الأحد، 10 يناير 2010

الزمن؟!

السلام عليكم
سأختار تعريفا ربما أكثر التصاقا بالروح وأقل التصاقا بالمادة, ربما أعرف الزمن تعريفا شخصيا غير موضوعي.

الزمن هو:
احساس فطري بداخلنا بالتغيير (والتغيير = اختلاف المعلومات التي نشعر بها "باستمرار") حتى لو كنا في فراغ وحتى لو كنا بدون اجساد
والزمن اتجاهه واحد بالتعريف لأنه يعبر عن شعورنا باختلاف كم وكيف المعلومات التي تصل لأرواحنا وهو مرتبط بالحياة والحياة مرتبطة به
ومشكلة الزمن وما يميزه عن باقي الأبعاد أنه الخصم والحكم في الآن ذاته
فالطول مثلاً ندركه عندما نقيس مسافة معينة باداة قياس . وعملية القياس تأخذ زمنا!
ولكن كيف نقيس الزمن؟! ليكن القياس بنفس الطريقة باداة قياس اخرى وهي الساعة, ولكن عملية القياس تستغرق زمنا ايضا ولذلك لابد أن يكون هذا الزمن الذي تستغرقه عملية القياس في وعينا غير الزمن الذي نقيسه وإلا لكنا عرفنا الماء بالماء وفرغنا الزمن من موضوعه.

ولكي ألخص:
هناك زمن موضوعي وهو الزمن الذي اعتبرته نظرية النسبية بعدا مكانيا كباقي اﻷبعاد إﻻ أنه مضروب في سرعة الضوء × الجذر التربيعي لـــ (-1) , وهناك زمن آخر مرتبط بالوعي والحياة ولابد من وجوده لكي نشعر بما نقيسه من زمن موضوعي.

وبالتالي فالمنظور الميتافيزيائي للزمن يجعله هو البعد الوحيد "إن جاز التعبير" وهو جزء لا يتجزأ من عمل الروح! أما باقى الأبعاد (بما فيها الزمن الموضوعي) هي بعض من الكون الذي يتكون من معلومات ندركها نحن (ارواحنا).
أما الزمن الشخصي فهو لا يحمل معلومات يمكننا إدراكها لأنه ملتصق بالروح التي سرها الأكبر عند رب العالمين

ملحوظة:
موضوعية الزمن لا تتنافي مع نسبيته ولكن هذه النسبية هي موضوعية في ذاتها!!, أما ذاتية الزمن فتتصف ولا مراء بالنسبية المطلقة!!

حقيقة علمنا
إن الله تعالى قدر لنا ما يمكننا معرفته من العلم الكلي بالكمية التي تفيدنا في شئون حياتنا وآخرتنا, أما العلم الكلي المطلق فلا قبلَ لنا به, وبالتالي فلنرض بالتقريبات الرياضية المتناسبة مع نقصنا البشري حتى يفتح الله بيننا وبين قدر أكبر من العلم في الوقت الذي يشاء والذي يعتمد أيضا على مدى اجتهادنا في تحصيله.

ولكن


ما ﻻ يُدركُ كلُه, ﻻ يُترَك كله


ومن الله نستمد جميعا الفكر والعلم


السلام عليكم


والله أعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

هناك تعليقان (2):

amk يقول...

السلام عليكم

قلت:
"والزمن اتجاهه واحد بالتعريف لأنه يعبر عن شعورنا باختلاف كم وكيف المعلومات التي تصل لأرواحنا"

ألا ينطبق هذا التعريف أيضا على الإتجاه العكسي بمعنى الرجوع للخلف في الزمن؟

فسيكون هناك أيضا إختلاف في كم و كيف المعلومات التي تصل لأرواحنا.

وشكرا على المقال القيم.

انسان متأمل يقول...

عليكم السلام ورحمة الله
لك كل الحق ولكني قصدت أنه طالما لا يتغير الاتجاه فإن التسمية بموجب وسالب ليس لها معنى لأنه لا يوجد انعكاس في الاتجاه في الزمن الشخصي بداهةً ولذلك أخذت إحدى الإشارتين (+) وإن شئت واتخذتها (-) فلا ضرر.
شكراً على المرور والقرارءة والاهتمام
أحمد كمال