الأربعاء، 7 مايو 2008

تأمل في عدم التحدي الصريح بآية قرآنية

السلام عليكم
التحدي الصريح المُبْهِت
لقد تحدى الله عز وجل صراحة في كتابه العزيز أي كائن ذي عقل أن يأتى بمثل هذا القرءان في شموله للمنهج القويم للبشر في حياتهم حتى يبلغوا الفلاح بعد مماتهم وحتى يؤدوا ماأراده الله منهم على النحو الذي أراده الله. هذا فضلاً عن التحدي بالإتيان بمثل هذا المنهج في كتاب بليغ فصيح جلي بهي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
قال تعالى في سورة الإسراء - آية 88
صدق الله العظيم
ولكن أنى لمخلوقات لله أن يأتوا بكلام مثل كلام الله مهما كانت قوة قريحتهم وفصاحتهم؟!
وإمعاناً في تحدي المنكرين أن القرءان الكريم من لدن عزيز حكيم فقد تحدى الله العالمين أن يأتوا بعشر سور من مثل سور القرءان
قال تعالى في سورة هود- آية 13
صدق الله العظيم
فلما كان هذا بعيد المنال عن البشر وأشعرهم بعجزهم فقد تحداهم الله بالإتيان بسورة واحدة من مثل القرءان الكريم مهما صغرت هذه السورة
قال تعالى في سورة البقرة الآيتان 23 و 24

وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ
صدق الله العظيم
ولقد فشل العالمون في هذا التحدي بالرغم من نزول القرءان في العصر الماسي للغة العربية, لغة القرءان, وما زلنا نطالع فشلهم وخيبتهم على صفحات الأنترنت كل يوم في محاولات بائسة يائسة يريدون بها أن يكذبوا الله فما كان منهم الا أن أتوا بكلام أخرق أبعد ما يكون عن أن يُنعت بأنه "مثل القرءان" فأثبتوا صدق القرءان الكريم بأنفسهم بدلاً من أن يثبتوا كذبه, فيالها من خيبة تتبعها حسرة!!
قال تعالى في سورة الأنفال - آية 36
صدق الله العظيم
لم يتحد القرءان البشر بآية واحدة ..لماذا؟!! .... نظرة تأمل
إن الإنسان إذا فكر في هذا الأمر بسطحية فإنه قد يستنتج أن العالمين قادرون أن يأتوا بآية من آيات القرءان ولهذا لم يتحدهم الله بالإتيان بها. ولكن مهلاً مهلاً . إن المتدبر في القرءان الكريم يجد أن الآية الواحدة مُعجزة للمُتحدين. وهذا التدبر يقودنا إلى التفكر في سبب أكثر قرباً للعقل السليم من السبب السطحى الأول.
إن التحدي هنا يأتي في أشد صوره على عكس المُتوقع فإنه إذا اتفقنا أن الكلمات هي لبنات بناء اللغة العربية فإن آي القرءان هي لبنات بنائه وبالرغم من أن هذه اللبنات مُكونة من الكلمات العربية ولكنها لبنات كلام الله وليس كلام البشر. إن المتأمل يجد أن هناك تحد عظيم في عدم التحدي بآية !!! ماهو؟
كأن الله تعالى يقول للعالمين "أنا لم أتحدكم بآية لأتيح لكم الفرصة أن تستخدموا لبنات بناء كلامي "الآيات" كما هي في الإتيان بسورة من مثل سور القرءان! فاستخدموا الآيات مفردات كما هي كلبنات بناء بدلاً من الكلمات ولكن بتصميم مختلف عن تصميم القرءان وستفشلون أيضاً في إيجاد سورة من مثل سور القرءان" من حيث خصائصها الإعجازية
إنه تحد فيه تيسير المهمة عليهم . ياله من تحد !! إنه ضربة قاصمة لهم عندما يفشلوا فيه بالرغم من هذا التيسير
فسبحان الله الملك العزيز الحكيم

تحدى خلق كائن حي مُعقد مثل الذبابة .... هل من وجه تشابه؟
بالطبع يوجد اختلاف أساسي هنا بين كلام الله ومخلوقاته لأن كلام الله منزل ومخلوقاته مخلوقة. ولكننا هنا نتوقف عند وجه التشابه لا الاختلاف.
قال تعالى في سورة الحج آية 73
صدق الله العظيم
ويتكرر السؤال هنا... لماذا لم يتحد الله البشر بخلق خلية حية؟!
قد يثب رداً على هذا السؤال إلى الذهن بأن البشر في عهد نزول القرءان لم يعرفوا كائناً أحقر من الذبابة, ولكني أجد هذا كلاماً مردودا عليه لأن الله تعالى نزل كتابه ليهدي به كل البشر في كل العصور حتى قيام الساعة. ويستطيع ربنا حتماً أن يلمح بمعنى الخلية حنى يفهمها من هم في عصرنا. وقد حدث ذلك في القرءان الكريم عندما تحدث القرءان عن شئ أصغر من الذرة (أصغر شئ يعرفه البشر في أي عصر).
قال تعالى في سورة سبأ آية 3
صدق الله العظيم
هنا نجد معنى مشابه جدا لعدم التحدي بآية مفردة فكأن الله تعالى لم يتحد العالمين بخلية مفردة ليقول لهم "استخدموا لبنات بناء الكائن الحي الذي خلقه الله (الخلايا ) مفردة كما هي في بناء كائن حي في معاملكم من مثل الكائنات المخلوقة (الذبابة كمثال) - لكن بتصميم مختلف والا فإنكم حينئذ لم تفعلوا إلا التقليد! - ولن تستطيعوا".
الاستنتاج

لم يتحد الله العالمين بآية إمعاناً في إشعارهم بالعجز عن إنشاء سورة من مثل أصغر سور القرءان ولكن باستخدام الآيات المفردة كما هي كلبنات بناء للسورة المفتراة ولكن بالطبع بترتيب مختلف
والله أعلم

تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

هناك تعليق واحد:

axetoo يقول...

ياأخي لست أدري مدي صحة قولي ولكن يملأني اليقين بأن الملحدين والماديين قد ملأوا الدنيا بنظريات فاسدة مثلما هي نظرية التطور التي أثبت فسادها ( ورغم ذلك ما زلالت تدرس في المناهج المصرية !!) وما أناهضه هنا نظريات الموت الكبير والأنفجار العظيم وما على شاكلتهما من النظريات التي لا أجد لها في نفسي إلا كل نفور وفي عقلي كل أنكار وما أرادوا إلا تلفيق وكذبا ليبعدوا الفطرة السليمة عن معرفة الله ولئن سألتهم من خالق كل شئ ليقولن الله الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وما أجد في خلق الكون بكل مراحله إلا اعجازا لهم ورغم إعراضهم عنه فقد فشلوا في نفي ولو آية من أيات الذكر الحكيم بأي من النظريات التي وضعوها ولا أجد إلا الدعاء بتحقق نظرية أرتطام النيزك الذي يرتقبوه لتتحقق المشاه القرآنية في سورة الدخان وغيرها وليتأكد موعود النبي صلى الله عليه وسلم في مشاهد محاربة المسلمين في أخر الزمان وجهادهم للمسيح الدجال أعاذنا الله منه ومن كفره