَسَوْفَ يَرْضَى"
صدق الله العظيم

والله أعلم

الاثنين، 19 فبراير 2007

النصر الفكري

السلام عليكم
مقومات نصر المؤمنين
إن المتأمل في آيات شروط نصر المؤمنين على ماعداهم في القرءان الكريم لا يكاد يجد أن النصر كان أبداً مرهوناً بالعدة والعتاد. إنما يجد أن ناموس النصر هو أن النصر من عند الله كما قال الله تعالى في سورة آل عمران - آية 126
وما جعله الله الا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم
صدق الله العظيم
وحيث أن النصر من عند الله فحتماً سترجح كفة المؤمنين على غيرهم لأن الله معهم
كما قال تعالى في سورة محمد - آية 11
ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم
صدق الله العظيم
وبالتالي يكون من البديهي أن الفئة قليلة العدد (كثيرة الإمكانيات بحوزتها قوة الله معها) هي لا بد منتصرة على أي فئة وإن كثر عددها وقل زادها من عون الله وتوفقيقه كما قال تعالى في سورة البقرة -آية 249
فلما فصل طالوت بالجنود قال ان الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فانه مني الا من اغترف غرفة بيده فشربوا منه الا قليلا منهم فلما جاوزه هو والذين امنوا معه قالوا لا طاقة لنا اليوم بجالوت وجنوده قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله والله مع الصابرين
صدق الله العظيم
وقد وضع الله تعالى في كتابه الكريم الحد الأدنى لعدد المؤمنين الذين في المواجهة حتى يأخذ المؤمنون بالأسباب ولا يتهاونوا فيها كما قال تعالى في سورة الأنفال - آية 66
الان خفف الله عنكم وعلم ان فيكم ضعفا فان يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مئتين وان يكن منكم الف يغلبوا الفين باذن الله والله مع الصابرين
صدق الله العظيم
ولكن دعنا نطرح سؤالاً. هل النصر ومقوماته المذكورة آنفاً مقصورة على النصر المادي في أرض المعركة أم ينسحب المعنى على مفهوم أعم للنصر في في مفهوم أعم للمعركة؟
قيام الحضارة الفكرية الإسلامية
عندما نتأمل في العبقريات الإسلامية كعبقرية الإمام الشافعي في ذاكرته الفوتوغرافية أو عبقرية ابن الهيثم الذي اكتشف أساسيات بل أغوار علم الضوء قبل مثله من غير المؤمنين بالعديد من القرون أم عبقرية خالد بن الوليد في التخطيط الحربي التي تفرد بها في التاريخ أم عبقرية الإمام على الرياضية الحسابية المتفردة في نوعها وفوق كل هؤلاء عبقرية إمام الناس أجمعين رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في الدعوة والتخطيط وكل مجالات الحياة . أقول عندما تتأمل في كل هذا تجد أن العامل البشري فيها لا يشكل الكثير منها ولكن يقتبس كل هؤلاء العظماء من نور علم الله باتصالهم به عن طريق اتباع أوامره واجتناب نواهيه والرجاء في ثوابه والخوف من عقابه.
ولا يغرنكم ما وصل إليه غير المؤمنين من تقدم علمي فهو والله عين التخلف نسبةً لما كان سيصل المسلمون إليه من تقدم لو أنهم استمروا في عبادة ربهم حق عبادته
يقول الله تعالى في سورة النمل الآيات من 41 إلى 43
قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لا يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ
صدق الله العظيم
النصر الفكري
الآن بعد هذه التوطئة أعد قراءة الجزء الأول من المقالة المتعلقة بمقومات النصر تجد عجباً. تجد أنه يمكن تطبيق هذا المبدأ العام على ما أسميه النصر الفكري والذي يشحذ الإيمان فيه عقول المؤمنين كما يشحذ قلوبهم وأن المؤمن بالله حقاً يمده الله تعالى بالعلم والفكر والإبداع مداً ولا يتحدد ذلك بمقدار المجهود العقلى الذي يبذله طالب العلم المؤمن فقط بل يمده الله بمدد من الأفكار والإبداع بلا حدود وكل ما هو مطلوب من طالب العلم المؤمن عدة أشياء مهمة
شروط النصر الفكري
أ- أن يؤمن بالله حق إيمانه
ب-أن يثق في نصر الله وألا ييأس من فرج الله وأن يصبر حتى يأتيه وأنه هو الأعلى بإيمانه
وقد قال الله تعالى فيما يخص الشرطين الأول والثاني في سورة آل عمران - آية 139
ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين
صدق الله العظيم
ج- أن يبذل ما في وسعه من تحصيل العلم والتفكير- فقد قال الله تعالى في سورة محمد - آية 7
يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم
صدق الله العظيم
فلم يشترط الله الكم هنا ولكن اشترط أن ننصر الله حق نصرته بإن نبذل كل ما في وسعنا
فإن حقق العالم المؤمن هذه الشروط صدق فيه قول الله تعالى في سورة الأنفال - آية 60
واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم واخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف اليكم وانتم لا تظلمون
صدق الله العظيم
واستحق نصر الله بجدارة وبلا منازع. ولا يخفى على مفكر أن القوة في عصرنا الحالي هي في المرتبة الأولى القوة العقلية والتي بها تنتج كل أنواع القوة . فإن بذل المؤمن في مجال العقل كل ما يستطيع. ضمن النصر بإذن الله مهما اتسعت الهوة العلمية بينه وبين غيره من غير المؤمنين بالله
د-وأخيراً وليس آخراً ألا يغتر بقوة الفكر عندما ينعم الله بها عليه وإلا لذكره الله بأن هذه القوة ليست من عنده وإنما من عند الله وذلك بنزعها منه. قال تعالى في سورة التوبة - آية 25
لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين اذ اعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الارض بما رحبت ثم وليتم مدبرين
صدق الله العظيم
الاستنتاج
الفكر كغيره من المجالات يتفوق المؤمنون فيه بما يمدهم الله به من جلاء في الأفهام وقوة في القرائح وهذا وعد من الله الذي لا يخلف وعده.
والله أعلم

الأحد، 4 فبراير 2007

المرجعية وأهميتها

معنى المرجعية
هو الرجوع إلى المرجع في كل عمل وعدم الانحراف عنه ويمكن تفصيل آلية المرجعية في خطوات كالتالي
أ-هي أن يرجع النظام إلى المرجع ليقارن نفسه به
ب-يلاحظ مدى انحرافه عن المرجع
ج-يستفيد بهذه الملاحظة ويبني عليها عمل تصحيحي يؤدي لتقليل انحرافه عن المرجع
د-أن يكون العمل التصحيحي مناسب وفي وقته فلا يكون أقل مما ينبغي ولا مبالغ فيه ولا يكون في وقت غير مناسب
و- يعود مرة أخرى إلى المرجع ليختبر صحة الخطوات السابقة وهكذا لكل عمل
أسباب فساد العمل
هي ببساطة واحد على الأقل من هذه الآتي
أ-غياب المرجع بالكلية
ب-عدم نقاء المرجع أو عدم ثباته وقد يكون المرجع نقياً وثابت ولكن يوجد في طريقه ما يحرفه أو يشوشه أو يقطعه وهذا يؤدي إلى نفس النتيجة
ج-عدم الرجوع إلى المرجع
د-عدم القدرة "أو عدم الرغبة" على ملاحظة مدى الانحراف عن المرجع
ه- عدم الاستفادة بملاحظة الانحراف عن المرجع وذلك بألا يُبنى عليه عمل تصحيحي
و-عدم الاعتدال في كم وكيف ووقت العمل التصحيحي وذلك يؤدي إلى عدم استقرار النظام لأنه سيكتشف في الخطوة القادمة أنه أقدم على عمل غير مناسب فيحاول تصحيح هذا بعمل غير مناسب أيضاً في الاتجاه المعاكس ويؤدي هذا إلى عدم الاستقرار بل إلى التذبذب
ز-عدم العودة مرة أخرى إلى المرجع لاختبار مدى صحة الخطوات السابقة
تطبيق مفهوم المرجعية في العلم
هذا ما يُسمى بأنظمة (التغذية العكسية السالبة) وهي تغذية عكسية لأن النظام يعود بمعلومة العمل الذي عمله إلى المرجع ليقارنه به وهذا المرجع يجب أن يكون محدداً ويتميز بالنقاء وهي سالبة لأن هذه العملية تؤدي إلى نقصان الانحراف وليست زيادته ويفسد هذه الأنظمة واحد على الأقل من المفسدات المذكورة أعلاه
تطبيق مفهوم المرجعية في حياة الناس
المرجع في حياة الناس نوعان
أ-مرجع من تأليف الناس وهذا مرجع غالباً لا يؤدي إلى الاستقامة حيث أنه يمكن أن يتغير أصله مع الزمن بدون إحساس الناس لهذا التغير وقد قال الله تعالى في سورة الفرقان - آية 43
ارايت من اتخذ الهه هواه افانت تكون عليه وكيلا
صدق الله العظيم.
ويشذ عن ذلك أن يكون هذا المرجع البشري له مرجعية عليا إلهية وذلك مثل ابتداع الناس لقوانين لا تتعارض مع الدين بل وتتفق مع روحه مثل قوانين المرور وغيرها
ب-مرجع الإله الخالق ويتميز هذه المرجع بأنه
أولاً:محايد وغير محابي لجهة على أخرى
ثانياً:يتكفل الله بتجديده عندما يحرفه الناس أو عندما يفقد صلاحيتها لحياة الناس ويتكفل بحفظه من التحريف إذا كان آخر مرجع للناس إلى يوم القيامة
ثالثاً:أن مصدره هوالله الذي خلق الإنسان وهو أدرى به وبالمرجع الذي يصلح له
رابعاً:أنه كما أن منشأه من جهة أعلى من الإنسان فإن المرجعية التي تستخدمه تؤدي بالناس إلى غاية أسمى من الحياة الدنيا وهي الجنة
ما يفسد مرجعية الناس المبنية على المرجع الإلهي وهو الدين هو ما يفسد أي مرجعية كما هو مذكور أعلاه ويمكن تخصيصه كما يلي
أ-غياب الدين بالكلية
ب-وجود ما يحرفه (حرفياً أو تفسيراً أو استخدام أوامره في غير مواضع استخدامها المرادة من الله) وقد قال الله في سورة المائدة - سورة- آية 13
فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظا مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم الا قليلا منهم فاعف عنهم واصفح ان الله يحب المحسنين
صدق الله العظيم
أو يشوشه (يلصق به ما ليس منه ويقنع الناس أنه من الدين) أو يمنع من وصوله للناس ويحدثنا الله عن هذا بقوله في سورة البقرة - آية 114

ومن اظلم ممن منع مساجد الله ان يذكر فيها اسمه وسعى في خرابها اولئك ما كان لهم ان يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خزي ولهم في الاخرة عذاب عظيم
صدق الله العظيم
ج-عدم الرجوع إلى الدين
د-عدم القدرة "أو عدم الرغبة" على ملاحظة مدى الانحراف عن الدين
ه- عدم الاستفادة بملاحظة الانحراف عن الدين وذلك بألا يُبنى عليه عمل تصحيحي (وهذا يقع فيه الكثير من الذين يعلمون ولكن لا يطبقون) فلنحذر من هذا لأنه سبيل النفاق
و-عدم الاعتدال في كم وكيف ووقت العمل التصحيحي (التطرف!) ويكون نتيجة لهذا عدم الاستقرار بل والانهيار في بعض الأحيان
ز-عدم العودة مرة أخرى إلى الدين لاختبار مدى صحة الخطوات السابقة وعدم المداومة على اتخاذ المرجعية في كل عمل
والله أعلم

معنى الخلق

السلام عليكم
الخْلْقُ - في كلام العرب - ابتداع الشئ على مثال لم يسبق إليه
الخلق نوعان
خلق يستطيعه الأنسان
وهذا ما نسميه الاختراع وهو ابتداع شيئاً ما لم يسبق إليه أحد من الناس أو ابتداع فكرة جديدة لم يبح بها أحد من الناس
قال تعالى في سورة الصافات - آية 125
اتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين
صدق الله العظيم

خلق لا يستطيعه إلا الله
ولتمييزه عن خلق الإنسان فهو مالايستطيع غيره سبحانه عن حتى تكراره مرة أخرى أى يبدأ بنقطة البداية التى بدأ منها الله وينتهي إلى النقطة التي انتهى إليها الله وإن اختلف اسلوب الخلق
وهما على سبيل المثال لا الحصر شيئان
أ-خلق الكون حيث أنه يتميز بخلق مادة الكون وتشكيلها وخلق القوانين الطبيعية التي تحكمها ولايخفى أن الإنسان ولا غيره يستطيع أن يكرر هذا
ب-خلق الحياة من الموت
وهو تحويل العناصر الخالية من الحياة إلى كائن حي ويبدو لي أنه يوجد حاجز من قوانين الطبيعة يمنع الإنسان مهما تطورت تقنيته أن يفعل ذلك
قال تعالى في سورة الروم - آية 20
ومن اياته ان خلقكم من تراب ثم اذا انتم بشر تنتشرون
صدق الله العظيم
وتحدى الله العالمين من يوم نزول القرءان إلى يوم القيامة بقوله في سورة سورة الحج - آية 73
يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب
صدق الله العظيم
ولقد جمع الله تعالى هذين النوعين من الخلق في آية واحدة في سورة الأنبياء - آية 30

اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون
صدق الله العظيم
والعامل المشترك في هذين النوعين هو التحكم في قوانين الطبيعة (في الأول ابتداع قوانين الطبيعة) وفي الثاني (كسر الحاجز التي تضعه قوانين الطبيعة في طريق خلق الكائن الحي) فتأمل

والله أعلم