الخميس، 31 مايو 2007

الامتحان الغريب

السلام عليكم
لم يكن امتحاناً كبقية الامتحانات, لقد دخلت اللجنة وانا احس اني مستوعب للمادة تماماً ولكني لا أتذكر أني ذاكرتها من قبل وكأنها محفورة في ذاكرتي وفهمي !!, ولكن شيئاً غريباً حدث بباب اللجنة إذ ببعض الناس يظهرون ابتساماتهم وحبهم يقولون لي خذ يا بني هذه الكتب لتذاكر منها ولتحل الامتحان. ما هذا؟ اليس هذا امتحان الكتاب المفتوح الذي اختلف فيه الناس هل هو أسهل أم أصعب من الامتحانات العادية؟!. نظرت الى الكتب فوجدت عجباً, وجدت أن كتاباً واحداً من كتبي كان مكتوباً عليه شعار " كتاب المادة" ! وباقي الكتب لا, رمقت عن بعد زميل لي يستلم الكتب فوجدت كتاباً آخر معه يحمل شعار" كتاب المادة". تعجبت وقلت في نفسي السنا في نفس اللجنة ونفس الامتحان واستنتجت أن جزءاً من الامتحان هو اكتشاف ما إذا كان هذا الشعار حقيقياً أم لا!! وأي 



الكتب هو كتاب المادة الحقيقي . ... بحثت عن مقعد وجلست
وجدت ورقة الأسئلة أمامي وفي نفس الوقت وجدت محاضرين يلقون دروساً علينا تبدو مختلفة بل وبلغات مختلفة !! ما علاقة هذه الدروس بالامتحان؟ وما علاقتها بالكتب التي اُعطيتها على الباب؟! ووجدت اناساً آخرين يبدون كمهرجي السيرك يوزعون علينا كتباً ومجلات ترفيهية ويقولون لنا هذه الكتب والصور والمجلات لكي لا تشعر أنك بامتحان وحتى تطمئن. تعجبت لوهلة من كلامهم فأنا إذا لم أشعر أني في امتحان فلن أحل الأسئلة أبداً.ولكني نظرت الي هذه المجلات فوجدتها ملونة بالوان مبهجة لافتة للأنظار
قال زميل لي : هل تعلم انه باستطاعتك ان تتجول في اللجنة وأن ترى كتب زملائك بل واجابتهم؟ إنه امتحان غير عادي. قلت في نفسي هذا شئ جميل
جعلت أتردد على زملائي فوجدت معظمهم يرفهون عن أنفسهم بالصور المبهجة تاركين كتبهم على مناضدهم غير آبهين بها. ووجدت كثيراً منهم منهمك في قراءة الأسئلة ولا يحل وكثيراً منهمك في قراءة الكتب ونسي أن معه ورقة للإسئلة وورقة أخرى للإجابة وكثيراً يحل الأسئلة دون أن يقرأ الكتب. ولكني وجدت شيئاً عجيباً, وجدت أن الكتب التي مع زملائي تكاد تكون مختلفة عن بعضها جزئياً أو كلياً عدا كتاباً واحداً وجدته هو هو عند الجميع بنفس الصيغة فقلت يبدو لي دون أن أنظر في محتويات هذا الكتاب أنه المنهج . هذا شئ منطقي لأننا في امتحان واحد ومادة واحدة. ولكن علي أن أمعن النظر فيه وفهمه حتى يطمئن قلبي. ولكن بالرغم من هذه الصفة الفريدة لذلك الكتاب وجدت أن بعضاً من الطلاب فقط يجدون عليه الشعار "كتاب المادة" ومعظمهم لا يجدون عليه هذا الشعار. تأملت قليلاً فإذا بي أجد شيئاً أعجب وأعجب, وجدت أن معظم من يجدون الشعار على الكتاب الوحيد الصيغة هذا لا ينظرون إليه ووجدتهم منهمكين في النظر إلى الصور أو النظر في كتب غيره!! . هل هذا طبيعي!؟
راعني المشهد عندما رأيت أحدهم تُسحب منه ورقة الإجابة بلا هوادة وهو لم يكتب شيئأً بعد في الورقة ثم تذكرت فجأة أنهم لم يخبرونا عن زمن الامتحان إنها المعلومة الوحيدة التي لم نُخبر بها. راعني الموقف فعدت سريعاً الي مقعدي, نظرت في الكتب وفي الأسئلة نظرت الى بعض المحاضرين الواقفين في مقدمة اللجنة. وجدت توافقاً غريباً بين أسئلة الامتحان وبين الكتاب المكرر الذي ليس له صيغ مختلفة بل ووجدت أن الكثير من المعلومات المفيدة موجودة في هذا الكتاب ومنها معلومة أن زمن الامتحان غير متاح لنا معرفته. تيقنت أن هذا الكتاب هو كتاب المادة جعلت أقرأ فيه بشغف وأكتب في الورقة في نفس الوقت ومن حين لآخر تشدني المجلات ذات اللوان المبهجة فانظر اليها طويلاً.
فجأة وجدت مراقباً أمامي يسحب مني الورقة ويقول لي لقد انتهى زمن الإجابة, جعلت أبكي وأترجاه أن يترك لي الورقة ولو لدقائق فلن أنشغل بغيرها أبداً فإني أخشى أنى لم أجب إلا على النذر اليسير من الأسئلة, قال لي هذه هي التعليمات يا بني وسحب الورقة. وقال لي لا تخف إن كنت تستحق النجاح ستنجح فهناك شئٌ لا شك فيه ألا وهو عدل المصحح
جعل زملائي ينظرون إلى بعين الرثاء ولكني تعجبت أن أحداً منهم لم يفكر في ترك النظر إلى والانهماك في حل أسئلته

هناك 6 تعليقات:

غير معرف يقول...

Very realistic story and it holds a lot of hidden meanings. I really appreciate the last paragraph which reflects our real life and that we learn nothing from others faults or even we don't learn the right meaning of ... THE END OF OUR EXAM.

go on with more good articles (Y)

انسان متأمل يقول...

Jazak Allah Khayran for your valuable comment

Unknown يقول...

الموت هو الحقيقة الأكيدة الوحيدة للمسلمين و لغيرهم ، و مع ذلك فلا أحد يفكر به ، أو ربما البعض يتجاهل التفكير

Unknown يقول...

أحب كتاباتك ^^

جزاك الله كل خير
ورفع قدرك، ونفع بك

انسان متأمل يقول...

جزاكم الله خيرا karamel Ya ووفقكم في الدنيا الى ما يحبه ويرضاه وفي الآخرة الى الفردوس الأعلى من الجنة

غير معرف يقول...

اسراء محبة الله
موضوع قيم جدا تصوير بااهر ماااشاء الله
لك اجمل تحية لك و لعملك بارك الله في كل حرف كتبته و رزقك الله الاخلاص في كل شئ فضلا منه و تكرما