الثلاثاء، 29 مايو 2007

المصيبة الحقيقية

السلام عليكم
هل فكرت يوماً أنه إذا أصابتك مصيبة ما في هذه الدنيا فإنها ستنقشع كما تنقشع سحابة الصيف حين موتك. إن الحياة كحلم طويل والموت كالإفاقة منه
وهذا المعنى يذكرنا بقول الخليفة الراشد على بن ابي طالب رضي الله عنه
الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا
فكم من حلم مزعج تتراكم فيه المصائب والمصاعب على النفس ثم يفاجأ الإنسان بأنه مجرد حلم وأنه بمجرد استيقاظه زالت كل المشاكل فجأة
وقد حث الله تعالى على الصبر على مصيبة الدنيا في كتابه الكريم : سورة الأحقاف -آية 35
فاصبر كما صبر اولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك الا القوم الفاسقون
صدق الله العظيم
إذن فإن المصيبة التي ليس لها امتداد بعد الموت هي ليست مصيبة حقيقية وإنما مجرد كابوس مزعج لفترة وجيزة جداً ما يلبث أن يزول وينقشع بالموت ليحل محله حياة أخرى لا نهائية ومن السهل اذ ذاك نسيان اي كابوس مزعج له زمن محدود في عالم جديد امتداده الزمني لانهائي
المصيبة الحقيقية
ومن التأمل السابق نجد أن المصيبة الحقيقية هي أن يستيقظ الإنسان من حلمه (حياته لدنيا) على عذاب مقيم يوم القيامة فإنه حينئذ سيعض كل بنان الندم أنه التفت لكوابيس زائلة واهتم بها وقد يكون ارتكب معاصي باقية في سجله من أجل ازالتها
إن المصيبة الحقيقية هي عدم رضا الله تعالى عن الإنسان الذي بدوره يجر الإنسان إلى هلاك واقع لا محالة ولذلك كان يدعو الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ربه فيقول " إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي" فغضب الله هو المصيبة الحقيقية لأنه لن ينقشع بالموت بل سيجده الإنسان قابع على صدره بعده
قال الله تعالى في سورة يونس آية 45
ويوم يحشرهم كان لم يلبثوا الا ساعة من النهار يتعارفون بينهم قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله وما كانوا مهتدين
صدق الله العظيم

والله أعلم

تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم

هناك 3 تعليقات:

غير معرف يقول...

المصيبة الحقيقيةهى عدم معرفتنا بماهية مصيبتنا ........موضوع جميل وجزاكم الله خيرا.

Freedom Pen يقول...

المصيبة الحقيقة هى عدم إدراكنا لماهية مصيبتنا .....موضوع جميل وجزاكم الله خيرا.

انسان متأمل يقول...

جزاكم الله خيرا فاطمة على القراءة والتعليق