الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

النجاح بين الأمال والآلام

السلام عليكم
تُرى هل توجد علاقة بين اﻷمل واﻷلم غير أنهما تتكونان من نفس الحروف؟
إن اﻷمل يورث اﻷلم عندما ﻻ يتحقق هذا اﻷمل!!
وعلى الجانب اﻵخر, فإن اﻷمل يولد الرغبة والطموح اللذان يدفعان اﻹنسان في طريق النجاح. ذلك الطريق الذي ﻻ يخلو من أشواك وآلام ومعوقات وأناس كثيرين يسيرون في الطريق عكسًا يريدون أن يقهقروك ويجرفوك معهم. إلا أن مقاوتنا لهذا كله والتقدم نحو الهدف يوصلنا حتمًا إلى النجاح ولو بعد حين. وحين يهبنا الله النجاح في النهاية ينسينا جميع آلام الطريق ونعلم حينئذ أن أهدافنا السامية كانت تستحق منا تحمل اﻵلام وبعض نزف من دماء!
وللوصول للنجاح يجب تحقق عوامل ﻻبد منها:
1- أن يعمل اﻹنسان لتحقيق الهدف عملًا جادًا بكل ما آتاه الله من قوة فكرية ونفسبة وجسدية

2- أن يضع اﻹنسان في ذهنه دائما أننا بإمكاننا غرس البذر في التربة وليس بإمكاننا تحولها إلى زرع يمكن حصاده ,وإنما ذلك بيد الله وحده, ثم يرضى بقضائه تعالى حتى لو لم ينجح الزرع, فلا يتألم حينئذ
قال تعالى
"أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ * أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ * لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ"
صدق الله العظيم

3- يجب على اﻹنسان الدعاء و احلال الرجاء مكان اﻷمل, الرجاء من الله تعالى أن يحقق ما يرنو إليه, وفي اﻵن ذاته يجب ألا يغفل أن الله يستجيب الدعاء وﻻ يلبيه فالله يفعل ما يشاء استجابةً لدعائنا وليس بالضروري أن يكون ما يشاء مطابقا لدعائنا. فإن فقهنا هذا ﻻ يتحول الدعاء إلى أمل وبالتالي لن يورث اﻷلم إن لم يتحقق ﻷنه قضاء الله وقدره

4- إن حقق الله لنا ما نرجوه من نجاح, فيجب علينا أﻻ نفرط في الفرحة لحد الزهو ونسيان فضل االله علينا. فالفرح يكون بطاعة الله وفي طاعة الله وبنعم الله ذاكرين دائمًا أنها محض رزق منه تعالى: قال تعالى

"قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ"

صدق الله العظيم

أما إذا نسينا أن النعمة من لدن الله تعالى, وهو صاحبها, فسيؤدي ذلك إلى أن نتألم إذا ضاع منا ما فرطنا في الفرح به! وإنما يجب علينا أن نضع نصب أعيينا أن ما أوتينا هو من ملك الله, والمالك له أن يسترد ملكه أنا شاء وكيف شاء

قال تعالى
"مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ"
صدق الله العظيم

الخلاصة
عليك بالعمل الجاد وبالرجاء في الله ممزوجا بالثقة فيه وفي حكمته ورحمته والرضا بقدره ولتنبذ اﻷمل الخالي من تذكر حكمة الله في كل حدث يحدث لك, ذلك ﻷنه يورث اﻷلم. وإن آتاك الله ما رجوت منه فلا تفرح به باختيال وفخر فإنه نعمة من الله وليس لك فيه شئ, فإن فخرت فأنت تفخر بما ليس من ملكك وهذه حماقة, هذا فضلا على أن الفرحة من غير حكمة تورث اﻷلم أيضا إذا ما فقدت ما رُزِقْتَه, ولذلك فاستعد دائما أن يسترد المالك أمانته في أي وقت وحين.

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

this leads to a sole truth;the only happiness is in Heaven.
Jazak Allah Khairan

انسان متأمل يقول...

وجزاكم الله كل خير