الاثنين، 14 سبتمبر 2009

قصة الكترون عابدٍ لله تعالى

السلام عليكم
انني الكترون اخترت أن أكون مجبراً على عبادة الله الحق لأنني أشفقت من حمل الأمانة (حرية الاختيار), وقد شرفني الله تعالي بذكري وذكر من هم على شاكلتي ممن ليس لهم روح مُختارة في كتاب الإسلام القرآن الكريم بالمدح المقابل لذم الإنسان لأنه تجرأ على حمل الأمانة حيث قال تعالى
"إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا"
صدق الله العظيم

بدأ موقفي الحرج عندما أراد أحد بني آدم الذين بأن يعرف طريقة عملي من خلال تجربة تسمى "تجربة الحاجز ذي الشقين" او "Double Slit Experiment", وأترككم مع هذا الفيديو لشخصية كرتونية تُسمى د.كوانتم ثم أكمل المقال:



وكما هو مبين في الفيديو فإنني اعتدت أن أمر من الشقين معاً في التجربة مع حفاظي على كوني الكترون واحد غير منقسم كما في الفيديو أعلاه .... ولكي يريح الإنسان باله تخيل أن لي موجة احتمالية تمر من الشقين معاً وتتداخل تداخلات هدامة وبناءة حتى تكون أهداباً مضيئة وأخرى مظلمة على الشاشة الحساسة للإلكترونات, وذلك في حال مرور إخوة لي من الالكترونات خلفي واحداً تلو الآخر بحيث لا يمر الكترونان سوياً, ... بمعنى آخر افترض الإنسان أنني أكون موجتين احتماليتين أثناء عبوري للشقين ثم أعود أدراجي لطبيعتي الجسيمة مرة أخرى عند اصطدامي بالشاشة ويتحدد الأماكن المحتملة لسقوطي على الشاشة من التداخل البناء لموجتي احتمال وجودي الصادرتين من الشقين!!! بالطبع كل هذا نموذج رياضي ولكن ليس للإنسان قدرة على تخيل ما يحدث فعلاً لأنه لا يوجد معنىً فيزيائياً لموجة الاحتمال وانما لها معنىً رياضياً فقط.والإنسان يقصر تخيله على ماله معنىً فيزيائي فقط.

وكما رأينا في الفيديو فإن الإنسان تمرد (وهذا التمرد ليس عيبا فقد قال تعالى "قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق") على هذا الوضع ولم يرضَ بهذا النموذج رضاءاً تاماً بدون تخيل ما الذي يحدث فعلاً. كيف أعبر من الشقين في الوقت ذاته؟ وذلك لأن عبور موجة الاحتمال المصاحبة لي من الشقين ليس معناه أني أنقسم إلى شطرين وإنما معناه أنني أعبر من الشقين في الآن ذاته!! ولكن باحتمالية حدوث معينة!!.... إنه كلام لا يتخيله عقل ولكنها التجارب وعلى الإنسان أن يصدق ما يحدث في المعمل.
وتخيل الإنسان أنه إذا راقب عملية العبور عن كثب فإنه يقيناً سيعرف ماذا يحدث بالضبط حيث أنه شغوف بالعلم وهذا حسن, ولكنه ﻻ يعرف حدود العلم, ﻻ يعرف أن له حصة معينة من العلم آتاه الله إياها بحيث لا يمكن أن يخرج عنها, ولذلك فهو مُقدم فيه, وهذا اﻹقدام مطلوب منه شرعا, ولكن بعض "العلماء" توهموا أنهم يمكنهم علم كل شئ عن طريق المراقبة والقياس حتى قال ستيفن هاوكنج "أنا بصدد أن أعرف كيف يفكر الله!!!", ولكن هيهات, فقد قال تعالى:
"وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً"
صدق الله العظيم

واﻵية ﻻ تصد عن التعلم أبداً ولكنها تقر حقيقة وجود ما أسميه بـــ "العلم المُتاح" فلا يمكن للإنسان أن يعرف أكثر منه, ولكن رحمة من ربه به فإنه لم يُعلمه بحدود العلم حتى يستمر في عمارة اﻷرض بل قرر أن الذين يخشون ربهم بأنهم هم من العلماء.

قال تعالى
"إنما يخشى الله من عباده العلماء"
صدق الله العظيم

ومعنى اﻵية يتنافى مع غطرسة "ستيفن هاوكنج" وأمثاله.

وقد حاول اﻹنسان معرفة كيفية عملي بشتى الوسائل كما هو مُبين بشكل فكاهي في الفيديو وكانت النتيجة عجيبة جداً. أنني لم أطاوع الإنسان في تعريفه كيف أعبر الشقين في الوقت ذاته, لم أطاوعه لأنني لو فعلت ذلك لعلم أكثر من الحصة العلمية المقدر له سلفاً أن يعلمها, وذلك ﻷن تجربة ذات الشقين تقع على حافة حدود علمه من إحدي جهاتها, وبالتالي فطاعةً لربي يجب أن أخدع الإنسان الذي يحاول أن يعلم أكثر مما ينبغي له, من غير أن يقصد, ويتعدى الخط الأحمر للمعرفة - والذي ﻻ يعرف مكانه بالطبع ولذلك هو مستمر في تعلمه إلى يوم القيامة وهذا محمود شرعا- عبرت من شق واحد فقط بدلاً من الشقين معاً!! وسقطت على الشاشة باحتمال اقصاه في المنتصف أمام كل من الشقين ويقل الاحتمال كلما ابتعدت عن المكان المقابل للشقين في الحاجز بشكل تدريجي, بحيث لو تتابع إخواني من الالكترونات واحداً تلو الآخر خلفي لكانت كثافة الإضاءة على الشاشة لها حد أقصى أمام الشقين وتضعف تدريجياً كلما ابتعد القياس عن المركزين ذوي الإضاءة القصوى, بحيث تختفي تماماً الأهداب المظلمة التي كانت تحدث بدون مراقبتي أنا وإخواني في الطابور خلفي!!.

وبالتالي فإن طريقتي التي هداني إياها ربي في العبور خفيةً من الشقين معاً لا يمكن أن يعرفها الإنسان إذا أراد أن يهتك سِتر عملي في الخفاء. وقد قال تعالى في شأن هدايتي لهذه الطريقة الغريبة التي يستحيل على الإنسان معرفتها أو تخيلها:
"قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى"
صدق الله العظيم

الحمد لله الذي سترني في طريقة عملي وتفاعلي مع الكون من حولي, فجعلها تقع خارج حافة العلم المُتاح, بحيث لا يعلمها اﻹنسان, مهما ظن أنه يمكنه علم كل شئ, مثل بعض من يدعون العلم, حتى أنه لو أصر على هتك هذا الستر, ومن حقه هذا ﻷنه لا يعلم حدود العلم كما أسلفت, كانت الضريبة أنني أغير من سلوكي حتى لا يكون قد هتك الستر حقيقةً ويظل على جهله بما يحدث فعلاً خلف ستر ربي سبحانه وتعالى, فالحمد لله رب العالمين الذي فضلني على كثير من عباده تفضيلاً, فاﻹنسان عرف كيفية عمل أشياء كثيرة, إﻻ أنه على الدوم جاهل بعلة هذا العمل.


والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

هناك 7 تعليقات:

غير معرف يقول...

يا ليتنى كنت إلكترونا!!

إنسان دماغه بايظة يقول...

و ماذا يفعل الإنسان الذي لا يريد حمل الأمانة
و لم يرد حملها أصلا , و إنما حملها غيره ؟؟!!

انسان متأمل يقول...

يا من دماغه بايظة. إن لفظة "الإنسان" المذكورة في الآية غير مقصود بها إنسان معين أو إنسان بذاته وإنماالمقصود به الجنس البشري كله وأنت منهم عندما كانوا "في عالم الذر" أي ما قبل ولادتهم لأن الإنسان له أصل قبل خلقه وله أثر بعد وفاته.
والدليل على أنه ليس إنسان بذاته هو
1- لفظة الإنسان بالتعريف تدل على عموم الجنس البشري وسيتضح كيفية أخذ رأي الجنس البشري أجمع في النقطة 2
2- موقف مشابه في إشهاد ذرية آدم على ربوبية الله في قوله تعالي "واذ اخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم على انفسهم الست بربكم قالوا بلى شهدنا ان تقولوا يوم القيامة انا كنا عن هذا غافلين" صدق الله العظيم

وبالطبع يوجد من لا يصدق ربه في هذا وياليته يقول أنه كان غافل كما في الآية. وهذا الأمر ممكن منطقياً لا محالة, وبالتالي فهي مسألة غيب وإيمان وكفر فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر

أحمد النحاس يقول...

مقال رائع من مفكر أروع .. سبحان الله, وتعالي عما يصفون .. الحكيم العليم .. وما يحيطون بشئ من علمه إلا بما شاء .. وفوق كل ذى علم عليم ..

يجب علينا أن نبتعد عن تلك النظرة , نظرة الأفق الضيق ,التي نحاول أن نفهم بها كل شئ من خلال حدودنا البشريه ومن خلال عاداتنا ومألوفاتنا
وكأننا أما خالق أفلست وسائله وأفلست حيله فلم يعد له من أسباب ووسائل إلا ما دلنا عليه علمنا الظاهر ..
وننسي ان علمنا هو قطرة من علومه ونفحة من نفحاته وإلهامه

انسان متأمل يقول...

جزاك الله خيرا أخي العزيز أحمد النحاس

Unknown يقول...

no comment!

مازن شنار يقول...

إلى الأخ كاتب المقال
إن الله يباهي بالإنسان كلما تقدم في كشوفاته وعلمه يباهي به أمام ملائكته ، ولايمكن لله سبحانه وتعالى أن يقف موقف المتحدي لخليفته الإنسان أبدا ، وإنما الهدف من الألغاز التي يواجهها الإنسان هي ليرتقي أكثر لمرتبة أعلى حتى يكشف الله له المرحلة الأعقد من العلوم التي كانت خافية عليه، ماأعظمك ياالله ، أما ستيفن فقد أخطأ حين اعتقد بان الله يفكر ، فالله سبحانه خلق آلية التفكير للإنسان ليتعلم/ أما الله فهو فوق كل هذا وكل شيئ فهو مبدع كل شيئ، سبحانه العليم الخبير اللطيف بعباده.