الجمعة، 13 مارس 2009

وإنا لموسعون, آية-فوق-آية

السلام عليكم

مقدمة
عندما يتكلم الله عن شئ هو فاعله بصيغة المضارع بالنسبة للكون فإن هذا الكلام يكون باستمرار لأي لحظة من اللحظات تمر على الكون وذلك لأن القرءان الكريم يحتوي الزمان والمكان كله فينبغي علينا أن نفكر في الأمر باستمرارية. مثال:

قال الله تعالى
"وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ"
صدق الله العظيم

فإن معنى الاتساع هنا أن الله يوسع السماء باستمرار منذ خلقها إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً

قال الله تعالى
"يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ"
صدق الله العظيم

فحسب الآيتين فإن الله تعالى سوف يوسع في الكون إلى أن يقضي إنهيار الكون فجأة كما تنهار صفحات الكتاب على بعضها البعض عندما يغلقلها الكاتب.

ولكن ما بين الخلق والطي توجد عملية الاتساع التي أخبرنا الله تعالى عنها أنها دائمة مستمرة

معنى اتساع الكون
إن اتساع الكون يعني علمياً أنك لو رصدت النجوم من حولك من أي كوكب عشوائي الاختيار في الكون ستجد أن معظم نجوم الكون تبتعد عنك ولا تقترب, وحيث أننا نراقب من كوكب عشوائي الاختيار فإننا نستطيع أن نقول ببساطة بدون الدخول في تعقيدات علمية أن الكون يتسع.

احتمالات اتساع الكون عملياً
1-قد يكون الكون عملياً يتسع اتساعاً "متسارعاً" بمعنى أن معدل اتساعه موجب ولن ينكمش في المستقبل القريب
2-قد يكون عملياً الكون يتسع اتساعاً "متباطأً" بمعنى أن معدل اتساعه سالب وسينكمش في المستقبل
3-قد يكون الكون عملياً يتسع اتساعاً "منتظماً" بمعنى أن معدل اتساعه صفراً ولن ينكمش في المستقبل القريب

مفاجأة علمية:
تتوقع المعادلات (معادلات النسبية العامة آخذا في الاعتبار الكثافة الحرجة في الكون" أن يتسع الكون إتساعاً "متباطأً" إلى أن يصل إلى حالة "لااتساع -لاانكماش" ثم يأخذ في الانكماش مرة أخري .... وهذا يتعارض مع ظاهر الآية "وإنا لموسوعون" ولكن تأتي المفاجأة هنا مخالفة للعلم النظري وتصديقاً لكتاب الله حيث أن المشاهدة والتجربة اكتشفت أن معدل الاتساع تحول من الحالة المتباطئة إلى حالة متسارعة قبل أن يصل إلى حالة الانكماش المُتَوَقعَة بواسطة المعادلات. بل وُجِد العكس وذلك أن أخذ الكون حالة من التسارع تُسَمَى "تضخماَ" "inflation" .
وفي بداية الفيديو الآتي تصديقاً لهذا الكلام من أكبر العلماء في مجال الفلك والفيزياء النظرية في هذا الزمان وهو ستيفن هوكنج شارحاً كيفية خروج سلوك الكون فجأة عن المُتوقَع بغير تفسير فيزيائي معروف واتجاهه من حالة تباطؤ الاتساع إلى حالة التضخم وبهذا اتفق القرآن الكريم مع المشاهدة وخابت توقعات النظريات المعاصرة:




الخلاصة:
أن القرءان الكريم تعارض مع علوم نظرية صلبة جداً وتوافق مع المشاهدة والتجربة حيث فوجئ العلماء أنها تشذ عن هذه التوقعات الرياضية. وما لا يعلمه الكثير من المسلمين أن القرءان الكريم أنبأ عن توسيع الله للكون اتساعاً دائماً دون انكماش إلا عند قيام الساعة يوم يطوي الله السماء كطي السجل للكتب وهذا خارج عن قوانين الطبيعة لأنه يتعلق بالدار الآخرة.
وما يؤسف له أن المسلمين اكتفوا بالفرح بأن الكون يتوسع كما أخبر الله عز وجل ولم يتنبهوا إلى إخفاق العلم النظري بجانب القرءان وتوافق التجربة معه مما يؤكد تأكيداً فوق تأكيد أن القرءان الكريم ليس من تأليف بشر أياً ما كان ولكنه تنزيل العزيز الحكيم.

والله أعلم

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

تنويه هام

ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

هناك تعليق واحد:

ام عائشه يقول...

السلام عليكم:
جزاك الله خيرا. ولكن ان كان إتساع الكون شئ مفرح لانه يدل على ان القرآن كلام العزيز الحكيم وصدق الله فيه.فإنه لابد من الانتباه من قرب النهايه والعمل من اجلها.
جزاك الله عنا خيرا ورزقك بحسن الخاتمه واسكنك الفردوس الاعلى مع من تحب.
اختك فى الله/ام عائشه