الاثنين، 7 يونيو 2010

وإنا له لحافظون - شبهة ورد

السلام عليكم ورحمة الله


شبهة معتبرة
======
الكثير من منكري نسبة القرءان الكريم إلى الله عز وجل أو حتى المتشككين في عصمته من التحريف يرفضون الآية الكريمة


سورة الحجر آية 9
"إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ"
صدق الله العظيم


كحجة في إثبات إلهية القرءان الكريم (أنه كلام الله) أوكحجة على عدم تحريفه, ويقولون كلامًا لا يخلو من المنطق أن الآية التي نحتج بها لإثبات إلهية القرءان وعصمته قد تكون جزءا من التحريف الواقع في الكتاب أو حتى قد تكون جزءًا من كتاب بشري نُعت بانتمائه لله تعالى زورًا.


دحض الشبهة
=======
فرض جدلي
--------
افترض جدلًا أن القرءان الكريم من تأليف بشر


مُعطيات لا يجادل فيها مجادل
--------------------
1- منصوص في القرءان أنه من لدن الله تعالى وليس من لدن بشر.
2- حلاوة اسلوب القرءان وطلاوته وتميزه بأحكام التجويد بالمقارنة بأي نثر أو شعر, بغض الطرف عن محتواه, حتى أن الأديب الكبير طه حسين قد قسم اللغة العربية إلى نثرٍ وشعرٍ وقرءان, فلم يسعه أن يضم القرءان مع النثر أو الشعر في التصنيف لاختلافه البته عن سمت كليهما.
3- احتوى القرءانُ تحديًا للعالمين على أن يأتوا بمثل أقصر سورةٍ من سوره.
4- العرب الذين لم يعترفوا بإلهية القرءان ظلوا أربعة عشر قرنًا من الزمان يحاولون إجابة التحدي ولم يستطيعوا بالرغم أن اللغة العربية كانت ميدان تفوقهم الرئيسي.
5-لا يوجد نسخ متعددة من القرءان تختلف في محتواها, كما حدث في الكتاب المقدس لليهود والنصارى.


نتائج من الفرض الجدلي والمُعطيات
--------------------------
أ- لابد إن صح الفرض الجدلي أن يكون مؤلف القرءان هو عبقري لا يُشقُ له غبار في مجال الإبداع اللغوي, وعليه فإن عبقريته سوف تجنبه أن يقع في الأخطاء الخفية التي يمكن أن تكشف أنه هو مؤلف القرءان, ومن باب أولى ستجنبه الوقوع في الأخطاء الجلية لاسيما أنه من لوازم العبقرية الحرص على إتقان عمله وعدم توريط نفسه وفضحها.


ب- لا شك أن واضع القرءان إن كان بشرًا يعلم تمام العلم أنه من اليسير جدا أن يتم تحريف القرءان بالزيادة أو بالنقصان بعد وفاته (سنستبعد التحريف التغييري لأنه سوف ينكشف عدم اتساقه مع اسلوب صياغة كتاب هذا البشر العبقري لغويًا) .


جـ- سنفترض احتمالين:
1- الكاتب لا يهمه أن ينفضح أمره بعد وفاته , مع أن هذا ضد فطرة الناس أن تظل سيرتهم حسنة بعد وفاتهم: وفي هذه الحالة سيكون من الطبيعي بالرغم من عدم أهمية فضيحته هذه ألا يورط نفسه فيها!! ... فالبتأكيد عدم الفضيحة أفضل!! ... إذن لن يُقدم الكاتب العبقري أبدًا على حماقة كأن يضع آية تقول أن الكتاب من عند الله ولن يتم تحريفه بالزيادة أو النقصان لأن وضع هذه الآية بصددها أن تكشف عدم إلهية القرءان عندما يحرفه البشر, كأمر طبيعي نتيجة لأهوائهم, مما يؤدي إلى ظهور نسخ مختلفة عن بعضها البعض منه بعد فترة من الزمان قصرت أم طالت, وعليه فإن وضعها يبين أن الآية كاذبة وبالتالي أن الكاتب نفسَه كاذب.


2- الكاتب يهمه ألا ينفضح أمره بعد وفاته: وفي هذه الحالة سيكون من المحال مع عبقريته المُتفقِ عليها وضعه لهذه الآية للأسباب نفسها الموجودة في الاحتمال (1), وذلك من باب أولى.


الاستنتاج النهائي
--------------

من (أ, ب, جـ) نصل لنتيجة أنه من المحال على العبقري الذي ألف الكتاب أن يضع فيه تلك الآية المذكورة أعلاه تحديدًا, وهذا عكس الفرض الذي بدأنا به هذه المناقشة العقلية: إذن الفرض خاطئ وعليه فإن القرءان الكريم لابد وأن يكون كلام إله قدرته لانهائية بحيث يستطيع حتمًا أن يحفظه من التحريف أبدًا. وبذلك تكون الآية حجة على أمرين:

1- أن القرءان الكريم كلام الله ذي الطول
2- أن القرءان الكريم آمن من التحريف ما بقيت السماوات والأرض

والله أعلم


سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران


تنويه هام


ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

ليست هناك تعليقات: