الاثنين، 10 ديسمبر 2012

موقفي من الوسطية الإسلامية



موقفي من الوسطيةالسلام عليكم

اعلم بالطبع ان بعض الشباب الذين كانوا يقتدون بي على أساس أنني من التيار الوسطي العقلاني المعترف بـ"الآخر" وكل ما عدا ذلك من مفاهيم ارتبطت بالوسطية ارتباط الكلمة بمرادفها وليس ارتباط الكلمة بأخرى! ...فحدث ان اختلف معي البعض وهذا جيد, وسقطت في عين البعض كقدوة, فانتقلت من فئة الأطهار إلى فئة الأشرار في نظرهم وهذا سيئ.


أقول لهؤلاء الشباب الذين اختلفوا معي, هذا حسن, وجيد أن تختلفوا مع من تقتدون به ان أخطأ في نظركم, وهذا دليل نضج, ونفي للاتباع الأعمى.ولكن أقول أيضا, أنكم كما اختلفتم معي في أمور أختلف معكم في أمور, وهذا - من نفس وجهة النظر - أمر عادي.

وأقول لمن سقطت من نظرهم ... راجعوا مواقفكم المسبقة وأحكامكم علي, فلم تكونوا لتبالغوا في موقفكم الحالي إلا لو كنتم قد بالغتم في موقفكم مني - بالإكبار - قبل سقوطي في نظركم!, فهذه ضريبة لتلك. والخطأ يورث الخطأ, وما بني على باطل فهو باطل.فنظرتكم ذات اللونين الأبيض والأسود هي التي ذهبت بكم هذا المذهب, فلتعتدلوا بعد ذلك في تقييمكم للناس, حيث لا أفراط ولا تفريط, فالإفراط والتفريط هما وجهان لعملة واحدة وكلاهما باطل!

وأود أن أوضح موقفي من مسألة "احترام الرأي المخالف" ومسألة أن "الكل هو على صواب" ومسألة "نبذ الإقصاء" ومسألة "احتكار الحق" وكل هذه المسائل التي ارتبطت "إعلاميا" بإطلاقها بمفهوم الوسطية, أقول أن موقفي هو أن كل هذه المفاهيم صحيحة وحسنة, ولكن هذه الصحة وهذا الحسن هما في إطار معين (إطار الوسطية), الإطار الذي يحتمل تنوع الحق واختلاف الوانه لاختلاف ألوان تفكير من يتبنونه, وهذا اطار مرن وأدعي أنني كنت متبنىٍ له كما أدعوه تعالى أن يثبتني على هذا.

أما خارج هذا الإطار, حين لا يكون ثمةُ لبس في أن ما أنا بصدده من رأي هو ليس من أوجه الحق التي قدد تتعدد, فإنه لا شك عندي وجه للباطل, حيث أنه ليس بعد الحق إلا الضلال. ومثل هذا الرأي هو ما لا يحتمله اطار الوسطية مهما كان مرنًا, فإن هذا الإطار له حدود مرونة بعدها ينقطع وينفرط بناؤه ويضيع كل شئ. 

وهنا أقول أنه ليس كل التعصب سيء كما يظن كثير من الشباب, لكن التعصب للحق واجب! والتعصب ضد الباطل واجب!, وأقول أيضا وأقرر أن الحق, وان كان اتسع نطاقه احيانا ليسع اوان مختلفة, إلا أنه في مجمله مطلق لا نسبي في ديننا, والا كان أعقلنا هو من يبدل في الشرائع والملل كل زمن بدعوى تجنب الملل!!

اللهم اهدنا واهد بنا وأرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه, ثبتنا على الحق بعد هدايتنا له وتوفنا عليه غير مبدلين ولا مفتونين ... اللهم آمين.

---------

أحمد كمال




 والله أعلم

 سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

 اللهم لا تجعلني جسرًا يعبرُ الناسُ عليه إلى الجِنان ثم يُلقى بهِ في قعرِ النيران

 تنويه هام 

 ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

ليست هناك تعليقات: