السلام عليكم
كنت أتوضًا وبينما كنت أغسل وجهي قفز إلى ذهني قول الله تعالى"أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا ففتقناهما وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ"
صدق الله العظيم
فتأملت في أني أضيف من صفة إحياء الماء بإذن ربها إلى حياتي كالنبت الذي يترعرع رِيًا عندما يُغمَرُ بالمياه. ثم تذكرت وماذا لو أن الماء لم يكن موجودًا, فوجدت التيمم بالتراب بديلًا, فتعجبت, أليس ربُنا خلقنا من تراب؟!
قال تعالى
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ"
صدق الله العظيم
ومن التراب وُهِبْنا الحياة بإذن ربنا.
وأثناء وضوئي لاحظت حشرة ضئيلة عن كثب فقلت في نفسي "سبحان الله" ما هذا الإبداع في الخلق؟! إن هذه الحشرة مكونةٌ من ذرات من جماد (وإن كانت تعج بالحركة الداخلية الدائبة) ولكني أرى كاثناً حيًا يسير على قدميه ويطير بجناحيه.
وصدق الله حين قال
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ والمطلوب"
صدق الله العلى العظيم
فرغت من وضوئي واتجهت لصلاتي فإذا بي أتذكر قول الله تعالى
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحشَرُون"
صدق الله العظيم
فقلت سبحان ربي العظيم إن الله يدعونا لِيمدُنا بالحياة خمس مرات يومياً وهو يعلم أن الموت أقرب إلينا من شراك نعالنا ,أو كما قال القائل
ألا كل ما هو آتٍ قريب ... وللأرض من كلِ حي نصيب
وللناس حبٌ لطولِ البقاءِ ... فيها وللموت فيهم دبيب
وللناس حبٌ لطولِ البقاءِ ... فيها وللموت فيهم دبيب
ثم تأملت في الصلاة ذاتِها فوجدت عجباً, وجدت الصلاة فيها سكناتُ لا يُسمحُ للمُصلي فيها بحركة فهي تذكرة للموت وسكونه. ووجدت على النقيض فيها حركات, لا يُسمح للمصلي فيها بالسكون فهي تذكر بالحياة وحركتها, وكأن الله تعالى يذكرنا بأنه تعالى له الفضل وحده في بث الحياة فينا وفي إبقائنا أحياءً فهو يستطيع قبضَ روحنا وقتما شاء وأينما شاء وكيفما شاء.
ثم تفكرت في السجود فوجدت عجباً, لقد وجدت أمراً من الله بالاقتراب منه عز وجل في كلِ ركعة في الصلاة من خلال السجود
فالله ربُنا يقول في كتابه
"كَلا لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ"
صدق الله العظيم
فإن أقرب ما يكون العبد لربه يكون وهو ساجدٌ لأنه في تمام الذل لله يجد العبد شعوراً غير عادياً بتمام العزة المتنزهةِ عن الكبر.
قال تعالى
"يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ "
صدق الله العظيم
ويقول تعالى
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ "
صدق الله العظيم
وأيضًا لا يخفى أن الاقتراب الشديد من الله يعطي المؤمن شحنة من الحياة الروحية والقلبية لاقترابه من الله الحي القيوم فنجد السجود خاصةً والصلاة عامة هما بمثابة الشحنة للمؤمن ليزداد حياةً حقيقيةً فوق حياتِه الزائلةِ التى يتمتعُ بها مؤقتًا في هذه الدنيا.
الخلاصة
الصلاة هي نبع حياة للمؤمن يحيا قلبه وتنتشي فيها روحه
والله أعلم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
تنويه هام
ما يُنشر في هذا الموقع هو مجرد آراء وأفكار شخصية للمؤلف ولا يُعتمد عليها في تفسير مقاصد الدين الإسلامي ولا القرءان الكريم
هناك 3 تعليقات:
جزاك الله خيرا اخى احمد.ماشاء الله على تفكرك فى ماهيه العباده.وفعلا تشبيهك للصلاه بأنها تذكره للحياه والموت فى حركاتها وسكونها تشبيه بليغ ومنطقى ويؤكد ان فعلا الصلاه عماد الدين من اقامها فقد اقام الدين
جزاك الله عنا خير وبلغك الفردوس الاعلى مع من تحب/اختك فى الله ام عائشه
السلام عليكم
كيف حالك اخى احمد...لاحظنا غيابك عن المدونه وطول فتره التوقف عن الكتابه وقراءك لم يتعودو منك على ذلك
ان شاء الله يكون المانع خير وتطمنا عليك وترجعلنا بمقاله مفيده كما عودتنا
السلام عليكم
مقال جميل ومعك حق فللصلاة بخشوع اثر رائع على النفس
تعيد لها توازنها وراحتها
تسلم ايدك
بارك الله فيك
نعم هي نبع لا ينضب لحياة سعيدة
إرسال تعليق